لآية { إن تبدوا شيئا أو تخفوه يحاسبكم به الله } كيف تنسخ والأعمال بالنيات
الأخ محمد عطا الآية لسنا نحن من نسخناها الذي أنزلهها هو الذي نسخها وهو العليم الحكيم يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب

وروى مسلم من حديث أبي هريرة قال :
" لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير } [ 2 / البقرة / آية 284 ] قال فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم بركوا على الركب . فقالوا : أي رسول الله ! كلفنا من الأعمال ما نطيق . الصلاة والصيام والجهاد والصدقة . وقد أنزلت عليك هذه الآية . ولا نطيقها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم . فأنزل الله في إثرها : { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } [ 2 / البقرة / آية 285 ] فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى . وأنزل الله عز وجل : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ( قال : نعم ) ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ( قال : نعم ) ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ( قال : نعم ) واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ( قال : نعم ) [ 2 / البقرة / آية 286 ] " ورواه البخاري مختصراً

أما حديث " إنما الأعمال بالنيات " فلا علاقة له بالآية لأنه يتكلم عن النية التي أفضت عملاً أما الآية تتكلم عن حديث النفس

بمعنى إن حضرتك لو حدثت نفسك بالزنا أو شرب خمر تعاقب على حديث النفس هذا . ولكن رحمة الله بنا أنزل آيات نسخت هذه الآية .

آية الرجم كيف تنسخ ويبقى حكمها لمجرد أن أكلتها معزة ، أليس الله تكفل سبحانه وتعالى بحفظ كتابه ، الرجم كان في شريعة اليهود وكان يطبق قبل نزول آية الجلد ، لذلك نجد بعض الصحابة يسألون عن الرجم اقبل أم بعد نزول آيات الرجم
لا تُنسخ آيات القرآن بفقدانها أخي الكريم لا يقول بذلك أحد إنما تدعيه النصارى وبعض الجهال أم وحتى الحديث بغض النظر عن ضعفه وصحته لا يشير من قريب أو بعيد أن النسخ كان بسب أكل الصحيفة لأن القرآن الكريم جمع صدور وليس جمع صحف : " بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ "

أما الرجم فنسخ تلاوته رب العالمين وأثبت حكم رب العالمين وبلغ بذلك رسوله الكريم وعلمنا هذا صحابته الغر الميامين وقد رجم النبي صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر وعمر وعثمان وكل الخلفاء من بعدهم وكان الرجم معرفا مطبقاً في الشريعة الإسلامية وإنما تخلف عن شرع الله ونكص عنه أصحاب القلوب المريضة عليهم من الله ما يستحقون .

وروى البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :
" أما بعد ، فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة ، أو كان الحبل أو الاعتراف ، ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : أن لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم "

ونسأل الله عز وجل العفو والعافية