السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا موقف الصليبيين مع المسيحيين المحليين:-
وبعد ان قدم نصارى الشرق كل هذه الخدمات الجليلة لا خوانهم الصليبيين فى محاصرة المسلمين فى بيت المقدس الا ان الصليبيين تنكروا لهؤلاء النصارى فبمجرد استيلائهم على بيت المقدس اشتد حماس المسيحيين المحليين للعودة الى المدينة المقدسة غير انهم فوجئوا بعدة اجراءات قيدت كثيرا من حريتهم التى كانوا يتمتعوا بها فى ظل الحكم الاسلامي لعل من اهم هذه الاجراءات :-
1- اجبروهم على دفع ضريبة العشر لرجال الدين اللاتيين
2-منعوهم من اداء شعائرهم الدينية فى كنيسة القيامة على الرغم من ان كنيسة القيامة كانت تحوى مذابح تنتمي لكافة انحاء العالم المسيحي الشرقي
3-لم يسمحوا لهم بتعيين اسقف او بطريرق اسوة بالصليبيين
4- اجبروهم على حضور الطقوس الدينية بكنيسة القيامة على الرغم منانها كانت تؤدى باللغة اللاتينية والتى كانوا يجهلونها
5- فضلا عن انهم قاموا تحت وطأة الحوف والتهديد بأرشادهم الى الامكان الذي اخفى فيه صليب الصلبوت او الصليب الاعظم _ الذي يقال ان السيد المسيح عليه السلام قد صُلب عليه.
وبذلك كًسرت شوكتهم _ المسيحيين الشرقيين_ وفقدوا قدرا كبيرا من الحرية التى كانوا يتمتعون بها فى ظل الحكم الاسلامي.

ثانيا موقف المسلمين تجاه المسيحيين المحليين

بعد ان استطاع البطل المسلم صلاح الدين الايوبي استرداد بيت المقدس من ايدي الصليبيين ظل المسيحيون الارثوذكس واليعاقبة مقيمين بالمدينة والزم اغنياؤهم بدفع الجزية فضلا عن الفدية المقررة عليهم اما الفقراء منهم فقد اعفاهم صلاح الدين من دفعها ووافق على طلب الامبراطور اسحاق انجليوس _امبراطور الدولة البيزنطية_ بعودة تبعية الاماكن المقدسة المسيحية الى الكنيسة الارثوذكسية .
واخذت الطقوس الشرقية تؤدي شعائرها بحرية تامة من جديد.

وهنا نرى الفرق واضح وجليا بين تصرف المسلمين الذي تميز بالسماحة والرحمة وتصرف الصليبيين الذي اتسم بالقوة والعنف مع المسيحيين الشرقيين
وعلى الرغم من خيانة المسيحيين الشرقيين للمسلمين فى وقت الازمة ومعاونتهم للصليبيين الا ان صلا الدين الايوبى تصرف بسماحة شديدة معهم جعلت جميع المؤرخيين يشيدون بكرم اخلاق هذا البطل المسلم.



ثالثا موقف الصليبيين والمسلمين تجاه يهود بيت المقدس:-

لم يكن حال اليهود فى بيت المقدس بأفضل من حال المسلمين فى ذل ك الوقت فقد نالهم من الاذى تقريبا مثل مانال المسلمون
فقد اشارت بعض المصادر الى ان الصليبيين جمعوا اليهود فى كنيس لهم واضرموا النار فيه حتى قضوا عليهم تماما
وقد اكدت المصادر اليهودية المعاصرة ان الصليبيين ساموا اليهود اشد العذاب فقتلوا البعض واسروا البعض الاخر وتمكن بعض الاسرى من افتداء انفسهم ورحلوا عن بيت المقدس حيث توجه بعضهم الى عتسقلان والبعض الا خر الى مصر وبذلك خلا بيت المقدس من اليهود..
اما عن موقف المسلمين تجاه اليهود بعد استرداد بيت المقدس
فقد عرفنا ان القدس قد خلت من اليهود لذلك لم يكن هناك يهود بالمدينة و هذا ما يؤكده المؤرخ المعاصر ارنول وكذلك فقد ذكر الرحالة بيتاشيا دي راتيسبون انه لم يجد اثناء رحلته لبيت المقدس سوى يهوديا واحدا
كما ان الشاعر اليهودى الاسباني يهودا الحريزي الذى زار بيت المقدس حوالي عام 1217م ذكر ان اليهود لم يسمح لهم بدخول بيت المقدس الا بعد استرداد صلاح الدين له .


موقف الصليبيين والمسلمين من الاماكن المقدسة:-
وفى النهاية احب ان اشير سريعا الى موقف الصليبيين من الاماكن المقدسة التى لم يقدروا لها اى حرمة بل راحوا يتتبعون المسلمين الذين احتموا فى المسجد الاقصى واعملوا فيهم السيف بل انهم دخلوا بخيولهم داخل المسجد ولم يقتصر الامر على انتهاك حرمة الاماكن المقدسة الاسلامية فحسب بل قاموا بسرقة تلك الاماكن وما حوته من نفائس وكنوز
وكذلك اقتطعوا جزء من المسجد الاقصى وحولوه الى اسطبل لخيولهم
فهل هناك ما هو اكثر همجية من تصرف هؤلاء الرعاع !
وفى المقابل نجد ان صلاح الدين الايوبى عندما استرد بيت المقدس امر باعادة المسجد الاقصى وقبة الصخرة الى ما كانا عليه من قبل
فأعيد الجزء الخاص الذى اقتطعه الصليبيين ليحولوه الى اسطبل
كما ازال جميع الصور والتماثيل النصرانية التى كانت موجودة على قبة الصخرة
وارسل صلاح الدين الى دمشق يطلب ماء الورد لغسل المسجد الاقصى وقبة الصخرة وبالفعل وصلت خمسة جمال محملة بماء الورد فطًهر الموضعان وفًرش بالبسط واديت فيه صلاة الجمعة

ونشير هنا الى موقف عظيم من مواقف صلاح الدين التى تبهر الجميع دائما حيث اشار على صلاح الدين بعض المقربين بهدم كنيسة القيامة والقبر المقدس وذلك حتى لا يجد الصليبين اى مبرر للعودة مرة اخرى الا ن صلاح الدين رفض هذا الرأي وذكر ان الخليفة عمر بن الخطاب عندما دخل بيت المقدس فاتحا لم يأمر بهدم تلك المقدسات ولابد ان نتأسى به