المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استفانوس الشماس
اين المعوذتين من ابن مسعود الذي اوصاكم رسولكم ان تاخذوا القران منه؟كيف يترك سورتين من القران؟في انتظارك
[/SIZE][/FONT]

بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله ....

والرد والله في الرابط الذي أرفقته كافي ولكني أزيدك بحول الله !

أما الأثر فهذا خطه :

حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد "قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله" (رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم)

وقد رده أهل العلم لعلل أبينها إن شاء الله تعالى.

أولا - فهذه الرواية لم تثبت عن بن مسعود رضي لله عنه وقد ثبت عنه القراءة بالمعوذتين بل تواتر النقل عنه بذلك ويوثق هذا كله ويرد زعمك بأن رواية كل من حمزة وعاصم والكسائي وهم من الرويات المتواترة موصولي السند الى بن مسعود رضي الله عنه وفي كل منهم خطت المعوذتين وهي على الرسم العثماني (انظرمبحث الحفاظ من الصحابة، وهو المبحث الرابع من الفصل الأول من الباب الأول.)

ورويت قراءة المعوذتين عن ابن مسعود في قراءة حمزة وتلميذه الكسائي، فقد قرآها عنه من طريق "علقمة والأسود وابن وهب ومسـروق وعاصم بن ضمرة والحارث" فقد قرؤوا جميعاً على ابن مسعود)
النشر في القراءات العشر، ابن الجزري 1/165، وانظر: الإقناع في القراءات السبع، ابن الباذش الأنصاري 1/135.

وهذه روايات القرءات الثلاث موصوله الى بن مسعود وغيرها من أشهر القراءات .

1- قراءة عاصم وهو أحد القراء السبعة حيث قرأ القرآن كله وفيه المعوذتين بأسانيد صحيحة حيث قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب وقرأ على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي وعلى سعيد بن عياش الشيباني .. وجميعهم أخذوا القراءة عن عبد الله بن مسعود غاية النهاية 1/315- 3

2- قراءة حمزة وهو من القراء السبعة حيث قرأ القرآن كله وفيه المعوذتين بأسانيد صحيحة فقرأ حمزة على سليمان الأعمش الذي كان يجود حرف ابن مسعود وقرأ الأعمش على زيد بن وهب ومسعود بن مالك وكلاهما قرأ على ابن مسعود غاية النهاية 1/236- 2

3- قراءة الكسائي وهو أحد القراء العشر حيث قرأ القرآن كله وفيه المعوذتين بسنده إلى ابن مسعود حيث قرأ على حمزة الذي سبق ذكر سنده إلى ابن مسعود غاية النهاية لابن الجزري 1/474 (2212

وكذلك قراءة خلف حيث قرأ على سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد وهما قرءا على حمزة والذي ينتهي إلى ابن مسعود وقراءة خلاد حيث قرأ على سليم بن عيسى عن حمزة .. وعن حسين بن علي الجعفي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم الذي انتهى سند كلاهما إلى ابن مسعود.

ولهذا قال بن حزم: وأما قولُهم إن مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه خلاف مصحفنا فباطلٌ وكذبٌ وإفكٌ. مصحف عبد الله بن مسعود إنَّما فيه قراءته بلا شكٍّ،وقراءتُه هي قراءة عاصمٍ المشهورة عند جميع أهل الإسلام في شرق الأرض وغربِها، نقرأ بِها كما ذكرنا، كما نقرأ بغيرها مما صحَّ أنه كل منَزلٌ من عند الله تعالى (الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/212)

و
قال البلاقلاني: ولوكان في قراءة ابن مسعود ما يُخالف مصحف عثمان لظهر ذلك في قراءة حمزة خاصةًإلى أنقال: ولو لقي أحدٌ من أصحاب عبد الله أحدًا مِمَّن قرأ عليه خلاف قراءة الجماعة، لوجب أن ينقل ذلك نقلاً ظاهرًا مشهورًا، وفي عدم ذلك دليلٌ على فساد هذ (نكت الانتصار لنقل القرآن ص 380-382)

ثانيا –
لقد سيق هذا الأثر من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهوسليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني).

وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.

ثالثا – خالفت هذه الرواية ما ثبت عليه التواتر والإجماع وكل من قال خلاف ذلك فمردود قوله عليه لأن الواحد لا يرد إجماع الأمة والإجماع على ثبوت القرأن الذي بين أيدينا خطا وحرفا هذا إن صحت نسبة الإثر وقد أثبتنا رده ، الا أن هناك من العلماء من تكلم في لو أحتمل ثبوته بأن تكون هذه الخاطرة من بن مسعود لأنه كان يرى الرسول صلى الله عليه وسلم يرقي بهما الحسن والحسين رضي الله عنهما لذا ظن أنهما دعاء وليستا قرأن (وقال ابن قتيبة في مشكل القرآن‏:‏ ظن ابن مسعود أن المعوذتين ليستا من القرآنلأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين فأقام على ظنه ( الاتقان في علوم القرأن ).‏
هل تعلم أن القرأن تواتر حفظه يا عزيزى من 980 طريق وعلى مدار تلك الطرق القراءت السبع التي ترفع أغلبها الى بن مسعود رضي الله عنه !

إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قرأ بهما في الصلاة ولهذا قال البزار‏:‏ ولم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قرأهما في الصلاة‏ (الإتقان في علوم القرأن )
ففي صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال له: «ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)» أخرجه مسلم ح 814.

وفي رواية عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «فإن استطعت ألا تفوتك قراءتهما في صلاة، فافعل»
اخرجه ابن حبان ح 1842.

ونقل أبو سعيد الخدري قرآنيتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (كان رسول الله صلى الله وسلم يتعوذ من عين الجان وعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما ، وترك ما سوى ذلك)
أخرجه الترمذي ح 2058، والنسائي ح 5494، وابن ماجه ح 3511.

ومنه يتبين لنا :


بأن الرواية مخالفة لما ثبت أصلا عن بن مسعود وهذا كافي لردها لأن القراءت المتواترة مسنده اليه وقد ثبت فيها المعوذتين وفاتحة الكتاب

الأثر المروي عن بن مسعود مردود لعنعنة كل من ابي اسحاق السبعي والأعمش .

لو صح هذا الأثر الى بن مسعود فهو مردود لمخالفته المتواتر القطعي الثبوت ورأي الفرد لا يلعو على الإجماع .

ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم القراءة بالمعوذتين في الصلاة .

تحياتي لك وأرجو أن لا أكون قد تأخرت عليك فإن كان لك تعقيب فمرحا به وإن لم يكن فهل تسمح لي بطرح إستجوابي !؟