بدأ القمص عبد المسيح بسيط بحثه بتعريف الديانة البوذية لكنه لم يستند على ما وعدنا به من مصادر وأنه سيعتمد في رده على كتب البوذيين وما كتبه عنها العلماء المحايدين وما نُشر في مواقع البوذيين أنفسهم على الإنترنت ولكنه استدل بالموسوعة الماركسية التي لم تعطي عن الديانة البوذية أكثرمن تعريف لا يفيد من أراد الثقافة العامة فضلاً عن باحث في العقائد والأديان ، ويكفي أن يعرف القارئ أن الموسوعة قد قدمت هذا التعريف تحت عنوان " مفاهيم ومصطلحات(فلسفية، اقتصادية، علمية، الخ) " ليعلم حجم ما يمكن أن تقدمه الموسوعة من معلومات ومصداقية . فهل هذا ما وعدتنا به من مصادر يا جناب القمص ؟!!

لقد قدمت من قبل تعريف للبوذية بشكل مبسط لمن أراد ذلك في كتابي " المسيحية والبوذية في ميزان الحقيقة " على هذا الرابط

http://www.albshara.net/threads/15121-المسيحية-والبوذية-في-ميزان-الحقيقة

والذي سوف أرد بما أسلفت فيه على القمص وأكشف به تدليسه

يقول القمص بعد أن وضع التعريف من مصدر غير موثوق : " والخلاصة هنا أن الديانة البوذية ديانة متطورة في فكرها وعقائدها ولم يؤله بوذا في أساطيرهم إلا ابتداء من القرن الأول الميلادي، أما قبل ذلك فلم يكن ينظر إليه إلا كمجرد حكيم كان يبحث عن النيرفانا أي سلامه النفسي. "
وهنا وجب ان نبين للقمص تدليسه ولكن من المصادر الموثوقة وليس كما أعطانا من مصدر لا يرتقي ان يكون مجلة ثقافية .

إن البوذية ليست فرقة واحدة أو فرقتين بل هي مجموعة من المدارس المستقلة وكل مدرسة لها فكرها ومعتقداتها وقد اعترف القمص بأن الماهايانا كانت تؤله بوذا لأنه لا فائدة من هذا الإنكار ولكي يخرج من هذا المأزق لم يجد وسيلة إلا أن يضع كلام مرسل راغباً فيه أن يبين أن هذه الفرقة وهي الماهايانا قد ظهرت بعد القرن الأول الميلادي وهذا ما سنعرفه من خلال دراستنا لتاريخ الماهايانا ، وأريد أن أبين أمر هام وهو أنه لو ظهرت الماهايانا في القرن الأول الميلادي جدلاً فهذا لن يغير من الأمر شيئ لأن العقيدة النصرانية لم تظهر قبل القرن الرابع الميلادي تحت سلطان الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين .

تاريخ ظهور الماهايانا .

وترجع أولى كتابات الكتاب المقدس الماهاياني إلى القرن الأول قبل الميلاد كما تذكر ذلك المواقع البوذية نفسها



The Mahayana scriptures were probably set in writing around the 1st century BCE.




يقول الموقع أن السجل التاريخي يبين أن الماهايانا ظهرت كمدرسة منفصلة عن ثيرفادا في القرن الأول قبل الميلاد وأنها تطورت منذ فترة طويلة قبل هذا التاريخ




The historical record shows it emerging as a separate school from Theravada during the 1st century BCE. However, it most likely had been developing gradually for a long time before that.


ويضيف الموقع المتخصص بالبوذية أنها على حسب ترجيح بعض الباحثين قد تكونت من طائفة بوذية اسمها Mahasanghika ظهرت قبل 320 سنة قبل الميلاد .





In spite of the apparently easy resolution of the disciplinary dispute, the years after the Second Council saw the emergence and proliferation of many separate schools such as the Maha Sanghikas who some regard as the progenitors of the Mahayana, Vatsiputriyas and others. Consequently, by the time of the Third Council, held during the reign of Emperor Ashoka, in the third century B. C. E., there were already at least eighteen schools, each with its own doctrines and disciplinary rules


يقول أنه بعد انعقاد المجلس الثاني والذي كان بعد حوالي 100 سنة من موت بوذا ، تكونت العديد من المدارس ومنها Sanghikas ، Vatsiputriyas والتي تعتبر أسلاف المذهب ماهيانا ،ويقول أنه بعد انعقاد المجلس الثالث في عهد أسوكا كان هناك مالا يقل عن 18 مدرسة مع كل اتجاهاتها ومعتقداتها الخاصة بها .


At yet another council, held during the reign of King Kanishka in the first century C.E., two more important schools emerged--the Vaibhashikas and the Sautrantikas. These differed on the authenticity of the Abhidharma, the Vaibhashikas holding that the Abhidharma was taught by the Buddha, while the Sautrantikas held that it was not. By this time, Mahayana accounts tell us, a number of assemblies had been convened in order to compile the scriptures of the Mahayana tradition which were already reputed to be vast in number. In the north and south west of India as well as at Nalanda in Magadha, the Mahayana was studied and taught. Many of the important ####s of the Mahayana were believed to have been related by Maitreya the future Buddha and other celestial Bodhisattvas or preserved among the serpent gods of the underworld until their discovery by Mahayana masters such as Nagarjuna.



ويفيد الكاتب أنه في القرن الأول الميلادي تم ترجمة النصوص المكتوبة من الكتاب المقدس البوذي ليتم انتشارها بشكل أوسع


ووجود ترجمات للنصوص هذا يعني ان النصوص كانت مكتوبة في وقت سابق ، وهذا ما يؤكده الباحث في ان هذه النصوص تك كتابتها بعد وفاة بوذا بحوالي 500 سنة وحيث أن بوذا كانت فترة حياته في القرن السادس قبل الميلاد وباضافة 500 سنة فإن نصوص الكتاب المقدس الماهاياني والمكتوب باللغة السنسكريتية قد كُتب في القرن الأول قبل الميلاد وهذا ما يجزم به الكاتب يقيناً انها قد كتبت في منتصف القرن الاول قبل الميلاد وأنه يوجد مخطوطات تؤكد هذا الأمر كمخطوطات السوترا والتي لا يمكن أن تتجاوز القرن الأول الميلادي


The formation of the extant written canons of the schools, both in India and in Sri Lanka, is now generally accepted by scholars to belong to a relatively late period. The Mahayana teachings, as well as those of the other schools, including the Theravada, began to appear in written form more than five hundred years after the time of the Buddha. We know with certainty that the Theravada canon--recorded in Pali, an early Indian vernacular language--was first compiled in the middle of the first century B.C.E. The earliest Mahayana sutras, such as the Lotus Sutra and the Sutra of the Perfection of Wisdom are usually dated no later than the first century C. E. Therefore, the written canons of the Theravada and Mahayana traditions date to roughly the same period. (*)


ويقول الدكتورDr. Peter Della أنه بين المجلس الثاني والقرن الأول قبل الميلاد شهدت ماهيانا نمو في الهند وظهرت العديد من النصوص الهامة

The period between the Second Council and the first century B.C.E. saw the growth of Mahayana literature in India and the emergence of a number of important ####s


[Taken from Peter Della Santina., The Tree of Enlightenment. (Taiwan: The Corporate Body of the Buddha Educational Foundation, 1997), pp. 133-141].

http://daophatngaynay.com/english/ph.../005-lotus.htm

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) [Taken from Peter Della Santina., The Tree of Enlightenment. (Taiwan: The Corporate Body of the Buddha Educational Foundation, 1997), pp. 125-132].


وهذا شكل بياني يوضح الجدول الزمني والإنتشار الجغرافي في التاريخ البوذي لأهم ثلاث فرق وما يهمنا هو الماهايانا والتي تمثل باللون الأحمر على الشكل البياني وتاريخ مدرستها يرجع كما هو مبين في الشكل إلى القرن الأول قبل الميلاد .




وهذا المخطط نشره أحد أوثق المواقع البوذية



وفي جدول التاريخ الزمني للبوذية يوضح مركز دراسات البوذية أن الماهايانا ظهرت في القرن 344 من التاريخ البوذي أي في القرن الثاني قبل الميلاد وانه خلال القرن الأول الميلادي تم كتابة السوتر لوتس .



أما قول القمص "ويرجع إلى القرن الثاني للميلاد، وتمت صياغته في شكل أسئلة وأجوبتها، تتعلق بجوهر العقيدة البوذية. ثاني هذه الكتابات والمعروف باسم (Visuddhimagga)، قام بكتابته الراهب [COLOR=window#albshara.net##albshara.net##albshara. com##albshara.net#]بوداغويا (Buddhaghosa) في القرن الخامس للميلاد، ولخص فيها الأفكار البوذية بالإضافة إلى شرحه إلى كيفية ممارسة التأمل ". وقد وضع رابط من الموسوعة الحرة والتي لا تعتبر مرجعاً على الإطلاق ولا يعتد بها أي باحث فأقول إن ادعائه بأن
Nagarjuna هو من أسس الماهايانا فهو قول مغلوط أراد به تضليل الباحثين عن الحقيقة فـ Nagarjuna هو مؤسس مدرسة Madhyamika فقط وهي مدرسة لم تغير من اساسيات الماهايانا وانما أضافت إليها فلسفة جديدة شبيهة بفلسفة أفلاطون وقد كان ذلك في القرن الثاني تحديداً كما هو موضح بالجدول .









وبهذا نكون قد أثبتنا بما يدع مجال للشك أن البوذية في مدارسها ماهايانا قد نشأت بعد المجلس الثالث في عهد الملك أسوكا - أشوكا - في القرن الثالث قبل الميلاد وأخذت المدارس في التطور البطيئ حتى أخذت هيكلتها في القرن الأول قبل الميلاد










وشكلت نصوصها التي كُتبت باللغة السنسكريتية تراثاً لهذا الفكر في القرن الأول قبل الميلاد حتى انتهى تدوين الفكر الذي امتد لثلاثة قرون في القرن الأول الميلادي على أقصى تقدير .

وبهذا يكون كلام القمص حول هذه النقطة قد ذهب أدراج الرياح .



يتبع ..[/COLOR]