أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
..........
أخي الفاضل " mego650 " الأكرم
.......
أوردت أخي الكريم
....
طيب أناقشك في أيه بالنسبة للموضع ده أنت بتقول أن حديث سالم صحيح ولا غبار عليه بس مش مستوعب الفكرة وقاعد ترد علينا وكأننا بنحل رضاع الكبير مع أنا في مداخلتي الأولى قلت لك الإجماع على تحريمة وإنما حالة سالم هي حالة خاصة ومن خصصها هورسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ولست أنا ولا العلماء من أقر بخصوصيتها
............
أخي الكريم ما هو الدليل الواضح من قول الرسول صلى اللهُ عليه وسلم ، على تخصيصه لهذا الأمر لسالم فقط ، فلا خصوصية في الإسلام لأحد ، لأن هذا الدين العظيم هو للبشرية جمعاء وإلى قيام الساعه ، أخي الكريم كُل ما ورد في مُجمل الروايات التي روت الحدث ، هو أن سهله زوجة أبي حُذيفه تظن أن في نفس أبي حذيفه ..... وأنها ترى في وجه أبي حُذيفه....، ولا يوجد مُشكله بذلك الحجم ، فجاءت إلى رسولنا الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم ، تُطلعه على ما هو في نفسها أو تظنه أو تراه هي ، لأن أبا حُذيفه لا نعلم هل هذا فيه أم لا ، ورسولنا الأكرم من المؤكد أن موضوع الرضاعه وما ينتج عنها من أمومه وإخوه ، سواء بما تنزل عليه من كتاب الله وما وضحه للأمه أمره واضح لكُل المُسلمين ومنهم سهله وزوجها ، وهذا تبين من خلال ردها ، كيف تُرضعه وهو رجل كبير.
.......
فرسولنا الأكرم تبسم وفي روايه ضحك، ما الذي جعل رسول الله يبتسم أو يضحك ، إلا أن ما تطرحه سهله أمر مُضحك ومُستهجن ، وتبسم رسول الله أو ضحكه فيه ما فيه ويُغني عن كلام كثير ، لأمر تطرحه عن صبي ربته كإبن لها وربما أرضعته ، فكان رده بعد هذا " أرضعيه " وفي الأُخرى " أرضعيه تحرمي عليه " والتي تعني بما معناه " ما رأيك أن تُرضعيه!!! ، أو شو رأيك أن ترضعيه وهو بهذا السن!! " والرسول الأكرم يعلم أن هذا لا يتحقق ولو تحقق وهو مُستحيل لا يترتب عليه ما جاءت لأجله ، وهي لا زالت واقفه بحضرة رسول الله .
.......
فقالت لهُ " كيف أرضعه وهو رجلٌ كبير" وهُنا تبسم أو ضحك رسولنا الأكرم ، فقال لها " علمت أنه رجلٌ كبير " بما معناه يا سهله ما دام أنك تعرفين أنه رجلٌ كبير ، كيف تتوقعين أنني أطلب منك فعلياً ان تُرضعيه .
.......
فَرَجَعَتْ
.......
رجعت إلى ماذا ، هي لا زالت واقفه أمام رسول الله ، رجعت إلى نفسها وعاتبتها وأنبتها على هذا الذي جاءت لأجله ، والذي بسببه تبسم وضحك رسول الله ، وطلب منها ذلك الطلب الغريب المُخجل ، ليؤنبها به ويردها إلى عقلها هي وزوجها إن كان شاركها هذا الذي طرحته عليه ، والذي أعترضت عليه ، ظانةً ان رسول الله جاد فيه ، وتبين أنه قال ذلك من إستغرابه ودهشته مما تقول به .
.........
فبعدما رجعت لنفسها ، فوراً أخرجت نفسها من هذا الحرج وهذا المأزق الذي وضعت نفسها فيه بقولها " لقد أرضعته يا رسول الله " أي " خلاص يا رسول الله إعتبر وكأنني أرضعته ، وكأن طلبك تحقق " فذهب الذي في نفس أبي حُذيفه ، وهو الذي ترسخ في نفسها ، فذهابه من نفسها سيؤدي لذهابه من نفس أبي حُذيفه عنما تُخبره بما حصل ، وهو ما جاءت لأجله ، والذي هو عنوان الحدث ، والذي هو أصلاً في نفسها هي .
.......
هذا هو أصل هذه القصه أخي الفاضل وهذا ما حدث ، وما بُهر وما مُلح فيما بعد هو خارج الحدث ، وتم إضافته لهُ .
.....
لكن يبقى إذا كان الأمر فيه خصوصيه كما تقول أخي الفاضل ، كيف توفق لي بينه وبين هذا : -
.......
وهذا قول أكثر أهل العلم , روي نحو ذلك عن عمر وعلي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة . وأزواج النبي صلى اللهُ عليه وسلم سوى عائشة وإليه ذهب الشعبي وابن شبرمة والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو يوسف ومحمد وأبو ثور ورواية عن مالك .

............
فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَأْمُرُ بَنَاتِ أَخَوَاتِهَا وَبَنَاتِ إِخْوَتِهَا أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَةُ أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ ، ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهَا .
..........
وفق لي أخي الفاضل بين أن هذا الأمر الذي فيه خصوصيه لسالم فقط ، وكما قُلت بأن رسولنا الأكرم هو الذي خصص هذا الأمر ، ولذلك إذا كان الأمر كذلك ، فلا بُد أن الأمر مُعلن وعلم به كافة المُسلمين ، ومنهم أُمنا الطاهره المُطهره المظلومه ، المُنصفه عند زوجها حبيبنا رسول الله ، والمُنصفه عند ربها بإذن الله يوم يقتص لها من كُل ظالم تجرأ عليها وأذاها .
......
كيف توفق لي بين هذا الذي أُلصق بهذه الطاهره المُطهره ، وبين علمها بخصوصية ذلك الأمر؟؟؟؟؟؟ ????
.......
وفقك الله لما يُحب ويرضى
....
أخيك في الله : - عمر المناصير................... 11 شوال 1431 هجريه