ولكن قبل الاتفاق على التنفيذ العملي يجب أن نحدد أهدافنا ونرسم لأنفسنا منهج سامي نسير عليه بإذن الله ونجدد النوايا

فقد احتدم الصراع، وأمعن من كان يجاهر بالعداء في عدائه، وأسفر من كان يسر به عن وجهه القبيح، وأحاطت أمتنا الروابي علي كل منها رام بسهم مسموم، وألغام الغدر والخيانة تناثرت في مواطئ الأقدام.
فمن يحسم هذا الصراع لصالح الأمة المكلومة؟ هل سيحسمه ذلك الثقة العاجز، الذي استعاذ منه الفاروق عمر في قوله:
(اللهم إني أعوذ بك من جلد الكافر وعجز الثقة)؟

هل سيحسمه من تبلد عنده حس النضال وانزوي بأمانته؟ هل سيحسمه ذلك الذي يتحرك بالقصور الذاتي وقد نضب وقوده الدعوي؟ كلا.
إن رجل هذه المهمة إنما هو الايجابي صاحب المبادرة الذاتية ونفسية التملص من الحصار والقيود، نفسية التمرد علي الواقع الماجن، يأبي الخضوع للقيود، يرفض حياة العبيد، إنه الداعية الايجابي بكل ما تحمله الايجابية من معان سامقة تستحق التجوال في أفلاكها: