يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ



{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)
}- الفرقان -



وجدت أن العلمـاء قد اختلفوا في صفة تبديل السيئات حسنات .

قال ابن القيم : " واختلفوا في صفة هذا التبديل , وهل هو في الدنيا أو في الآخرة ؟ على قولين : فقال ابن عباس وأصحابه هو تبديلهم بقبائح أعمالهم محاسنها . فبدلهم بالشرك إيمانا , وبالزنا عفة وإحصاناً , وبالكذب صدقاً , وبالخيانة أمانة .
فعلى هذا معنى الآية : أن صفاتهم القبيحة وأعمالهم السيئة بُدّلوا عوضها صفاتٍ جميلة , وأعمالاً صالحـة , كما يبدّلالمريض بالمرض صحة , والمبتلى ببلائه عافية .
وقال سعيد بن المسيب وغيره من التابعين : " هو تبديل الله سيئاتهم التي عملوها بحسنات يوم القيامة , فيعطيهم مكان كل سيئة حسنة ".



ثم قال ابن القيم بعد أن تكلم على القولين السابقين : إذا عُلم هذا فزوال موجب الذنب وأثره تارة يكون بالتوبة النصوح وهي أقوى الأسباب , وتارة يكون باستيفاء الحق منه وتطهيره في النار , فإذا تطهر بالنار و زال أثر الوسخ والخبث عنه أُعطي مكان كلّ سيئة حسنة , فإذا تطهر بالتوبة النصوح و زال عنه بها أثر وسخ الذنوب وخبثها كان أولى بأن يُعطى مكان كل سيئة حسنة , لأن إزالة التوبة لهذا الوسخ و الخبث أعظم من إزالة النار وأحب إلى الله .
وإزالة النار بدل منها , وهي الأصل فهي أولى بالتبديل مما بعد الدخول ."


V dEfQ]~AgE hgg~QiE sQd~AzQhjAiAlX pQsQkQhjS C