ما هو عدد أسفار الكتاب المقدس ؟


تختلف الكنائس المسيحية فيما بينها بعدد الأسفار المقدسة الموحى بها فالكنيسة الكاثوليكية مثلاً ومعها الارثوذكسية تؤمن بـثلاثٍ وسبعين سفراً مقدساً ( انظر الترجمة الكاثوليكية دار المشرق ) ، بينما الكنيسة البروتستانتية تؤمن بـستٍ وستين سفراً مقدساً فقط ، وترفض ما زاد عن ذلك من أسفار ( انظر ترجمة الحياة والفاندايك طبعة دار الكتاب المقدس ) ، ولكل أدلته التي يتمسك بها ، وإليكم أدلة كل فريق :

أولاً : الأدلة التي تتمسك بها الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية :

جاء في مقدمة الكتاب المقدس للأسفار القانونية الثانية - طبعة مكتبة المحبة بالقاهرة الآتي :
لا يتضمن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا اليوم ( طبعة دار الكتاب المقدس ) بعضاً من الأسفار المقدسة حذفها البروتستانت ، ومع ذلك فإن الأرثوذكس والكاثوليك في كافة أنحاء العالم يؤمنون بقانونيتها. وهذة الأسفار يطلق عليها " الأسفار القانونية الثانية التى حذفها البروتستانت " . أما البروتستانت فيسمونها " الأبوكريفا " وهى كلمة معناها ( المخفية ) وهم يعتبرونها بهذا المسمى من وجهة نظرهم أسفاراً مدسوسة لأنها لا ترقى إلى مستوى الوحي الإلهي كما يقولون وهي تضم موضوعات غير ذات أهمية وخرافات لا يقبلونها 0

بيان هذه الأسفار :
هذه الأسفار المحذوفة هي :
1_ سفر طوبيا ، ويضم 14 أصحاحا ، ومكانه بعد سفر نحميا.
2 _ سفر يهوديت ، ويضم 16 أصحاحاً ، ومكانه بعد سفر طوبيا.
3 _ تتمة سفر أستير ، وهو يكمل سفر أستير الموجود فى طبعة دارالكتاب المقدس . ويضم الإصحاحات من 10 _ 16.
4 _ سفر الحكمة لسليمان الملك , ويضم19 أصحاحاً ومكانه بعد سفر نشيد الأنشاد .
5 _ سفر يشوع بن سيراخ , ويضم 51 أصحاحاً ويقع بعد سفر الحكمة.
6 _ سفر نبوة باروخ , ويضم سته أصحاحات . ومكانه بعد سفر مراثى أرميا.
7 _ تتمة سفر دانيال , وهو مكمل لسفر دانيال الذى بين أيدينا طبعة دار الكتاب المقدس . ويشمل بقية أصحاح 3 , كما يضم إصحاحين أخرين هما 13 , 14.
8 _ سفر المكابيين الأول , ويضم 16 أصحاحاً .ومكانه بعد سفر ملاخى.
9 _ سفر المكابيين الثانى , ويضم 15 أصحاحاً . ومكانه بعد سفر المكابين الأول.
لماذا حذف البروتستانت هذه الأسفار ؟
تتلخص الأسباب التي من أجلها لم يعترف البروتستانت بهذه الأسفار بل حذفوها من الكتاب المقدس في الآتي :
1_ يقول البروتستانت أن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م والرد على ذلك أن بعض هذه الأسفار تعذر العثور عليها أيام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الممالك . كما أن البعض الآخر منها كتب بعد زمن عزرا الكاهن .
2 _ يقولون أنها لم ترد ضمن قائمة الأسفار القانونية للتوراة التي أوردها ( يوسيفوس ) المؤرخ اليهودي في كتابه . والرد على ذلك أن يوسيفوس نفسة بعد أن سرد الأسفار التي جمعها عزرا كتب قائلاً ( إن الأسفار التي وضعت بعد أيام ارتحستا الملك كانت لها مكانتها عند اليهود . غير أنها لم تكن عندهم مؤيدة بالنص تأيد الأسفار القانونية لأن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم في تمام التحقيق ) كتابة ضد إيبون رأس 8.
3 _ يقولون أن لفظة ( أبو كريفا ) التى أطلقت على هذة الأسفار , وهى تعنى الأسفار المدسوسة والمشكوك فيها , كان أول من استعملها هو ( ماليتون ) اسقف مدينه سادوس فى القرن الثانى الميلادى . وإذاً فالشك فى هذة الأسفار قديم . ونقول نحن أن أسفار الأبوكريفا الأصليه هى أسفار أخرى غير هذه . فهناك أسفار أخرى كثيرة لفقها اليهود والهراطقة وقد رفضها المسيحيون بإجماع الآراء . وإذا فلا معنى أن نضع الأسفار القانونية المحذوفة فى مستوى هذه الأسفار التى أجمع الكل على رفضها.
4 _ يقولون أن بعض الآباء اللآهوتيين القدامى والمشهود لهم وخصوا منهم أورجانيوس وإيرونيموس لم يضموا هذه الأسفار فى قوائم الأسفار القانونية للعهد القديم .بل ان إيرونيموس الذى كتب مقدمات لأغلب أسفار التوراة وضع هذه الأسفار المحذوفة فى مكان خاص بها بأعتبارها مدسوسة ومشكوك فى صحتها . ونرد على ذلك بأنه , وإن كان بعض اللاهوتيين أغفلوا قانونية هذه الأسفار أول الأمر , إلا أنهم ومنهم أويجانوس وإيرونيموس عادوا وأقروا هذه الأسفار واستشهدوا بها .كما نضيف أيضاً أنه وإن البعض القليل لم يورد هذه الأسفار ضمن قائمة الأسفار الخاصة بالتوراة اعتماداً على كلام يوسيفوس المؤرخ اليهودى او استناداً لآراء بعض اليهود الأفراد الذين كان مذهبهم حذف أجزاء الكتاب التى تقرعهم بالملائمة بسبب مخازيهم وتعدياتهم , إلا أن الكثيرين من مشاهير آباء الكنيسة غير من ذكرنا اعترفوا بقانونية هذه الأسفار وأثبتوا صحتها واستشهدوا بما ورد فيها من آيات. ومن أمثلة هؤلاء إكليمندس الرومانى وبوليكربوس من آباء الجيل الأول ،وإيريناوس من آباء الجيل الثانى ، وإكليمندس الاسكندرى ود يوناسيوس الاسكندرى وأوريجانوس وكبريانوس وترتوليانوس وأمبروسيوس وإيلاريوس ويوحنا فم الذهب وإيرونيموس وأغسطينوس من آباء الجيل الرابع . وغير هؤلاء أيضا مثل كيرلس الأورشليمى وإغريغوريوس النرينزى والنيصى وأوسابيوس القيصرى . وكل هؤلاء نظموا هذة الأسفارضمن الأسفار القانونية للكتاب واستشهدوا بها فى كتبهم ورسائلهم وتفاسيرهم وشروحاتهم وخطبهم وردودهم على المهرطقين والمبتدعين . وقد وردت شهادات هؤلاء الآباء عن الأسفار المحذوفة وباقى أسفار الكتاب المقدس فى الكتاب المشهور ( اللاهوت العقيدى ) تأليف ( فيات ).
5 _ يقول البروتستانت أن اليهود لم يعترفوا بهذه الأسفار خصوصاً وانها فى الغالب كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا فضلاً عن أن هناك أمور تحمل على الظن أن هذه الأسفار كتبت أساساً باللغة اليونانية التى لم يكن يعرفها اليهود 0 ونرد على هذا بالقول أن اليهود وإن كانوا قد اعتبروا هذه الأسفار أولاًً فى منزلة أقل من باقى أسفار التوراة بسبب أن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم فى تمام التحقيق , إلا أنهم بعد ذلك اعتبروا هذة الأسفار فى منزلة واحدة مع باقى الأسفار . كما أن الظن بأن هذة الأسفار غالباً كتبت أصلاً باللغة اليونانية , يلغيه أن الترجمة السبعينية التى ترجمت بموجبها جميع أسفار التوراه من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية , وكانت ترجمتها فى الاسكندرية فى عهد الملك بطليموس الثانى فيلادلفوس سنة 285 ق.م . لفائدة اليهود المصريين الذين كانوا لايعرفون العبرية بل اليونانية .... هذه الترجمة لأسفار التوراة تضمنت الأسفار المحذوفة دليلاً على أنها من الأسفار المعتمدة من اليهود ودليلاً على أنها لم تكتب أصلاً باليونانية . هذا بالاضافة إلى أن النسخ الأثرية القديمة المخطوطة الأخرى من التوراة وهى النسخ السينائية والفاتيكانية والاسكندرية وكذلك النسخة المترجمة للقبطية التى تعتبر أقدم الترجمات بعد السبعينية وكذا الترجمات القديمة العبرية ومن بينها ترجمات سيماك وأكويلا وتاودوسيون والترجمة اللاتينية والترجمة الحبشية , تضمنت جميعها الأسفار المحذوفة حتى الآن فى مكتبات لندن وباريس وروما وبطرسبرج والفاتيكان.
6 _ يقول البروتستانت أن هذة الأسفار لا ترتفع الى المستوى الروحى لباقى أسفار التوراة ولذا فلا يمكن القول أنة موحى بها . ونحن نقول ان البروتستانت اعتادوا فيما يتعلق بالعقائد الأساسية والمعلومات الإيمانية ان يقللوا من أهمية الدليل على صدقها دون أن يبينوا سبب ذلك بوضوح . وهى قاعدة واضحة البطلان . ونضيف أن الأسفار التى حذفها البروتستانت تتضمن أحداث تاريخية لم يختلف المؤرخون على صدقها . كما أنها تعرض لنماذج حية من الأتقياء القديسين . فضلاً عن أنها تتضمن نبؤات عن السيد المسيح وكذا أقوالاً حكيمة غاية فى الكمال والجمال ولا معنى إذاً للقول أن الاسفار التى حذفوها غير موحى بها.


والآن نحن كمسلمين نسأل :
ما هو أساس قبول ورفض الأسفار لدى المسيحيين ..؟!
هل من المقبول لديكم أن تلعبوا باسفر وأيات بالأنجيل الذي تقولون أنه مرسل لكم من الرب وتحذفون وتضيفون إليه كما تريدون ؟؟؟؟

,lh H]vh; lh hgHsthv >