أما بالنسبة لقولك " لا تتعلموا رطانة الأجانب " فأنا لست معك في هذا الشأن لأن رسول الله أمرنا بتعلم اللغات الأجنبية بعد اللغة العربية على أساس
أن تكون لغة ثانية وقد ورد عن النبي أنه طلب من بعض الصحابة أن يتعلموا بعض اللغات .
فقد روى الترمذي بسنده عن زيد بن ثابت قال: أَمَرَنِي رَسُولُ الله أَنْ أَتَعَلّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ وَقالَ إِنّي وَالله مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي، قالَ فَمَا مَرّ بي نِصْفُ شَهْرٍ حَتّى تَعَلّمْتُهُ لَهُ...


أخي الفاضل وعليكم السلام
أخي أسد الإسلام لست أنا من قال لا تتعلموا رطانة الأجانب

القائل هو العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني عن أثر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

والأثر صححه شيخ الإسلام بن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/511) لأبي الشيخ الأصبهاني في شروط أهل الذمة ، وساق إسناده منه ؛ وقال : " بإسناد صحيح " .
وقال الشيخ الإمام ابن القيم في أحكام أهل الذمة (3/1246) بعد عزوه للبيهقي : " بإسناد صحيح " .

ثم إن العلامة الألباني لم يقل لا تتعلموا رطانة الأجانب
وإنما قال
وقد كره أهل العلم تعلم رطانة الأعاجم والمخاطبة بها بدون حاجة

إذن فقد قرن تعلم لغات الأعاجم بالحاجة إلى ذلك التعلم.
وهذا معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تفضلت به.
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم اللغة السريانية فعن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلَّم له كلمات من كتاب يهود قال ( إني والله ما آمن يهود على كتاب )) قال : فما مرّ بي نصف شهر حتى تعلمته له قال : فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم )) . ورواه أحمد وهو دليل على جواز تعلم اللغة الأجنبية للمصلحة والحاجة وهذا لا ينازع فيه أهل العلم .

وأما تعلم هذه اللغة لغير حاجة وجعلها فرضاً في مناهج التعليم في أكثر المستويات فهذا دليل على الإعجاب بالغرب والتأثر بهم وهو مذموم شرعاً

وأقبح منه إقرار مزاحمة اللغات الأجنبية للغة القرآن ولغة الإسلام .

قال شيخ الإسلام رحمه الله : وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار

وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه"