تشريعات ظالمة تؤدي للقتل



يهوه (يسوع) يَقْتلُ أونان ابن يهوذا لأنه استمنى وسكب منيه على الأرض امام زوجته بسبب تشريع ظالم (تكوين 38:10) .



النفاق التشريعي بين يهوذا وداود



أمنون ابن داود أحب اخته حتى زنا بها .. ثم كرهها وطردها من بيته {2 صموئيل 13(1-17)}.


قبل البدء في كشف هذه النقطة وما يدور حولها يجب أولاً أن أربط بين احداث قتل عيرا بن يهوذا بعد أن تزوج ثامار ؛ وبين قتل اونان بن يهوذا بعد أن تزوج أرملة اخيه عيرا ؛ وبين زنا يهوذا بكنته ثامار زوجة ابنه عيرا وبين زنا داود مع جارته بثشبع بنت اليعام زوجة صديقه اوريا الحثي وقتله له وبين زنا أمنون ابن داود بأخته ثامار .


من ليس على دارية بهذه الحداث عليه اولاً قراءة الإصحاح 38 من سِفر تكوين والإصحاح 11 & 12 & 13 لسِفر صموئيل الثاني .
.
قد تخرج علينا الكنيسة برفض ربط أحداث يهوذا بداود بإدعاء أنه في زمن يهوذا ما كان هناك ناموس لتطبيقه ... وهذا طبعاً تضليل للقارئ لأن القمص ميخائيل مينا مدير كلية اللاهوت بحلوان ذكر في كتابه "موسوعة علم اللاهوت" أن الله لم يترك الكون من آدم إلى موسى بلا وحي أو إعلان حيث انه كان يعلن لهم خطاباته وتشريعاته وإلهاماته المتنوعة وضل من ظن غير ذلك ، وايضا ذكر سفر تكوين أن الله أمد إبراهيم بالفرائض والأوامر والتشريعات (تكوين 26:5)وألتزم إبراهيم بتوريث أحفاده هذه التشريعات (تكوين 18:19) ..

.


وصدق عليها حضرة صاحب الغبطة البابا المعظم الانبا يوساب الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية

(المبحث الرابع) ص 29
الوحي من آدم لموسى

.


نأتي الآن لنشاهد النفاق في تطبيق الشريعة على الجاني .


انجب يهوذا ثلاثة اولاد هم : عيرا و أونان و شيلة

فكون أن عيرا هو البكر فتزوج بنت اسمها ثامار .. ولكن عيرا كان شرير في عيني الرب فاماته الرب .

وطبقاً للناموس تزوج الابن الثاني "أونان" أرملة أخيه ثامار .. ولكن أونان علم بأنه طبقاً للتشريع لن يُنسب مولوده الأول له (لا عن طريق الشرع ولا عن طريق الجسد) بل سينسب لأخيه الميت عيرا .. لذلك رفض أونان معاشرة ثامار معاشرة جنسية وكان يلقى منيه (سائله المنوي) على الأرض امام عين زوجته معلناً رفضه لهذه العنصرية .. فقبحت أفعال أونان في عيني الرب فاماته الرب.
.
طبقاً للناموس يجب على يهوذا أن يزوج ثامار لابنه الثالث "شيلة" ولكن يهوذا خاف عليه من الموت كما حدث لأولاده الاثنين "عيرا وأونان" .. ولكن رفض يهوذا لتطبيق الناموس لم يقبح في عيني الرب .:p015:
.
في يوم اشتهى يهوذا لثامار وزنا بها بعد أن أخذت منه المقابل المادي لهذه العلاقة (دعارة) .. وبعد ذلك أمر يهوذا بحرق ثامار نتاج زناها ولكنه لم يُعاقب نفسه طبقاً للناموس ايضاً .. ولكن عدل يهوذا عن حرق ثامار واعتبرها من الأبرار وأعلى شرف منه :king:
.
فرغم أن عيرا ابن يهوذا كان شرير فقبح في عيني الرب فاماته الرب ، وعلى الرغم أن أونان كان يلقي منيه على الأرض فقبح ذلك في عيني الرب فاماته الرب إلا أن النفاق التشريعي ظهر حين صلح عمل يهوذا ورفض أن يطبق الناموس بتزويج ابنه الثالث "شيلة" ولم يقبح ذلك في عيني الرب وايضاً صلح عمل يهوذا حين زنا بكنته ثامار ولم يقبح ذلك في عيني الرب ولم يُميته كما فعل مع عيرا و أونان ؛ وايضاً صلح عمل يهوذا في عيني الرب حين رفض تطبيق الناموس على نفسه كزاني وعلى ثامار كزانية ولم يقبح ذلك في عيني الرب ؛ وايضا صلح عمل يهوذا وأصبح السفاح "فارص" ابن الزنا (زنا محارم) وليد ثامار البكر هو أحد أجداد الرب حين ظهر في الجسد حسب الإيمان المسيحي .
.
تعالوا الآن نرى قمة التناقض والنفاق في قصة يهوذا واولاده والعاهرة ثامار وبين قصة داود والعاهرة جارته زوجة صديقه وابنه وبنته .
.
في يوم مُمل صعد داود على سطح بيته واخذ يجرح عورة بيوت جيرانه (ولم يقبح ذلك في عيني الرب) وفجأة رأى داود امرأة جميلة رشيقة القوام فاتنة الجمال اسمها بثشبع بنت اليعام تستحم ولا نعرف كيف لامرأة تستحم دون أن تستر نفسها داخل غرفة أو خلافه (ولم يقبح ذلك في عيني الرب).. ففتن داود بجمال المرأة واستدعاها لمنزله (ولم يقبح ذلك في عيني الرب).. وطلب منها أن يزني بها فأشارت بأنها مطهرة من طمثها وجاهزة للزنا :king: (2صم11:4) فزنا داود بها (ولم يقبح ذلك في عيني الرب)... ثم خطط داود خطة محكمة للتخلص من أوريا جاره زوج بثشبع الزانية ونجح في قتله (ولم يقبح ذلك في عيني الرب).
.
لا شك بأن داود جاء بعد زمن تشريعات العهد القديم وهو يعلم بأن هناك ناموس يُطبق على الزاني والزانية وقاتل النفس بغير حق ؛ ولكن طبقاً للعهد القديم كتاب الكنيسة تجاهل داود الناموس (ولم يقبح ذلك في عيني الرب).
.
الآن تدخل الرب معلناً رضاه عن ما فعل داود فاعلن أنه يعلم كل ما فعله داود من زنا وقتل ولكن الناموس لا يُطبق على السادة والملوك بل يُطبق على الغلابة والمساكين ولذلك بدل الرب الناموس وأعلن عدم قتله لداود بل الذين سيتحملون العقاب هم الأبرياء .. فسيتم قتل الجنين السفاح بكر داود من زنا بثشبع بنت اليعام على الرغم من أن بكر يهوذا من كنته ثامار لم يقتل رغم فظاعة فعل يهوذا(زنا محارم) وتحول السفاح إلى احد أجداد الرب وتناسى الرب بأنه لم يكتفي بعدم تطبيق ناموس رجم الزاني وقتل القاتل بل طعن ايضا في ناموس أخر يُحرم تحميل الأولاد أخطاء آبائهم ... فلا يقتل الآباء عن الاولاد ولا يقتل الاولاد عن الآباء . كل انسان بخطيته يقتل (تث 24:16) .
.
ولم يكتفي الرب بهذه الفضيحة التشريعية بل أعلن بأن الزنا والدعارة علناً وامام اعين الناس هو تشريع سماوي عقابي ؛ فقال لداود : هانذا اقيم عليك الشر من بيتك و اخذ نساءك امام عينيك و اعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس، لانك يا داود فعلت بالسر و انا الرب افعل هذا الامر قدام جميع اسرائيل و قدام الشمس (2صموئيل12:11)... وأصبحت الدعارة عقاب تشريعي .
.
لم يكتفي الرب بذلك بل أرسل عمل الضلال (2تس 2:11) حيث كان لداود ولد اسمه "أمنون" وكان "أمنون" أخت فاتنة اسمها "ثامار" فاحبها "أمنون" وأرد أن يزني بها فتمارض وطلب من أبيه داود أن يرسل له أخته "ثامار" لتخدمه فترة مرضه وحين دخلت اخته عليه هجم عليها وزنا بها وبعد ذلك طردها ورغم ذلك (ولم يقبح ذلك في عيني الرب)... ولم يقتل الرب امنون كما فعل مع عيرا وأونان اولاد يهوذا .
.
الغريب في الأمر أن داود تحدى الرب وتزوج بثشبع بنت اليعام وأنجب منها سليمان فأخذ الرب سليمان جد له .. فلماذا لم يقتل الرب السفاح "فارص ابن يهوذا" ابن الزنا واخذه جد له ، وقتل السفاح مولود داود ولم يأخذه جد له ؟

إذن النفاق التشريعي في كتاب الكنيسة مفضوح وظاهر كالشمس ولكن المسيحي ينظر لهذه الأمر بالعاطفة ومتبعاً مقولة جحا : طالما الدعارة بعيدة عن مؤخرتي فلا يهُمني .


ونختم هذه النقطة من خلال سفر اعمال الرسل بالعهد الجديد حين ذكر لنا بأن ما كان يفعله داود في حياته كان بمشيئة الرب وليست بمشيئة غيرة (أعمال الرسل 13:22)... ويا لها من فاجعة .

.
كل الاحترام لانبياء الله يهوذا وداود وسليمان وغيرهم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام ، فهم أشرف من ما نُسب إليهم .. فناقل الكفر ليس بكافر