عودة ..


فلنعقلها عقلياً ومنطقياً أولاً ونرى .. سنجد أن الحكم على تارك الصلاة بالكفر لهو أنسب حكم عليه يتناسب مع طبيعة ذنبه .

- فتارك الصلاة لا يخرج من بين اثنين :

الأول : إما تركها منكراً لوجوبها ولا يؤمن بفرضيتها وهذا قد كفر بكلام الله تعالى وبالقرآن الكريم حيث     في أمر الصلاة : فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء : 103] والآيات مثل ذلك كثيرة

إذاً فالمسلم إذا أنكر فرضية الصلاة على المسلمين فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
فهذا كافر لا محالة وحكمه حكم المرتد لأنه أنكر القرآن الكريم وأنكر أمر أقره النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى فماذا يبقى في إسلامه إذاً؟

الثاني : يتركها متكاسلاً ، سواء فضل النوم على الصلاة أو فضل الراحة على الصلاة أو فضل العمل على الصلاة أو المباراة على الصلاة أو المسلسل أو اللهو واللعب أو الغناء أو مقابلة مع أصدقاء أو معصية مع امرأة أو جريمة يخطط لارتكابها أو حتى تركها وهو يفضل حلالاً عليها كأن يفضل مذاكرة أولاده على الصلاة أو لقاء أقاربه على الصلاة أو قراءة القرآن على الصلاة
فها هو يفعل الحلال : لكن في وقت الصلاة وإن خرج وقتها وأنت على الحلال أصبح هذا الحلال ليس من حقك وستتحمل ذنب تركك للصلاة ولن ينفعك الحلال الذي تركته من أجلها .

لذلك فهذا النوع الثاني أشرك شيئاً دنيوياً ومتعة وقتيه ومصلحة زائلة على تنفيذ أمر الله ، وبدلاً من أن يلبي أمر الله ذهب ليلبي شهواته ورغباته ونزواته ففضلها على الله تعالى ; فما الفرق بينه وبين المشرك إذاً ؟

فالمشرك يعلم بوجود الله لكنه يعبد غيره ويطيع غيره كأن يترك السجود لله ويسجد لصنم ، أو يترك السجود لله ويذهب لمشاهدة مسلسل أو برنامج ، أو يترك السجود لله ويذهب لاختلاس مال ليس من حقه ...إلخ .

لذلك فهذا المتكاسل عن الصلاة من أجل عرض الدنيا أشرك بالله بأحد أنواع الشرك المعروفة في الإسلام من شرك أكبر إلى شرك أصغر وكلاهما شرك

لذلك فتارك الصلاة سواء تركها جحودا أو شركا وفسوقا فهو كالرجل الذي يحمل فأساً يهدم به دين الله

فإن كان تركها كفراً بها فهو يرتد بإنكاره ويرد أجيالاً قادمة من بعده ستنتهج نفس نهجه وبدلاً من أن يطاع الله سيُطاع الشيطان ، وتارك الصلاة تكاسلاً فهو متهاون بأمر الله تعالى ومن ثم سيتهاون بكل ما أمره به الله من شرائع ،فقد أنكر أساس إسلامه فما المانع في أن ينكر الأمانة وينكر الصدق وينكر غض البصر وينكر الإصلاح ؟
فيعيث في الأرض فساداً يقتل هذا ويزني بتلك ويسرق هؤلاء ويرتشي و و و و ، فهو لا يجد رادع يمنعه عن فعل المعاصي لأنه تكاسل عن تنفيذ الأمر الأساسي .

ولكن ما هي الثمرة الخبيثة لترك الصلاة ؟

يتبع إن شاء الله