رسالة إلى من أجاز كشف الوجه والكفين

[المسلمة]

ارى يا اختي الغالية انكي تعقدين الامور

لا تخلطي يا غاليتي بين الامور

انا عن نفسي لا ارى مانع من عمل المراة

ان تكون طبيبة او معلمة او مربية او .................

ما المانع !!!!

[لبيّك إسلامي]

ارى يا اختي الغالية انكي تعقدين الامور

لا تخلطي يا غاليتي بين الامور

انا عن نفسي لا ارى مانع من عمل المراة

ان تكون طبيبة او معلمة او مربية او .................

ما المانع !!!!

يا حبيبة قلبي انا مش بعقدها
ولا انا قولت انى ضد عمل المرأة جملةً وتفصيلاً
بل المرأة يجب عليها العمل فى ميادين معينة زى الطب حتى تكشف على بنات جنسها وترفع الحرج وتعليم الامور الشرعية للفتيات وغيرها مما يحتاج للمرأة بعينها فيها

اما باقي الميادين فهى مفتوحة امامها اذا كانت "لضرورة "
لا تنسي يا حبيبتى أن الاصل " وقرن فى بيوتكن "

بارك الله فيك

[المسلمة]

خلص يا اختي متل ما بدك ومتل ما بدهم الاخوة

انا على غلط

وانتوا الصح

كما انوا لا تاخذوني على ما بدر مني

وراعوا عمري وعلمي القليل جدا

وانا ما كان قصدي اي شيء ورب الكعبة

لا قصدت اني اهاجم النقاب متل ما اتهمني بعض الاخوة

و لا قصدت اي شي تاني

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[لبيّك إسلامي]

خلص يا اختي متل ما بدك ومتل ما بدهم الاخوة

انا على غلط

وانتوا الصح

كما انوا لا تاخذوني على ما بدر مني

وراعوا عمري وعلمي القليل جدا

وانا ما كان قصدي اي شيء ورب الكعبة

لا قصدت اني اهاجم النقاب متل ما اتهمني بعض الاخوة

و لا قصدت اي شي تاني

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياحبيبتى الامور مش بتتاخد كدة
دى مناقشة ولا مجال للزعل او القاء الاتهامات
وماحدش قال عليكى حاجة ياقمر
وكلنا بنتعلم وبنتناقش

[أبوحمزة السيوطي]

الحمد لله رب العالمين وبعد ...

مهما كان المقال ومهما كان ما فيه فهو نظرة كاتب معاصر لما عايشه ولما رأه في وطنه وهذا أمر واقع لا أدرى هل حقا لم تلاحظوه

لا أدري أي واقع أخي الحبيب !
أن كشف وجه المرأة يفسد الأمة وماذا عن سفورها ؟

أنا أعيش الواقع وأعرف ما يفسد هذه الأمة

دعنا من المقال وكاتبه ، تقول فرض الله غض البصر ولم يفرض النقاب ولا أعلم هل حقا لم تقف على أمره تعالى في سورة الأحزاب ولتكن الاية محل نقاشي في هذا الشأن ، الم يأمر الله النبي بأن يقول لزوجاته ونساء المؤمنين بالحجاب الكامل وهو أعم من النقاب في الاية وبنفس الأمر الذي فرض فيه غض البصر !
يقول تعالى :
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا :(59) الأحزاب

وكيف لي عدم الوقف على قول الله عز وجل وما اتبعت القول بالجواز إلا بعد تمحيص الأدلة ..
لندع أخي التوجيهات الشخصية ونجعل تركيزنا على ادلة والنصوص ..

حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس، قوله( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة.

إسناده ضعيف فيه علتان :
1- أبو صالح وهو عبد الله بن صالح سيء الحفظ وقال الحافظ في التقريب كثير الغلط .
2- علي وهو ابن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس .

حدثني يعقوب قال ثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد عن عبيدة في قوله( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ ) فلبسها عندنا ابن عون قال: ولبسها عندنا محمد قال محمد: ولبسها عندي عبيدة قال ابن عون بردائه فتقنع به، فغطى أنفه وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى، وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب.
حدثني يعقوب قال ثنا هشيم قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عن قوله( قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) قال: فقال بثوبه، فغطى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه

ضعيف من وجوه ذكرها الشيخ الألباني في الرد المفحم قال :
1 - أنه مقطوع موقوف فلا حجة فيه لأن عبيدة السلماني تابعي اتفاقا فلو أنه رفع حديثا إلى النبي صلى الله عليه و سلم لكان مرسلا لا حجة فيه فكيف إذا كان موقوفا عليه كهذا ؟ فكيف وقد خالف تفسير ترجمان القرآن : ابن عباس ومن معه من الصحابة ؟ .

2 - أنهم اضطربوا في ضبط العين المكشوفة فيه فقيل : " اليسرى " - كما رأيت - وقيل : " اليمنى " وهو رواية الطبري ( 22 / 33 ) وقيل : " إحدى عينيه " وهي رواية أخرى له ومثلها في " أحكام القرآن " للجصاص ( 3 / 371 ) و " تفسير البغوي " ( 3 / 444 ) وغيرهما .

3 - ذكره ابن تيمية في " الفتوى " ( 15 / 371 ) بسياق آخر يختلف تماما عن السياق المذكور فقال :
وقد ذكر عبيدة السلماني وغيره : إن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابين من فوق رؤوسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن لأجل رؤية الطريق
ونقله عنه التويجري ( 166 ) وابن عثيمين ( ص 13 ) وغيرهما وارتضوه
وإذا عرفت هذا فاعلم أن الاضطراب عند علماء الحديث علة في الرواية تسقطها عن مرتبة الاحتجاج بها حتى ولو كان شكليا كهذا لأنه يدل على أن الراوي لم يضبطها ولم يحفظها على أن سياق ابن تيمية المذكور ليس شكليا كما هو ظاهر لأنه ليس في تفسير الآية وإنما هو إخبار عن واقع النساء في العصر الأول وهو بهذا المعنى صحيح ثابت في أخبار كثيرة كما سيأتي في الكتاب بعنوان : " مشروعية ستر الوجه " ( ص 104 ) ولكن ذلك لا يقتضي وجوب الستر لأنه مجرد فعل منهن ولا ينافي وجود من كانت لا تستر وجهها بل هذا ثابت أيضا في عهده صلى الله عليه و سلم كما سيأتي وتقدم بعضها .

4 - مخالفته لتفسير ابن عباس للآية كما تقدم بيانه فما خالفه مطرح بلا شك .

حدثني محمد بن سعد قال ثني أَبي قال ثني عمي قال: ثني أَبي عن أبيه عن ابن عباس، قوله( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ...) إلى قوله(وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) قال: كانت الحرة تلبس لباس الأمة فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن. وإدناء الجلباب: أن تقنع وتشد على جبينها

ضعيف جدا محمد بن سعد وآل بيته عمه الحسين بن الحسن بن عطية وأبوه الحسن بن عطية العوفي وأبوه عطية العوفي كلهم ضعفاء .

حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ) أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب(ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَينَ) وقد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد قوله(يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة.

لم أقف على الإسنادين لكن سنورد لمن هو أجل منهما .

وجملة القول أنه لا يصح عن ابن عباس تغطية الوجه ما عدا عين واحدة .

من المعلوم أن قول الصحابي لا يترك لقول التابعي وأنه أقرب للنبي صلى الله عليه وسلم وقد احتج به أحمد في حالة عدم ورد نص من الكتاب أو السنة وردا على من تمسك بكلام أحد الأئمة وترك قول الصحابي ..

فقد ورد عن ابن عباس من سبعة طرق كما ذكر الشيخ الألباني في تفسير قوله تعالى " إلا ما ظهر منها " قال الوجه والكفان .رواه ابن أبي شيبة وغيره واحتج به ابن حزم وصححه الشيخ الألباني وابن الملقن في تحفة المحتاج والعظيم أبادي في عون المعبود .
قال الشيخ الألباني في الإرواء :
أخرجه ابن أبي شيبة ( 7 / 42 / 1 ) والبيهقي ( 7 / 225 ) من طربق عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير عنه به . قلت : وابن هرمز هذا ضعيف . لكن له طريق أخرى عنه فقال ابن أبي شيبة : حدثنا زياد بن الربيع عن صالح الدهان عن جابر بن زيد عنه : ( ولا يبدين زينتهن ) قال : " الكف ورقعة الوجه " . قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير صالح الدهان وهو صالح بن إبراهيم . ترجمه ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 393 ) وروى عن أحمد : ليس به بأس . وعن ابن معين : ثقة .

وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال " الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ : الْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ " رواه ابن أبي شيبة واحتج به ابن حزم وصححه الألباني

وورد عن عائشة رضي الله عنها بسند ضعيف قالت : " مَا ظَهَرَ مِنْهَا الْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ " رواه البيهقي بسند ضعيف لكن يشهد له ما ورد عن ابن عباس وابن عمر

وروى أبو داود والبيهقي من حديث عائشة " إنَّ الْمَرْأَةَ إذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَا يَصْلُحُ أَنْ يُرَى مِنْهَا إلَّا هَذَا" وَأَشَارَ إلَى الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ " وهو معلول
وقال ابن حجر
شَاهِدٌ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَ إبْرَاهِيمَ بْنَ عُبَيْدِ بْنَ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ أَظُنُّهُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا قَالَتْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا أُخْتُهَا عَلَيْهَا ثِيَابٌ شَامِيَّةٌ الْحَدِيثَ .

وقال البيهقي عقب الحديث :
" مَعَ هَذَا الْمُرْسَلِ قَوْلُ مَنْ مَضَى مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِىَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ فِى بَيَانِ مَا أَبَاحَ اللَّهُ مِنَ الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ ، فَصَارَ الْقَوْلُ بِذَلِكَ قَوِيًّا ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ "

وهذا هو الحق الذي أرعض عنه الكثير ممن ضعف حديث أسماء مطلقاً دون الإلتفات لشواهد الصحابة الصحيحة .

قال ابن حزم في المحلى :
" وقد روينا عن ابن عباس في { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } قال : الكف والخاتم والوجه . وعن ابن عمر : الوجه والكفان . وعن أنس : الكف والخاتم . وكل هذا عنهم في غاية الصحة وكذلك أيضا عن عائشة وغيرها من التابعين )
ثم روى البيهقي حديث عائشة مرفوعا :
( إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا - وأشار إلى قول البيهقي :
( مع هذا المرسل قول من مضى من الصحابة رضي الله عنهم في بيان ما أباح الله من الزينة الظاهرة فصار القول بذلك قويا ) والله تعالى أعلم " انتهى

فهذه مرويات الصحابة تنص على إستثناء الوجه والكفين .

ومن العلماء ممن قالوا بذلك على سبيل المثال لا الحصر :

1- سعيد بن جبير رواه ابن أبي شيبة
2- الأوزاعي رواه ابن أبي شيبة
3- عطاء كما عند الطبراني
4- إبراهيم النخعي ذكره صاحب بحر العلوم
5- الشعبي ذكره صاحب بحر العلوم
6- الحسن رواه ابن أبي شيبة
7- مكحول رواه ابن أبي شيبة
8- عكرمة رواه ابن أبي شيبة
9- والبيهقي كما في سننه
10- محمد بن الحسن كما في معاني الأثار
11- ابن بطال كما في شرحه على البخاري

ومن المفسرين وننقل ما ذهب إليه المفسرون بعد نقولاتهم لا كما فعل أخونا ميجو :

1- شيخ المفسرين ابن جرير الطبري الذي لم ينتبه أخي ميجو إلى ضرورة نقل ما رجحه الطبراني ويجده في تفسير " إلا ما ظهر منها " قال :
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: عنى بذلك: الوجه والكفان، يدخل في ذلك إذا كان كذلك: الكحل، والخاتم، والسوار، والخضاب.
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالتأويل؛ لإجماع الجميع على أن على كلّ مصل أن يستر عورته في صلاته، وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في صلاتها، وأن عليها أن تستر ما عدا ذلك من بدنها، إلا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أباح لها أن تبديه من ذراعها إلى قدر النصف. فإذا كان ذلك من جميعهم إجماعا، كان معلوما بذلك أن لها أن تبدي من بدنها ما لم يكن عورة، كما ذلك للرجال; لأن ما لم يكن عورة فغير حرام إظهاره؛ وإذا كان لها إظهار ذلك، كان معلوما أنه مما استثناه الله تعالى ذكره، بقوله:( إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) لأن كل ذلك ظاهر منها. انتهى

2- قال القرطبي :
أمر الله سبحانه وتعالى النساء بألا يبدين زينتهن للناظرين، إلا ما استثناه من الناظرين في باقي الآية حذارا من الافتتان، ثم استثنى، ما يظهر من الزينة؛ واختلف الناس في قدر ذلك؛ فقال ابن مسعود: ظاهر الزينة هو الثياب. وزاد ابن جبير الوجه. وقال سعيد بن جبير أيضا وعطاء والأوزاعي: الوجه والكفان والثياب. وقال ابن عباس وقتادة والمسور بن مخرمة: ظاهر الزينة هو الكحل والسوار والخضاب إلى نصف الذراع والقرطة والفتخ؛ ونحو هذا فمباح أن تبديه المرأة لكل من دخل عليها من الناس. وذكر الطبري عن قتادة في معنى نصف الذراع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر آخر عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر إذا عركت أن تظهر إلا وجهها ويديها إلى ها هنا" وقبض على نصف الذراع. قال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك. فـ {مَا ظَهَرَ} على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه.
قلت- اي القرطبي - : هذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة وذلك في الصلاة والحج، فيصلح أن يكون الاستثناء راجعا إليهما. انتهى

3- قال ابن العربي في آيات الأحكام :
بعد أن ذكر الخلاف في المقصود من إلا ما ظهر منها وعدد أقوال العلماء ثم قال :
وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ هِيَ الَّتِي فِي الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ ، فَإِنَّهَا الَّتِي تَظْهَرُ فِي الصَّلَاةِ .
وَفِي الْإِحْرَامِ عِبَادَةً ، وَهِيَ الَّتِي تَظْهَرُ عَادَةً . انتهى

4- وأبو بكر الجصاص في احكامه .

5- البغوي :
فما كان من الزينة الظاهرة جاز للرجل الأجنبي النظر إليه إذا لم يخف فتنة وشهوة، فإن خاف شيئا منها غض البصر، وإنما رُخص في هذا القدر أن تبديه المرأة من بدنها لأنه ليس بعورة وتؤمر بكشفه في الصلاة، وسائر بدنها عورة يلزمها ستره.

الفقهاء واصحاب المذاهب :

بداية : أبو عمر ابن عبد البر عميد المالكية :
اختلف العلماء في تأويل قول الله عز وجل {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} فروى عن ابن عباس وابن عمر إلا ما ظهر منها الوجه والكفان وروى عن ابن مسعود {مَا ظَهَرَ مِنْهَا} الثياب قال لا يبدين قرطا ولا قلادة ولا سوارا ولا خلخالا إلا ما ظهر من الثياب وقد روى عن أبي هريرة في قوله تعالى {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} قال القلب والفتخة رواه ابن وهب عن جريرابن حازم قال حدثني قيس بن سعد أن أبا هريرة كان يقول فذكره قال جرير بن حازم القلب السوار والفتخة والخاتم وقال جابر بن زيد هي كحل في عين أو خاتم في خنصر وقال سعيد بن جبير الجلباب والرداء وعن عائشة مثل قول أبي هريرة وقد روى عن ابن مسعود ولا يصح البنان والقرط والدملج والخلخال والقلادة "يريد موضع ذلك" والله أعلم واختلف التابعون فيها أيضا على هذين القولين وعلى قول ابن عباس وابن عمر الفقهاء في هذا الباب.

وقال في الإستذكار : وعلى قول بن عباس وبن عمر جماعة الفقهاء وبالله التوفيق .

أولا - الحنفية :
قال الطحاوي في معاني الآثار :
وَقَدْ قِيلَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور: 31]: إِنَّ ذَلِكَ الْمُسْتَثْنَى هُوَ الْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ , فَقَدْ وَافَقَ مَا ذَكَرْنَا مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ هَذَا التَّأْوِيلَ . وَمِمَّنْ ذَهَبَ إِلَى هَذَا التَّأْوِيلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ كَمَا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ بِذَلِكَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُحَمَّدٍ . وَهَذَا كُلُّهُ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ , وَأَبِي يُوسُفَ , وَمُحَمَّدٍ , رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

وقال : فَأُبِيحَ لِلنَّاسِ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى مَا لَيْسَ بِمُحَرَّمٍ عَلَيْهِمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَى وُجُوهِهِنَّ , وَأَكُفَّهُنَّ , وَحَرُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ , فَفُضِّلْنَ بِذَلِكَ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ .

ثانياً الشافعية :
ما رواه البيهقي في سننه قال:
قال الله تبارك وتعالى { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } قال الشافعي رحمه الله إلا وجهها وكفيها قال الشيخ رحمه الله وقد روينا هذا التفسير في كتاب الصلاة عن بن عباس وبن عمر وعائشة ثم عن عطاء وسعيد بن جبير وفي رواية أخرى عن بن عباس وعطاء باطن الكف .
وقا النووي عن الوجه والكفان : " ليسا بعورة " كما في شرح مسلم

ثالثا المالكية :
جاء في " الموطأ" رواية يحيى (2|935): «سئل مالك: هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم منها أو مع غلامها؟ فقال مالك: ليس بذلك بأس إذا كان ذلك على وجه ما يُعرفُ للمرأة أن تأكل معه من الرجال قال: وقد تأكل المرأة مع زوجها ومع غيره ممن يؤاكله». قال الباجي في" المنتفى شرح الموطأ" (7|252) عقب هذا النص: «يقتضي أن نظر الرجل إلى وجه المرأة وكفيها مباح لأن ذلك يبدو منها عند مؤاكلتها». قال ابن القطان في النظر في أحكام النظر (ص143) بعد أن ذكر هذا النص عن مالك: «وهذا نص قوله. وفيه إباحة إبدائها وجهها وكفيها للأجنبي. إذ لا يتصور الأكل إلا هكذا. وقد أبقاه الباجي على ظاهره». وقد جاء في كتاب "البيان والتحصيل" لابن رشد الجد عن مالك أنه سئل عما يظهر من وجه المرأة، فأدار عمامته تحت ذقنه وفوق حاجبيه معلناً بذلك جواز ظهور دائرة الوجه.

رابعاً الحنابلة :
قال ابن قدامة في المغني :

وَلَوْ كَانَ الْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ عَوْرَةً لَمَا حَرُمَ سَتْرُهُمَا ، وَلِأَنَّ الْحَاجَةَ تَدْعُو إلَى كَشْفِ الْوَجْهِ لِلْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ ، وَالْكَفَّيْنِ لِلْأَخْذِ وَالْإِعْطَاءِ .
وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا : الْمَرْأَةُ كُلُّهَا عَوْرَةٌ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ } .
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَلَكِنْ رُخِّصَ لَهَا فِي كَشْفِ وَجْهِهَا وَكَفَّيْهَا ؛ لِمَا فِي تَغْطِيَتِهِ مِنْ الْمَشَقَّةِ ، وَأُبِيحَ النَّظَرُ إلَيْهِ لِأَجْلِ الْخِطْبَةِ ؛ لِأَنَّهُ مَجْمَعُ الْمَحَاسِنِ .

فهذه أدلة من الصحابة ومن العلماء المتقدمين ومن المفسرين ومن الفقهاء ولم يظهر الشيخ الألباني برأي شاذ كما ظن البعض .

ونأتي الآن لما رد علينا فيه أخي ميجو :

كيف غير مجمع فيها سيدي الفاضل وهذا ما أقره الاربعة ، فهل هناك في الأمة من هو اعلم من أبي حنيفة والشافعي ومالك وبن حنبل حتى نرجح قوله !
لا والله لم تنجب النساء مثلهم ابدا ، وهل عندما اقروا الأمر قالوه بهوى أم بدراسة مستفيضة كلام الله جل وعلا وكلام رسوله الكريم وما وقووفا عليه من أثار الصحابة الطيبين !
فأوجب منهم أثنان الحجاب في كل الأحول وأوجب الأخران في زمن الفتنة ، فكيف لك تقول غير مجمع ، بل الأجماع على تغطية الوجه في زمن الفتنة وقلت ذلك في الموضوع الأخر ونقلت جميع الاقوال !

فمن قال أنه غير مجمع عليه بارك الله فيك !؟

أخي الحبيب كلامي كان واضحاً قلت بالحرف لا دليل على فرض النقاب في زمن الفتنة ولكن إذا لم تؤمن الفتنة في أي زمان وأي مكان فإن الفساق ومرضى القلب كان لهم وجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .

ليس عليها دليل !
لا حول ولا قوة الا بالله ، وكأن الفتوى تقال من بناة الافكار ، فهل إن جئتك بفتوى اللجنة الدائمة وأنت أدرى بمن يفتي فيها مني سوف تقول ذلك ، بل كلامك أنت الذي لا يستند على دليل ، قلت قال الله وفهم عن رسول الله ونقل أصحاب رسول الله !
فما هو الدليل الذي يقول بلا !

أنا جئتك بدليل أخي الحبيب من حديث الخثعمية الذي لم تتعرض للرد عليه وبعد ذلك جئتنا وأخونا الحبيب قلم من نار برد الشيخ ابن عثيمين أنها كانت محرمة وفند الشيخ الألباني هذه الدعوى الباطلة وأن سؤالها كان وقت التحلل من الإحرام بناء على رواية الترمذي كما ذكرته في ردي على الأخت الفاضلة .

وإدعاء أخر أوهى وهو أنه لا دليل على أنها كانت مكشوفة الوجه فهو واهٍ جداً وصارف للنص عن ظاهره بل دليل بل إن الشيخ ابن عثيمين نفسه في الفتوى الذي جئتم بها يؤكد أن ظاهر النص يدل على الجواز . فأنى تصرفون .

وأؤكد عليك أنه لو قول اللجنة الدائمة فأنا سأنقل رد العلماء عليه كما فعلت فالعبرة بالدليل وليس بأسماء القائلين ..

والحاصل أن الذي قلد من أوجب النقاب لا يقوم إلا بحشد الأقوال المتناثرة التي مردها إلى اجتهادات بعض التابعين أو رأي بعض الأئمة أو ردها إلى الأحاديث الواهية المنسوبة لابن عباس ...

وكل ذلك يحترم ويقدر ولكن إذا لم تكن النصوص واضحة أو صريحة الدلالة أو مختلف في تأويلها فالأخذ بقول الصحابة أولى والفصل بقولهم أحرى وقد نقلنا ما صح عن ابن عمر وابن عباس وما يشهد لهما من حديث عائشة رضي الله عن الجميع ..

إلا أنه هناك من الأدلة والشواهد التي قال فيها الشيخ الألباني أنها بلغت حد التواتر المعنوي بثبوت وجود نساء كثيرات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم غير منتقبات كاشفات الوجه أواليد ترجعون إليها إن شئتم لذا أنا أنصح بقراءة كتابي الشيخ جلباب المرأة المسلمة والرد المفحم لتضح له الصورة أكثر وأكثر ولكي يتثنى له ترجيح أحد هذه الأقوال ويكون متبعاً للدليل ولا يكن أسير الأراء والنقولات وأنا مهما حاولت من تلخيص الكتابين والجمع بينها فإني على يقين أنه قد فاتني من الدقائق العلمية والشواهد الجلية والدلالات اللغوية الكثير ووالكثير .

بارك الله فيكم

[عزتي بديني]

بارك الله فيكم واثابكم خيرا