من هو بوذا ؟
هو شخص اسمه الحقيقي سيدهارتا واسم والده سودهودانا ، واسم عائلته غوتاما ، وأسم امه الملكة مايا ، وكان أبوه ملكاً على مملكة ساكيا في النيبال حاليا أما لقب بوذا فهو يعني المستنير أو المستفيق حيث استفاق بوذا بنفسه في السن الخامسة والثلاثين أو السادسة والثلاثين - على اختلاف المصادر - ، وقد عاش سيدهارتا في القرن السادس قبل الميلاد في شمال الهند ، وكان يعيش في قصر ولكنه يحرم نفسه من الترف ومظاهره ، وقد تزوج وهو في السادسة عشر من عمره - وكان هذا هو سن الزواج في مجتمعه - من أميرة جميلة وصغيرة السن أسمها ياسودهارا
وبعد أن واجهت سيدهارتا -بوذا- حقيقة الحياة وآلام البشرية عزم على إيجاد حل للخروج من هذا الألم العالمي فهجر مملكته بعد ولادة ابنه الوحيد " راهولا" بقليل ،وكان بوذا في التاسعة والعشرين من عمره وأصبح بعد هجرانه للمملكة ناسكاً يبحث عن الحل المزعوم .

وفي هذه الفترة أقام بوذا بعيداً عن مملكته في وادي الغانج يلتقي بالمعلمين الدينيين المشهورين يدرس مناهجهم ،وطرائقهم ، ويخضع نفسه لممارسات في التزهد قاسية ، ولكن هذه المناهج والطرائق لم تكن لتشفي صدر بوذا فتركها خلف ظهره بعد أن أمضى في تعلمها ستة أعوام ، وبعد أن ترك بوذا الأديان التقليدية وبينما هو تحت شجرةعلى شاطئ نهر نيراتجارا في إحدى الأمسيات " سميت هذه الشجرة بشجرة الحكمة " أدركت سيدهارتا اليقظة والاستنارة واستفاق ومنذ ذلك الحين أطلق عليه اسم بوذا والتي تعني المستنير أو المتيقظ .

" وبعد يقظته ألقى غوتاما بوذا أولى مواعظه على فريق من خمسة نساك ، هم رفاقه الأوائل في حديقة الغزلان في ايزيباتانا قرب بيناريس ، ومنذ ذلك الوقت ، وخلال خمسة واربعين عاماً قام بتعليم كل الطبقات من رجال ونساء - ملوكاً وفلاحين وبراهمانيين ومن خارج الطبقات ،أصحاب الأموال وشحاذين ، متدينين ورجال عصابات دون أن يقوم بأصغر تمييز بينهم ، لم يكن يعترف بالفروق الطبقية ، أو الزمر الإجتماعية ، والطريق الذي بشر به كان مفتوحاً أمام كل الرجال والنساء المستعدين لفهمه واتباعه ." *

ولم يزعم بوذا أنه كان إلهاً أو إبن إله أو حتى رسولاً مرسلاً من الله فله تعاليم تتمركز حول حقائق يسميها بالحقائق الأربعة الجلية لأنها تجل من وصل إليها وسوف نتعرض لهذه الحقائق في الحديث عن البوذية .

وتوفى بوذا في كوسينارا في الثمانين من عمره .




*البوذية
لا يمكن أن نعتبرها دين في مفهومها الأصلي ، فإنها تعتبر فلسفة عقائدية تنادي بالإيمان بالإنسان لا بالإله ، تؤمن بأن كل انسان نفيس ومهم ، وأن الكل لديه القدرة لأن يتطور إلى بوذا ويقول بوذا في هذا " لا أحد ينقذنا سوى أنفسنا ، لا أحد باستطاعته ذلك ولا أحد قد يفعل ذلك ، نحن علينا أن نسير في الطريق ، إنما البوذات يُرُون الطريق بوضوح .. دامّابادا 165 "


وتتبلور الفلسفة البوذية في تكوينها معتمدة على حقائق أربعة تسمة بالحقائق الجلية أو النبيلة وهذه الحقائق هي :


1* الحقيقة الأولى " دوكها "
ان الحياة معاناة ولكي تعيش يجب أن تعاني ، فالمرء لا يمكن أن يعيش بدون تجربة والتجربة يعني معاناة فمن خلال معيشتك أنت تجوع وتعطش وتمرض وتتألم وكذلك تعاني من الآلام الداخلية كالخوف والوحدة والاحباط وما إلى ذلك

2* الحقيقة الثانية " سامودايا ظهور دوكها "
إن كل معاناة سببها الشهوة ، فمثلاً عندما تريد شيئ ولا تصل إليه تشعر بالإحباط وهو معاناة .

3* الحقيقة الثالثة " نيروذا توقف دوكها "
أن المعاناة يمكن قهرها ويمكن الوصول إلى السعادة وذلك بالتخلص من الأمر المسبب للمعاناة وهو الشهوة ومتى وصل المرء إلى هذه المرحلة فإنه يتصف بالكمال وهذه المرحلة تسمى النيرفانا .فالنيرفانا كما قال بوذا " النيرفانا هي السعادة الأعلى ... دامّابادا "

4* الحقيقة الرابعة " ماجا الصراط "
هي الطريق المؤدي إلى قهر المعاناة أو السبيل إلى ذلك وهي من خلال الطريق الثماني الجليل - على حسب تعبيراتهم - وهو يتكون من ( الفهم التام ، الفكر التام ، الكلام التام ، الفعل التام ، المعيشة التامة ، الجهد التام ، الوعي التام ، التركيز التام ) ...(**)



_____________________________________
(*) L'Enseignement du Bouddha d'après les ####es les plus anciens
بوذا : اعتمادًا على اقدم النصوص / والبولا راهولا ؛ ترجمة يوسف شلب الشام, [ 1422هـ ] ، 2001م.


(**) للإستزادة 1 - المصدر السابق
2 - سؤال جيد ، جواب جيد حول البوذية ،الكاتب دامِّيكا ، ترجمة محمد شيت مطبعة بغداد العراق 2002 .