......
ونضيف للتحريفات أيضا اخطأ علمية كونية فلو أن الشمس أظلمت لأصبحت الكرة الأرضية في شتاء قارص لا يطيقة حتي الدب القطبي وينتج عنه إنعدام الحياة علي كوكب الأرض وكان لا حاجة للمسيح ان يقول لهم صلوا لكي لا يكون هروبكم في الشتاء لأن لإظلام الشمس وحده كفيل بجعل الشتاء كصيف شديد الحرارة مقارنة به , وايضا نجد أن كاتب هذا النص وبخصوص موضوع نجوم السماء التي ستتساقط فهذا النص يبين جهل الكاتب بنجوم السماء وأحجامها فالنص قد يصور في مخيلة الناس أن نجوم السماء بحجم حبات البرتقال أو الليمون مثلا وانها ستتساقط علي الأرض ولا يعلم أن فيها ما هو أكبر من الأرض الآلاف المرات وبالطبع فكل من يسمع هذا الكلام ليس عليه أن ينتظر لا عودة المسيح ولا عودة الحياة نفسها فأي من إظلام الشمس او تساقط النجوم كفيل بمنع المسيح نفسه عن الآتيان الذي لم ولن يحدث أولا لتدمير الكوكب وثانيا لعدم وجود حياة علي سطح الأرض في حالة إستمرار وجودها وهو ما اعتبره من باب الخيال العلمي .



وبهذا نجد ان نص " السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول " لا علاقة له بحفظ الكتب التي يقدسها اليهود او النصاري ولا يعتد به في الرد من قيب أو من بعيد .

ولعل النص التالي من رؤيا يوحنا ( 22: 18 – 19 )هو خير دليل علي إمكانية التحريف والحذف وإضافة في كتب اليهود والنصاري والنص يقول :

" لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب . و ان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة و من المدينة المقدسة و من المكتوب في هذا الكتاب . "



البديهي والمعروف أن أي تشريع سماوي أو قانون أرضي حتي يوضع لتجنب حدوث حالة أو فعل قابل للحدوث من الناس أو المواطنين ووجود هذا النص يثبت أن الرب يتوعد الذين سيقومون بتحريف كتابه بعقوبات شديدة مما يؤكد إمكانية تحريفه ولمزيد من الإيضاح دعونا نتخيل مثلا دولة ما أو حكومة ما تصدر قانونا بأن كل من سيسرق تنين سيعاقب بالسجن عشر سنوات أو أن كل من يقتل ملاك يعدم سيكون قطعا قانون أقل ما يوصف به من وضعه أنه مجنون أو متخلف عقليا وذلك لإستحالة حدوث الشياء التي سن من أجلها القانون وسيتم رفع القانون لعدم نفعه وإستحالة حدوث ما صدر من أجله وبالتالي يكون النص السابق من رؤيا يوحنا إما أن يكون دليلا علي إمكانية تحريف الكتب أو ان من وضعه أبله ولا يعي ما يقول .

قد يقول قائل منهم أن المقصود في هذا النص بقوله " و ان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة " هو الكتاب الموجود به النص فقط فهو هنا يثبت علي الأقل إمكانية تحريف سفر الرؤيا . وتظل باقي الأسفار الأخري في العهدين القديم والجديد بلا تعهد من الرب بحفظها .



وقد يخطر الآن علي بال القارئ السؤال التالي : وماذا عن القرآن هل تعهد الله بحفظه فنقول له نعم أقرأ سورة [الحجر : 9] إذ يقول المولي عز وجل :

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

وقد يقول قائلهم الآن وماذا يعني الذكر هنا ولماذا يعني القرآن فقط أليس كل كلام الله يعتبر ذكرا ايضا والإجابة في الآيات السابقة لهذه الآية إذ يقول الله سبحانه وتعالي مخبرا عن ما قاله الكفار عن الرسول :

( وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ )[الحجر : 6]

والخطاب هنا كان من مشركي مكة للرسول علية الصلاة والسلام يقولون له فيه يا من إنزل عليه القرآن أنت مجنون ومن سياق الآيات يتضح وبلا ادني شك أن المقصود هنا هو القرآن والقرآن فقط .وقد كان لي بحث كامل في هذا الموضع سوف أنشره بعد الإنتهاء من اثبات تحريف كتب النصارى واليهود ان شاء الله

وربما يآتي احدهم بسؤال أخر ويقول هل يوجد في القرآن أي تحذير من تحريفه مثل الموجود في سفر رؤيا يوحنا فنقول لهم أن الله سبحانه وتعالي كونه تعهد بحفظه كما اوضحنا في الآية السابقة لم يكن له حاجة أن يضع اي عقاب لمن يحاول فعل هذا لأنه أمر مستحيل ضمنه الله عز وجل .

وبهذا نكون قد اثبتنا أن الرب لم يتعهد بحفظ كتبه علي الإطلاق وأنه أعلن عن عقوبة لمن يحرفه وهو ما يدلل كما أثبتنا من قبل علي إمكانية تحريفه.


هل لازل الأمر ملتبس عليكم ؟...
تابعوا إذاً