ضربه رسول الله الله عليه(( ذكر حجاج وغيره عن ابن جريج ، عن الحسن بن مسلم أنه أخبره أنه سمع طاوساً يقول :( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يؤتى بالمجانين(1) فيضرب صدر أحدهم فيبرأ ، فَأُتِيَ بمجنونة يقال لـها : أم زفر ، فضرب صدرها فلم تبرأ ، ولم يخرج شيطانها ، فقال رسول الله : هو يعيبها في الدنيا ولها في الآخرة خير ))(2).اهـ
وفي رواية أخرى عنه قال : (( لم يُؤْتَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأحد به مَـسٌّ(3)، فَصَكَّ(4) صدره إلا ذهب ( ما به )))(5).
ومن حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال : (( لما استعملني رسول الله على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي ، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله ، فقال :( ابن أبي العاص ))
قلت : نعم يا رسول الله.
قال : ( ما جاء بك ))
قلت : يا رسول الله ، عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي.
قال : ( ذاك شيطان ، ادنه ) ، فدنوت منه فجلست على صدور قدمي.
قال : فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي ، وقال : ( اخرج عدو الله ) ، ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال : ( الْحَقْ بعملك ).
فقال عثمان : لعمري ما أحسبه خالطني بعد ))(6).
وفي رواية :(( قال : كنت أنسى القرآن فقلت : يا رسول الله إني أنسى القرآن , فضرب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صدري ثم قال : اخرج يا شيطان من صدر عثمان , فما نسيت شيئاً بعد أريد حفظه ))(7).
وفي حديث أم أبان بنت وازع عن أبيها عن جدها الزارع في قصة الممـسـوس المجـنون ابن أخي الزارع قالت : (( قال الزارع : فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ادنه مني اجعل ظهره مما يليني ) قال : فأخذ بمجامع ثوبه مـن أعـلاه وأسـفلـه فـجـعل يضـرب ظهره حـتى رأيت بياض إبطيه وهو يقول : ( اخـرج عـدو اللـه ، اخرج عدو الله ) فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين يديه فدعا لـه بماء فـمسح وجـهه ودعا له فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفضل عليه ))(8).
وفي حديث سهل بن حنيف بعد أن أصابه عامر بن ربيعة بالعين قال عامر رضي الله عنه : (( فأتيت النبي فأخبرته فقال : قوموا بنا فرفع عن ساقيه حتى خاض إليه الماء فكأني أنظر وضح ساقي النبي فضرب صدره وقال : بسم الله اللهم أذهب حرَّها وبردها ووصبها قم بإذن الله . . . )).
قلت : فالضرب إذن من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علاج المجانين ، لا بل الصك أيضاً فليس فقط يضرب صدر المريض بلطف بل يصك شيطانه صَكّاً ، فكان إذا ضرب أو صَكَّ صدر أحدهم خرج الشيطان فَرَقاً من الصَّكَّةِ ، وتعافى المريض بإذن اللَّه(9).
ــــــــــــــــــــ
(1) قلت : قوله : (( المجانين )) : أي : الممسوسين بالجن ، ويدل عليه قوله : (( ولم يخرج شيطانها )) ، وأن العرب تقصد بالجنون المس ولبس الشيطان .
(2) ابن عبد البر ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب )( باب الزاي )( ترجمة رقم 2539 ـ أُمُّ زُفَرَ التي كانت بها مس من الجن ) ، وابن الأثير ( أسد الغابة )( باب الزاي )( ترجمة رقم 7437 ـ أم زفر ، هي التي كان بها مس من الجن )، والحافظ ابن حجر ( فتح الباري /10)( كتاب المرضى )( باب فضل من يصرع من الريح ، حديث رقم 5652 ) بتصرف يسير ، وجملة : (( ولم يخرج شيطانها )) لم يوردها الحافظ في الفتح مع نقله لكلام ابن عبد البر .
قلت : مرسل صحيح ، له شاهد من حديث عثمان بن أبي العاص قال : (( فضرب صدري بيده )) .
(3) قلت : قوله :( به مس ) صريح الدلالة في المراد بإطلاق لفظ ( المجانين ) على الممسوسين في الرواية الأولى ، ففي الثانية تفسير ومزيد بيان بقوله :( إلا ذهـب مـا به ) ، أي من جن ، فلو كان جنوناً لا يد للجن فيه ما كان ليتعافى بصكة كهذه في غمضة عين ، وقد عَلِمْنَا هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علاج الأمراض العضوية بالأعشاب والدعاء وما شابه ذلك ، فما كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضرب المرضى الذين لا جن معهم ، ومن اعترض فعليه الدليل .
(4) صك : ضرب بشدة .
(5) ( الفجر المنير )( الباب الحادي عشر ) .
(6) ابن ماجه ( سنن ابن ماجه )( كتاب الطب )( باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه )( حديث رقم 3548) ، ومحمد بن هارون ( مسند الروياني )( عثمان بن أبي العاص )( حديث رقم 1501) ، وابن أبي عاصم ( الآحاد والمثاني )( حديث رقم 1370) .
قلت : إسناده حسن من أجل محمد بن عبد الله الأنصاري تابعه سعيد بن سفيان الجحدري .
(7) الحارث بن أبي أسامة ( مسند الحارث )( كتاب المناقب )( مناقب عثمان بن أبي العاص )( حديث رقم 1015) ، وأبو نعيم ( معرفة الصحابة )( باب العين )( من اسمه عثمان )( حديث رقم 4400) .
قلت : إسناده ضعيف جداً فيه عبد ربه بن الحكم مجهول الحال ، وعبد الله بن عبد الرحمن متكلم فيه ، وله شاهد مرسل صحيح من طريق طاوس فالحديث حسن .
(8) الطبراني ( المعجم الكبير )( حديث رقم 5314 ) ، والـهيثمي ( مجمع الزوائد )( كتاب علامات النبوة )( باب ماجاء في الأشج ورفقته )( حديث رقم 16061).
قلت : إسناده حسن.
(9) مواساة العليل بتصرف شديد وتقديم وتأخير.

lk qvfi vs,g hggi wgn hggi ugdi ,ugn Ngi ,sgl Hekhx hgugh[