1 سورة الحجر، الآية: 56.
2 سورة الحجر، الآية: 54.
3 سورة يوسف، الآية: 87.
4 سورة يوسف، الآية: 83.
5 سورة التوبة، الآية: 40.
6 سورة الزمر، الآيتان: 53 ـ 54.

ص -73- الله"؛ لأن القنوط من رحمة الله سوء ظن بالله، وجهل بسعة رحمته ومغفرته، والأمن من مكر الله جهل بالله وبقدرتهن وثقة بالنفس، وإعجاب بها، وفي ذلك تنبيه على أن يكون العبد دائما بين الخوف والرجاء، فإذا خاف؛ فلا يقنط ولا ييأس، بل يرجو رحمة الله، وإذا رجا؛ فلا يتمادى به الرجاء حتى يأمن العقوبة.
وكان بعض السلف يستحبون للعبد أن يقوي في حال
الصحة جانب الخوف، وفي حالة المرض وعند الموت جانب الرجاء.
فتوازن
القلب بين الخوف والرجاء يدفع على العمل الصالح والبعد عن المعاصي والتوبة من الذنوب، أما إذا اختل توازن القلب، فمال إلى جانب واحد؛ فإن هذا مما يعطل حركة العمل، ويعرقل سبيل التوبة، ويوقع الهلاك.
وفيما قصه الله عن الأمم السابقة التي عطلت جانب الخوف فحل بها عقاب الله خير مذكر لأهل الإيمان.
فها هم قوم هود يقولون له:{سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ إِنْ هَذَا إِلاّ خُلُقُ الأوَّلِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ}1.
والخوف والرجاء من أعظم أنواع العبادات، يجب إخلاصهما لله - عز وجل، والإخلال بهما إخلال بالتوحيد وإفساد للعقيدة.
2- الشرك في المحبة:
قلنا فيما سبق: إن الخوف من الله تعالى لا بد أن يكون مقرونا بمحبته سبحانه؛ لأن تعبده بالخوف فقط هو أصل دين الخوارج؛ فالمحبة هي أصل دين الإسلام الذي تدور عليه رحاه؛ فبكمال محبة الله يكمل دين الإسلام، وبنقصها ينقص توحيد الإنسان.