ثانيا :- النقد الادبي علي النصوص التوراتيه

1- اولا : - الحيه
- يصور لنا سفر التكوين الحيه علي انها كائن حي من الزواحف شديده الاغراء والمكر فقط فهي حيه وحسب .

وقد اضاف وبدل اللاهوتيون المسيحيون اضافاتهم عندما شعروا بان ما جاءت به التوراه خرافه ولا يمكن للعقل السليم قبوله فافترضت بان الشيطان هو الذي اخذ شكل الحيه واغري السيده حواء .
ولكن :-
1- ان هذا التأويل اكثر من تحريف صريح لنص الكتاب المقدس

2- لا يوجد في النص ما يشير او تجيز مثل هذا التأويل

3- التوراه لم تأتنا باي قصه عن الشيطان الذي قام ضد الله فهزمه ميخائيل رئيس الملائكه
اننا لا نتعامل مع رموز بل اننا سنعالج النص الاصلي للتوراه الذي ظاهر امامنا فالان يظهر الحيوان الذي يسمي حيه بعينه ولا حاجه لاقحام الشيطان في ما حدث .

- والحيه علي الرغم من دهائها الذي تصفه بها التوراه الا انها اقل ذكاء بكثير مما ينسب اليها لانها لو كانت اذكي من هذا لكانت قالت لهما كُلا من الشجره المحرمه ثم كلا في نفس الوقت بعدها من شجرة الخلود فتصبحا خالدين كالالهه وهي غير محرم عليكم الاكل منها .

والحيه هي اول من اخطأ لذلك نزل بها اول العقاب فكان :
14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.


وان هذه العقوبه التي انزلت بالحيه تؤكد تاكيدا قاطعا ان اللاهوتيين يكذبون بفظاظه عندما يقولوا ان الشيطان هو الذي اخذ صورة الحيه وينسبون اليه غواية المراه .

فلو كان الشيطان هو السبب وهو المتسبب في وقوع ادم وحواء في الخطيه لكانت العقوبه نزلت به ليس بالحيه .!

ولكن العقوبه لم تنزل الا بالحيه كحيوان يسعي علي بطنه من وحوش البريه .
( فلنتخيل معا ان هذا الكائن "الحيه" كان له اربعة ارجل يمشي عليها او غير ذلك ثم حكم عليه بالعقوبه ان يفقد ارجله ويسعي علي بطنه طول ايام حياته . فنجد ان هذه العقوبه غير عادله لانه ما دخل الحيه في الموضوع من الاساس ( الا يؤكد الكنسيون ان الشيطان اخذ صورة الحيه واغوي المراه ؟ )

فلنفترض مثلا ان احد المحتالين تنكر يوما في صورة كاهن القريه او الحي ثم نفذ عملا من اعمال الغش والنصب فماذا الذي سيحدث هل سيعاقب المحتال ام سيعاقب الكاهن الذي اتخذ صورته ؟

بالطبع لا ان من يعاقب هنا هو المحتال لان العقاب يجب ان ينزل بالمذنب الحقيقي وهذا هو العدل .

لذلك حسنا ان يفعل الكنسيون اذ صرفوا النظر عن مساله الشيطان الذي اغوي المراه لانها ليست اكثر من قصه للتسليه لا تصمد امام أي مستوي من مستويات النقد .

وان صمموا علي ان الشيطان هو الذي اخذ شكل الحيه فيجب عليهم ان يقروا ان الله لم يستطع ان ينزل العقاب بالشيطان الملعون الماكر الغاوي لانه لم يستطع ولم يقدر عليه . وعلي ذلك فقد انزل عقابه علي الحيه البريئه وسلبها اطرافها .

· وان كان جزء من العقاب الذي انزل بالحيه ان تأكل التراب فهي الي الان لم تلتزم بهذا القرار وهذه العقوبه فلاتزال حتي الان لم تأكل التراب ولم تاكله في يوم من الايام .

· ولنا ايضا ان نسال أي نوع من الحيات الذي لعب هذا الدور في القصه هل هي الرقطاء ام البواء ام الحفث ام .......... فانواعها كثيره .

· ولنفترض ان مثلا نوع الرقطاء هو الذي قام بدور الغوايه في هذه القصه

1- فلو اخطأ ادم لهلكت ذريته كلها ( أي بنفس عقاب ادم يعاقب جميع نسل الذكور مثل العمل بالارض طوال الحياه وهذا نجده الي الان هو عمل الرجل فقط لا المراه )

2- وان اغوت حواء لهلكت ذريتها كلها ( أي انه اذا نزل عقاب بالمراه حواء فسيطبق العقاب علي جميع نسلها من النساء مثل الحمل بالتعب والولاده بالالم والاشتياق الي الرجل ونجد ان هذه العقوبه الي الان لم تنفذ الا علي المراه فقط دون الرجل .)

3- وعليه فان العقاب العادل ان ينزل بها ( النوع المعين من الحيات الذي اغوي واخطأ ) العقاب هي وذريتها فقط أي جنس الرقطاء كله ومع هذا فاننا نجد ان كل انواع الحيات بلا استثناء اتخذت تحت وطأة العقاب دون وجه حق . !