أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
............
{مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج74
.......
العُليقه وظهورات الرب الكاذبه
.......
لماذا الإستغراب من ظهورات العذراء هُنا وهُناك ، ما دام أن للرب ظهورات عندهم في "كتابهم المقدس" فلديهم القُدره على إظهار من يشاؤون وقتما يشاؤون ، ملاكهم يُصبح هو الرب .
.......
فمن لا يُميز بين الله خالق هذا الكون وخالق الإنسان وخالق الملائكه وعظمته وبين أحد ملائكته ، أو إنسان من البشر ، عنده القُدره أن يُظهر الله وكأنه إنسان عادي صغير الحجم يظهر ويتكلم مع إبراهيم ويُنهي كلامه ويذهب بعده ، ومع يعقوب ومع.... وينزل للأرض ليرى برج بابل لأنه لا يتمكن من الرؤيه وهو في مكانه......إلخ
...........
العُليقه هي شُجيره شوكيه صغيرة الحجم ، أو شجره مُقزمه تعيش في المناطق الجبليه وربما الصحراويه ، وأكثر شبه لها هي شجيرة الزعرور ، وهما من الأشجار النادره ، حيث لا تتواجد بكثره أو بكثافه .
..........
في سفر الخروج{3: 2-5} " وظهر لهُ ملاك الرب بلهيبِ نار من وسط عُليقةٍ ، فنظر فإذا العُليقةُ تتوقد بالنار ، والعُليقة لم تكُن تحترق . فقال موسى : أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم ، لماذا لا تحترق العُليقةُ ؟ . فلما رأى الربُّ أنهُ مال لينظر ، ناداهُ اللهُ من وسط العُليقة وقال – موسى موسى . فقال هأنذا . فقال لا تقترب إلى ههُنا ، إخلع حذاءك من رجليك ، لأن الموضع الذي أنت واقفٌ عليه أرضٌ مُقدسه . ثُم قال أنا إلهُ ابيك إلهُ إبراهيم وإلهُ إسحق وإلهُ يعقوب ، فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله...."
.............
الذي ظهر لموسى حسب ما يورد الكاتب المُفتري لهذا النص هو ملاك الرب ، ولا ملاك لله لرسله ولأنبياءه أو كما يقولون هُم للرب إلا الملاك جبريل عليه السلام ، وفجاةً يُفاجئنا هذا الكاتب المُفتري المُدلس بأن هذا الملاك تحول إلى الله ، المُهم أن هذا الكاتب جعل الذي في العُليقه هو الله ، مع أنه أخبرنا أن الذي ظهر لموسى في العُليقه هو ملاك الرب ، وكأنه يُخاطب أغنام وماعز .
.......
يأتي هذا المُفتري بالله وبعظمته وجلاله وجبروته ليُظهره في شُجيرة عُليق ، على الأقل يا مُفتري إظهره في شجرة سدر أو شجرة بلوط ، عُليقه ، وحاشى والعياذُ بالله .
.....
وهنا نجد أن هذا الإله فقط إله إبراهيم وإسحق ويعقوب عليهم السلام ، بينما سيدنا إسماعيل يتم جحده وإنكاره ، ثُم نجده يُكذب نفسه بما أورده أولاً ، عندما قال بأن سيدنا موسى عليه السلام نظر للعُليقه وأمعن النظر فيها ، والرب رآهُ أنه مال لينظر وقال لهُ هانذا ، لماذا يُغطي سيدنا موسى وجهه بعدها .
.........
قال سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه الكريم
....
{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى }{إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى }{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى }{إِنِّي أَنَا رَبُّكَفَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}طه 9-12
......
والله سُبحانه وتعالى لا يظهر لأحد ، ولا أحد يستطيع رؤيه الله سُبحانه وتعالى ، إلا في الجنه وكما وعد بتجليه على عباده من أهل الجنه ، وما تلك النار إلا كدليل وإشاره لنبيه ورسوله موسى ليُلقي الله كلامه لهُ عندها ، وهذا شأن الله سبحانه وتعالى ، وهو الذي لا يُسألُ عما يفعل .
.......
ولم يُكلم الله سُبحانه وتعالى إلا بشرين فقط ، وكُلها من وراء حجاب ، أولهما كليمه موسى عليه السلام ، وكان يكلمه من وراء حجاب حتى يستطيع تحمل كلامه وفهمه ، وكان كلام الله يأتيه من جميع الجهات ، ويحدد لهُ الله المكان الذي يتواجد فيه ليتمكن من سماع كلامه وصوته ، ولم يرد مكان أو أن المكان الثابت الذي كلم الله فيه موسى هو الواد المُقدس في طور سيناء .
.......
وكلم الله سُبحانه وتعالى نبيه ورسوله مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، في رحلة المعراج عندما فرض عليه وعلى أُمته الصلاه ، والتي هي خلاصة وسر رحلة المعراج إلى السموات العُلى ، عندما وصل ودنا فتدلى ، وكان قاب قوسين أو أدنى ، ووصل حتى سدرة المُنتهى ، والتي عندها جنة المأوى ، وبلغ درجةً ووصل مكاناً لم يصلها أحدٌ من قبله ، عندما طلب جبريل عليه السلام قبلها ، وقبل وصوله نبيه وحبيبه لذلك المكان ، طلب جبريل من رسول الله أن يتقدم نحو ما يستطيع هو التقدم نحوه وإليه ، وقال لهُ يا محمد تقدم ، إن تقدمتُ أنا احترقت وإن تقدمت أنت أخترقت ، ولذلك تقدم رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم إلى ذلك المكان ، والذي تم فيه فرض الصلاه ، وتأخر جبريل عليه السلام.
.......
ثُم إن الله كلم نبيه بما القاه من كلامه في فمه ، عن طريق أمين وحيه جبريل عليه السلام ، والذي ورد فيه الكثير " قُل " أي قُل يا مُحمد .
.......
قال سبحانه وتعالى
.....
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى }{ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى }{وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى }{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى }{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى }{فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى }{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى }{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى }{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى }{عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى }{عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى }{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى }{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى }النجم 1-18
........
ولذلك لا بشر لهُ قُدره على رؤية الله ، ولذلك عندما طلب سيدنا موسى عليه السلام ذلك ، أعلمه سبحانه وتعالى بطريقته أن لا قدرة لهُ على رؤية الله ، وهو في طبيعته هذه .
......
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَقَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143
.......
وفي يوحنا {1: 18 } " الله لم يره أحدٌ "
.............
وفي رسالة يوحنا{4: 12} " الله لم ينظرهُ أحدٌ قط "
...........
وفي يوحنا{5: 37}" ملك الدهور الذي لا يفنى ولا يُرىالإلهُ الحكيم " .
..............
وفي رسالة بولص 1 إلى تيموثاوس{1: 17}" وملك الدهور الذي لم يره أحدٌ من الناس ولا يقدر أن يراه "
...........
وفي رسالة بولص 1 إلى تيموثاوس{6: 16}" الله لم ينظره أحدٌ قط "
.........
وفي أشعيا{40 :18 } " فبمن تُشبهون الله وأيِ شبهٍ تعادلون به"
...........
ورد في أشعيا{46: 5}" بمن تُشبهونني وتُسوونني وتُمثلونني لنتشابه " .
...........
ورد في يوحنا{1: 18} " الذي أرسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته "
***************************************
ومن الأمثله على خلطهم وتخبطهم ، وعدم قدرهم لله حق قدره
......
في تكوين{32: 22-29} " ثُم قام في تلك الليله وأخذ امرأتيه وجاريتيه واولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق . أخذهم وأجازهم الوادي ، وأجاز ما كان لهُ . فبقي يعقوب وحده ، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر . ولما رأى أنهُ لا يقدر عليه ، ضرب حق فخذه.....فقال لهُ ما اسمك ......وسأل يعقوب وقال أخبرني باسمك ، فقال لماذا تسأل عن إسمي..."
........
فالذي صارع سيدنا يعقوب عليه السلام ، هو إنسان إن صحت هذه الروايه عن تلك المُصارعه ، وتلك المُباركه ، لكنهم يُصرون على أن يعقوب تصارع مع الله حتى الفجر ، ولم يقدر الله على غلبته " نستغفر الله من هذا ومن قوله ، ولكن نقوله لما قالوا به ، ولنريهم ما هم عليه من فسادٍ لعقيدتهم ، وما هُم عليه من ضلال وهوان .
********************
ففي تكوين{11: 7} " وظهر الربُّ لإبرام وقال : لنسلك أُعطي هذه الأرض...."
......
أيضأً هُنا يجعلون الرب يظهر لأبينا وسيدنا إبراهيم عليه السلام ، فقط لُيحللوا لأنفسهم إغتصاب الأرض التي تُدر لبناً وعسلاً ، وما حولها لأنفسهم فيما بعد .
*****************
في تكوين{18: 33 } " وذهب الربُّ عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم ، ورجع إبراهيمُ إلى مكانه "
...............
الرب هُنا يجعلونه هو الذي يذهب بعدما فرع من الكلام مع سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وسيدنا إبراهيم رجع إلى مكانه ، ولننظر إلى هذا الكاتب الجائع المُفتري ، الذي كتب هذا بعد آلاف السنين ، كيف يصف الحدث وكأنه كان يقف هُناك .
*******************
وفي تكوين{35: 9} " وظهر اللهُ ليعقوب أيضاً حين جاء من فلدان أرام وباركه . وقال لهُ الله – إسمك يعقوب لا يُدعى إسمك فيما بعد يعقوب ، بل يكون إسمك إسرائيل ، فدعا إسمه إسرائيل..."
.........
وهُنا أيضاً الله يظهر لسيدنا يعقوب عليه السلام ، وتكلم معه الله ، ولذلك عندهم الله تكلم مع الكثيرين منهم ، وليس موسى هو كليم الله فقط ، بل المتكلمون مع الله كُثر عند الكتبه المراؤون .
****************
في تكوين{26: فذهب إسحاق إلى أبيمالك ملك الفلسطينيين إلى جرار . وظهر لهُ الرب وقال لا تنزل إلى مصر ، اسكن في الأرض التي أقول لك..."
.......
من النص السابق نجد العمق التاريخي للعرب الكنعانيين والفلسطينيين في فلسطين ، وهُم العرب الأوائل كأهل لهذه الأرض ، حيث كان أحد ملوكهم أبيمالك ، قبل أن يأتي سيدنا إبراهيم عليه السلام لهذه الأرض من حاران من أرض العراق ، وقبل أن يولد سيدنا إسحق عليه السلام ، أي قبل أن لا يكون وجود لليهود وللصهاينه ، فكانوا في علم الغيب وفي ظهر أبينا إبراهيم عليه السلام .
**********************
تكوين{11: 5} " فنزل الرب لينظر المدينه والبُرج اللذين كان بنو آدم ينونهما "
......
الكتبه يُنزلون الله وكأنهم رأوه لينظر إلى برج بابل بعد إتمام بناءه ، يتعاملون مع الله وكأنه إنسان ، ولذلك نرى آيقوناتهم في كنائسهم ، وجلها قبيح ولا آيقونه تُشبه الأُخرى ، وما في هذه الكنيسه لا يُشبه ما في الكنيسه الأُخرى ، على أن هذا هو الله ، لأنها ليسوع ويسوع هو الله والعياذُ بالله .
.........
نسأل الله العافيه وحسن الخاتمه
.......
عمر المناصير.......... 11 شعبان 1431 هجريه

hguEgdri ,lk hg`d /iv td jg; hguEgdri