بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين

و الصلاة و السلام على النبي الأمي الذي قاد الرجال إلى الشموخ و عز العلم و أخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور اللم و المعرفة

كم تدينين أيتها البشرية لهذا الرجل و لولاه لبقيت ترزحين في ظلمات الجهالة العمياء و الضلالة بسياسة الغوغاء

و لإنارة درب بعض من لا خلاق لهم من المرجفين و اللائكين أكاذيب الاقوال هذه بعض الشبهات يلقيها بعض الجهال جزافا رددت عليها باقتضاب أسال الله لهم الهداية.



1-كيف يكون النبى أمى (وذكر الله سبحانه وتعالى هذا)وقد كان يقرأ القرآن؟



اعلم أخي الحبيب أن قراءة النبي صلى الله عليه و سلم عن ظهر القلب . :
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى .سورة الأعلى الآية (6)

قال الطبري رحمه الله :
ثم اختلف أهل التأويل في معنى قوله:( فَلا تَنْسَى إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ) فقال بعضهم: هذا إخبار من الله نبيه عليه الصلاة والسلام أنه يعلمه هذا القرآن ويحفظه عليه، ونهي منه أن يعجل بقراءته كما قال جلّ ثناؤه:( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ).

قال ابن كثير رحمه الله :
وقوله: { سَنُقْرِئُكَ } أي: يا محمد { فَلا تَنْسَى } وهذا إخبار من الله، عز وجل، ووعد منه له، بأنه سيقرئه قراءة لا ينساها.


و قال فخر الدين الرازي رحمه الله في مفاتح الغيب:

اعلم أنه تعالى لما أمر محمداً بالتسبيح فقال : { سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى } [ الأعلى : 1 ] وعلم محمداً عليه السلام أن ذلك التسبيح لا يتم ولا يكمل إلا بقراءة ما أنزله الله تعالى عليه من القرآن ، لما بينا أن التسبيح الذي يليق به هو الذي يرتضيه لنفسه ، فلا جرم كان يتذكر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى فأزال الله تعالى ذلك الخوف عن قلبه بقوله : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى } وفيه مسائل :
المسألة الأولى : قال الواحدي : { سَنُقْرِئُكَ } أي سنجعلك قارئاً بأن نلهمك القراءة فلا تنسى ما تقرؤه ، والمعنى نجعلك قارئاً للقرآن تقرؤه فلا تنساه ، قال مجاهد ومقاتل والكلبي : كان عليه السلام إذا نزل عليه القرآن أكثر تحريك لسانه مخافة أن ينسى ، وكان جبريل لا يفرغ من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله مخافة النسيان ، فشبهات أمية النبي الله عليه : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى } أي سنعلمك هذا القرآن حتى تحفظه ، ونظيره قوله : { وَلاَ تَعْجَلْ بالقرءان مِن قَبْلِ أَن يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } [ طه : 114 ] وقوله : { لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } [ القيامة : 16 ] ثم ذكروا في كيفية ذلك الاستقراء والتعليم وجوهاً أحدها : أن جبريل عليه السلام سيقرأ عليك القرآن مرات حتى تحفظه حفظاً لا تنساه وثانيها : أنا نشرح صدرك ونقوي خاطرك حتى تحفظ بالمرة الواحدة حفظاً لا تنساه وثالثها : أنه تعالى لما أمره في أول السورة بالتسبيح فكأنه تعالى قال : واظب على ذلك ودم عليه فإنا سنقرئك القرآن الجامع لعلوم الأولين والآخرين ويكون فيه ذكرك وذكر قومك ونجمعه في قلبك ، ونيسرك لليسرى وهو العمل به .
المسألة الثانية : هذه الآية تدل على المعجزة من وجهين الأول : أنه كان رجلاً أمياً فحفظه لهذا الكتاب المطول من غير دراسة ولا تكرار ولا كتبة ، خارق للعادة فيكون معجزاً الثاني : أن هذه السورة من أوائل ما نزل بمكة ، فهذا إخبار عن أمر عجيب غريب مخالف للعادة سيقع في المستقبل وقد وقع فكان هذا إخباراً عن الغيب فيكون معجزاً ، أما قوله : { فَلاَ تنسى } فقال بعضهم : { فَلاَ تنسى } معناه النهي ، والألف مزيدة للفاصلة ، كقوله : { السبيلا } [ الأحزاب : 67 ] يعني فلا تغفل قراءته وتكريره فتنساه إلا ما شاء الله أن ينسيكه ، والقول المشهور أن هذا خبر والمعنى سنقرئك إلى أن تصير بحيث لا تنسى وتأمن النسيان ، كقولك سأكسوك فلا تعرى أي فتأمن العرى ، واحتج أصحاب هذا القول على ضعف القول الأول بأن ذلك القول لا يتم إلا عند التزام مجازات في هذه الآية منها أن النسيان لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، فلا يصح ورود الأمر والنهي به ، فلا بد وأن يحمل ذلك على المواظبة على الأشياء التي تنافي النسيان مثل الدراسة وكثرة التذكر .
وكل ذلك عدول عن ظاهر اللفظ . ومنها أن تجعل الألف مزيدة للفاصلة وهو أيضاً خلاف الأصل ومنها أنا إذا جعلناه خبراً كان معنى الآية بشارة الله إياه بأني أجعلك بحيث لا تنساه ، وإذا جعلناه نهياً كان معناه أن الله أمره بأن يواظب على الأسباب المانعة من النسيان وهي الدراسة والقراءة ، وهذا ليس في البشارة وتعظيم حاله مثل الأول ، ولأنه على خلاف قوله : { لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } [ القيامة : 16 ] .
أما قوله : { إِلاَّ مَا شَاء الله } ففيه احتمالان أحدهما : أن يقال : هذا الاستثناء غير حاصل في الحقيقة وأنه عليه السلام لم ينس بعد ذلك شيئاً ، قال الكلبي : إنه عليه السلام لم ينس بعد نزول هذه الآية شيئاً ، وعلى هذا التقدير يكون الغرض من قوله : { إِلاَّ مَا شَاء الله } أحد أمور أحدها : التبرك بذكر هذه الكلمة على ما شبهات أمية النبي الله عليه : { وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْء إِنّى فَاعِلٌ ذلك غَداً * إِلاَّ أَن يَشَاء الله } [ الكهف : 24 23 ] وكأنه تعالى يقول : أنا مع أني عالم بجميع المعلومات وعالم بعواقب الأمور على التفصيل لا أخبر عن وقوع شيء في المستقبل إلا مع هذه الكلمة فأنت وأمتك يا محمد أولى بها وثانيها : قال الفراء : إنه تعالى ما شاء أن ينسى محمد عليه السلام شيئاً ، إلا أن المقصود من ذكر هذا الاستثناء بيان أنه تعالى لو أراد أن يصير ناسياً لذلك لقدر عليه ، كما قال : { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بالذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } [ الإسراء : 86 ] ثم إنا نقطع بأنه تعالى ما شاء ذلك وقال لمحمد عليه السلام : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [ الزمر : 65 ] مع أنه عليه الصلاة والسلام ما أشرك ألبتة ، وبالجملة ففائدة هذا الاستثناء أن الله تعالى يعرفه قدرة ربه حتى يعلم أن عدم النسيان من فضل الله وإحسانه لا من قوته وثالثها : أنه تعالى لما ذكر هذا الاستثناء جوز رسول الله شبهات أمية النبي الله عليه في كل ما ينزل عليه من الوحي قليلاً كان أو كثيراً أن يكون ذلك هو المستثنى ، فلا جرم كان يبالغ في التثبت والتحفظ والتيقظ في جميع المواضع ، فكان المقصود من ذكر هذا الاستثناء بقاءه عليه السلام على التيقظ ، في جميع الأحوال ورابعها : أن يكون الغرض من قوله : { إِلاَّ مَا شَاء الله } نفي النسيان رأساً ، كما يقول الرجل لصاحبه : أنت سهيمي فيما أملك إلا فيما شاء ( الله ) ، ولا يقصد استثناء شيء . القول الثاني : أن قوله : { إِلاَّ مَا شَاء الله } استثناء في الحقيقة ، وعلى هذا التقدير تحتمل الآية وجوهاً أحدها : قال الزجاج : إلا ما شاء الله أن ينسى ، فإنه ينسى ثم يتذكر بعد ذلك ، فإذاً قد ينسى ولكنه يتذكر فلا ينسى نسياناً كلياً دائماً ، روى أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة ، فحسب أبي أنها نسخت ، فسأله فقال : نسيتها

وثانيها : قال مقاتل : إلا ما شاء الله أن ينسيه ، ويكون المراد من الإنساء ههنا نَسْخُةُ ، كما قال : { مَا نَنسَخْ مِنْ ءايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا } [ البقرة : 106 ] فيكون المعنى إلا ما شاء الله أن تنساه على الأوقات كلها ، فيأمرك أن لا تقرأه ولا تصلي به ، فيصير ذلك سبباً لنسيانه ، وزواله عن الصدور . وثالثها : أن يكون معنى قوله : { إِلاَّ مَا شَاء الله } القلة والندرة ، ويشترط أن لا يكون ذلك القليل من واجبات الشرع ، بل من الآداب والسنن ، فإنه لو نسي شيئاً من الواجبات ولم يتذكره أدى ذلك إلى الخلل في الشرع ، وإنه غير جائز .
أما قوله تعالى : { إِنَّهُ يَعْلَمُ الجهر وَمَا يخفى } ففيه وجهان أحدهما : أن المعنى أنه سبحانه عالم بجهرك في القراءة مع قراءة جبريل عليه السلام ، وعالم بالسر الذي في قلبك وهو أنك تخاف النسيان ، فلا تخف فأنا أكفيك ما تخافه والثاني : أن يكون المعنى : فلا تنسى إلا ما شاء الله أن ينسخ ، فإنه أعلم بمصالح العبيد ، فينسخ حيث يعلم أن المصلحة في النسخ . انتهى قول الرازي رحمه الله.



في صحيح البخاري رحمه الله عن عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا .


و في حديث آخر رواه البزار و صححه الألباني عن حذيفة رضي الله عنه قال قام النبي شبهات أمية النبي الله عليه فدعا الناس فقال هلموا إلي فأقبلوا إليه فجلسوا فقال هذا رسول رب العالمين جبريل عليه السلام نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته .

فمن خلال الحديثين يظهر لنا بعض طرق و كيفية نزول الوحي.

فإنه يكتب في قلبه و يعيه النبي صلى الله عليه و سلم تمام الوعي.

و مثاله لو نام رجل أمي لا يقرأ و لا يكتب فيقول رايت في منامي كتب على باب المدينة كذا و قرأت كذا ...

لكن القرآن اتفق العلماء على أن القرآن لم يؤخذ مناماً ولا إلهاماً ولا نفثاً في الروع، ولابد أن يتلقاه بواسطة الملك: إما أن يأتيه كصلصلة الجرس، وإما أن يأتيه الملك بصورة رجل ويعلم أنه جبريل، ويُلقي عليه القرآن الكريم كما قال عطية بن سالم في شرحه للأربعين .

قال ابن فورك الأصبهاني في مشكل الحديث و بيانه :
وأعلم أن ذلك مما يدلك على ما قلنا من حدوث العبارات فتارة يسمعها من الملك فيسمع كلام الله عندها وتارة يتجدد له فهم بإبتداء بما يريد الله تعالى من معاني مخاطباته بالأمر والنهي وكل ما يرجع إلى العبارات والكنايات فحكمه الحدوث وأما المكتوب المعبر فهو كلام الله جل ذكره وليس نزول الوحي على معنى إنتقال شيء من مكان إلى مكان ولكنه يحدث فيه ويسمع الرسول شبهات أمية النبي الله عليه بما سمعه ويفهمه من كلام الله تارة عند حدوث عباراته من أصوات وغيرها وتارة عند حدوث فهم وعلم إبتداء
وقد يسمى كلام الله وحيا كما يسمى العبارة عنه وحيا وهذا كما يسمى الكلام وتلاوته قرآنا وأحدهما متلو والآخر تلاوة وقد تقدم تفصيلنا لذلك.





1-كيف يكون ديننا دين علم وتعلم مع ان نبينا امى؟




هذا بحد ذاته معجزة .


كيف يمكن لنبي أمي لا يعرف القراءة و الكتابة أن يخرج على يديه جيلا من الصحابة العلماء و الحكماء الذين ما زالت حكمتهم و علمهم يلمع كالدرر و اليواقيت .

أمي لا يعرف القراءة و الكتابة يحدث بالغيبيات و المستقبليات بأمور علمية عجز عن القول بها علماء اليهود و النصارى إلا بعد أن نطق بها ذلك النبي الأمي بقرون و أعوام مديدة ثم تطور العلم ليقول ما قال به ذلك الرجل الأمي !

أليست هذه معجزة ؟

و انظر إلى علماء اليهود و النصارى و اصحاب الكهنوت كيف خالفت أقوالهم و تضاربت مع العلم رغم أنهم تخرجوا من المعاهد و الكليات؟؟؟!!!




3-وكيف نتأكد بما جاء به الوحى للنبى وهو لا يستطيع القراءة مع ان معجزته القرآن؟




تأكد بأحد أمرين :

الأول : هل ما يقوله تمجه العقول ؟

الثاني: هل ما يقوله يتناقض و العلم الحديث ؟

إن مسألة أمية الرسول صلى الله عليه و سلم لمن أعظم الأدلة على نبوته صلى الله عليه و سلم . و إلا قل لي بربك :

كيف لأمي أن يتحدث في أمور تاريخية و اقتصادية و طبية وعلمية و لم يجرب عليه الكذب في واحدة منهن !


خاتمة:

إن أمية النبي صلى الله عليه و سلم لمن أعظم الأدلة على نبوته صلى الله عليه و سلم . و لكم أن تتخيلوا رجلا أميا لا يقرأ و لا يكتب يخرج أمة العلم و النور و الخلق السوي بعيدا عن ضلالات البدع و جهالات الخرافة و عماية تعطيل العقل . فخلقه و اقواله تشهد بعظمته و أنه رسول الله حقا.

afihj p,g Hldm hgkfd wgn hggi ugdi , sgl , hgv] ugdih>