وبعد أن وقفنا على حكم هذا الفعل تعالي معي نرى ما الذي دعى سهلة زوجة أبي حذيفة رضي الله عنهما بالذهاب إلى رسول الله كي تستفيه في امر سالم وهذا هو ثانيا ؟

لقد ذهبت سهلة إلى الرسول الكريم أيتها الفاضلة لينصحها في أمرها بعد أن رأت الغيرة القاتلة في وجه أبي حذيفة وهذا ما نص عليه الحديث الذي سقناه كما أخرجه الإمام مسلم حيث قالت رضي الله عنها (فقالت: «يا رسول الله، إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه») فهل يعقل أن يأمرها الرسول الكريم بأن تكشف عن ثديها لسالم كي يرضع منه وليست مرة واحدة بل أكثر وما ذهبت إلا لأجل أنها كانت ترى الحرج في وجه زوجا فقط لوجود سالم، فهذا بالفعل أمر مرفوض ومردود من وجوه عدة أوله ما سقنا سابقا من تشديد الشرع على ما اقل منه وثانيه السبب الذي دعى سهلة إلى أن تذهب إلى الرسول في الأصل .

ولكن ماذا قال لها رسول الله حين سالته ؟ لقد قال لها ( أرضعيه ) وسكت ولم تنقل لنا الرواية غير ذلك ولكن ماذا عن غيرها وهذا ما سوف نتعرض له بعد ذلك ، الشاهد أن الرسول امرها بأن ترضع (دون ذكر الكيفية) سالم مولى أبي حذيفة الذي لم نقف حتى الأن على من هو !!!!

ذكر ابن الصَّبَّاغ وغيره بأن أصل قصة سالم ما كان وقع من التبني الذي أدى إلى اختلاط سالم بسهلة ، فلما نزل الاحتجاب ومنعوا من التبني شق ذلك على سهلة ، فوقع الترخيص لها في ذلك لرفع ما حصل لها من المشقة ، وهذا ما دلت عليه ألفاظ الحديث ، ففي لفظة عند مسلم من قول سهلة: «إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا، وإنه يدخل علينا، وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً». وعند مسلم كذلك: «إن سالما - لسالم مولى أبي حذيفة - معنا في بيتنا، وقد بلغ ما يبلغ الرجال وعلم ما يعلم الرجال».

فسالم يا أختنا الفاضلة كان في حكم بن أبي حذيفة وسهلة أى كان أبنهم بالتبني وهذا الأمر لم يكن محرم قبل أن تنزل اية التحريم ، فسالما كان طفلا تربى في كنف أسرة أبي حذيفة حتى شب وصار أمر ابي حذيفة وظهر عليه الحرج بعدما ظهرت على سالم علامات الرجولة ولكن في الأصل سالم هذا مولى لهم وكان في حكم إبنهم فتخيلى معى طفل صغير قمتِ بتربيته حتى شب بغض النظر عن ما في الحديث الشريف هل يمكنك الإستغناء عنه ، فلابد أن الأمر سوف يكون قاسيا على هذه السيدة التى ربته وشب على يديها وتعلقت به حتى كان في منزلة ولدها يوما بل كان بالتبنى ، فما كان عليها بعد أن نزلت الأية الكريمة ( أدعوهم لأبائهم ) وأمتثالا لأمر الله أن تبحث عن حل فما لبثت أن ذهبت الى الرسول الكريم تستفيته فقال لها ارضعيه ، فهل يعقل أن تكشف هذه السيدة التى ذهبت لأجل أن رأت الغيرة فى وجه زوجها من مجرد رؤية سالم لها أن تكشف ثديها له ليرضع منه وكما قلت هذا ينافي الشرع أصلا !

وقفنا حتى الأن على حكم الشرع في ظهور مفاتن المرأة وما دونه ، وتعرفنا على أن سهلة إنما ذهبت الى الرسول الكريم لتسفتيه في أمر سالم بعدما رأت أن أبي حذيفة يتأذى منه ، ثم تعرفنا بعد ذلك على سالم وأنه كان مولى لهما وكان فى منزلة أبنهما ، وتعرفنا أيضا على أن الرسول الكريم أمر سهلة كي ترفع الحرج عن قلب أبو حذيفة أن ترضعه ولم يذكر الكيفية ، أعتقد حتى الأن كلامنا معقول ومقبول ...

يقضى على الشبهة بإذن الله فى المداخلة التالية ....