بسم الله الرحمن الرحيم



إن الغيب مسألة أراحت من آمن بها وآمن أنها من علم الله وأشقت من حاول معرفتها والتأويل لها وما كان له أن يعلم من الغيب إلا ما شاء الله له أن يعلم ، فلنلزم كتاب الله وسنة نبيه الذي لا ينطق عن الهوى ،وما أخبرا من أمور الغيب .. فهذا إيماننا الذي نؤمن به .


"وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ" [الأنعام:59]


"عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا " [الجن:26-27]

أحب أن أبين أمر هام قبل أن نشرع في تجاذب أطراف الحديث، وهو أن ذكر الله تعالى لقصة ذي يأجوج ومأجوج وذي القرنين كان على سبيل إفحام النصارى ونصرة نبيه وأنه لو كان في تفصيل أمرهم خير ومنفعة لفصله الله تفصيلاً .

أول نقطة طرحناها هي مكانهم وأنت تقول
" سلسلتي الجبال "وحسب مراحل رحلته مُتجهاً من الشمال نحو الشرق ، وجد من دونهما "

كيف عرفت هذه الوجهة يا أخي ولا يوجد عليها نص ؟

أما أنا فأقول عن مكان يأجوج ومأجوج أن الكثيرون قد اجتهدوا ليحددوا مكان هاتين الأمتين فمنهم من قال شمالاً في سيبريا ومنهم من قال شرقاً ومنهم من قال في تركيا ومنغوليا وخلافه رجماً بالغيب ولكن أين مكان هؤلاء القوم ؟


مخبراً بقصة ذي القرنين " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ "
وبعد الغرب اتجه شرقاً " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا "
كانتا هاتين هما وجهتي ذو القرنين الأولى والثانية ولنرى وجهته الثالثة في قول الله تعالى " حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا "
لم يحدد الله تعالى مكان السدين ، ولم تحدد السنة الصحيحة هذا المكان فكان مكانهما في علم الله وحده سابقاً وبقي كذلك حتى يومنا هذا وسيبقى إلى أن يشاء الله .
ومن ادعى غير ذلك فعليه أن يقيم الحجة بأن يأتينا بآية قرآنية أو حديث صحيح يدعم رأيه .

أما قولك

فهو موجود في ألقوقاز حيث بُني عليه (سد دربند) الحالي ، وقد وجد القائمون على بناء هذا السد الجديد ، بقايا ألردم ألقديم وبقايا ألحديد فيه وحتى آثار للنُحاس ، ولذلك الدال على أن يأجوج ومأجوج هُم أهل ألصين ، وصفهم سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم بأن وجوههم عريضه كالمجن المُطرقه وعيونهم صغيره وكذالك هي وجوه اهل ألصين وما جاورها من شبه لهم وهم مُتكررون وها هُم الآن يكتسحون العالم بصناعاتهم ، فما من بيت في العالم إلا دخلته صناعتهم ، وهُم من كُل حدبٍ ينسلون الآن بصناعاتهم التي ملأت العالم ، كما نسلوا أول مره ، والقادمُ اعظم .

هذا سنناقشه بعد أن ننتهي من أمر تحديد مكان السد وقوم يأجوج ومأجوج إما بأن نقف على دليل أو نسلم بأن المسألة في علم الغيب

أخوك ومحبك في الله ولله
ذو الفقار