نتابع قول السير فردريك كينيون :


(( ونحن نعتقد أن السر من وراء سماح الله بفقد جميع النسخ الأصلية للوحـي هو أن القلب البشري يميل بطبعه إلي تقديس وعبادة المخلفات المقدسـة؛ فماذا كان سيفعل أولئك الذين يقدسون مخلفات القديسين لو أن هذه النسخ كانت موجودة اليوم بين أيدينا؟ أية عبادة لا تليق إلا بالله كانت ستقدَّم لتلك المخطوطات التي كتبها أواني الوحي بأنفسهم؟ ألا نتذكر ماذا فعل بنو إسرائيل قديمـاً بالحية النحاسية التي كانت واسطة إنقاذهم من الموت، وكيف عبدوهـا؟ )).

وياله من سر حقا لقد شهد شاهد من أهلها فهو يقر أمر واقع بالفعل من عبادة وتقديس القديسين ومخلفاتهم عند النصاري وهو ما يصل إلي حد الصلاة لهم والإيمان بأنهم قادرين علي فعل شئ وهو ما نسميه الشرك بالله , وفي محاولة مستميته لأقناع أو إستغفال القارئ يحاول السير فردريك كينيون أن يخلط الأوراق ببعضها حتي يلتبس الأمر علي القارئ متعللا بعبادة بني إسرائيل للحية النحاسية ولا أدري ماهي العلاقة بين كلام الله وبين التماثيل والأوثان والدليل علي زيف كلامه أن معظم النصاري اليوم يظنون أن ما بين أيديهم له نسخ اصلية بخط كتابها وبالرغم من هذا نجد منهم من يقول أو يسمح لهم بقراءته في الحمام مثلا والنصاري كما هو معروف لا يؤمنوا أو يكفروا إلا بما يقول لهم أحبارهم ورهبانهم عليه فقط كصلاتهم وصيامهم اللتان لم يؤمروا بهم في كتبهم والتي هي من أختراع رهبانهم وكهنتهم حتي أن كل جماعة منهم لها صيام خاص بها علي حسب الطائفة التي ينتمي غليها ولعل كتاب الآب متي المسكين حول الصيام الذي أثار زوبعة في الكنيسة الأرثوذكسية والذي أوقف طبعه وسحب من الأسواق لأنه يفضح هذا هو خير دليل علي ما أقول . والسبب الحقيقي وراء ضياع النسخ الأصليه هو أن كل هذه الرسالات السابقة للرسول عليه الصلاة والسلام من آدم إلي المسيح عليهم السلام إنما هي رسالات وقتيه أرسلت لأقوام معينين فقط وليس للعالمين (( أضع علامات حمراء ردا على شبهة النصارى حول بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لجميع البشر)) ولعل قول المسيح للمرأة الكنعانية بحسب إنجيل متي والفينيقة السورية بحسب إنجيل مرقس " لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة " هو خير دليل علي ذلك وقد يقول قائل نتفق معك من حيث أن الأنبياء كلهم كانت رسالتهم لبني إسرائيل ما عدا المسيح الذي جاء للعالمين مستشهدا بالإنجيل المنسوب لمتي إذ يقول :

28: 19 فاذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس .

فنقول له وما أكثر ما يمكننا قوله وأثباته لكل من له عقل يعي أن هذا النص إن هذا النص تم أضافته في القرن الرابع الميلادي ولا توجد مخطوطة منسوخة قبل هذا التاريخ توجد بها هذه العبارة وحتي يتأكد القارئ من صحة كلامنا فنحن نستشهد بما فعله التلاميذ أنفسم في ما يسمي بأعمال الرسل فنجد أن بطرس نفسه وهو أعظم التلاميذ فنجده يقول في أعمال الرسل 10 : 28 وهذا بعد قيامة المسيح المزعومة :

" فقال لهم انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه " .

ويقول ايضا في نفس السفر :

" 10: 42 و اوصانا ان نكرز للشعب و نشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للاحياء و الاموات "

أي أن كرازة وتبشير التلاميذ مقصورة علي الشعب فقط أي اليهود وليس للأممين أو للعالم أجمع ولزيادة التأكيد نجد أن التلاميذ أنفسهم لم يغادروا أورشليم إلا مضطرين وحتي لما تشتتوا في إنطاكيا وفينيقية وقبرص لم يقوموا بتبشير أحد سوي اليهود فقط وهذا نراه واضحا في أعمال الرسل إذا يقول مؤلفه متحدثا عن تلاميذ المسيح :


أعمال الرسل 11: 19(( اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية و قبرس و انطاكية و هم لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط )).

فإن كان المسيح قد قال لتلاميذه أن يعمدوا جميع الأمم فلماذا لم يكلم التلاميذ أحد الأممين عن المسيح وأقتصر عملهم فقط علي اليهود ؟


يتبع .....