وعن ابن عباس قال:
لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت لرجل من الأنصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجباً لك يا ابن عباس، أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ترى؟ فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه فتسفي الريح علي التراب فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسألك، قال: فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليّ، فقال: هذا الفتى أعقل مني
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ص: 29، وسير أعلام النبلاء: 3/326.



وعن عمرو بن ميمون الأودي قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلينا، قال: فسمعت تكبيره مع الفجر رجل أجش الصوت، قال: فألقيت عليه محبتي فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتاً، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات فقال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها؟" قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله؟ قال: صلّ الصلاة لميقاتها واجعل صلاتك معهم سبحة"
سنن أبي داود، باب: "إذا أخّر الإمام الصلاة عن الوقت".



وحدث عامر الشعبي رجلاً بحديث ثم قال له: أعطيناكها بغير شيء قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة
أنظر صحيح البخاري، كتاب العلم، باب تعليم الرجل أمته وأهله، رقم: 97.



وعن محمد بن القاسم بن بشير: سمعت محمد بن يزيد النسوي العطار سمعت يعقوب بن سفيان يقول: كنت في رحلتي في طلب الحديث فدخلت إلى بعض المدن فصادفت بها شيخاً احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار عنه، وقلت نفقتي وبعدت عن بلدي فكنت أدمن الكتابة ليلاً واقرأ عليه نهاراً، فلما كان ذات ليلة كنت جالساً أنسخ وقد تصّرم الليل، فنزل الماء في عيني فلم أبصر السراج ولا البيت فبكيت على انقطاعي وعلى ما يفوتني من العلم فاشتد بكائي حتى اتكأت على جنبي فنمت فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فناداني: يا يعقوب بن سفيان لِمَ أنت بكيت؟ فقلت: يا رسول الله ذهب بصري فتحسرت على ما فاتني من كتب سننك وعلى الانقطاع عن بلدي. فقال: ادن مني فدنوت منه فأمرّ يده على عيني كأنه يقرأ عليهما، قال: ثم استيقظت فأبصرت وأخذت نسخي وقعدت في السراج أكتب
سير أعلام النبلاء: 3/183.
مات يعقوب بن سفيان سنة 277 هـ.

hgvpgm td 'gf hgp]de