Fares Almasry
لا يعني أنك تنكر الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم


لي سؤال ما هو ذاك الناسخ والمنسوخ وكيف تقبل به وكم مقداره تحديداً ؟؟


Fares Almasry

أنت فعلاً في موضوع القرآن ذكرت نقاط يندرج تحتها الكثير والكثير وربما نناقشها لاحقاً


Ahmed Alsakandry

أولا : تعالى نعرف ما هو النسخ و ما هو الناسخ و المنسوخ ؟
النسخ هو : رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ، والدليل الرافع يسمى: الناسخ، ويسمى الرفع: النسخ.

ثانيا : أقسام النسخ في القرآن الكريم :
1- نسخ التلاوة و الحكم معا : و صراحة لم أعثر لهذا النوع على مثال .

2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم : و المثال على ذلك آية الرجم ، فهي و إن نسخت تلاوتها من القرآن ، فقد بقى حكمها من السنة النبوية المطهرة ، فقد روى مسلم في صحيحه و أحمد في مسنده و ابن حبان في صحيحه عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ،عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : خُذُوا عَنِّي فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ الثَّيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ رَجْمٌ بِالْحِجَارَةِ ، وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ "

3- نسخ الحكم مع بقاء التلاوة : فهذا القسم أكثر الأقسام أمثلة ، و مثالنا هو نسخ وجوب قيام الليل :

المنسوخ: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا}[المزمل: 1- 3].

الناسخ: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ} [المزمل:20].

النسخ: وجه النسخ أن وجوب قيام الليل ارتفع بما تيسر، أي لم يَعُدْ واجباً.




Ahmed Alsakandry

أما قولك :
كيف تقبل به ؟!!


فالجواب : عندما نعرف الحكمة من النسخ ، تطمئن صدورنا ، و نعرف حكمة الله تعالى في ذلك ، فنؤمن بذلك ، و تستيقنها أنفسنا ، فأعلم أن للنسخ حكما كثيرا :
1- قد يكون نسخ للتدريج في التشريع ، كما في تحريم الخمر :
المرحلة الأولى من التدرج نحو التحريم هي قول الله تعالى: " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما " [البقرة]
ولكن الآية لم تحرم الخمر تحريما قاطعا.

ثم انتقلت بهم إلى مرحلة ثانية وهي تحريم الخمر عند قربان الصلاة وذلك لمناسبة وقعت حيث إن أحد الصحابة رضي الله عنه صلى بأصحابه فقرأ القرآن الكريم بطريقة مغلوطة فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله قوله.
قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل " [النساء]
فنهي المسلمون عن قربان الصلاة وهم سكارى ، فهنا ضيّق الوقت أي أن الناس إذا أرادوا أن يشربوا الخمر شربوها في وقت بعيد عن وقت الصلاة.

ثم جاءت المرحلة الأخيرة.
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " [المائدة]
فأنزل الله في هذه الآية النهي التام عن قربان الخمر والميسر وبيّن الله تعالى أنها رجس وأنها من عمل الشيطان وأنه يجب على كل مسلم أن يجتنبها وختمت الآية الثانية بقوله تعالى: " فهل أنتم منتهون " ، فقال الصحابة رضي الله عنهم : انتهينا انتهينا.

2- إن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً بالنعمة ورفع المشقة، حتى يتذكر العبد نعمة الله عليه.
مثال 1 : نسخ وجوب قيام الليل إلي ما تيسر منه ، و قد سبق بيانه .
مثال 2 : إن الله تعالى أمر بثبات الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [ الأنفال:65] ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى :{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:66] فهذا المثال يدل دلالة واضحة على التخفيف والتسير ورفع المشقة، حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه.

3- الابتلاء والاختبار ، وهل يؤمن الناس بأن هذا من عند الله أو يرتدوا على أدبارهم
ولذا قال الله تبارك وتعالى في شأن نسخ القبلة الأولى وتحويلها إلى الكعبة بعد أن كانت إلى بيت المقدس
:)سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ([سورة البقرة ]



Ahmed Alsakandry

أما قولك :
كم مقداره تحديدا ؟
فأنك تسأل عن القسم الثالث و هو نسخ الحكم مع بقاء التلاوة ، و أنا لا أستطيع تحديدهم الآن ، ولكن أستطيع أن أجيبك في أي آية هل هي منسوخة أم لا ؟ و هناك كتب كثيرة تعرضت لموضوع النسخ و المنسوخ في القرآن و هذا بعضها :
من الكتب المطبوعة المصنفة قديماً في الناسخ والمنسوخ :
1 - الناسخ والمنسوخ في القرآن ، لأبي عبيد القاسم بن سلام ( ت 224 هـ ) .
2 - الناسخ والمنسوخ في القرآن ، لأبي جعفر النحاس ( ت 328 هـ ) .
3 - الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ، لمكي بن أبي طالب ( ت 407 هـ ) .
4 - الناسخ والمنسوخ ، لأبي منصور عبدالقاهر البغدادي ( ت 429 هـ ) .
5 - الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ، لأبي بكر محمد بن عبدالله بن العربي ( ت 543 هـ ) .
6 - نواسخ القرآن ، لابن الجوزي ( ت 597 هـ ) .
7 - ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه ، لابن البارزي ( ت 738 هـ ) .
ومن المؤلفات الحديثة المطبوعة في موضوع النسخ :
1 - النسخ في القرآن الكريم ، لمصطفى زيد ( رسالة دكتوراه ) .
2 - نظرية النسخ في الشرائع السماوية ، لشعبان محمد إسماعيل .
3 - فتح المنان في نسخ القرآن ، لعلي حسن العريض .
4 - النسخ في الشريعة الإسلاميَّة كما أفهمه ، لعبدالمتعال الجبري ( رسالة ماجستير ) .
5 - النسخ بين الإثبات والنفي ، لمحمد محمود فرغلي .
6 - دراسات في الإحكام والنسخ في القرآن الكريم ، لمحمد حمزة .
7 - الأدلة المطمئنة على ثبوت النسخ في الكتاب والسنة ، لعبدالله مصطفى العريس .
إضافة إلى ما كتب في النسخ في أغلب الكتب المؤلفة في علوم القرآن وأصول الفقه .
وهناك مقالات وبحوث في مجلات عن هذا الموضوع ومنها :
1 - النسخ في القرآن الكريم ، للشيخ عبدالله الشبانة في مجلة البحوث الإسلاميَّة ، العدد 29 ص 207
إلى ص 277 .
2 - النسخ في الشريعة حقيقته والحكمة منه ، لعمر السّردي في مجلة الحكمة ، العدد التاسع ص 157
إلى ص 221 .

بالإضافة إلى كتب التفاسير المعتمدة ........
ملحوظة : يجب التنبيه أن بعض العلماء قد أفرطوا في بيان الآيات المنسوخة ، فمثلا قالوا بأن آية السيف قد نسخت أكثر من مائة آية ، و هم بالطبع قد أخطئوا في ذلك ، و قد وضع العلماء قواعد لتسهيل معرفة الناسخ و المنسوخ في القرآن ، تجد ذلك في الكتب ، و لله الحمد و المنة .





Ahmed Alsakandry

معذرة بعد أن ننتهي من موضوع القرآن الكريم ، و نستوفي جميع نقاطه ، لي سؤال بسيط عن شىء في كتابك المقدس ؟

هل توافق ؟