بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ــــــــــــــــــــــــــــــ
.

هناك العديد من أنواع الشبهات,وأنا من النوع الذي يُفضل تسميتها,فمثلاً هناك شبهات خفيفة تُضحكك على جهل صاحبها, وهناك شبهات عبيطة لا تستحق الرد ولكن كلما مررت بموقف صعب تذهب لتبحث عن الشبهة لتضحك, وهناك شبهات تستحق الرد , أما اليوم معنا شبهة أسميها Multi shobha لأنها متفرعة بعض الشئ

يبدأ النصراني عرض شبهته بإدعاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلى على غير طهور, وبعد ذلك ينتقل بالمتابع المُغيب إلى إدعاء آخر وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم إلتبس عليه أمر الصلوات فجمع بين صلاتين في غير أوقات الجمع ,وأعطى الشبهة مذاقها المتخلف من السب والشتم قليلاً ومن الإستهزاء قليلاً, لكننا لن نكون مثله ,فهو يحاول أن يرقع عوار شبهته بهذه الأساليب الهابطة, أما نحن فسندق على أسنانه بمطارق من حديد لنعلمه كيف يتكلم عن أشرف الخلق.

يقول النصراني :


كيد الشيطان ونزغه المستمر والشديد للنبي كان يجعله لا يميز ما بين حالة الطهارة وبين حالة ### : جاء في صحيح البخاري كتاب الأذان باب إذا قام الرجل عن يسار الإمام فحوله :-

657 حدثنا أحمد قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا عمرو عن عبدربه بن سعيد عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال نمت عند ميمونة والنبي عندها تلك الليلة فتوضأ ثم قام يصلي فقمت على يساره فأخذني فجعلني عن يمينه فصلى ثلاث عشرة ركعة ثم نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ قال عمرو فحدثت به بكيرا فقال حدثني كريب بذلك .

عن أبي هريرة أن النبي خرج إلى الصلاة فلما كبر انصرف وأومأ إليهم أي كما أنتم ثم خرج فاغتسل ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم فلما صلى قال إني كنت جنبا فنسيت أن أغتسل - أحمد 9410.




بالنسبة للحديث الأول,,, فالنصراني بتصنعه العلم ظنَّ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلى بغير طهور ,فقد ضرب صفحا عن الأحاديث التي جاءت عن المعصوم من حيث نوم عينه ويقظة قلبه, فالرسول صلى الله عليه وسلم كانت تنام عيناه ويظل قلبه متيقظاً حاضراً للوحي الذي كان ينزل عليه في بعض الأوقات وهو نائم .

قال الإمام بن حجر(( فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ النَّوْم لَيْسَ حَدَثًا بَلْ مَظِنَّة الْحَدَث لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ تَنَام عَيْنه وَلَا يَنَام قَلْبه فَلَوْ أَحْدَثَ لَعَلِمَ بِذَلِكَ , وَلِهَذَا كَانَ رُبَّمَا تَوَضَّأَ إِذَا قَامَ مِنْ النَّوْم وَرُبَّمَا لَمْ يَتَوَضَّأ )) [1]


قال الإمام الخطابي ((وَإِنَّمَا مُنِعَ قَلْبه النَّوْم لِيَعِيَ الْوَحْي الَّذِي يَأْتِيه فِي مَنَامه)) [2]

قال الإمام النووي ((هَذَا مِنْ خَصَائِصه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ نَوْمه مُضْطَجِعًا لَا يَنْقُض الْوُضُوء ; لِأَنَّ عَيْنَيْهِ تَنَامَانِ وَلَا يَنَام قَلْبه , فَلَوْ خَرَجَ حَدَث لَأَحَسَّ بِهِ بِخِلَافِ غَيْره مِنْ النَّاس )) [3]

أما بخصوص الحديث الثاني ,,,فوالله لهو قمة الجهل, فلو قرأ الحديث مرة أخرى بتأني لوجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم تذكر قبل الدخول في الصلاة أنه على جنابة بدليل أنه كبر فقط ولم يدخل في الصلاة , لكنه تذكر حينها أنه على جنابه وصلاته وقتها لا تصح؛لذلك عاد فاغتسل وصلى بالناس, فأين ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلى بغير طهارة, أم هو حشو للموضوع والسلام بدون فهم أو وعي ....وعجبي !

يُكمل النصراني :

حتى اوقات الصلاة التبست على النبي نتيجة #####النبي صلوات الله عليه وسلم : عن ابن عباس: صلّى رسول الله الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً، في غير خوف ولا سفر. سنن أبي داود 2: 6.
عن ابن عباس: انّ النبي صلّى بالمدينة سبعاً وثمانياً، الظهر والعصر والمغرب والعشاء. صحيح البخاري رقم 518 كتاب مواقيت الصلاة.
وعنه: صلّى النبي سبعاً جميعاً، وثمانياً جميعاً. صحيح البخاري رقم 537.


وللرد ,,,, كثيراً ما نسمع من النصارى أن المسيحية ليست ديانة بل هي حياة,فسبحان الله يخلعون عما يعتنقون خلعة القداسة بكل جهل, أما نحن فنقول أن الإسلام دين للحياة, فلقد وضع الله عز وجل القوانين التي تعين الفرد على الحياة لا أن تجعل حياته كالإنسان الآلي ...!

نرى أن الإسلام رخص في الجمع بين الصلاتين في حالات منها الخوف والسفر ,إلا أن النصراني يظن أن الأمر إلتبس على الرسول صلى الله عليه وسلم فجمع بين الصلاتين في غير الخوف والسفر , وهذا عين الجهل ,فنحن ندعو أصحاب الشبهات أن يتعلموا قبل أن يتفوهوا حتى يصونوا كرامتهم التي ستهدر بعد قليل إن شاء الله

هناك حالات أخرى للجمع بين الصلاتين غير ما سبق ذكره ,منها في حالة المرض مثلاً ,فالإسلام رخص للمريض الجمع بين الصلاتين ومنها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أمر المستحاضة [وهي غير الحائض] بالجمع بين الصلاتين , والإستحاضة نوع من أنواع المرض , شئ آخر وهو المطر الذي يُخشى بسببه بلل الثياب , ومنها الوحل والطين والرياح الشديدة .

والسؤال : لماذا لم يذكر صاحب الشبهة كل هذا ؟

إن كان يعلم فمن أجل التلبيس وهذه فضيحة في حد ذاتهاوإنعدام أمانة بإستغلال قلة علم القارئ فيقوم بالتدليس عليه ويضرب صفحاً عن الأمانة الملقاة على عاتقه من توضيح الحق لبني جلدته,أما إن كان لا يعلم فهذه مصيبة أن يتكلم فيما لا علم له, فالأفضل له أن يجلس ويتعلم أفضل من حمل ثقل لا يقدر عليه ولا يقدر أن يدافع عنه !!

وكما قال الشاعر


إن كنت لا تعلم فتلك مصيبة .:. وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم

لنسوق الأدلة الآن :

فمن الأعذار التي تبيح الجمع أيضاً غير السفر والمرض:-
1-المطر الكثير الغزير الذي يبل الثياب، ويلحق المكلف بسببه مشقة.


2-الوحل والطين، وذلك إذا كان يشق على الناس بسببه المشي.


3-الريح الشديدة الباردة التي تخرج عن العادة، وغير ذلك من الأعذار التي يلحق بالمكلف مشقة إذا ترك الجمع معها. [4]



قَالَ الْمُنْذِرِيُّ ((قَالَ مَالِك أَرَى ذَلِكَ كَانَ فِي مَطَر وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ وَلَيْسَ فِيهِ كَلَام مَالِك )) [5]


وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ (( وَقَدْ اِخْتَلَفَ النَّاس فِي جَوَاز الْجَمْع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ لِلْمَطَرِ فِي الْحَضَر فَأَجَازَهُ جَمَاعَة مِنْ السَّلَف , وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ اِبْن عُمَر وَفَعَلَهُ عُرْوَة وَابْن الْمُسَيِّب وَعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن وَأَبُو سَلَمَة وَعَامَّة فُقَهَاء الْمَدِينَة , وَهُوَ قَوْل مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل غَيْر أَنَّ الشَّافِعِيّ اِشْتَرَطَ أَنْ يَكُون الْمَطَر قَائِمًا فِي وَقْت اِفْتِتَاح الصَّلَاتَيْنِ مَعًا , وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو ثَوْر وَلَمْ يَشْتَرِط ذَلِكَ غَيْرهمَا )) [6]

قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ ((وَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ إِلَى الْأَخْذِ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ , فَجَوَّزُوا الْجَمْعَ فِي الْحَضَرِ لِلْحَاجَةِ مُطْلَقًا لَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ لَا يُتَّخَذَ ذَلِكَ عَادَةً , وَمِمَّنْ قَالَ بِهِ اِبْنُ سِيرِينَ وَرَبِيعَةُ وَأَشْهَبُ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَالْقَفَّالُ الْكَبِيرُ وَحَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ اِنْتَهَى )) [7]

ويُكمل الحافظ قائلاً (( وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ الْجَمْعَ لِغَيْرِ عُذْرٍ لَا يَجُوزُ , وَأَجَابُوا عَنْ حَدِيثِ الْبَابِ بِأَجْوِبَةٍ . مِنْهَا أَنَّ الْجَمْعَ الْمَذْكُورَ كَانَ لِلْمَرَضِ وَقَوَّاهُ النَّوَوِيُّ , قَالَ الْحَافِظُ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ جَمْعُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ لِعَارِضِ الْمَرَضِ لَمَا صَلَّى مَعَهُ إِلَّا مَنْ لَهُ نَحْوُ ذَلِكَ الْعُذْرِ , وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بِأَصْحَابِهِ وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ اِبْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَتِهِ . وَمِنْهَا أَنَّ الْجَمْعَ الْمَذْكُورَ كَانَ لِعُذْرِ الْمَطَرِ)) [8]

ويُكمل النصراني لترقيع وتطويل شبهته :

عن سالم، عن أبيه: كان النبي يجمع بين المغرب والعشاء إذا جدّ به السير. صحيح البخاري رقم 1055 كتاب تقصير الصلاة.
وعن ابن عباس: كان رسول الله يجمع بين صلاة الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير، ويجمع بين المغرب والعشاء. صحيح البخاري رقم 1056.


عن انس: انّ رسول الله كان يجمع بين هاتين الصلاتين في السفر. يعني في المغرب والعشاء. صحيح البخاري رقم 1059.
وعنه: انّ النبي إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخّر الظهر إلى وقت العصر، ثم يجمع بينهما... صحيح البخاري رقم 1060، صحيح مسلم 5: 224.


لا تعليق فالإجابة واضحة بأن سبب الجمع كان السفر .....!


والحمد لله رب العالمين,,,,


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج 1 ص 239
[2] نفس المرجع السابق
[3] شرح النووي على مسلم ج 3 ص 110
[4] الفقه الميُسر في ضوء الكتاب والسنة ج 1 ص 92
[5] عون المعبود في شرح سنن أبي داود
[6] نفس المرجع السابق
[7] تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي
[8] نفس المرجع السابق

v] afim: vs,g hgYsghl dEwgd ugn ydv 'i,v