الله عز وجل لم يعاقب آدم عليه السلام بإخراجه من الجنة لأن الله عز وجل خلق آدم عليه السلام ليعيش على الأرض وليس ليعيش في الجنة .. والله عز وجل ذكر لنا هذا في سورة البقرة بقوله للملائكة :- {واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة (البقرة:30)} ... ولكن قبل أن يبدآ هذه المهمة. جعلهما (آدم وحواء) الله سبحانه وتعالى يمران بتجربة عملية بالنسبة لتطبيق المنهج وبالنسبة لإغواء الشيطان. وحذرهما بأن الشيطان عدو لهما.. كان لابد بعد ان وقعت المعصية أن يشرع الله تعالى التوبة رحمة بعباده. ذلك أن تشريع التوبة ليس رحمة بالعاصي وحده، ولكنه رحمة بالمجتمع كله. فالإنسان إذا عصى وعرف أنه لا توبة له وأنه محكوم عليه بالخلود في النار. يتمادى في إجرامه. لأنه مادام لا أمل له في النجاة من عذاب الآخرة. فإنه يتمادى في المعصية. لأنه لا أمل في الغفران أو التوبة..فحين عصى آدم عليه السلام الله عز وجل طلب آدم من الله المغفرة والتوبة بقوله :- {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (الأعراف:23)} فتقبل الله عز وجل من آدم التوبة لذلك قيل في سورة البقرة { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ [البقرة: 37]}...فأعترف آدم بذنبه. واعترف بضعفه. واعترف بأن المنهج حق. وطلب التوبة من الله سبحانه وتعالى. {فَتَابَ عَلَيْهِ} وهكذا عندما نزل آدم ليباشر مهمته في الحياة. لم يكن يحمل أي خطيئة على كتفيه.. فقد أخطأ وعلمه الله تعالى كلمات التوبة. فتاب فتقبل الله توبته { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } ..
أما بخصوص المسيحية في هذا الشأن ، فالكل يضلل نفسه لأن سفر التكوين الذي بنت الكنيسة عليه عقيدتها يؤكد بأن آدم مخلوق للأرض وليس للجنة فقيل :- [26 وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض27 فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم28 وباركهم الله وقال لهم: أثمروا واكثروا واملأوا الأرض، وأخضعوها، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض29 وقال الله: إني قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الأرض، وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما30 ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية، أعطيت كل عشب أخضر طعاما. وكان كذلك (تكوين1)]
إذن آدم مخلوق للأرض وليس للجنة .. كما أن سفر التكوين ايضا كشف بأن الله غفر لآدم بدليل أن أول ذبيح في الكون كانت بيد الله ليؤكد قبول التوبة للآدم فصنع له ولحواء لباس [وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما (تكوين3)] وبذلك بعد هذه التجربة والتوبة اصبح آدم يعرف الخير والشر الذي ما كان يعرفه من قبل فقيل :- [ وقال الرب الإله: هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر(تكوين3:22)] ثم أُعيد آدم للأرض التي أُخذ منها (بضم الألف) وهذا يعني بأنه طبقا لكتب الكنيسة يتأكد لنا بأن الله خلق آدم على الأرض ثم أخذه لمهمة داخل الجنة ثم أعاده مرة اخرى للأرض ، وليس قوله :- (فأخرجه) تعني طرد [فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا(تكوين3:23)]أكرر (لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا) .. لكن للأسف هم يعيشون في ضلال ولا أحد منهم يريد أن يُفكر بعقله وسلموا أنفسهم للكهنة .
الشيخ الألباني شخصية لها مكانتها بين المسلمين ، والشيخ الشعراوي شخصية لها مكانتها بين المسلمين .. وأنا لا أُصدق مثل هذه التسجيلات الصوتية لأن العلم تطور ويمكن فبركة أي تسجيل بسهولة .. فأنا أُصدق ما أسمعه وأراه في آن واحد فقط .. ولو صح القول بأن الشيخ الألباني كفر الشيخ الشعراوي فهذا شأنه وأظن بأن الشيخ الألباني يعلم تماما حُكم تكفير مسلم .
.
كما أننا في الإسلام ليس لدينا عمل كهنوتي .. فنحن نحترم كل شيوخنا ونستفاد منهم في حدود العلم فقط ، أما الآراء الشخصية فهي تخص صاحبها .
الشيخ الشعراوي أحترمه وأحترم علمه ولقد تعلمت منه الكثير واستفدت من علمه ، كما أن الله أعطاني عقل لأفكر وأتدبر واحلل ما يقال عنه ، وإلى الآن لم اجد في علمه شيء يستدعي الإدعاء بأنه كافر ، كما انني لا أكفر مسلم .
استمري في المشاهدة .. فهو رجل فاضل وعالم جليل له قدره ومكانته .
لك مني كل احترام وتقدير
.
المفضلات