1- ما مفهوم الخطية الاصليه ؟

السؤال الاول :- ما مفهوم الخطية الاصليه ؟

يقول الاستاذ عبد الاحد داوود بعد ان هداه الله للاسلام – مطران الموصل سابقا – في كتابة الانجيل والصليب عن الخطية الاصليه ما يلي :-

ان أساس العقيدة النصرانية ان أبوينا الأولين (آدم وحواء) عليهما السلام لما كانا في جنة عدن فوسوس إليهما إبليس الذي كان في شكل الحية وأغراهما فأكلا من الشجرة المحرمة عليهما فلما عصيا ربهما وارتكبا ما نهى عنه طردا وأخرجا من الجنة المذكورة ، وكانت نتيجة شؤم العصيان أن وصم جميع النوع البشري (بالذنب المغروس (1)) وهكذا كان نسل آدم المتسمم بهذا الذنب مستحقاً لعذاب نار جهنم الأبدي .

وإذا كان هلاك بني آدم قانونياً وشرعياً فإن الرحمة الإلهية أوجدت لخلاصهم علاجاً قانونياً أيضاً ، اي ان الله سمح بتضحية كلمته (المسيح) على الصليب كفارة عنهم وهاهي ذي آيات الإنجيل العجيبة تؤيد هذه البيانات التي ذكرناها وتصدقها فمن ذلك قوله :
(لأنه هكذا أحب الله العالم حتى أعطى ابنه الوحيد (*) لكي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية) (انجيل يوحنا 3 : 16) .
(بل وجدتم خلاصاً بفداء الحمل الخالص من العيب والدنس يعني بالدم الثمين للمسيح (بطرس 19:1) .
وفي اختصار شديد :-
1- خلق الله ادم وحواء ووصاهما بعدم الاكل من شجرة معرفة الخير والشر
2- ولكن ادم وحواء اكلا منها وعصا امر ربهما
3- طردهما الله من الجنه ووجب عليهم اللعنه الابديه والعذاب في النار الابديين
4- ولان الوصيه كان مباشره بين الله وبين ادم وحواء دون وسيط بينهما – وسيط مثل نبي مثلا - فيكون الخطر والذنب جسيم جدا حيث انهم عصوا الله مباشره وتحدوا الله مباشرة
5- وادم هو أبو البشريه جميعا وكلها كانت في صلبه حين اخطأ لذا فان الجنس البشري جميعه وارث للخطيه الاصليه الجديه خطية أبيهم ادم فكله ملعون ويستحق العذاب الأبدي في النار علي الخطيه لان طبيعته أصبحت فاسده
6- وقد خلق الله ادم لكي يعيش معه في بر وقداسه للابد ولكن عندما اخطأ ادم طرده الله خارج الجنه وقال له موتا تموت فوجب الموت علي جميع نسل ادم وبذلك فان طبيعتنا الانسانيه اصبحت فاسده قابله للموت وللخطأ
7- ومن ثم فنحن نحتاج الي من يفدي عنا ويا للرحمة الالهيه حيث لابد ان يكون الفادي من نفس جنس الخاطئ أي لابد وان يكون بشر وليس أي بشر لابد وان يكون هذا البشر نقي من دنس الخطية الاصليه حيث انه بعد خطأ ادم أصبح جميع البشر مدنسين بالخطيه ولما كان لا يوجد بشر نقي من الخطيه وغير مدنس بها فوهب الرب الاله نفسه متجسدا في شكل انسان بشر ولكنه يختلف نقي من الذنوب ودنس الخطية الاصليه ووهب نفسه فداء عن الجنس البشري كله

هذه الخطية الاصليه بمعتقد النصاري حيث انه من اهم الامور التي تشتمل عليها وستكون محور مناقشنا ما يلي :-

1- الحياه في بر وقداسه مع الاله للابد
2- الموت بمفارقه الروح للجسد كعقاب للخطيه ووراثه البشر لهذا العقاب
3- تجسد الاله في بشر وقول الكتاب المقدس في هذا المعتقد .
________________


(1) Peccatum Original ان الأقوام الغربية يستعملون اللسان اللاتيني كثيراً ، واليوناني نادراً في تعبيراتهم المذهبية . لذلك نرى نحن ان نكتب الاصطلاحات الأساسية باللسانين المذكورين أيضاً . أهـ من حاشية الأصل والظاهر ان المراد بالمغروس الفطري الموروث .

(*)لقد ترجم المؤلف العبارة بقوله (أعطى ابنه الوحيد) وترجمتها شركة بايبل سوسايتي (بذل ابنه الوحيد) . وليست إحدى الترجمتين تفيد معنى (ضحي) أو (فدى) بل تفيد أن معنى (أعطى أو أوفد أو أرسل) بدلالة قوله فيما جاء بعدها (لأنه لم يرسل الله ابنه) وإذا فتشنا في الأناجيل عن ماهية ومدلول (الحياة الأبدية) نجد أوضحها قول المسيح عليه السلام (وهذه هي الحياة الأبدية : أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك . وان يسوع المسيح الذي أرسلته ) (أي رسولك) يوحنا 3:17