1 سورة الحج، الآية: 31.
2 سورة يوسف، الآيتان: 39 40.
3 سورة الزمر، الآية: 29.
ص -46- هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان
فلا اجتماع للقلوب، ولا صلاح للعالم؛ إلا بالتوحيد؛ كما -: {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلاّ الله لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}1، ولذلك إذا خلت الأرض من التوحيد؛ قامت القيامة؛ كما روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله".
ومثل تفرق المشركين الأولين في عباداتهم ومعبوداتهم تفرق القبوريين اليوم في عبادة القبور؛ فكل منهم له ضريح خاص يتقرب إليه بأنواع العبادة، وكل طريقة من الطرق الصوفية لها شيخ اتخذه مريدوه ربا من دون الله؛ يشرع لهم من الدين ما لم يأذن به الله.
وهكذا تلاعب الشيطان ببني آدم، ولا نجاة من شره ومكره إلا يتوحيد الله والاعتصام بكتابه وسنة رسوله.
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه؛ إنه هو مولانا؛ فنعم المولى ونعم النصير.
خطر الشرك ووجوب الحذر منه بتجنب أسبابه:
الشرك أعظم الذنوب؛ لأن الله تعالى أخبر أنه لا مغفرة لمن لم يتب منه، مع أنه سبحانه كتب على نفسه الرحمة، وذلك يوجب للعبد شدة الحذر وشدة الخوف من الشرك الذي هذا شأنه، ويحمله على معرفته لتوقيه؛ لأنه أقبح القبيح، وأظلم الظلم؛ -: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}2، وذلك لأنه تنقص لله عز وجل ومساواة لغيره به؛ كما -: {الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}3، و-: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}4، ولأن الشرك مناقض للمقصود بالحلق والأمر من كل
المفضلات