........
أما العهد الجديد الذي يؤمن به النصاري وحدهم ويقول اليهود بانه مزيف فله قصص أخري فنحن لا نجد مثلا ايا من كتبة الأناجيل يخبرنا بانه يكتب بوحي الله أو بأمر من الله ولكننا نجد مجرد قصص عن حياة المسيح مملؤة بالتناقضات كما سنوضح بل إننا نجد أحد الكتاب المنسوب لهم إنجيل مرقص يقول في مقدمة الإنجيل المنسوب له :

" اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا . كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة . رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس . لتعرف صحة الكلام الذي علمت به ."



لم يقول لوقا المنسوب له انجيل إن صحت نسبته إليه أن الله اوحي له ولكنه علي النقيض تماما يقول أنه رأي ايضا أن يكتب مثله مثل الكثيرون الذين كتبوا من قبله ولا ندري من هم ولا اين كتاباتهم والأرجح أنها التي أحرقت وحرم علي العوام قراءتها بعد إنعقاد مجمع نيقية 325 م.

المهم عودة إلي المدعو لوقا نجد أنه في نهاية النص يقول انه يكتب إلي العزيز ثاوفليس أي أنه وببساطة لم يقل أنه يكتب لليهود أو الأممين ليخبرهم ولكنه يخبرنا أنها رسالة منه موجهة إلي صديق له يدعي ثاوفليس فقط ولكن التحريف المعنوي كما عودنا الكهنة والذي يستخدمونه دائما في حالة نسيانهم تحريف وتأليف نص هو من يقنع من سفه نفسه بأن هذا الكلام موحي به ولنقدم لكم التحريف المعنوي الذي أوحي به الكهنة لتباعهم ليخرج هذا النص عن مساره الأصلي ويحوله للنقيض فنجد القس منيس عبد النور يقول مفسرا أو محرفا هذا النص :

(( قال البشير لوقا هذه الآية بصفته من الرسل، الذين حلّ فيهم روح الله. فقوله: »رأيت أن أكتب« معناه أن الروح القدس ألهمه ليكتب تاريخ المسيح وميلاده ومعجزاته وآلامه وموته وقيامته، ليكون أساساً يبني المؤمنون عليه إيمانهم. ومع أن الله ألهم هذا الرسول بالروح القدس، إلا أنه لم يغضّ الطرف عما به من القُوى العقلية، فتحرَّى الحق، وترأس الروح القدس على هذه القُوى، وأرشدها وصانها من الزلل )) .



قمة الأستهانة بعقول الناس يقول " قال البشير لوقا هذه الآية بصفته من الرسل، الذين حلّ فيهم روح الله " وهو مالم يدعيه كاتب الإنجيل نفسه ولا تؤيده اي شواهد في أيا من كتب العهد الجديد ويصف كاتب الإنجيل نفسه بانه ليس شاهد عيان إن يقول " كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة " أي أنه مثله مثل نصاري اليوم والنصاري علي مر التاريخ يردد كلام قد سمعه وما انزل الله به من سلطان ولكن القس منيس بالسلطة الممنوحة له ولا أدري من من يرفع لوقا إلي مصاف الرسل الذين شاهدوا المسيح ويدعي أنه ممن حل فيهم روح الله مناقضا ما يقوله لوقا نفسه من انه رأي هو أيضا ولأثبات كذب منيس عبد النور وتلبيسة علي أتباعه دعونا نري من هو لوقا والكلام هنا فنجد أن لوقا شخص مخلتف عليه من حيث اسمه حيث يقول تادرس يعقوب ملطي عن سيرة لوقا في تفسيرة للإنجيل المنسوب له :

(( كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللاتينية "لوقانوس Lucanus " أو "لوكيوس" وتعني "حامل النور"، أو "المستنير". ))

نجده يقول غالبا أي علي ارجح الظنون وطبعا الظنون لا تغني عن شئ هذا من ناحية الأسم . فماذا عن ناحية الهوية هل هو من التلاميذ أم لا ؟ يخبرنا تادرس يعقوب بالتالي :

(( رأى البعض أنه كان أحد السبعين رسولاً، بل وأحد التلميذين اللذين ظهر لهما السيد بعد قيامته في طريقهما إلى عمواس (لو 24: 12)، وأن الرسول لم يذكر اسمه بروح التواضع؛ غير أن الرأي الغالب بين الدارسين المحدثين أنه لم يكن من الرسل، بل قَبِل الإيمان على يديّ الرسول بولس، مدلّلين على ذلك أولاً بافتقار السند التاريخي، وثانيًا لأن هذا الفكر يبدو متعارضًا مع مقدمة الإنجيل، إذ يقول الكاتب عن الأمور المختصة بالسيد المسيح: "كما سلّمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 2)، وكأن الكاتب لم ينظر السيد المسيح بل سجّل ما تسلمه خلال التقليد بتدقيقٍ شديدٍ وتحقق من الذين عاينوا بأنفسهم. ولعلّه لهذا السبب يُعلق أحد الدارسين على هذا الإنجيل بقوله: "إنه عمل وليد إيمان الجماعة، قام على التقليد، وليس عملاً فرديًا".)) .



نجد ان النصاري أنفسهم مختلفين فيه وان الرأي الغالب والذي يعني أغلب الظن أنه ليس من التلاميذ وهذا أمر بديهي لأنه لم يذكر اسمه بينهم ولكنه من تلاميذ بولس وحتي بولس نفسه لم يري المسيح وإن كان معاصرا له بحسب ما تخبرنا كتبهم ونجد في النهاية ما يقوله أحد دارسي إنجيل لوقا من أن هذا الإنجيل عمل وليد إيمان قام علي التقليد أي أنه وببساطة ليس وحيا من عند الله وهو مالم يدعيه لوقا نفسه وبالتالي يفضح كذب منيس عبد النور في قوله بان لوقا من التلاميذ أو أنه يوحي إليه .



ولوقا هنا هو ابرز مثال عن باقي الكتاب المنسوب لهم الأناجيل والرسائل الذين لم يدعوا أيضا مثل هذا الأمر علي الإطلاق ولم يقل احدهم أنه يكتب بوحي من الله .

تابع ....