بسم الله الرحمن الرحيم

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ

جوابا عن سؤال ضيفنا أقول و بالله التوفيق:
التأصيل:

قال الشيخ إبراهيم المارغني المالكي (1) :

البسملة كلام الله قطعا و هي من المنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم . و هي أيضا من المنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا يلزم من كونها من كلام الله و لا من كلام رسول الله أن تكون قرآنا و لذلك لم يختلف العلماء في كونها من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن اختلفوا في قرآنيتها. و كان الخلاف بينهم في التي في أوائل السور أما التي في سورة النمل فمجمع على قرآنيتها و لا خلاف بين العلماء في ذلك. و لا خلاف أيضا في أن بعض البسملة من الفاتحة : الرحمن الرحيم من القرآن قطعا.

بيان الأقوال التي في بسملة أوائل السور:

جملتها أحد عشر قولا
الأول : ليست آية و لا بعض ىية لا من الفاتحة و لا من غيرها و إنما كتبت في المصاحف للتبرك و التيمن و هو مذهب مالك بن أنس و ابي حنيفة النعمان و سفيان الثوري و الأوزاعي و حكي عن أحمد و غيره و لهذا الرأي انتصر أبو محمد مكي في الكشف . و دافع عنه ابن الحاجب في مختصره.

الثاني: البسملة ىية في أول الفاتحة و في غيرها للفصل بين السور.

الثالث: هي آية من أول الفاتحة و من أول كل سورة سوى براءة و هو الأصح من مذهب الشافعي .

الرابع: هي آية من أول الفاتحة و بعض آية من غيرها و هو القول الثاني للشافعي.

الخامس : هي بعض آية من الفاتحة و آية في غيرها.

السادس : أنها بعض آية من أوائل جميع السور.

السابع: هي آية من أول الفاتحة فقط و ليست في سائر السور قرآنا أصلا و هو مذهب جماعة و روي قولا آخر عن الشافعي.

الثامن : بعض ىية من الفاتحة فقط و ليست بقرآن في غيرها من السور.

التاسع: آية من الفاتحة و هي بين السور كسورة مستقلة لا آية من السورة و لا بعض آية منها.

العاشر : آية من القرآن أنزلت للفصل بين السور. و هو المشهور من قول أحمد بن حنبل و داود و أصحابه . و هو اختيار متأخري علماء الحنفية كأبي الحسن الكرخي.

الحادي عشر: يجوز جعلها ىية من كل سورة و جعلها ليست آية منها بناء على أنها نزلت مرة منه و مرة ليست منه و هو اختيار المتأخرين .

حاصل المسألة:

الأقوال كلها ترجع إلى الإثبات و النفي و كلاهما قطعي متواتر.

فنصف القراء قرأوا بإثبات البسملة و النصف الآخر من السبعة قرأوا بحذفها فجميع الأقوال راجعة إذن إلى الإثبات و النفي .و كلاهما قطعي متواتر .قال ابن الجزري في النشر في القراءات العشر:
وهذه الأقوال ترجع إلى النفي والإثبات والذي نعتقده أن كليهما صحيح وأن كل ذلك حق فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات.(2)


ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نقلت كلامه بتصرف من كتابه النجوم الطوالع على الدرر اللوامع شرح مقرإ الإمام نافع و بهامشه رسائل منها رسالة عن البسملة الصفحة 184 دار الفكر و طبعة 1415 هـ التي عندي دون تحقيق.

(2) النشر في القراءات العشر بتحقيق علي محمد الضباع الطبعة التي عندي دون تاريخ /مطبعة مصطفى محمد