إعداد:مجد الغد

وكيع بن حسان التميمي






الأمير الخطير والفارس الشهير وكيع بن حسان بن أبي سود بن كلب بن عوف بن غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قاتل قتيبة بن مسلم الباهلي.

قال ابن دريد :ـ وكيع بن حسان الذي يقال له ابن أبي سود ، وكان سيد بني تميم ورأسهم في خراسان ، وهو الذي خرج على قتيبة بن مسلم بخرسان فقتل قتيبة ..واشتقاق وكيع من قولهم سقاء وكيع ، أي محكم الصنعة ، واستوكعت معدة الرجل إذا اشتدت والوكع اعوجاج في رسغ اليد أو الرجل يقال عبد أوكع وأمة وكعاء ...






مقتل قتيبة بن مسلم




ولمـا ولي سليمان خافه قتيبة لما قدمناه من موافقته الوليد على خلعه فخشي أن يولي يزيد بن المهلب خراسان فأجمع خلعه وكتب إليه لئن لم تقرني على ما كنت عليه وتؤمني لأخلعنك ولأملأنها عليك خيلاً ورجلاً فأمنه وكتب له العهد على خراسان‏.‏

والله الذي أبرح أوتى بالرأس







وبعث إليه رسوله بذلك فبعـث الرسـول وهـو بحلوان أنه قد خلع وكان هو بعد بعثة كتاب إلى سليمان قد اشتد وجله وأشار عليه أخوه عبد الله بالمعاجلة فدعا الناس إلى الخلع وذكرهم بوائقه وسوء ولاية من تقدمـه فلـم يجبـه أحـد فغضـب وشتمهـم وعدد مثالبهم قبيلة قبيلة فأثنى على نفسه بالأب والبلد والمعشر‏.‏ فغضب الناس وكرهوا خلع سليمان وأجمعوا على خلع قتيبة وخلافه‏.‏ وعذل قتيبة أصحابه فيما كان منه فقال‏:‏ لما لم تجيبوني غضبت فلم أدر ماقلت‏. ‏وجـاء الـأزد إلى حضين بن المنذر ‏"‏ بالضاد المعجمة ‏"‏ فقالوا‏:‏ كيف ترى هذا يدعو إلى فساد الدين ويشتمنا فعرف مغزاهم فقال‏:‏ إن مضر بخراسان كثير وتميم أكثرهم وهـم شوكتهـا ولا يرضون بغيرهم فيصيبوا قتيبة ولا أرى لها إلا وكيعاً‏.‏



وكان وكيع موثقاً من قتيبة بعزله وولاية ضـرار بـن حصيـن الضبـي مكانـه‏. ‏ وقـال حيـان النبطـي مولـى بنـي شيبـان ليـس لهـا غيـر وكيـع ومشـى النـاس بعضهـم إلـى بعـض سـراً وتولى كبر ذلك



حيان‏.‏ ونمي خبره إلى قتيبة فأمر بقتله إذا دخل عليه وتنصح بعض خدم قتيبة بذلك إلى حيان فلما دعاه تمارض واجتمع الناس إلى وكيع وبايعـوه‏.‏ فمـن أهـل البصرة والعالية من المقاتلة تسعة آلاف ومن بكر سبعة آلاف رئيسهم حضين بن المنذر ومن تميم عشرة آلاف عليم ابن زخر ومن الموالي سبعة آلاف عليهم حيان النبطي وقيل من الديلم وسمي نبطياً للكنته‏.‏




وشرط على وكيع أن يحول له الجانب الشرقي من نهر بلخ فقبل وفشا الخبر وبلغ قتيبة فدس ضـرار بـن حيـان الضبـي إلـى وكيـع فبايعـه وجـاء إلـى قتيبة بالخبر فأرسل قتيبة إلى وكيع فاعتذر بالمـرض فقال لصاحب شرطته ائتني به وإن أبى ائتني برأسه فلما جاء وكيع ركب ونادى في الناس فأتوه أرسالاً‏.‏ واجتمع إلى قتيبة أهل بيته وخواصه وثقاته وبنو عمه وأمر فنودي في النـاس قبيلـةً قبيلـةً وأجابـوه بالجفـوة‏.‏ يقـول أيـن بنو فلان فيقولون حيث وضعتهم فنادى أذكركم الله والرحم فقالوا أنت قطعتها فنادى لكم العتبى فقالوا لا إنا لنا الله إذاً‏.‏ فدعا ببرذون ليركبه فمنعـه ورمحـه فعـاد إلـى سريـره‏.‏






وجـاء حيـان النبطـي فـي العجـم فأمـره عبـد اللـه أخـو قتيبـة أن يحمل على القوم فاعتذر وقال لابنه إذا لقيتني حولت قلنسوتي فمل بالأعاجم إلى وكيع ثم حولها وسار بهم ورمى صالح أخو قتيبة بسهم فحمل إلى أخيه‏.‏ ثم تهايج الناس وجاء إلى عبد الرحمـن أخـي قتيبـة الغوغـاء ونحوهـم فأحرقـوا آرياً فيه إبل قتيبة ودوابه ثم زحفوا به حتى بلغوا فسطاطـه فقطعـوا أطنابـه وجـرح جراحـات كثيرة‏.‏ ثم قطعوا رأسه وقتل معه إخوته عبد الرحمن وعبـد اللـه وصالـح وحصيـن وعبـد الكريم ومسلم وابنه كثير وقيل قتل عبد الكريم بقزوين فكان عدة من قتل من أهله أحد عشر رجلاً ونجا أخوه عمر مع أخواله من تميم‏.‏



ثم صعد وكيع المنبر فقال :-

مثلي ومثل قتيبة كما قال الأول ( كلام غير صالح للتدوال ) أراد قتيبة قتلي وأنا قتال :ـ

قد جربوني ثم جربوني من غلوتين ومن المئين

حتى إذا شبت وشيبوني خلوا عناني وتنكبونـي


أنا أبو مطرف ثم قال :ـ

أنا أبن خندف تنميني قبائلهـا بالصالحات وعمي قيس عيلانا

ثم أخذ بلحيته فقال :ـ

شيخ إذا حمـل مكروهـةً شد الشراسيف لها والحزيم




كان قتيبة بن مسلم كما ذكر من قادة الحجاج بن يوسف الثقفي فقد كان يعلم مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج، فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه؛ لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد ويجعلها لابنه؛ ولذلك عزم قتيبة على الخروج على سليمان وجمع جموعًا لذلك عن رجاله وأهل بيته، لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة (96 هـ = 715م) على يد وكيع بن حسان التميمي. وقيل أنه لم يتمرد ولكن وقع ضحية مؤامرة حاكها بعض الطامعين بالولاية.






والله لا أقتلن ثم لأقتلن ولأصلبن ثم لأصلبن إن مرزبانكم هذا ابن الزانية قد أعلى أسعاركم والله ليصيرن القفيز بأربعة دراهم أو لأصلبنه صلوا على نبيكم ..

ثم نزل وطلب رأس قتيبة وخاتمه فقيل له إن الأزد أخذته فخرج وكيع مشهراً وقال :ـ
والله الذي لا إله إلا هو لا أبرح حتى أوتى بالرأس أو يذهب رأسي معه .. فقال له حضين : أسكن يا أبا مطرف فإنك تؤتى به .. وذهب حضين إلى الأزد وهو سيدهم فأمرهم بتسليم الرأس إلى وكيع فسلموه إليه فسيره إلى سليمان مع نفر ليس فيهم تميمي .. ووفى وكيع لحيان النبطي بما ضمن له‏.








أمر الحجاج بن يوسف بشأن وكيع بن حسان
وكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم واليه بخراسان :ـأما بعد فإن وكيع بن حسان كان بالبصرة منه ما كان ثم صار لصاً بسجستان ثم صار إلى خراسان فإذا أتاك كتابي هذا فاهدم بناءه وأحلل لواءه .. وكان على شرطة قتيبة فعزله ، وولى الضبي عم مسعود بن الخطاب ... المراد بالضبي هنا ( ضرار بن حصين بن زيد الفوارس بن حصين بن ضرار بن نقيل ) ...


والله الذي أبرح أوتى بالرأس





كان قتيبة بن مسلم قائداً من كبار القادة الذين سجلهم التاريخ. فعلى يديه فتحت هذه البلاد التي تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية التي انفصلت عما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي، وتوغل حتى حدود الصين، وتدين كثير من هذه البلاد بدين الإسلام.


المصادر

تاريخ الطبري 8/66، والبداية والنهاية 9/52 والكامل لابن الأثير، 4/104، والأعلام للزركلى، ووفيات الاعيان وانباء أبناء الزمان لابن خلكان ،وسير اعلام النبلاءللذهبى



ملخص من كتاب تاريخ ابن خلدون
عبدالقادر فياض خرفوش
علي آل عبدالله
منابر بني تميم




,hggi hg`d gh Ygi Ygh i, gh Hfvp pjn H,jn fhgvHs H, d`if vHsd lui