.....
ولأثبات أن ضياع هذه الكتب لإنتفاء الغرض منها كان حتما مقضيا نسأل اليهود والنصاري :

هل تعهد الله بحفظ هذه الكتب ؟

هل يوجد في ما يدعي الكتاب المقدس إشارة أو تلميح بأن الله تعهد بهذا ؟

ويأتي الرد بسرعة البرق ليحيلنا إلي قول المسيح في إنجيل مرقس :

13: 31 السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول

أو لأنجيل لوقا حيث يقول المسيح إن كان قد قال :

21: 33 السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول

أو لأنجيل متي :

24: 35 السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول



هكذا أفهمهم أحبارهم ورهبانهم وهذا هو الرد الفوري الآلي الاعقلاني الذي دربهم عليه كهنتهم والذي يجيبون به عن سؤالهم عن إذا ما كان الله قد تعهد بحفظ كتابه أم لا , وهنا نقع مع ما يسمي بالتحريف المعنوي والذي يعني إخراج النص عن سياقه الأصلي وإلباسه مفهوم غير الذي يقوله فبمراجعة الأناجيل الثلاثة التي يقول فيها المسيح " السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول" نجد أن الكلام هنا لا علاقة له بحفظ كتاب الله أو كلام الله ولكننا نجد المسيح يتحدث عن الأيام الأخيرة مخبرا عما سيحدث فيها ومبلغا بما يجب أن يفعله الناس يومها وسأورد النص كاملا من إنجيل مرقس 13: 1 – 32 :



" و فيما هو خارج من الهيكل قال له واحد من تلاميذه يا معلم انظر ما هذه الحجارة و هذه الابنية . فاجاب يسوع و قال له اتنظر هذه الابنية العظيمة لا يترك حجر على حجر لا ينقض . و فيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل ساله بطرس و يعقوب و يوحنا و اندراوس على انفراد . قل لنا متى يكون هذا و ما هي العلامة عندما يتم جميع هذا . فاجابهم يسوع و ابتدا يقول انظروا لا يضلكم احد . فان كثيرين سياتون باسمي قائلين اني انا هو و يضلون كثيرين . فاذا سمعتم بحروب و باخبار حروب فلا ترتاعوا لانها لا بد ان تكون و لكن ليس المنتهى بعد . لانه تقوم امة على امة و مملكة على مملكة و تكون زلازل في اماكن و تكون مجاعات و اضطرابات هذه مبتدا الاوجاع . فانظروا الى نفوسكم لانهم سيسلمونكم الى مجالس و تجلدون في مجامع و توقفون امام ولاة و ملوك من اجلي شهادة لهم . و ينبغي ان يكرز اولا بالانجيل في جميع الامم . فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون و لا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس . و سيسلم الاخ اخاه الى الموت و الاب ولده و يقوم الاولاد على والديهم و يقتلونهم . و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص . فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال . و الذي على السطح فلا ينزل الى البيت و لا يدخل لياخذ من بيته شيئا . و الذي في الحقل فلا يرجع الى الوراء لياخذ ثوبه . و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام . و صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء . لانه يكون في تلك الايام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها الله الى الان و لن يكون . و لو لم يقصر الرب تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين الذين اختارهم قصر الايام . حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هوذا هناك فلا تصدقوا . لانه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات و عجائب لكي يضلوا لو امكن المختارين ايضا . فانظروا انتم ها انا قد سبقت و اخبرتكم بكل شيء . و اما في تلك الايام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم و القمر لا يعطي ضوءه . و نجوم السماء تتساقط و القوات التي في السماوات تتزعزع . و حينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة و مجد . فيرسل حينئذ ملائكته و يجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء . فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا و اخرجت اوراقا تعلمون ان الصيف قريب . هكذا انتم ايضا متى رايتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا انه قريب على الابواب . الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله . السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول . و اما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما احد و لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن الا الاب "

أي أن المسيح يقول " السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول " حول ما سيحدث في الأيام الأخيرة وليس حول الكتاب أو كلام الله كما هو مبين في النص السابق وهو ما يوضح تحريف الكهنة وتضليلهم لأتباعهم بإعطائهم إجابات وتفسيرات مغلوطة وهم يعلمون هذا تمام العلم وهو ما يدحض قول اي نصراني بأن الله تعهد بحفظ كتبه المنزلة إليهم أو التي من قبلهم .

وهذا النص السابق من إنجيل مرقس كفيل بتدمير العقيدة المسيحية من جذورها ففيه قدر من التحريف بكافة أشكاله وأنواعه علاوة علي أنه يثبت كذب المسيح علي تلاميذه بإبلاغهم أشياء لم ولن تحدث



تابعوا معي .....