مشاركة بواسطة مناصر الإسلام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

أستاذنا
السيف البتار ! حياك الله و جزاك عنا خير الجزاء .

سؤالى سيكون عن حقيقة مفهوم الوحى فى المسيحية .


فقد جاء فى كتاب شبهات وهمية الجزء الأول ص 62 هذا السؤال :


هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام ؟

فجاء رد القس ص 63 و أهتم برقم ( 4 ) من الرد إذ قال :





غير أننى قد قرأت فى دائرة المعارف عن سفر الخروج - سفر تاريخى ، أليس كذلك أستاذنا ؟! - ما يلى :




فها هو الكاتب يكتب معتمدًا على علمه و معرفته بالمنطقة المحيطة به ، بل و يستخفون بأتباعهم ليثبتوا أن موسى كاتب السفر فيزعمون أنه لا أحد يستطيع كتابة هذا السفر غيره ، لعلمه بالأحداث و المنطقة التى وقعت فيها !! أولا يستطيع يهوه أن يوحى لكاتب آخر بكل هذا ؟! أم أن يهوه لم يكن يعلم الأحداث و المنطقة التى وقعت فيها ؟


المهم نخلص من هذا أن الكاتب كتب من نفسه أشياء فى السفر ، و منها ما قالوه أنفسهم عنه : يذكر بدون سبب ظاهر !!


و هذا يُخالف كلام القس منيس عبدالنور .


جاء فى كتاب وحى الكتاب المقدس - يوسف رياض - ما نصه :



هذه عبارة مبهمة ! ماذا تُعنى ؟ هل هى مع رأى منيس عبدالنور أم علماء لاهوت دائرة المعارف ؟

وأين هى حقيقة الوحى فى المسيحية بين كل هذه الإدعاءات ؟!


أخي الكريم

كل ما ذكرته أنت هو أمر طبيعي جداً يؤكد حالة إنعدام المصداقية في العقيدة المسيحية ولكل قسيس رأيه الخاص حتى ولو كان مناقضاً للأخرين .

دعنا أولاً نوضح أن رجال الكنيسة عنما تتحدث عن الكتاب المقدس تتحدث عن النسخ الأصلية التي كتبها الأنبياء والتي ليس لها وجود على الكرة الأرضية ... لذلك تجدهم ينفوا وقوع أي أخطاء بها وأنها بإلهام الروح القدس ومنزهه عن التحريف أو التزوير ...... وهذا طبعاً كلام يطلق في الهواء لأنهم يتحدثون عن كتابات ليس لها وجود ولا أصول وقد ضاعت بأكملها (المصدر) فالكلام ليس عليه جمرك فكل شخص يحق له أن يتكلم كما يشاء ولكن على المتلقي العاقل أن يبحث ليتأكد من صدق المعلوم ... كما أن الكنيسة ليس لديها أسانيد متصلة تؤكد بأن هذه الكتب الحالية التي بين أيدينا هي منقولة حرفياً من النسخ الأصلية المكتوبة بأيدي الأنبياء .

بل زادوا الطينة بلة وقالوا أن ما تم نسخة من النسخ الأصلية مدجج بأخطاء بسبب النسخ - فليس فقط أن النسخ الأصلية فُقِدَت، بل إن عملية النسخ لم تخلُ من الأخطاء... فالله سمـح أن تحدث بعض الأخطاء أثناء النسخ بسبب عدم كمال الإنسان الذي يقوم بالنسخ.

فأين هو الإلهام وأين هو الروح القدس الذي يعتني بالحفاظ على مضمون كلام الرب ؟!(المصدر)... فكيف عجز الرب في الحفاظ على كلامه من خلال عملية النسخ ؟


الغريب أنهم برروا ضياع النسخ الأصلية ووقوع التحريف على أن هذه هي حكمة من الله لأن السر من وراء سماح الله بفقد جميع النسخ الأصلية للوحـي هو أن القلب البشري يميل بطبعه إلي تقديس وعبادة المخلفات المقدسـة؛ فماذا كان سيفعل أولئك الذين يقدسون مخلفات القديسين لو أن هذه النسخ كانت موجودة اليوم بين أيدينا؟ (المصدر)


قالوا



ولكن لو رجعنا لكلام القمص أنطونيوس فكري أحد علماء الكتاب المقدس وأحد مُفسرين العهد القديم ستجده يؤكد أن كتبة الكتاب المقدس وقعوا في أخطاء طبقاً لترتيب الأحداث فقال :-


كاتب سفر صموئيل الأول والثاني غبي

قال القس أنطونيوس فكري
غالباً من ناحية التسلسل الزمني ياتي هذا الإصحاح (أي السابع) بعد الإصحاح الثامن الذي فيه نجد عدة حروب بعدها أراحة الرب من كل الجهات . لكن كاتب هذا الإصحاح لم يراعي التسلسل الزمني ، فنجده يتكلم عن بناء الهيكل في أعقاب الإصحاح السابق الذي كلمنا عن نقل داود للتابوت . ونرى هنا إشتياق داود لبناء هيكل للرد إذ شعر بإحساناته .

ألا يكفي هذا لإثبات أن رب البايبل أخطا عندما اعطى الأنبياء حرية الكتابة بأفكارهم التافهة التي كشفت عن غباء مستفحل بعقولهم ؟


والأغرب بأن الكنيسة إلى الآن تفتقد الدلائل التي تثبت من هم كتبة أسفار الكتاب المقدس ... فمثلاً : سفر نشيد الانشاد منسوب لسيدنا سليمان عليه السلام ولكن دائرة المعارف اليهودية وهم أصحاب العهد القديم تؤكد بأن سليمان ليس هو كاتب السفر .(المصدر) ... وقس على ذلك الكثير من الأسفار .

فكيف يمكن لكنيسة أن تدعي أن سليمان كاتب هذا السفر واليهود اصحاب العهد القديم يؤكدون بأنه ليس هو كاتبه ، كما أن دائرة المعارف الكتابية لم تجزم بأن كاتبه هو سليمان بل قالوا أن السفر قد كتب فى أوقات متعددة ثم جُمعت أجزاؤه في سفر واحد فى أواخر عصر المملكة أى قبيل السبي البابلى .

دائرة المعارف الكتابية تقول
الكاتب يكتب معتمدًا على علمه و معرفته بالمنطقة المحيطة به
فأي علم هذا والعهد الجديد يؤكد بأن كتبة الكتاب المقدس هم اجهل خلق الله وأشخاص عديمي العلم ؟ ( أعمال الرسل 4 : 13)(1كو 1:27)... وكأن لسان حاله يقول : خذوا الحكمة من أفواه المجانين

وتأكيد على كلامك نجد أن القمص أنطونيوس فكري يؤكد أن بولس اقتبس كلام رسالاته من الشعر الوثني اليوناني (المصدر)

فأين هو الوحي ؟

كما أن سفر أيوب يحتوي على أسماء لطيور وحيوانات وثنية لا وجود لها ولم يخلقها الله وما هي إلا أساطير الأولين تحدث بها الكتاب المقدس الذي من المفترض أنه جاء ليحارب الوثنية ، فكيف يمكن لكتاب سماوي هدفه محاربة الوثنية الشيطانية وهو في نفس الوقت يستشهد بطيور وحيوانات ليس لها وجود وهي من تخاريف وثنية والأعجب من ذلك أن الكتاب المقدس يستشهد بها ويضرب بها المثل ويذكرها كنوع من أنواع التشبيه والتمثيل والتوضيح .


فكيف لي أنا المؤمن بان أفهم مثل هذا التشبيه المأخوذ عن الوثنية ؟.. لذلك وطبقاً لما جاء بالكتاب المقدس لزم وجود الديانة الوثنية على ظهر الأرض وعدم محاربتها وعدم السعي لفناءها بل لزم الإبقاء عليها وتقوية عقيدتهم للأجيال الحالية والقادمة من أجل الإستعانة بهم لشرح بعض الأمور المذكورة في الكتاب المقدس وسؤالهم عن مثل هذه الطيور والحيوانات وطبيعتها وشكلها المألوف لديهم كما صورتها لهم عقيدتهم الشيطانية ... وهذا بالطبع يعطي لهؤلاء الوثنيين الثقة بأنهم على حق طالما أن هناك كتاب منسوب إلى السماء يستشهد ويتحدث عن مثل هذه الأساطير ويضرب بها المثل ويستخدمها لطرح فكرة الله على الناس .

فهل هذا كتاب سماوي مكتوب بوحي من السماء ؟

بالطبع العقلاء ترفض هذه الفكرة .

كما أن الكتاب المقدس يستخدم اقوال الشعراء في مضمونة مستشهد بها وأخذها مأخذ القدسية .. ومن هذا نستنتج أن شعر الشعراء هو من إلهام ووحي من السماء طالما أن هناك كتاب سماوي يستشهد بهم وبأقوالهم (سفر العدد21:27) .

ناهيك عن قصص قبل النوم المذكورة بالكتاب المقدس حين تكلم عن أشجار تتكلم مع بعضها البعض وكأننا نقرأ موسوعة ألف ليلة وليلة (قض 9: 8) ... أهذا هو الوحي ؟!

وأين هى حقيقة الوحى فى المسيحية بين كل هذه الإدعاءات ؟!
مفهوم الوحي عند الكنيسة هو مفهوم ملوث ومبني على أفكار هشة .. لأن الإلهام كما اوضحت سابقا قد يأتي لشاعر أو رسام أو حتى كميائي .. فهل الوحي والإلهام الذي يأتي للشاعر هو من الشيطان أم من السماء ؟

المؤكد أنه وحي من السماء لأن ((سفر العدد21:27)) استشهد بأقوال الشعراء وهذا يعني أنه لو كانت أقوال الشعراء من الشيطان لما استشهد بها الكتاب المقدس .

إذن الوحي بالمفهوم المسيحي لا يمكنك تحديد إن كان هذا الوحي هو إلهام من السماء بالروح القدس أو من الشيطان .. والدليل على ذلك تعالى ننظر للأحداث التي مر بها داود طبقاً لما جاء عن قصة حياته في سفري صموئيل الأول والثاني حيث أن حلت روح الرب على داود ولم تفارقه وكذا حلت روح الشيطان ايضاً على داود ولم تفارقه حين كان يزني ويقتل جاره أوريا … فكيف كانت تحل روح الرب ثم روح الشيطان على داود ؟ هل كان هناك اتفاق مُسبق بين الله وإبليس بالتبادل على داود كنظام السينما فروح الرب تحل من الساعة (6-9) ورح إبليس تحل من الساعة (9-12) وهكذا أم ماذا ؟ وكيف تمكن داود من التفرقة بين حلول روح الرب وحلول روح إبليس ؟ وما هي الدلائل التي تؤكد بأن المزامير جاءت من خلال روح الرب علماً بأن سفر (يشوع بن سيراخ 47:24) ذكر أن نسل داود جرثومة وحفدته سفهاء، وهذا يبطل أقوال الذي يدعون أن المزامير كانت لإستغفار داود عن كل ما جاء عنه من زنا وقتل بسِفر صموئيل الثاني … وما يُدريك أن الرب قبل التوبة ؟ فالفقرة تكشف أنه لا توبة لداود لأن سفر يشوع بن سيراخ كتب عام 180 قبل الميلاد أي بعد كتابة المزامير بمئات السنيين وبالتبعية هذا يدل على أن الرب لم يقبل توبته .(على حد الإيمان المسيحي) .

ناهيك على أن كينونة الله في العقيدة المسيحية هي روح ، وكينونة الشيطان في العقيدة المسيحية هي ايضا روح .

إذن المادة التي تشرفت لتكون كينونة الله هي نفسها المادة التي يعيش بها الشيطان .. فمن الذي خلق الشيطان ؟

الكتاب المقدس لم يذكر من الذي خلق الشيطان .. ولو اعتبرنا أن الله هو الذي خلق الشيطان من خلال العقيدة المسيحية .. فكيف خلق الله الشيطان من نفس المادة التي هو بها ؟

أليس هذا إعلان غير مباشر بأن الشيطان يستحق العبادة حيث أنه من نفس مادة وكيونة الله ؟

أنهي كلامي في هذه النقطة أن بولس اشار بأن الله يرسل الضلال للناس لتؤمن به ، فكيف يمكننا أن نحدد الصالح من الطالح والحق من الضلال والكل مرسل من الله للناس لتؤمن به ؟ وكيف يمكن أن احدد الضلال السماوي من الضلال الشيطان علماً بأن الضلال واحد بمفهوم واحد بشكل واحد .. فما سمعنا أن هناك ضلال حق وضلال باطل .

2تس 2:11
ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب