وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (سورة النساء 4:89)
    : { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90) } النساء .

يبدو من خلال الآية (88) أن الآيات نزلت فى إختلاف المسلمين حول أمر بعض المنافقين ، و لم تخص جميع من هم على خلاف الإسلام بالقتل .

بدليل قوله تعالى : { فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ }

إذاً الحديث عن فئة بعينها كانت أيام رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و ليس حديث عام عن كل من هم على خلاف الإسلام .


لأنه – صلى الله عليه و سلم – قال
يوم افتتح مكة : ( لا هجرة، ولكن جهاد ونية ) [1]


ــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذاً الآيات تتحدث عن قوم معينين قبل فتح مكة ، و ليس كل مخالف للإسلام .

فمــــا هى قصــــــة هــــــؤلاء المنــــافقون ، و ماذا فعلوا ليستحقـــوا القـتـــــل ؟


إن هؤلاء المنافقون قد فروا من الزحف يوم أحد و رجعوا و تركوا صفوف المسلمين .


عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد، رجع ناس ممن خرج معه، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين : فرقة تقول : نقاتلهم ، وفرقة تقول: لا نقاتلهم .

فنزلت: { فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا }. وقال – صلى الله عليه و سلم - : ( أنها طيبة، تنفي الذنوب، كما تنفي النار خبث الفضة ). [2]

فالفرار من الزحف إحدى الكبائر.


عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات ) ، قالوا: يا رسول الله، وما هن ؟ قال : ( الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).
[3]

ــــــــــــــــــــــــــــــــ


الفارون من الزحف قد يتسببون فى هزيمة للجيش تدفع ثمنها الأمة بأكملها ، لدخول العدو إلى أرض المسلمين زاهقاً الأرواح و الأنفس من الأبرياء من الأطفال و الشيوخ و النساء و الرجال بدون ذنب .

فيكون الفار من الزحف قد تسبب فى هذا القتل و التدمير لأهله و بلده . و يكون بمثابة المشترك فى إزهاق هذه الأرواح ، لفراره من الزحف تاركاً خطوط جيشه مكشوفه للعدو متسبباً فى الهزيمة و دخول العدو إلى بلده ليعيث فيها الفساد من قتل للأبرياء .


و لذا كان الفار من الزحف مستوجب لغضب الله و مقته .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


[1]صحيح البخارى (3017) .

[2]
صحيح البخاري (1785) (3824) (4313).
[3]صحيح البخارى (6465) .


يتبــــــــــــــع بإذن الله
.