كتب: محمد أبو المجد (المصريون) | 23-09-2010 00:39

د. سامي عبد العزيز يمتدح في (روز اليوسف) د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لأنه وافق "لأريحية كاملة" على طلب محافظة الأقصر هدم مسجد كان قد بناه والده لأنه يدخل ضمن "محمية أثرية" ليضرب الإمام الأكبر بتلك الموافقة أروع الأمثلة في تقديم المصلحة العامة، وليعطي درسا للأقباط الذين ينتفضون عند نية الحكومة هدم "مسكن" ملاصق لإبراشية أو كنيسة لتوسعة طريق أو ماشابه!!

يقول عبد العزيز: خبر صغير الحجم، كبير المغزي والدلالة، نشرته الصحف القاهرية منذ عدة أيام، ولم أجد تعليقاً عليه، رغم ما يوضحه الخبر من شمائل وخصال ، ولم إجد إشارة له رغم جلال المعني الذي يحمله والقيمة التي بداخله.. وقلت إن الأشياء الجميلة قد تفوت أحياناً علي كثير من الناس في زحمة الحياة.. لكنها أبداً باقية، ولعل هذا هو سر قوتها..

يشير نص الخبر إلي أنه "بدأت محافظة الأقصر والمجلس الأعلي للآثار إزالة ثلاثة مساجد داخل حرم المحمية الأثرية غرب الأقصر. وتم استئذان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في هدم مسجد الشيخ الطيب، الذي شيده والده، وتمت إزالته بعد موافقته".. انتهي الخبر ولم ينته التعجب منه، والإعجاب الذي أثاره بداخلي بسماحة الإمام الأكبر وتفهمه للمعني الحقيقي للمصلحة العامة..

أي قوة روحية تلك التي تملكت شيخنا وإمامنا الأكبر عند موافقته علي هدم مسجد والده؟ أي أريحية تلك التي تجلت في أروع صورها وهو لا يمانع في ذلك وكان، بمقدوره، وفي سلطته، أن يمنع ذلك أو يمنع التفكير فيه من الأساس؟ ألا يعلم الشيخ أن هدم "زاوية" صغيرة خوفاً علي المصلين، أو لتحقيق مصلحة عامة قد يقيم الدنيا ولا يقعدها لدي البعض ممن يتصورون أنهم يتحدثون باسم الله، وأنهم الأقرب إليه؟ هل يعلم الشيخ أن بعض الناس قد يري أن "المسبحة" التي تركها والده أعز عليه من حياة الآخرين ومن سعادتهم؟! فكيف هان علي إمامنا الأكبر هدم مسجد من مساجد الله أولاً، ومسجد بناه والده ثانياً؟ إنه الدرس الباقي والمعني المتجلي..

وأغلب الظن عندي، وبعض الظن ليس إثماً، أن فراسة اللواء سمير فرج محافظ الأقصر قد تقابلت مع سماحة شيخ الأزهر، فتحقق هذا المعني السامي.. لم يكن محافظ الأقصر ليطلب هذا الطلب، أو يطلب السماح والإذن من شيخ الأزهر لو لم يكن علي يقين من أن شيخ الأزهر يتفهم معني المصلحة العامة ويقدرها حسن تقديرها.. ولم يكن شيخ الأزهر ليقبل هدم مسجد والده لو لم يكن علي يقين من أن المصلحة العامة تقتضي ذلك.. لقد ضرب محافظ الأقصر عدة عصافير بحصوله علي موافقة "الإمام الأكبر" علي هدم المسجد: قدوة للآخرين خاصة المعترضين، بيان علي أنه لا استثناءات في تطبيق خطة الإصلاح، والرد علي دعاوي بعض الأخوة الأقباط ممن اعترضوا علي هدم مسكن ملحق بإحدي الكنائس.. وضرب شيخ الأكبر المثل والقدوة وإيثار المصلحة العامة.

ما أحوجنا إلي درس الإمام الأكبر في هذه الأيام.. ما أحوجنا إلي أن يعلم كل منا أن عليه واجباً يجب أن يقدمه.. وأن هناك مصلحة عليا يجب أن نقدرها ويجب أن نحققها ولو علي حساب بعض الأشياء التي نحبها ونعتقد أنه من الصعب التضحية بها...

وقد ختم عبد العزيز مقاله بآية لا ندري ما مناسبة وضعها في تلك المقال وهي "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون".

عجيبة!!

i]l ls[] ado hgh.iv