بسم الله الرحمن الرحيم


ويلاحظ في الخمسة السلاطين الاواخر ان نتيجة القتل هي السائدة فقد خلع الظاهر قانصوه بعد سنة من تسلمه امر السلطنة رغم انه جديد ،وقتل جانبلاط قبل مرور سنة من تسلمه الامر رغم انه جديد ايضا ،وخنق العادل طومان باي بعد عدة اشهر ،رغم انه جديد ،ولما عرض امر السلطنة على الاشرف قانصوه الغوري رفضه وبكى خوفا من القتل رغم ان سنه كانت تزيد على الستين ،ولم يتسلم الامر الا بشرط الا يقتلوه ولكنه قتل على ايدي العثمانيين بعد ان حكم سبعة عشر عاما ،وكانت عاقبة خلفه طومان باي مثله اذ قتله العثمانيون بعد معركة الريدانية عام 923 ،ودخلوا القاهرة ،وازالوا المماليك عن السلطنة ،وتنازل لهم العباسيون عن الخلافة ،وانتقلت بذلك انظار العالم الاسلامي الى استانبول التي غدت مركز الخلافة ،وتحولت عن القاهرة التي اصبحت مدينة عادية كغيرها من حواضر امصار العالم الاسلامي ،ودرجت مع مراكز الخلافة السابقة مثل بغداد ،ودمشق .
واذا كان السلطان الظاهر برقوق قد تسلم للمرة الاولى مدة ست سنوات 785ـ791 ،ثم قبض عليه وسجن بالكرك ،واعيد السلطان المنصور حاجي لمدة سبعة اشهر ..ثم رجع الظاهر برقوق الى السلطنة ،فان مدة سلطنة الظاهر برقوق الاولى لم اعدها ضمن تسلم المماليك الجراكسة الحكم لان حكمه قد حدث فيه انقطاع وانما بدات تدوين ايامهم بعودة الظاهر برقوق للسلطة ف المرة الثانية حيث استمر حكم الجراكسة دون انقطاع حتى انطوت ايامهم .

استمر الظاهر برقوق للمرة الثانية في الحكم حتى توفي عام 801 في شهر شوال من ذلك العام ،وقام من بعده ابنه السلطان فرج ،ولقب بالناصر ،وبقي حتى عام 808 حيث خلع في السادس من شهر ربيع الاول ،واقيم مكانه اخوه عبد العزيز ،ولقب بالمنصور ،ثم خلع بعد ثلاثة اشهر تقريبا في الرابع من جمادى الاخرة ،واعيد الناصر فرج .

وتوفي الخليفة المتوكل على الله محمد بن المعتضد في الثامن عشر من شهر رجب عام ثمانية وثمانمائة.

وفي عام 795 دخل تيمورلنك بغداد وهدد المنطقة ،فتشكل حلف من سلطان المماليك الظاهر برقوق ،وامير سيواس ،ومغول القفجاق ،والعثمانيين ضد تيمورلنك زعيم التتار ،وخرج الظاهر برقوق على راس حملة عام 797 باتجاه بغداد ،ومعه احمد بن اويس صاحب بغداد والذي فر منها عند دخول تيمورلنك اليها ،والتجا الى القاهرة ،فسار برقوق لاعادته الى عاصمة ملكه ،الا انه لم يحدث قتال لان تيمورلنك كان قد ترك بغداد وعاد الى الشرق فما كان من الظاهر الا ان رجع هو والاخر .
وفي عام 803 خرج الناصر فرج بن برقوق على راس حملة الى بلاد الشام ،لكنه ترك جيشه ،وعاد الى مصر ،فدخل تيمورلنك دمشق ،وسحق الجيش المملوكي .

واتجه تيمورلنك نحو العثمانيين عام 805 وانتصر عليهم ،واسر السلطان بايزيد العثماني ،وبعد ان سمع الناصر فرج بانباء هذه المعارك الطاحنة رضخ لشروط تيمورلنك ،,ضرب النقود باسم تيمورلنك ،وان كان على ما يبدو قد فرح بنفسه على ما تم اذ زال الخوف المتوقع من العثمانيين .
وفي الوقت الذي كانت انظار المماليك تتجه نحو الشرق بسبب هجوم تيمورلنك اغار ملوك قبرص على الاسكندرية عام 806 ثم شنوا غارة على طرابلس في العام التالي

[المرجع :الايوبيون والمماليك في مصر والشام :سعيد عبد الفتاح عاشور ،دار النهضة العربية ،القاهرة 1396هجرية]

v]: rdhl ],gm hgllhgd;