السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادي دي بدء أحيك اخي الحبيب عمر بخصوص طرحك الشيق أحب ان انوه بان الموضوع سوف يأخد من اوله نقطة بنقطة حتى نصل إلى المبتغى بفضل الله جل وعلا ...............ونبدأ على بركة الله بوصف القرآن مريم عليها السلام بأخت هارون
[ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ) مريم : 28 )

وهي شبهة قديمة أكل عليها الدهر وشرب فقط نضعها كباب لدخول في صلب الموضوع ومن تم فإنه أمر وارد وقد اشتبه الأمر علي وفد نجران الأمر فهم من أثار هذه الشبهة,[وهنا إحتمال أن تكون معتمدة] خاصة وأنهم كانوا نصاري وفي كتابهم أمثلة شبيهة, علي سبيل المثال, في لوقا 18/38 ( فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني ) ومعلوم أن الفارق الزمني يستحيل بدالك ان يكون يسوع ابنا لداود .. إذن فالمقصود هنا ان يسوع من أسرة داود , وهذا هو نفس المعني الذي قصده اليهود حين نسبوا مريم لهارون لأنها فعلا من أسرة هارون, والتعبير الذي استخدمه اليهود استخدمه لوقا في 1/5 (كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامرأته من بنات هرون واسمها اليصابات ) .. بغض النظر عن الفارق التعبير فان المعني واحد وهو ان اليصابات تنتمي إلي أسرة هارون ( اللاويين ) , علما ان اليصابات هي خالة مريم فهي أخت أمها, وبذلك يكون مريم أخت هارون أو أخت اللاويين
قد يقال ان مريم لاوية من الأم فقط, وهذا لا نقر به لوجود أدلة كثيرة علي عكس دالك, ولنفرض أنها لاوية من الأم فقط’ فهل كونها أختا من الأم فقط يمنع ان نطلق عليها أختا, الإجابة هي لا, عقلا ونقلا , وقد دعي الكتاب المقدس يسوع بابن داود ( لوقا 18/38 ) ولم يكن يسوع ابن داود من الآب بلا شك إذ لم يكن له أبا من الأصل


إن الذين قالوا لمريم ( يا أخت هارون ) هم اليهود والقرآن يحكي عنهم, فلماذا دعوها بأخت هارون بدلا من أخت يهوذا ؟ هذا لو كانت هي من سبط يهوذا من ... . لنتصور عذراء في الثانية عشر تدخل علي أهلها وهي تحمل وليدا أنجبته دون زواج .. كيف سيكون رد الفعل؟ هل نقول لها : هل نقول لها :يا حبيبتي ما هذا الخطيئة الشنيعة وأنت ابنة القديسين, أم يكون الرد قاسي مثلا ما هذا فعلت يا فاجرة يا ابنة برسوم .. فضحتينا يا ابنة الشيطان ............................


ادن فأن كلا التعبيرين واردين ولكل أسرة أسلوبها في مواجهة الأمور, ويبدو جزما ان القوم اختاروا الخطاب الأول, أي الخطاب العاطفي, والخطاب العاطفي اقتضي نسبها إلي هارون’ فقد كان لزاما عليهم ان يجتنبوا جانب الأب الملطخ بالعار لكثرة أبناء الزنا في هذا السبط, بداية من مؤسس السبط يهوذا الذي زنا بزوجة ابنه وولدت له فارص, وفارص هذا ينتمي إليه كل سبط يهوذا, وهذا وفقا لسفر التكوين ( 38/13 – 30 ) ومن هنا نري أن نسبها إلي يهوذا لا يناسب الموقف
وإنتهت القضية

وكانافلة لرد
لنرى قول الشيخ الشعراوى رحمه الله فى خواطره حول الأية الكريمة"إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين"(33) آل عمران

كلمة "عمران"هذه حين ترد فى الإسلام فلنا أن نعرف أن هناك اثنين لهما الأسم نفسه ، هناك "عمران" والد موسى وهارون عليهما السلام . وهناك "عمران "أخر . إن عمران والد موسى وهارون كان اسم أبيه "يصهر"وجده اسمه"فاهاث" ، ومن بعده "لاوى"ومن بعده "يعقوب" ، ومن بعده "إسحق" ، وبعده "إبراهيم" ، أما عمران الأخر ، فهو والد مريم عليها السلام

وقد حدث إشكال عند عدد من الدارسين هو "أى العمرانين يقصده الله هنا؟" والذى زاد من حيرة هؤلاء العلماء هو وجود أخت لموسى وهارون عليهما السلام اسمها مريم ، وكانت ابنة عمران والد موسى وهارون فكلتاهما اسمها مريم بنت عمران . وكانوا فى ذلك الزمن يتفائلون باسم "مريم"لأن معناه "العابدة" ، ولما اختلفوا لم يفطنوا الى أن القرآن قد أبان وأوضح المعنى ، وكان يجب أن يفهموا أن المقصود هنا ليس عمران والد موسى ،وهارون عليهما السلام ، بل عمران والد مريم ، ومنها عيسى عليه السلام ، وعمران والد مريم هو ابن ماثان ، وهو من نسل سليمان ، وسليمان من داود ، وداود من أوشى ، وأوشى من يهوذا ، ويهوذا من يعقوب ، ويعقوب من إسحق.

ويقول الشيخ رحمه الله
وكنا قديما أيام طلب العلم نضع لها ضبطا بالحرف ، فنقول "عمعم سدئيا"وذلك بعد أخذ اول حرف من كل اسم ومعناها..عيسى بن مريم ، ومريم بنت عمران ، وعمران ابن ماثان ، وماثان من سليمان ، من داود من أوشى وأوشى من يهوذا ويهوذا من يعقوب ويعقوب من إسحاق .لقد التبس الأمر على الكثير وقالوا :اى العمرانين الذى يقول الله فى حقه هذا القول الكريم ؟لهؤلاء نقول:إن مجىء اسم مريم عليها السلام من بعد ذلك يعنى أنه عمران والد مريم ،وايضا يجب أن نفطن الى أن الحق قد قال عن مريم " فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"
وزكريا عليه السلام هو ابن آذن ،وآذن كان معاصرا لماثان .إذن فالمراد فى الأية هو عمران والد مريم

وقال الشيخ فى خواطره حول الأية الكريمة "يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا"(289) مريم

قولهم لمريم يا أخت هارون هو تقريع و مبالغة منهم فى تعييرها ، فنسبوها الى هارون الذى سُمى على اسم النبى ، فأنت من بيت صلاح ونشأت فى طاعة الله ، فكيف يصدر منك هذا الفعل؟ كما ترى شيدة محجبة يصدر منها فى الشارع عمل لا يتناسب ومظهرها فتلومها على هذا السلوك الذى لا يتصور من مثلها
أنتهى كلام الشيخ رحمه الله



ولي عودة