درجة حديث (لا صلاة لمسبل)
مامدى صحة الحديث: [لا صلاة لمسبل]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث ضعيف عند أهل العلم، ففي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبلا إزاره قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فتوضأ، فذهب فتوضأ ثم جاء، ثم قال اذهب فتوضأ، فذهب فتوضأ ثم جاء، فقال له رجل يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ، فقال إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره. وضعفه الشيخ الألباني.

وتفصيل هذه المسألة سبق في الفتوى رقم:7445، وقد ذكرنا في هذه الفتوى
أن صلاة المسبل مجزئة عند جمهور أهل العلم مع الكراهة، وهي كراهة تحريم إذا كان يقصد بالإسبال الخيلاء والتكبر.
والله أعلم.

قال المحدث النبيل الشيخ أبو اسحاق الحويني في كتابه :"الفتاوى الحديثية" :
السؤال : ذكر الشوكاني في (نيل الأوطار) حديثا معناه : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا مسبلا إزاره ، فأمره أن يعيد الوضوء أو الصلاة ؟
الجواب : فهو حديث منكر .
أخرجه أبو داود (638 ، 4086) ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبان ، حدثنا يحيى - هو ابن أبي كثير - عن أبي جعفر ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : بينما رجل يصلي مسبلا إزاره ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اذهب فتوضأ) ، فذهب فتوضأ ، ثم جاء ، فقال : (اذهب فتوضأ) ، فقال له رجل : يا رسول الله ، ما لك أمرته أن يتوضأ ، ثم سكت عنه ؟ قال : ( إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره ، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل) .
وأخرجه البيهقي في (السنن الكبير) (2 /241) من طريق أبي إسماعيل الترمذي - وليس هو الترمذي صاحب ( السنن) - قال : ثنا موسى بن إسماعيل ، بسنده سواء ، ثم قال :البيهقي : (هكذا رواه أبان العطار ، عن يحيى ، وخالفه حرب بن شداد ، في إسناده) .

ثم رواه من طريق حرب بن شداد ، عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا جعفر المدني حدثه أن عطاء بن يسار حدثه أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل رجل يصلي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اذهب فتوضأ) . وساق الحديث .
قلت : هكذا رواه حرب بن شداد ، وخالفه هشام الدستوائي ، فرواه عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي جعفر أن عطاء بن يسار حدثهم قال : حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : (إنه لا تقبل صلاة رجل مسبل إزاره) .
أخرجه النسائي في (كتاب الزينة) (5 /488 ،السنن الكبرى) من طريق خالد بن الحارث ، قال : ثنا هشام ، وأخرجه أحمد (4 /67 و 5 /379) قال : حدثنا يونس بن محمد ثنا أبان ، وعبد الصمد ، ثنا هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي جعفر ، عن عطاء بن يسار ، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره مثل رواية أبي داود ، فاختلف هشام الدستوائي وحرب بن شداد ، فأسقط هشام ذكر (إسحاق بن عبد الله) ، وأثبته حرب .
ويحيى بن أبي كثير مدلس ، فكأنه لم يسمع هذا الحديث من أبي جعفر ، بدلالة رواية حرب بن شداد ، والصواب في هذا الإسناد أنه عن عطاء بن يسار ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد اختلف على أبان العطار في ذلك ، فرواه إسماعيل بن موسى التبوذكي عنه ، فقال : ( عن أبي هريرة) ، ورواه يونس بن محمد عنه ، فأبهم الصحابي ، فهذا اضطراب في سند الحديث ، ثم أبو جعفر هذا قال المنذري في (الترغيب) (3 /92) : ( وأبو جعفر المدني إن كان محمد بن علي بن الحسين فروايته عن أبي هريرة مرسلة ، وإن كان غيره فلا أعرفه) . اهـ .

كذا قال ! وأبو جعفر لا يرويه في هذا الحديث عن أبي هريرة ، حتى يقال ذلك ، وإنما يرويه عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، والصواب أنه ليس الباقر ، بل هو أبو جعفر المؤذن الأنصاري مجهول ، قال الحافظ في (التقريب) (رقم 8075) : (ومن زعم أنه محمد بن علي بن الحسين فقد وهم) ، وقد قال المنذري في (مختصر سنن أبي داود) (1 /324) : (في إسناده أبو جعفر رجل من أهل المدينة لا يعرف اسمه) .
فمن عجب أن يقول الهيثمي في (مجمع الزوائد) (5 /125) : (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح) !!
وأعجب منه وأغرب قول النووي في (رياض الصالحين) (ص358) : (رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم) !!