مفاجأة التايمز : إسرائيل قد تشن هجوما على إيران خلال ساعات
محيط - جهان مصطفى
رغم إعلان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أنه ليس هناك حلا عسكريا للخلاف حول برنامج إيران النووي ، إلا أن صحيفة "التايمز" البريطانية فجرت في 18 إبريل قنبلة مفادها أن الجيش الإسرائيلي أعد نفسه بالفعل لشن هجوم جوي موسع على المنشآت النووية الإيرانية خلال ساعات أو أيام قليلة وأنه بانتظار الضوء الأخضر من حكومة نتنياهو للقيام بذلك.
ووفقا للصحيفة فإن هناك إجراءات قامت بها إسرائيل وتؤكد أن الهجوم قد يكون وشيكا جدا ومن بينها حصول القوات الإسرائيلية مؤخرا على ثلاث من طائرات الإنذار والمراقبة المحمولة جوا ، بالإضافة إلى قيامها باثنين من تدريبات الدفاع المدني لتهيئة شعبها للعمليات الانتقامية التي قد تقوم بها إيران.
ويبقى الأمر الأهم وهو قيام مسئول بارز بوزارة الحرب الإسرائيلية بتسريب تفاصيل الضربة المحتملة ، حيث أوضح أن إسرائيل قد تستهدف أكثر من عشرة مواقع في آن واحد من ضمنها قوافل متحركة ، ومفاعل ناتانز، الذي يحتوى على الآلاف من أجهزة الطرد المركزي التي تقوم بإنتاج اليورانيوم المخصب، وكذلك موقع أصفهان الذي يخزن به 250 طن من الغاز بداخل مجموعة من الأنفاق، ومنطقة أراك التي يوجد بها أحد مفاعلات المياه الثقيلة الذي يقوم بإنتاج البلوتونيوم.
وأضاف أن المسافة التي تفصل بين إسرائيل وموقع واحد على الأقل من المواقع الإيرانية تزيد عن 870 ميل، وهى المسافة التي نجحت في تغطيتها القوات الإسرائيلية خلال أحد التدريبات العام الماضي والتي اشتملت على طائرات إف 15 وإف 16 ومروحيات وناقلات التزويد بالوقود.
وأشار كذلك إلى أن شن إسرائيل لهجوم على إيران سوف يشتمل على تحليق بالطائرات فوق المجال الجوي العراقي والأردني، مؤكدا أن نتائجه ستكون مشابهة للهجوم الذي شنته إسرائيل على مفاعل تموز النووي بالقرب من بغداد في عام 1981 والذي دمر المفاعل في أقل من 100 ثانية دون أن تقع أية خسائر إسرائيلية.
ويرى مراقبون أن ما ذكرته التايمز قد يكون صحيحا بنسية كبيرة ، خاصة بعد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الجديد بنيامين نتنياهو لإيران بأنها أكبر خطر يهدد وجود إسرائيل منذ إنشائها وتهديده بعمل عسكري حتى بدون الدعم الأمريكي لوقف هذا الخطر ، إلا أنه رغم ذلك توجد عقبات كثيرة ، أبرزها أن مثل هذا الأمر لن ينجح دون دعم واشنطن حتى وإن زعم نتنياهو خلاف ذلك ، والتقارير الأخيرة الصادرة من أمريكا تؤكد أن إدارة أوباما حريصة جدا على الحوار مع إيران لأنها بحاجة ماسة لمساعدتها في أفغانستان والعراق ، وهذا ما ظهر بوضوح في تصريحات لنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في 8 إبريل .
وكان بايدن حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عواقب الإقدام على شن هجوم عسكري ضد إيران ، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يتراجع نتنياهو عن مثل هذا التفكير.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن تصريحات بايدن جاءت بعد أن استمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تقارير أمنية حول ما يسمى بالخيار العسكري الإسرائيلي لمواجهة المشروع النووي الإيراني ، مشيرة إلى أن نتنياهو التقى خلال الأسابيع الأخيرة برئيس أركان الجيش الجنرال غابي اشكنازي وبمسئولين أمنيين آخرين ثلاث مرات على الأقل للاستماع منهم إلى تقارير حول القضية الإيرانية ، إلا أن واشنطن تقف عقبة كبيرة في هذا الصدد.
ويبدو أن رفض واشنطن لا يرجع لأسباب سياسية فقط وإنما لمبررات عسكرية أيضا ، حيث استبعد إفريم كام، خبير الشئون الإستراتيجية بمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب إمكانية موافقة واشنطن على شن إسرائيل لهذا الهجوم ، مؤكدا أن المؤسسة الدفاعية الأمريكية تشكك في احتمالات نجاح تلك العملية ، كما أن نتائج هذا الهجوم سوف يرجئ فقط البرنامج الإيراني لمدة تتراوح بين عامين إلى أربعة أعوام.
وبجانب الرفض الأمريكي ، فإن روسيا هى الأخرى ترفض بشدة مثل هذا الأمر ، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف في 16 إبريل أن موسكو لن تغير سياساتها ومواقفها إزاء طهران من أجل إرضاء واشنطن وتل أبيب ، قائلا :" إيران بلد جار وبإمكانه أن يؤدي دورا هاما في حل المشكلات الدولية ومن بينها قضايا العراق وأفغانستان والشرق الأوسط".
وفي السياق ذاته ، شددت صحيفة "ورميا نوفستي" الروسية على أن تل أبيب لن تجرؤ على تنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية ، وأشارت إلى رغبة موسكو في شراء طائرات بدون طيار من إسرائيل إلا أنها ربما تلغي هذه الصفقة في حال استمرت السياسات الحالية التي تتبعها تل أبيب في منطقة الشرق الأوسط .
وأخيرا ، هناك التطور الهائل في القوة العسكرية الإيرانية والذي يؤكد أن إيران على استعداد للتصدي لأي هجوم إسرائيلي ، ففي 3 فبراير 2009 وخلال احتفالها بالذكرى الثلاثين للثورة الإسلامية ، فاجأت إيران العالم بالإعلان عن إطلاق أول قمر صناعي من صنع محلي ، مشيرة إلى أن الصاروخ "سفير 2" وضع القمر "أميد" في مدار حول الأرض على ارتفاع 430 ميلاً.
واشنطن التي شككت في السابق في قدرة إيران على تحقيق هذا الأمر ، سارعت إلى تأكيد صحة إعلان إيران ، وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية روبرت رود أن واشنطن تشعر بـ"قلق عميق" لهذا الواقع، مضيفاً أن الصواريخ من طراز " سفير 2 " قادرة على حمل رؤوس حربية غير تقليدية لمدى بعيد ، كما أن تطوير هذا الصاروخ لإطلاق قمر صناعي إلى مدار حول الأرض قد يؤدي إلى تطوير نظام صواريخ بعيد المدى .
ولم تكتف بما سبق ، بل إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن في 9 إبريل أن بلاده أنجزت المرحلة الأخيرة من دورة التخصيب النووي ، مشيرا إلى أنها تشغل حاليا 7000 آلاف جهاز طرد مركزي لإنتاج الوقود النووي.
وأضاف في خطاب ألقاه في مدينة أصفهان خلال احتفال إيران باليوم الوطني للتقنية النووية السلمية أن طهران اختبرت نوعين جديدين من أجهزة الطرد المركزي على مقدرة أعلى لتخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي ، مشددا على أن الأجهزة الجديدة تتميز بأنها أسرع بعدة مرات من تلك المستخدمة في طهران وأنها أنجزت كل مراحل التصنيع النووي.
ولتأكيد الأنباء السارة السابقة ، أعلن عن افتتاح أول مصنع لإنتاج الوقود النووي في مدينة أصفهان، مما يتيح للجمهورية الإسلامية القدرة على إنتاج دورة الوقود لمفاعلاتها النووية بالاستعانة بالخبرات المحلية ودون الحاجة إلى مساعدات فنية خارجية.
وعلق مستشار وزير الخارجية الإيراني لشئون آسيا حسين نوش ابادي على التطورات السابقة ، قائلا :" تصريحات نجاد ستحطم مقاومة الدول المعارضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بما فيها أوروبا والولايات المتحدة ".
وبعد يومين من إعلانها عن المفاجأة السابقة بشأن برنامجها النووي ، أعلنت طهران عن إجراء أكبر استعراض جوي في تاريخ الجمهورية الإيرانية وذلك ضمن احتفالاتها بـ"يوم الجيش" في 17 إبريل.
وأكد العميد طيار سيد محمد علوي مساعد قائد القوات الجوية الإيرانية لشئون العمليات أن 140 طائرة مقاتلة وقاذفة شاركت في الاستعراض الجوي لعرض القدرات الدفاعية للقوات المسلحة الإيرانية وردع أية هجمات من قبل إسرائيل وأمريكا ، مشيرا إلى أن العرض الجوي شهد مشاركة طائرات من طرازات "إف- 14"، و"إف-7"، و"إف- 5"، و"إف- 4"، و"ميج - 29"، و"سوخوي"، و"سي- 130"، إضافة إلى طائرات من طراز "بوينج- 707"، و"بوينج-747"، فضلاً عن طائرات "الصاعقة" الإيرانية.
هذا الاستعراض الجوي الكبير بدا وكأنه خطوة عملية تهدف لإظهار المدى الذي وصلت إليه قوة إيران العسكرية ، كما أكد أن طهران تستشعر الخطر بالفعل ، ولذا بدأت في إظهار قدراتها الواحدة تلو الأخرى لردع نتنياهو ودفع أوباما للإسراع في إجراء حوار معها ، خاصة وأنها باتت قريبة جدا من صنع سلاح نووي باعتبار أن التخصيب هو نواة أساسية في صنع هذا السلاح.
ويبقى التساؤل المحير " هل إعلان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في 16 إبريل أنه ليس هناك حلا عسكريا للخلاف حول برنامج إيران النووي رضوخ للأمر الواقع الذي فرضته إيران أم أنه مناورة وتكتيك للتغطية على ضربة مباغتة للبرنامج النووي الإيراني؟"
شبكة الأعلام العربية
lth[Hm hgjhdl. : Ysvhzdg r] jak i[,lh ugn Ydvhk oghg shuhj
المفضلات