الحمد لله رب العالمين
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير إلى يوم الدين
أما بعد:
قال الله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً } النساء140

وقال أيضا: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } الأنعام68

أظن أن معنى هذه الآيات واضح جدا
ولكن رغم ذلك نقلت لكم تفسيرها من عدد من المفسرين

بالنسبة للآية الأولى:

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : وإذا رأيت ، يا محمد ، المشركين الذين يخوضون في آياتنا التي أنزلناها إليك ، ووحينا الذي أوحيناه إليك ، و " خوضهم فيها " كان استهزاءهم بها ، وسبهم من أنزلها وتكلم بها ، وتكذيبهم بها " فأعرض عنهم " يقول : فصد عنهم بوجهك ، وقم عنهم ، ولا تجلس معهم " حتى يخوضوا في حديث غيره " يقول : حتى يأخذوا في حديث غير الاستهزاء بآيات الله من حديثهم بينهم " وإما ينسينك الشيطان " يقول : وإن أنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهم والإعراض عنهم في حال خوضهم في آياتنا ، ثم ذكرت ذلك ، فقم عنهم ، ولا تقعد بعد ذكرك ذلك مع القوم الظالمين الذين خاضوا في غير الذي لهم الخوض فيه بما خاضوا به فيه . وذلك هو معنى " ظلمهم " في هذا الموضع .

وبالنسبة للآية الثانية:

قوله [ تعالى ]: ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) أي : إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ، ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها ، وأقررتموهم على ذلك ، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه . فلهذا رسالة مناظر أرجو قراءتها لأهميتها : ( إنكم إذا مثلهم ) [ أي ] في المأثم ، كما جاء في الحديث : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر " .

والذي أحيل عليه في هذه الآية من النهي في ذلك ، هو قوله تعالى في سورة الأنعام ، وهي مكية : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم [ حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ] ) [ الأنعام : 68 ] قال مقاتل بن حيان : نسخت هذه الآية التي في الأنعام . يعني نسخ قوله : ( إنكم إذا مثلهم ) لقوله ( وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) [ الأنعام : 69 ] .

[ ص: 437 ]

وقوله : ( إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ) أي : كما أشركوهم في الكفر ، كذلك شارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم أبدا ، وجمع بينهم في دار العقوبة والنكال ، والقيود والأغلال . وشراب الحميم والغسلين لا الزلال .



وفي الأخير نصيحتي إلى كل مناظر هي:
قبل أن تناظر أي مسيحي فأولا يجب عليك أن تشترط عليه احترام الإسلام والقرآن والنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهدده بالانسحاب من المناظرة إذا هو لم يلتزم بالشرط

نصيحتي لكل مسلم في سبيل الله
أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والاعتقاد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

vshgm Ygn ;g lkh/v - Hv[, rvhxjih gHildjih hgrw,n -