يا مناصير والله كفانا مهاترات !



والله ما يحزنني هو أني أضيع من وقتي في حال قراءة ومراجعة ما تهرف به ، فلا أنت على قدر الحوار لتحاور فيه ولا لك منهج كي نلزمك به ، تُحِكِم عقلك وترى ما لا يُرى !



يا أخي إلى متي ستستمر على هذا التشويش الممل وهذا الجدل العقيم الغبي ، هل تعلم أولا ما نحن بصدد الحديث حوله !؟ تعترض ولا حق لك في أن تعترض فلا أنت مجتهد فيضاف لك رأي ولا أنت عالم تقتفي العلم في صياغة الرد !




تعالى أحكي لك الحكاية أولا علك تفهم ما نحن بصدد الحديث عنه ، أنظر يا مناصير حكايتنا وحكاية الحديث هي :



أن أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة تبني فتى يدعي سالما وقد كان التبني مباح في صدر الإسلام كما كان النبي صلى الله علي وسلم أب زيد بالتبني !

ففي هذه الحالة أصبح سالما إبنا لكلا من أبو حذيفة وسهلة زوجه وكانت هذه البنوة بمثابة البنوة الأخرى وتجري عليها كل أحكامها من توريث ووجوب للنفقة وحرمة المصاهرة وهذه الأحكام كانت ثابته كما كانت ثابته بالولادة والرضاعة ، فهمت !



الى هنا والأمر طبيعي جدا جدا ولا غبار عليه فسالم في حكم عصره ابنا لأبو حذيفة وسهلة وله كل ما للبنين على أبويهم من حرمة وخلوة وكل شئ .



وتحدث المفاجئة التي لم تخطر على بال الجميع ممن كانوا على نفس المنوال سواء الرسول أو سالم أو غيرهم وهي أن الله أَنْزَلَ أيات إنهاء التبني: (ادْعُوهُمْلِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُواآبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُم- الأحزاب:5-



حلو مناصير صح !



فلما نزلت اية تحريم التبني والوضع على ما هو ولأن أبو حذيفة رجلا حر أدرك أن حكم الله هو الأمثل فعلم أن سالما لم يكن إبنه وكذلك ليس إبنا لزوجته ولا هو من محارمه فدبت في عروقه دماء المرؤة فتغير وجهه على زوجته فشعرت به ولأنها إمرأة كانت قد تعلقت بالفتى كإبنا لها وكيف لا وهو الذي سكن في جنبات بيتها وشاب وأرعوى من خيرها وعاش معها زمنا في حكم ولدها ولكن حكم الله هو الأولى في كل وقت وحين ، فبين شعور المرأة المسلمة وحنينها لمن كان في حكم إبنها وبين حكم الله وتغيير حال زوجها أدركت السيدة أنها في ورطة ما بين الإمتثال لأمر الله وزجها وما بين حنينها للتى وعطفها ولأن رسول الله هو المشرع ففطنت لأن تستفتيه في أمرها حتى يطمئن قلبها فذهبت الي الرسول الكريم فثبت فيه ما سقنا وقال لها أرضعيه وشرحنا بعد ذلك كيفية كان الرضاع .



فالموضوع هو أن سالم كان ابنا لأبي حذيفة وسهلة بالتبني وكان الأمر طبيعي فجاء أمر الله ثم نزلت اية التحريم فذهبت سهلة تجر الخطى لرسول الله تستفتيه في أمرها حتى يقضي فيه لأنها كانت قد تعلقت به كولدها فحجب ذلك الأمر الله سبحانه وتعالى ونزل قوله (ادْعُوهُمْلِآبَائِهِمْ) فقالت يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا، وَكَانَ يَدْخُلُ على وَأَنَا فُضُلٌ، وَلَيْسَ لَنَا إِلَّا بَيْتٌ وَاحِدٌ. فَمَاذَا تَرَى فِي شَأْنِهِ؟



أي كان زي ابننا وكان عايش معانا عادي جدا والأن أختلف الأمر بعد أمر الله فكان رد رسول الله ارضعيه تحرمي عليه .



ودون البحث عن شرح للحديث أو النظر في باقي طرقه فالرواية التي أتيت بها من صحيح مسلم كافية لتصور لنا الحال وليس كما زعمت وخرفت فيها وضفت اليها وأسقطت فيها حروفا فجعلت لك فيها طريقا أخر ولا حول ولا قوة الا بالله .



تقول :

أخي الكريم ما هو الدليل الواضح من قول الرسول صلى اللهُ عليه وسلم ، على تخصيصه لهذا الأمر لسالم ،وأنت تعلم أن لا خصوصية في هذا الدين لأحد ، لأنه منذُ أنزله الله كان للبشرية جمعاء وإلى قيام الساعه ، أخي الكريم كُل ما ورد في مُجمل الروايات التي روت الحدث ، هو أن سهله زوجة أبي حُذيفه تظن أن في نفس أبي حذيفه ..... وأنها ترى في وجه أبي حُذيفه....فجاءت إلى رسولنا الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم ، تُطلعه على ما هو في نفسها أو تظنه أو تراه هي ، لأن أبا حُذيفه لا نعلم هل هذا فيه أم لا ، ورسولنا الأكرم من المؤكد أن موضوع الرضاعه وما ينتج عنها من أمومه وإخوه ، سواء بما تنزل عليه من كتاب الله وما وضحه للأمه أمره واضح ولكُل المُسلمين ، وبالتالي سهلة تعرف ذلك ، وهذا تبين من خلال ردها ، كيف تُرضعه وهو رجل كبير.


أنظر يا مناصير أنت في هذا الحوار بين أمرين لا ثالث لهما ، فإما جاهل وإما أمدعي !

لأنك يا مسكين تخلط ورقا وترد قولا لا بحجج ولا براهين وانما بهوىولهوى و تحسبن أنك وقفت على عزيز تعز به قولك كما ناديت مرار من قال بتخصيص هذه الحالة لسالم ولأنك لا تقرأ فردي عليك سيكون من وجهين أولهما أن هذا كان فهم الصحابة ونقل عن جمع منهم هذا القول ، أما ثانيا وهو ثبوت أحاديث أخرى تحرم هذا الأمر وترده هذا مع ثبوت الحديث الذي نحن بصدد الحديث حوله !

فأما الأول فهو رأي عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وابن عمر وأبو هريرة وابن عباس وسائر أمهات المؤمنين غير عائشة وجمهور التابعين وجماعة فقهاء الأمصار منهم الثوري ومالك وأصحابه والأوزاعي وابن أبي ليلى وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد والطبري .

وأما الثاني فهو تضافر الأدلة على تحريمه

مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إنما الرضاعة من المجاعة ) - أيضا : عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: " أنظرن إخوتكن من الرضاعة ، إنما الرضاعة من المجاعة - متفق عليه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "لا رضاع إلا ما أنبت اللحم والدم " - وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يُحِّرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام " . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن صحيح .

فتبين مما سبق أن الرضاع كان حالة خاصة بسالم كما فهم وفهمنَّاه الصحابة الكرام وتابعيهم وسائر علماء السلف رضوان الله عليم أجمعين وليس الأمر كما تزعم وتدعي وتنكر لا شئ سوى لأنك تجهل الأمر كله جملة وتفصيلا ولا بحثت فيه ولا يحزنون وإنما تقدم هواك لأجل الهوى وكما أسلفت وساظل اقول لتفرض علينا جهل مؤصل والله ولا نفتري عليك قيد أنملة أنما نصف حالك وصفا دقيقا !


فرسولنا الأكرم تبسم وفي روايه ضحك،ما الذي جعل رسول الله يبتسم أو يضحك ، إلا أن ما تطرحه سهله أمر مُضحكومُستهجن ، وتبسم رسول الله أو ضحكه فيه ما فيه ويُغني عن كلام كثير ، لأمرتطرحه عن صبي ربته كإبن لها وربما أرضعته ، فكان رده بعد هذا " أرضعيه " وفي الأُخرى " أرضعيه تحرمي عليه" والتي تعني بما معناه " ما رأيك أن تُرضعيه!!! ، أو شو رأيك أن ترضعيه وهو بهذا السن ، حتى يذهب الذي تتحدثين عنه والذي لا مُبرر لهُ!! "



والله أنت أدري بقى !


كل الدنيا فهمت أن الرسول أتبسم أو ضحك لأنه فهم رد فعل سهلة وانت فهمت أن فيه كلاما وكلاما وأنه ضحك لأن ما تطرحة سهلة أمر مضحك ، فمين بقى اللي قال بالرأي ده ومين اللي رواه يا سادة الا المناصير ، فلكم أن تقروا وتعترفوا بعد ذلك بطريق المناصير في رواية الحديث الثابت بلفظه هو !

فطريقتة هي أن الرسول قال ( ما رأيك ترضعيه ) أو ( شو رأيك ترضعيه ) ومش بعيد يجيب لنا لفظ بالإنجليزي كمان ! يا حلولي ! وهذا طريق للحديث مرفوع الى عمر المناصير بعد أن أنتقل رسول الله بأكثر من 1400 سنة ، ومش بعيد يخرج لنا صحيح جديد أو يضيف أحد مؤلفاته الى كتب المتون .

هذا هراء ما بعده هراء ، سنعلق طرقنا بعد ذلك على الظن بعد أن ثبتت لنا ونأتي بعد تثبيت الحديث والعمل به كل هذه القرون ونقول ربما كان كذا أو كذا !


والرسول الأكرم يعلم أن هذا لا يتحقق ولو تحقق وهو مُستحيل لا يترتب عليه ما جاءت لأجله ، وهي لا زالت واقفه بحضرة رسول الله .


انا مفهمتش حاجة من الكلام ده واللى فهم يا ريت يفهمني !

فقالت لهُ " كيف أرضعه وهو رجلٌ كبير" وهي لا زالت لم تفهم ما رمى إليه الرسول الأعظم ، وهُنا تبسم أو ضحك رسولنا الأكرم ، فقال لها " علمت أنه رجلٌ كبير " بما معناه ما دام أنك تعرفين أنه رجلٌ كبير ، كيف تتوقعين أنني أطلب منك فعلياً ان تُرضعيه

أيوة ما أنت راوي الحديث بقى وأنت الشاهد عليه وكل ما تنقل لنا بروايتك الجديدة هو الصحيح الذي أجمع على صحته أهل العلم !

يا رجل بالله ماذا يفيد ضحك الرسول الكريم ، اقسم لأن أي عاقل على وجه الأرض ليظن أنه كان في الأمر شيئا غريبا ولهذا ضحك الرسول الكريم وعليه أستنكرت سهلة فقالت ( كيف أرضعه وهو رجل كبير ) وفي رواية ( وهو ذو لحية ) لأن ناقص العقل ليقول بالفعل هي إستهجنت طلب النبي منها لأنها فهمت الرضاع باللمس ولهذا إستنكرت الأمر فتبسم الرسول الكريم ومنه فهمت سهلة أنه ليس الرضاع باللمس وإنما كما أوردنا من شواهد أخرى بأنه كان بالسعوط ولأجل ذلك ذهبت سهلة وقالت أنها لما ارضعته ذهب الذي كان في نفس أبو حذيقة !


فَرَجَعَتْ

أه رجعت !
يعني لما أخبرها الرسول الكريم بأن ترضعة بعد أن وقفت على الكيفية منه ذهبت ففعلت ثم رجعت .

وهل يقع الرجوع الا بعد الذهاب يا مناصير أم أن لك في اللغة علوم تقول بغير ذلك وما يفيد رجوعها بعد ذهاب أنها قالت بعد رجوعها أن ما كان في نفس أبي حذيفة قد ذهب وهذا القول يفيد أنها ذهبت ففعلت فرجعت ثم أخبرت وهذا هو مقتضي الحال لا تلك الخرفات التي تخرجها علينا !

رجعت إلى ماذا ، هي لا زالت واقفه أمام رسول الله ، ولم تُغادر وزاد حرجُها ، رجعت إلى نفسها وعاتبتها وأنبتها على هذا الذي جاءت لأجله ، والذي بسببه تبسم وضحك رسول الله ، وطلب منها ذلك الطلب الغريب المُخجل ، ليؤنبها به ويردها إلى عقلها هي وزوجها إن كان شاركها هذا الذي طرحته عليه ، والذي أعترضت عليه ، ظانةً ان رسول الله جاد فيه ، وتبين أنه قال ذلك من إستغرابه ودهشته مما تقول به وتتحدث عنهُ .
أقول لكم هي رواية شهدها المناصير وأخرجها من تلقاء نفسه !

أريد منك أن تشرح لي وللمتابعين ما أستندت عليه من ألفاظ الحديث حتى توصلت الى تلك النتيجية الغريبة التي خالفت المجموع هذا بغير أنها خالفت اللفظ نفسه !

فبعدما رجعت لنفسها وحاسبتها ، فوراً أخرجت نفسها من هذا المأزق بقولها " لقد أرضعته يا رسول الله " أي " خلاص يا رسول الله إعتبر وكأنني أرضعته " ، وتلقائياً سوف يذهب ، فذهب الذي في نفس أبي حُذيفه ، وهو الذي ترسخ في نفسها ، فذهابه من نفسها سيؤدي لذهابه من نفس أبي حُذيفه عنما تُخبره بما حصل ، وهو ما جاءت لأجله ، والذي هو عنوان الحدث ، والذي هو أصلاً في نفسها هي .
إديني عقلك !

يا رجل من أين لك هذا الفهم بربك ، أقسم لك بأن كلامك يفضحك فأرجع ، كيف لك تشرح الحديث على هذا النحو الغريب وأين ما يعزز هذا الفهم في الفاظ الحديث التي شهدناها !؟

اين قالت خلاص يا رسول الله لقد أرضعته في السابق ، واين وفقت ما بين ما كان في نفس ابي حذيفة حين كان يغار وبين أنها لما رجعت الى نفسها رجع أبو حذيفة وانه تلقائيا سوف يذهب !

أتقي الله فيما تقول فوالله ما تقول به هو الكذب بعينة فأنت تكذب على رسول الله ثم على سهلة زوج أبي حذيفة وعلى أبي حذيفة فلا رسول الله عنى ما قلت وأثبتنا ذلك بالشواهد من فهم الصحابة ورواة الحديث وكذلك بفهم العلماء ولا حتى مقتدى حال الرواية يعزز ما ترمي اليه بأن السيدة رجعت الى نفسه فرجع أبو حذيفة بناءا على رجوعها لنفسها وكأنه هو هي وهي هو وهذه الخزعبلات التي يردها لفظ الحديث نفسه دون شرح .

هذا هو أصل هذه القصه أخي الفاضل وهذا ما حدث ، وما بُهر وما مُلح فيما بعد هو خارج الحدث ، وتم إضافته لهُ .
ليتك كتبت : أخرجه عمر المناصير مرفوعا الى عمر المناصير عن عمر المناصير صحيح عمر المناصير !

لكن يبقى إذا الأمر فيه خصوصيه كما تقول أخي الفاضل ، كيف توفق لي بينه وبين هذا : -.......

وهذا قول أكثر أهل العلم , روي نحو ذلك عن عمر وعلي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة . وأزواج النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، سوى عائشة وإليه ذهب الشعبي وابن شبرمة والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو يوسف ومحمد وأبو ثور ورواية عن مالك .





وفق لي أخي الفاضل بين أن هذا الأمر فيه خصوصيه لسالم فقط ، وكما قُلت بأن رسولنا الأكرم هو الذي خصص هذا الأمر ، ولذلك إذا كان الأمر كذلك ، فلا بُد أن الأمر مُعلن وعلم به كافة المُسلمون ، ومنهم أُمنا الطاهره المُطهره المظلومه ، المُنصفه المحبوبه عند زوجها حبيبنا رسول الله ، والمُنصفه عند ربها بإذن الله يوم يقتص لها من كُل ظالم تجرأ عليها وأذاها .

حسنا أوفق لك بإذن الله نقلا وعقلا ولكن هل ستعيرني فهمك يا مناصير أم ستظل في هذا الدرب تهرف بما لست تعرف !

وأنظر يا مناصير وتحقق وقف على فضل أهل العلم في هذا الباب ولماذا نشد على الأخذ بأرائهم ، لأنهم علماء بحق وليسوا متنطعين على العلم شرحوا فبينوا فأصلوا في حدود الذي بين أيديهم وما زاد فيهم أحد ولا أنقص مما ثبتتت صحته حتى يخرج برأي جديد .

وأجيبك على مثله بما أجاب به بن حجر رحمة الله عليه : قال الحافظ العلم الجهبذ محدث عصره بن حجر:

"لعلها فهمت من قوله : "إنما الرضاعة من المجاعة" أنه يخص مقدار ما يسد الجوعة من اللبن، فهو فى عدد الرضعات، أعم من أن يكون المرتضع صغيراً أو كبيراً، فلا يكون الحديث نصاً في منع اعتبار رضاعة الكبير، وحديث ابن عباس –رضى الله عنهما-، "لا رضاع إلا ما كان فى الحولين" –مع تقدير ثبوته – ليس نصاً فى ذلك أيضاً، وحديث أم سلمة –رضى الله عنها-، "لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء فى الثدى، وكان قبل الفطام" يجوز أن يكون المراد منه أنه لا رضاع بعد الفطام ممنوع، ثم لو وقع رتب عليه حكم التحريم، فما في الأحاديث المذكورة ما يدفع هذا الاحتمال، فلهذا عملت عائشة بذلك"

ومن هنا فلا عبرة بما زعمه بعض الرافضة من استنكارهم رضاعة سالم وهو كبير ، لأن قصة سالم كانت فى أول الهجرة، وكانت رضاعة الكبير وقتئذ مشروعة ثم نسخت، وبذلك صرحت عائشة –رضى الله عنها- قالت : "كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن : بخمس معلومات فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن" وفي رواية لابن ماجة، وأحمد، عن عائشة – رضى الله عنها – قالت : "لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشراً، ولقد كانت فى صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته، دخل داجن فأكلها"

أما الأحاديث الدالة على اعتبار الحولين فهي من رواية أحداث الصحابة فدل على تأخرها.

قال الحافظ ابن حجر : وهو مستند ضعيف، إذ لا يلزم من تأخر إسلام الراوي، ولا صغره أن لا يكون ما رواه متقدماً، وأيضاً ففى سياق قصة سالم ما يشعر بسبق الحكم باعتبار الحولين، لقول امرأة أبى حذيفة فى بعض طرقه : "وكيف أرضعه وهو رجل كبير"؟ فهذا يشعر بأنها كانت تعرف أن الصغر معتبر فى الرضاع المحرم"

فعائشة رضي الله عنها هي نفسها من روت حديث ( لا رضاعة الا من المجاعة ) ولكنها حملت حديث سالم على النسخ فعملت به وأنفردت بقولها هذا الذي خالفها فيه جمهور الصحابة الذين زكرناهم في معرض حديثنا ، فذهبت عائشة الى أن هذه الحالة كانت بمقتضى من كان له حال سالم .

كيف توفق لي بين هذا الذي أُلصق بهذه الطاهره المُطهره ، وبين علمها بخصوصية ذلك الأمر؟؟؟؟؟؟ ????
ومن قال أنها علمت بخصوصية الأمر فلو كان ما قالت بغيره ولكن سائر أزواج النبي الكريم فهمن هذا الأمر على نحو ما نقول ولهذا قلن لعائشة : والله ما ندرى لعلها كانت رخصة من النبي عليه السلام لسالم دون الناس
"

فما نعلمه أن للنبي صلى الله عليه وسلم غير عائشة زجات وقول عائشة يؤخذ به ما لم يخالف المجموع وهو في هذه الحالة على خلاف ما قلن به سائر ازواج النبي الكريم هذا بخلاف فهم باقي الصحابة الكرام ورغم هذا هناك من العلماء من حمل الأمر على منهج عائشة وان الأمر خاص بمن كان له حال سالم !