وهذا كلام المهتدي نصر بن يحيى المتطبب حول هذا النص (قبل إبراهيم أنا كائن) في كتابه
"النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية" :

فإن قلتم إن المسيح قال في الإنجيل: "أنا قبل إبراهيم" من جهة الألوهية.
قلنا: إن سليمان بن داود يقول في حكمته: "أنا قبل الدنيا، وكنت مع الله حيث مد الأرض." هذا قوله. وقد أعطي من طاعة الجن والأنس والطير والوحش ما لم يعطه المسيح وما تهيأ له، ولا لأحد أن يقول فيه إنه إله. وما قال إنه قبل الدنيا بالألوهية.
وقال داود في الزبور: ذكرتك يا رب من البدء.
فإن قلتم: إن كلام سليمان بن داود متأول لأنه من ولد إسرائيل وليس يجوز أن يكون قبل الدنيا؛ وكذلك قول المسيح "أنا قبل إبراهيم" كلام متأول لأنه من ولد إبراهيم ولا يجوز أن يكون قبل إبراهيم. فإن تأولتم تأولنا. وإن تعلقتم بظاهر الخبر في المسيح تعلقنا بظاهر الخبر في سليمان وداود، وإلا فما الفرق؟