فرسان البشارة الأوفياء:
قبل أن نقوم بالعمل يجب أن نكون إيجابيين فلا نكتب المقالات في شحن الهمم ولكن هممنا تختفي عن الساحة
فهذا الموضوع الطيب هو فقط للتذكرة وبدأنا به لأننا لن نكتب عنه مرة أخرى في مشورعنا فالأصل أن الداعية الإيجابي صاحب الهمة العالية لا ينتظر تكليف من أحد بل هو بحر من العطاء فياض يعطي بلا مقابل وينتظر الأجر من الله تعالى

فالداعية الإيجابي صاحب مبادرة ذاتية:

لاينتظر التكليف، يطلق لنفسه أشرعتها البيضاء، ويسبح في المساحات المتاحة في إطار الانضباط بالجماعية،
تدفعه طاقة في داخله، تولدت من شعوره بالقضية تلك الذاتية التي علمنا إياها هدهد سليمان الذي لم ينتظر تكليف من أحد حتى يتحرك لدين الله، فدل علي جريمة الشرك فكان سببًا في قمعه وإسلام القوم.

هذه الذاتية هي التي حركت الشاب المجاهد "حسن أولو بادلي" ورفاقه في حصار القسطنطينية إلي اقتحام الموت.

وتبدأ قصتهم معنا من يوم الإثنين التاسع عشر من جمادي الأول 857 هجريا وقد جلسوا أثناء فترة الحصار
يتجاذبون أطراف الحديث وهم يتناولون طعام الإفطار بعد صيامهم.

وكان حديثهم حول قضيتهم العظيمة فتح القسطنطينية وكيف أنها استعصت علي الفتح بسبب إحكام التحصينات على أسوارها رغم الثغرات التي أحدثتها مدافع السلطان محمد الفاتح، وتاقت أنفسهم لنيل إحدى الحسنيين، فتواعدوا على أن يكون هدفهم هو ثغرة عند باب الجهة الشمالية.




ولما أذن المؤذن لصلاة الفجر اصطف الجند بين يدي الله، ثم انطلقوا إلى النزال والقتال، وتساقط الشهداء واشتد البأس،




وفي هذه الأثناء كان حسن ورفاقه يتقدمون نحو الثغرة التي حددوها وانهمرت عليهم السهام وقدور الزيت المغلي،




لكنهم تمكنوا من ولوج الثغرة وقاتلوا داخل أسوار القسطنطينية بقوة وبسالة حتى تمكنوا من فتح أحد أبواب القسطنطينية.





واندفع جند الإسلام بينما كان حسن ورفاقه يسقطون شهداء إن شاء الله بعدما نالوا شرف أولوية دخول القسطنطينية وكانوا سببا في فتحها، دون أن ينتظروا تكليفًا ينطلقون بدافع ذاتي بروح المبادرة.









أرأيتم فرسان البشارة نحن أحفاد مَن ؟ أرأيتم همم من سبقونا في الإيمان؟ فأين نحن الآن منهم؟ !!
أرأيتم انتصاراتهم وفتوحاتهم وهممهم العالية؟

يتبع إن شاء الله