فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الذِينَ يَشْرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا (سورة النساء 4:74)
: { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) } النساء

بعد أن وضحنا سبب القتال فى الإسلام و أنه دفاعاً عن النفس و إزاحة للكفر حتى لا يُفتن المسلمين فى دينهم ، فلا إعتراض بعد ذلك على أى من آيات الجهاد فى القرآن الكريم .

قوله تعالى : { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ }

هنا توضيح شرط القتال : أن يكون فى سبيل الله فقط .

و سبق أن قلنا أن القتال فى سبيل الله هو إعلاء دين الله على باقى الأديان لجعله الظاهر عليها .
سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يُقاتل شجاعة ، ويقاتل حَميَّة ، ويقاتل رياء ، أيّ ذلك في سبيل الله؟ فقال : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) [1]

و ذلك حتى لا يُفتن المسلمين فى دينهم – كما سبق بيانه أيضاً من قصة عمار بن ياسر- فالمسلم لا يأذى غيره بسبب الدين و يحترم حقوق الآخرين فى حرية العبادة .

: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } البقرة 256


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله تعالى : { وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) } النساء

هنا وعد و مجازاة من الله تعالى لمن يُقاتل فى سبيله – شرط أن يكون فى سبيله – فإن قُتِل فى سبيل الله فله أجر الآخرة بالجنة و إن غلب فى سبيل الله فله الغنائم التى أحرزها فى الحرب .

قال القرطبى : قوله تعالى: { ومن يقاتل في سبيل الله } شرط { فيقتل أو يغلب} عطف عليه، والمجازاة { فسوف نؤتيه أجرا عظيما }. ومعنى { فيقتل } فيستشهد.{ أو يغلب } يظفر فيغنم .[2]

______________

[1]صحيح البخاري برقم (2810 ، 3126) وصحيح مسلم برقم (1904) .
[2]تفسير القرطبى ( 5 / 277 ) .