Ahmed Alsakandry
أعتذر عن التأخير لأسباب خارجة عن إرادتي ، وتقبل معذرتي .


أما عن سؤالك :
ما الدليل على أن القرآن ليس من كلام البشر ؟؟
هل القرآن غير محرف فعلاً ؟؟


فالرد عليه :
بادئ ذي بدء تعالى نعرف ما هو القرآن الكريم ؟
القرآن الكريم هو كلام الله المعجز المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف،
المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته.

و لكن هل فعلا القرآن ليس من كلام البشر ، و أنه غير محرف ؟!!!!
بالطبع هو كلام الله تعالى غير محرف ، لا يشك في ذلك مسلم أدنى شك ، و لا يرتاب أدنى ارتياب !!!
و لكن كيف نقنع غير المسلمين بذلك ؟
الجواب من عدة وجوه :
الأول : أسلوب القرآن الفريد الذي ليس له مثيل في كلام العرب
الثاني : إخباره عن الأمم السابقة .
الثالث : إخباره عن الأمور المستقبلية .
الرابع : الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ، بالرغم أنه كتاب إيمان و ليس كتاب علم .
الخامس : تحدي الله في القرآن للكفار أن يأتوا بمثله ، و عجز عن ذلك بلغاء العرب و فصحاءها .
السادس : تعهد الله بحفظه .
السابع : خلوه من التناقضات و الأخطاء العلمية و التاريخية ، لأن مصدره هو الله .
الثامن : عظمة التشريعات القرآنية ، و صلاحيتها لكل زمان و مكان لأن مصدرها هو الله العالم بطبائع البشر و تقلباتها و بما يصلح الناس .
التاسع : شهادة العلماء المنصفين من غير المسلمين .

منتظر موافقتك على أي نقطة من هذه النقاط ، لنبدأ مناقشتها ، فكل نقطة تندرج تحتها عشرات بل مئات الأمثلة و الأدلة ، لا تتسع لها المجلدات .


Ahmed Alsakandry

في حادث الإفك المعروف ما الذي يمنع حقاً أن تكون الآيات التي نزلت في هذا الموقف قد وضعها الرسول لتبرئة زوجته عائشة لا أكثر ؟؟

الجواب :
######

لأنه مستحيل تماما أن يكون القرآن من تأليف النبي صلى الله عليه و سلم:
فبالإضافة إلى الوجوه السابقة :
1- لو كان القرآن من تأليف النبي صلى الله عليه و سلم لكان أودع فيه شجونه و سجل فيه أحزانه
فمثلا لم نجده يذكر شيئا عن عام الحزن الذي توفي فيه اثنان من أقرب الناس إلى قلبه ، و يؤازرونه و هما زوجته و عمه
و مع ذلك لم نجد في القرآن أدنى ذكر .

و هذا دليل عقلي على أن هذا القرآن من عند الله ، لأنه منفصل تماما عن ذات النبي صلى الله عليه و سلم و تفكيره و مشاعره .

2- وجود بعض الآيات التي فيها عتاب للنبي صلى الله عليه و سلم عن أشياء فعلها مثل :
كما حدث بصدد الأعمى الذي انصرف عنه النبي إلى أشراف قريش:
) عبس وتولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزكى. أو يذكر فتنفعه الذكرى) 1- 4 عبس
فلو كان من تأليف النبي صلى الله عليه و سلم لما جهد نفسه بتأليف آية تعاتبه ، أو على أقل تقدير أخفاه و لو كان قادرا على إخفاءه .
و هذا دليل عقلي آخر على أن النبي صلى الله عليه و سلم هو مبلغ عن ربه بكل ما أوحى إليه .

3- أن القرآن أسلوبه ليس مثل أسلوب النبي صلى الله عليه و سلم ، و تستطيع مقارنة ذلك ، فهذه أحاديثه وكلامه مدونة في دواوين السنة المطهرة ، و قارن ذلك بأسلوب القرآن ، الذي لا يوجد له شبيه في كلام العرب .
و هذا ما أعترف به المشركين الذين كذبوا القرآن عندما سموه سحرا ، أي أنه غير أسلوب النبي صلى الله عليه و سلم
فلو كان من تأليفه لكان شبيها بأسلوبه ، و هو ما لم يكن .

4- أن النبي صلى الله عليه و سلم كان أميا لا يعرف القراءة و لا الكتابة ، فلم يختلط بحضارة ، و لم يغادر شبه الجزيرة العربية ، بل أن أقصى مكان ذهب إليه هو بصري بالشام ، فاحتمال تأليف القرآن و اختلاقه يصل إلى درجة الاستحالة ، و مع ذلك جاء القرآن بهذه العظمة و بدون أي تناقض .

هذه بعض الأدلة العقلية على أن القرآن من عند الله تعالى .

نعود إلى حادثة الافك :

فأن وضع النبي صلى الله عليه و سلم لآيات تبرئة زوجته يصل إلى درجة الاستحالة :

أولا : لو كان النبي صلى الله عليه و سلم يريد تبرئة زوجته أمنا عائشة رضي الله عنها ، فلما أنتظر شهرا كاملا يتألم فيه هو و زوجته و أبوها من صنيع المنافقين و هم يقعون في عرضه ، و يفرحون بذلك ، لماذا لم يخترع آيات في التو و اللحظة يبرأها مما قال المنافقين صيانة لعرضه .
لكن الوحي نزل في الوقت الذي اقتضته حكمة الله تعالى .

ثانيا : قالت عائشة رضي الله عنها في حديثها عن الأفك "فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي قالت "فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم ثم جلس" قالت "ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني" قالت "فتشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه"

هل تأملت قول عائشة رضي الله عنها :
ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني
فلو كان النبي صلى الله عليه و سلم متحيزا لزوجته ، و وضع هذه الآيات لتبرئتها
فلما هجرها ؟!!!


ثالثا : ما سبق من أن القرآن ليس من اختراع النبي صلى الله عليه و سلم .


و هذا غيض من فيض ، و لم أحب أن أطيل عليك
لأنني أعرف أنك تكره الإطالة .