سـولومون لويب (1828-1913)
Solomon Loeb
مالي أمريكي يهودي وُلد في ألمانيا ثم هاجر إلى الولايات المتحدة (عام 1849) حيث عمل في تجارة الأقمشة والملابس الجاهزة، وفي عام 1867 أسـس بالتعاون معأبراهام كون المؤسـسة المالية كون لويب وشـركاه. وقد تزوجـت ابنتاه من رجلي المالجيكوب شـيف وبول ووربورج. اشترك شيف، الذي أصبح فيما بعد من قيادات الجماعةاليهودية في الولايات المتحدة، في إدارة مؤسسة لويب المالية التي تحوَّلت إلى إحدىأهم مؤسستين ماليتين في الولايات المتحدة حيث ساهمت في عملية التراكم الرأسماليوالتحول الصناعي التي كانت تشهده البلاد في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرنالعشرين. وبصفة عامة، لعبت العناصر اليهودية من البورجوازية المالية، خصوصاً ذويالأصول الألمانية، دوراً مهماً في هذا المجال، وذلك بفضل شبكة علاقاتهم المتشعبةداخل المؤسسات المالية الأوربية، وكذلك بفضل العلاقات التجارية والمالية المتداخلةفيما بينها والتي كانت تعززها روابط الزواج، وهو ما أتاح قدراً كبيراً من التنسيقوسهل لهم تدبير رأس المال بكميات كبيرة وبشكل سريع نسبياً. وقد اشتركت مؤسسة لويبفي تمويل بناء السكك الحديدية الأمريكية والتي كانت تُعَدُّ العمود الفقري للتطورالصناعي الأمريكي، كما ساهمت في تدبير القروض المحلية والخارجية. ولا تزال مؤسسةكون لويب وشركاه تعمل في الوقت الحاضر، إلا أنها فقدت أهميتها كمؤسسة عائلية في ظلنمو النظام الرأسمالي المصرفي الحديث القائم على العلاقات بين مؤسسات مالية ضخمة،وليس على أساس العلاقات الشخصية والعائلية.

ليفي ستراوس (1829-1903)
Levi Strauss
أمريكي يهودي من العاملين في صناعة الملابس. وُلدفي ألمانيا، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة حيث استقر في مدينة نيويورك عام 1848. وفي عام 1850، دخل مجال تجارة الأقمشة والملابس الجاهزة، وبدأ في تصنيع سراويل منالأقمشة القطنية المتينة تُسمَّى «البلوجينز» اكتسبت قبولاً واسعاً بين جماهيرالعمال والفلاحين. وقد اتسعت شهرة هذه السراويل التي كانت تُسوَّق تحت الاسمالتجاري «ليفايز Levi's»، وأصبحت بحلول منتصف القرن العشرين تُسوَّق في العالمأجمع.

وحقق ليفي ستراوس ثراءً طائلاً وأسس مع إخوته وزوج اخته ديفيد ستيرنوأبنائه شركة ليفي ستراوس وشركاه. وقد كان ليفي أحد أعضاء الجماعة اليهودية التيقامت فعلاً بتأسيس صناعة الملابس الجاهزة في الولايات المتحدة والتي ظلت تسيطرلفترة طويلة على هذه الصناعة التي كانت تُعتبَر، مثلها مثل غيرها من الصناعاتالخفيفة والاستهلاكية، من الأنشطة الاقتصادية الجديدة التي نشأت لتلبي احتياجاتالطبقات العمالية التي صاحبت النمو الصناعي الكبير في البلاد. وقد كان اليهود،لميراثهم كجماعات وظيفية ذات خبرة في صناعة الملابس والنسيج، وبسبب أعمال الرهوناتالتي كانوا يعملون بها، مُؤهَّلين لدخول هذه المجالات الجديدة.

وتُعَدُّشـركة ليفـي سـتراوس أكبر شـركة للملابس الجاهزة في العـالم، إذ قُدِّرت قيمةأسـهمها عام 1985 بحوالي 775 مليـون دولار. وقد انتقلت ملكية وإدارة الشركة الآنإلى أفراد عائلة هاس، ورثة ليفي ستراوس.

ســيمون بامبرجــر (1846-1926)
Simon Bamberger
من رجال التعدين والصناعة الأمريكيين اليهود،وحاكم ولاية يوتا الأمريكية. وُلد في ألمانيا ثم هاجر إلى الولايات المتحدة حيثالتحق بتجارة إخوته. وفي عام 1869، انتقل إلى ولاية يوتا حيث لحق به إخوته للإشرافعلى تجارته. ونجح بامبرجر في امتلاك منجم ذهب. وبعد 17 عاماً من الصراع معالمنافسين، نجح مع إخوته في تأسيس خط حديد بامبرجر الذي ربط بين عاصمة ولاية يوتا (سولت ليك سيتي) ومدينة أوجدن في الولاية نفسها. وفي عام 1898، بدأ بامبرجر دخولمجال العمل العام، فدخل مجلس نواب الولاية في الفترة بين عامي 1903 و1907. ثم انتخبحاكماً لولاية يوتـا في الفترة بين عامي 1916 و1920. وبذلك، أصبح بامبرجر أولديموقراطي وأول شخص غير مورموني الديانة يحتل هذا المنصب. وقد أدخل بامبرجر من خلالهذا المنصب عدة إصلاحات في قطاع الخدمات العامة إلى جانب بعض الإصلاحات الخاصةبالعمال والفلاحين والمدرسين.

ويُعَدُّ بامبرجر أحد مؤسسي الجماعة اليهوديةفي ولاية يوتا والتي ترأَّسها فيما بعد. وقد دعم بامبرجر صندوق يوتا للاستيطانوالذي أسسته الجمعية الزراعية اليهودية بهدف توطين يهود من نيويورك وفيلادلفيا فيمستوطنة كلاريون الزراعية. وقد كان للأثرياء من أعضاء الجماعات اليهودية، أمثالبامبرجر، دور مهم في عملية استيعاب مئات الآلاف من المهاجرين من يهود شرق أورباالذين تدفقوا على الولايات المتحدة منذ بدايات القرن العشرين وفي دمجهم اقتصادياًوثقافياً في المجتمع الأمريكي.

جيكوب شيف (1847-1920(
Jacob Schiff
مالي وثري أمريكي. من قيادات الجماعة اليهودية البارزين في الولاياتالمتحدة في أوائل القرن العشرين. وُلد في فرانكفورت (ألمانيا) لعائلة يهودية مرموقةمن رجال الدين والعلماء، وتلقَّى تعليماً دينياً وعلمانياً ثم انخرط في مجال عملأبيه حيث كان يعمل سمساراً في مؤسسة روتشيلد المالية. وفي عام 1865، هاجر إلىالولايات المتحدة هو وسولومون لويب، وانضم إلى مؤسسته المالية «كون لويب وشركاه» ونجح بفضل قدراته المالية في أن يرأس هذه المؤسسة عام 1885 عند اعتزال لويب. وكانتهذه المؤسسة واحدة من أهم مؤسستين ماليتين في الولايات المتحدة لعبت دوراً مهماً فيدفع عجلة النمو الصناعي الذي كانت تشهده الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسععشر وبداية القرن العشرين. وعمل شيف، بالإضافة إلى ذلك، مديراً ومستشاراً للعديد منالمؤسسات المالية التي كانت تُعَدُّ العمود الفقري للتوسع الصناعي الأمريكي. كمااشترك في تمويل العديد من القروض المحلية والخارجية من أهمها قرض قيمته 200 مليوندولار لليابان خلال الحرب الروسية اليابانية (1904 ـ 1905). وقد كان شيف معادياًلروسيا القيصرية بسبب سياستها القمعية تجاه الأقليات ومن بينهم أعضاء الجماعةاليهودية. ولهذا، فقد استخدم نفوذه لمنع أية قروض أمريكية للحكومة الروسية، كما لعبدوراً بارزاً في الحملة التي أدَّت إلى فسخ المعاهدة الأمريكية الروسية لعام 1832بعد أن رفضت الحكومة الروسية دخول مواطنين أمريكيين من اليهود إلى أراضيها.

ومع تعثُّر التحديث في روسيا القيصرية (وبولندا) تدفَّق الآلاف من يهوداليديشية إلى الولايات المتحدة. ولذا تحرَّك شيف (مع غيره من يهود أمريكاالمندمجين) لإنشاء مؤسسات هدفها أمركة هؤلاء المهاجرين الجدد وسرعة استيعابهم فيالمجتمع الأمريكي. في هذا الإطار، تكونت اللجنة الأمريكية اليهودية (عام 1906) التيساهم شيف في تأسيسها. وكان لشيف، برغم انتمائه إلى الحركة الإصلاحية، دور إضافي مهمفي دعم المؤسسات الدينية الأرثوذكسية والمؤسسات التعليمية التي كانت تخدم المهاجرينالجدد. فنجد أنه ساهم بأكثر من نصف مليون دولار فيما عُرف بخطة جالفستون والتي كانتتهدف إلى نقل المهاجرين الجدد إلى الولايات المتحدة وتوزيعهم من خلال مكتب النقلعلى مناطق غرب وجنوب غرب الولايات المتحدة بعيداً عن مراكز تجمُّعهم في أحياءنيويورك وفيلادلفيا وبوسطن، والتي كان فقرها وتكدُّسها وجرائمها تشكل مصدراً لإحراجاليهود المندمجين من أعضاء البورجوازية الأمريكية. وظل شيف معارضاً للصهيونية،وأشار إلى أنها تضع ولاء اليهود لوطنهم الأمريكي موضع شك، كما تثير معاداة اليهود،واعتبرها حركة علمانية تتعارض مع الديانة اليهودية ومع المواطنة الأمريكية. إلا أنشيف وغيره من يهود أعضاء البورجوازية دعموا التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطينلخوفهم من تدفُّق هجرة جماعية جديدة إلى الولايات المتحدة تعمق المشاكل التيأثارتها الهجرة الأولى. ذلك بالإضافة إلى أن المشروع الصهيوني جاء في إطار المصالحالغربية الرأسمالية. وساهم شيف في المشاريع الزراعية في فلسطين، كما اشترك في تأسيسمعهد حيفا الفني. وقد اشترى سندات في الاتحاد الاستعماري اليهودي (جويش كولونيالترست) الذي أسَّسه هرتزل عام 1899 وأعرب عام 1917 عن تأييده لإعادة بناء صهيون «كمركز ثقافي كبير للشعب اليهودي». وبذلك، يمكن اعتبار شيف صهيونياً توطينياً يدعمالاستيطان اليهودي في فلسطين من منظور أمريكي.