ولما سألها عما إذا كان يمكن أن يذهب إلى بيتهم يخطبها أم لا ؟ ومتى ؟ .
فجأة امتلأت بالشجن وأحنت رأسها ، وركب صوتها حزن بارز الملامح قالت كلاماً جعله يتألم ،والعطف يتفجر منه ، ومسح دموعها أكثر من مرة ، ولولا أنهما فى مكان عام لاحتواها بين ذراعيه ليغطيها من الحزن الذى كان يأتيها من كل جانب .. ! .
قالت إنها تعيش فى بيتين ، تقضى النهار فى بيت أمها المتزوجة غير والدها ، وتقضى الليل فى بيت والدها ... تنفيذاً لاتفاق بينهما . فهو لا يريد أن يرى ابنته فى بيت رجل آخر ، ولم تعد أمها ترغب فيها بعد أن أنجبت من زوجها الآخر الأولاد ، والبنات .. هي أكبر إخوتها من هنا وهناك ، وكانت " دلوعة " الجميع إلى أن وقعت الواقعة ، وطلقت والدتها .. كانت وقتها دون العاشرة .. ثم توالت المحن ، وتزوج والدها امرأة مطلقة ولها ولد غير صالح للحياة رسب فى الثانوية العامة ، وهجر التعليم إلى الشارع ، واستهواه الشارع والجلوس على المقاهي ، واخترع عملاً له ، ولأصدقاء له مثله هو جمع إتاوات من الحوانيت والمقاهي ، والذين يقيمون الأفراح أو سرادقات العزاء ، ومن لا يدفع يغيرون عليه ..الغريب فى الأمر أن والدته فخورة به ، وقد سيطرت على الحارة هى الأخرى ، وعلى والدي .. وهى تنوي أن تزوجني له . لكن والدي يقف فى صفي . الا أننى أعيش فى رعب ، وعندما أنام فى غرفتي كل ليلة لابد أن أغلقها من الداخل بالمفتاح . وسوف أدبر لك لقاء مع والدي فى الخارج لإنها لو عرفت فسوف تعرقل الزيجة بأي شكل ، وتحيل حياة والدي إلى لون الهباب .. !