بأذن الله نستكمل هنا الجزء الثانى من الموضوع وهو ( الجزء الاساسى ) حيث سنقوم بمقارنة بين سلوك الصليبيين عند غزو بيت المقدس وبين سلوك المسلمين عند استرداد بيت المقدس
وكما ذكرنا من قبل ان السلوك هو المظهر الاخلاقى العام الذى يعكس ما تؤمن به المجتمعات ويمكننا من خلاله قياس مدى تقدم ورقى تلك المجتمعات


اولا سلوك الصليبين والمسلميين تجاه بعضهم البعض:-


سلوك الصليبيين:-

الثابت ان الصليبيين تمكنوا من اقتحام بيت المقدس والاستيلاء عليه بعد حصار دام اكثر من شهر ودخلوا بالفعل المدينة عام 1099 ميلاديا
وبمجرد دخولهم قاموا بأعمال السيف فى كل من وجدوه امامهم دون تمييز بين رجال ونساء ؛ شيوخ واطفال حتى امتلأت الطرقات بجثث القتلى ودمائهم من جراء المذابح التى ارتكبها الصليبيون فى كل بقعة تقريبا فى المدينة وتعذر عليهم ان يشقوا طريقهم داخل المدينة الا فوق جثث القتلى



تفنن الصليبيون فى قتل المسلمين والتنكيل بهم
فمن المسلمين من ذبح ذبح الشاه ومنهم من قذف به من
الاماكن العالية الى الارض فهشمت اعضاؤهم وهلكوا هلاكا مروعا ومنهم من بقرت بطونهم لاستخراج ما اخرجته احشاؤهم من نقود ولما شق على الصليبيين هذا الامر قاموا بأشعال النار فى جثث القتلى ليتسنى لهم فى يسر العثور على الدنانير الذهبية التى اخفاها المسلمون فى احشائهم



ولم يعف الصليبيين احد من الموت
حتى اؤلئك الذين طلبوا الامان واستسلموا لهم _ باستثناء الحامية التى اعتصمت فى برج داوود بقيادة الامير افتخار الدولة نائب الخلافة الفاطمية في بيت المقدس فقد وفى لها الامير ريموند كونت تولوز فامنها فى مقابل تسليمها البرج _
وعلى الرغم من الوفاء بالعهد يعد من الاخلاق الحميدة الا ان المؤرخ البرت دكس لام ريموند لوما شديدا على سماحه للمسلمين بالخروج سالمين دون ان يقتلهم


وبعد ان فرغ الصليبيين من قتل معظم المسلمين تقريبا وأخذت الامور تهدأ قليلا بالمدينة رأى الامراء ان الضرورة تقتضى قبل كل شئ تنظيف المدينة حتى لا يتفشى الطاعون بسبب الهواء الملوث بالنتن المتصاعد من جيف القتلى فقرروا ان يقوم بهذا العمل الاسرى المسلمين وبما ان اعدادهم كانت قليلة فقدم الامراء اجرا الى فقراء الصليبيين فى مقابل المساعدة فى تنظيف المدينة
فقام الفريقان بسحب جثث القتلى خارج بيت المقدس وطرحوها امام الابواب وتاعالت اكوامهم حتى جازت المنازل ارتفاعا وبعد ان فرغ المسلمين من تنظيف المدسنة قام المسلمين بطردهم خارج بيت المقدس لتصبح المدينة ملكا خاصا للصليبيين


ولم يقف سلوك الصليبيين عند هذا الحد بل سارعوا الى اغتصاب الدور ونهب مقتنياتها ومضى مغتصب كل بيت يدعى ان البيت الذى اقتحمه ملكا خاصا له بكل مافيه وكان يعلق عليه سلاحه من الخارج اشارة الى ملكيته لهذا المنزل

يتبع ان شاء الله سلوك المسلمين تجاه الصليبيين بعد استرداد المسلمين بيت المقدس..........