الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد ،

فحقيق علينا أن نشكر دمنة الحكيم الذي بصرنا بما كان خفي عنا من أمر صاحب الشبهة وخصاله الأربع التي أوردته المهالك .

يقول :

وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (مريم 92)

هذا النص القرآني غريب : لأنه يفرض على إله القرآن (الرحمن) أمرا واقعا ، فلو كان المتكلم هو إله القرآن ، فيكفيه أن ينفي بنوة أي أحد إليه ، أما أن يحدد اللفظ بـ (لا ينبغي) فهذا يتبع باستنتاج من اثنين

1) أن المتكلم شخصا آخر غير إله القرآن له سلطة أعلى وينهي الرحمن عن إتخاذ ولد

2) أو أن النص تم إدخاله على النص القرآني كتصريح بنفي البنوة عن الرحمن ، ولكن من أضافه (أيا كان) لم يحسن إنتقاء كلماته فجاءت نهيا للرحمن

ونحن نرجح الرأي الثاني طبقا للمخطوطة التالية من القرن ال11 ميلادية (الخامس الهجري)
ونرى فيها الإختلافات التالية عن القرآن المعاصر

فانظر ولا تعجب ، فقد علمت وعلمنا أن كلامه إنما هو دلائل على مواضع النقص من نفسه فهو هو هو .

ولقد قال دمنة : أما تضرب لي المثل الذي قلت في ( العبطي) يا كليلة ؟!
قال كليلة : زعموا أن ثعلباً أكله الجوع ونهكه العطش ، فعزم ألا يبيت ليلته إلا وقد نال من الجوع ضعف ما نال منه ، فأوى إلى عنباء دائحة، تتدلى عناقيدها كأنها اللؤلؤ ، فوثب يتكففها ، فلم يسعفه إلا الهواء ، فوثب ثانية وثالثة ، فما كان له منها إلا أول أمره ، فتولى عنها وقال : عنب حامض مر !!
قال دمنة : صدقت والله ، ولقد قالت الحكماء : إن أردت الحجة فلتخض اللجة ، ولا يكفينك التناوش من مكان بعيد ، فإن لم تستطع فَسُدَّ على لسانك بيته ، لئلا يصيبك من مجالبه ما لا يسرك .

**************

لم يفهم الأخرق بلاغة القرآن في أسلوبه المعجز – وأنى لعقل كالنملة أن يفعل – وحار في بيانه كيف يتلقاه ، فلما عجز عنه فليس إلا أن يكون الخطأ في الأسلوب نفسه سيراً على خطى ثعلب دمنة !

والله يتكلم ها هنا بأسلوب الغائب ليقر قاعدة أزلية في ما يليق بالإله الحق أن يتصف به وما لا يليق ، فالإله الحق الموصوف بصفات الكمال ، المنعوت بنعوت الجلال ، لا ينبغي ولا يليق به أن يكون له ولد ، إذ إنها من صفات النقص التي تدل على حاجة الموصوف بها أن يكون ذا ولد ، والله هو الغني ، فلا يليق بالإله الحق أن يتخذ ولداً .

ثم يأتي الالتفات بعد سلسلة الآيات الحكيمة التي تبين هول ما قالوه على الله ، في آية : { فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لداً } شاهدة على نفسها وعلى البيان القرآن لتخرس هذا الأحمق المتخرص وترد عليه ، وتبشر المؤمنين الذين أبوا أن يصفوا الله بما ليس فيه أو أن يفتروا عليه الكذب فينسبوا له الولد .

***************
يمعن الأحمق في حماقته فيقول :



الصفحة اليمنى السطر الثاني من المخطوطة :

الرد على: تحريف الرسم القرآني:



اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ عهدا وَلَدًا (مريم 88) (كلمة زائدة في المخطوطة)

في القرآن الحالي

اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ ؟؟؟ وَلَدًا (مريم 88) (لا وجود لكلمة عهدا)
وهذا لا يعدو أن يكون خطأ من الكاتب جزاه الله خيراً إذ وضع كلمة ( عهداً ) سهواً في غير موضعها ، وهو رحمه الله قد انتبه لسهوه فلم يكمل كتابة الكلمة ( عهداً ) بل انتبه قبل إتمامها بعد أن فرغ من حرف الدال فيها ، فلم يكملها وشطب عليها وأثبت بدلاً منها الكلمة الصحيحة ( ولداً ) ، وعلامة الشطب ( / ) واضحة جلية أسفل الهاء في الكلمة .

ومرة أخرى نقول : حتى لو لم يشطبها ، فالمحفوظ من الآية : { وقالوا اتخذ الرحمن ولداً } بغير كلمة ( عهدا ) ، والمحفوظ حجة على المكتوب ... فيُرجع في هذا إلى الأصل العام الذي أصلناه سالفاً .

ثم يقول :

الصفحة اليمنى السطر الخامس

الرد على: تحريف الرسم القرآني:

أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) ؟؟؟ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (مريم 93) (آية كاملة مفقودة)

في القرآن الحالي

أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (مريم 93) (الجملة الملونة بالأحمر غير موجودة في المخطوطة)


ولكنا لو أمعنا النظر في الصورة لوجدنا أن الكاتب انتبه لخطأه فأضاف الآية في الهامش ، وشكل الخط وطريقة رسم الكلمات ونوع الحبر ولونه كل أولئك دليل قاطع على أن الكاتب عينه من صحح الخطأ فوضع الآية الناقصة في الهامش ، لا كما يقول الأحول :

من الملاحظ أن النص المفقود تمت إضافته لاحقا على هامش المخطوطة ، مما يرجح أن النص ربما كان دخيلا لا من أصل النص القرآني ، ولكن لن نجد اليقين إلا بالبحث في المخطوطات القرآنية قبل الخامس الهجري والنظر في هذا النص فيها
ونحن يسرنا أن نجيبه إلى طلبه بكل امتنان .
فهاكم مخطوطة المصحف العثماني بطشقند ، وفيها الآية مثبتة في موضعها الصحيح .

الرد على: تحريف الرسم القرآني:


فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .



قام بالرد :

أبو علي الفلسطيني
قلم من نار
أبو عبد الله البخاري


hgv] ugn: jpvdt hgvsl hgrvNkd: ,g] hgvplk