صفحة 15 من 52 الأولىالأولى ... 51112131415161718192545 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 141 إلى 150 من 634
 

العرض المتطور

  1. #1
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 31

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة




    1021 - " من زارني بعد موتي ، فكأنما زارني في حياتي " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/89 ) :

    باطل .

    رواه الدارقطني في " سننه " ( ص 279 - 280 ) عن هارون أبي قزعة عن
    رجل من آل حاطب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    و هكذا رواه المحاملي و الساجي كما في " اللسان " .
    قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
    الأولى : الرجل الذي لم يسم ، فهو مجهول .
    و الثانية : ضعف هارون أبي قزعة ، ضعفه يعقوب بن شيبة ، و ذكره العقيلي
    و الساجي و ابن الجارود في " الضعفاء " ، و قال البخاري : لا يتابع عليه .
    ثم ساق له هذا الحديث ، لكنه لم يذكر فيه حاطبا ، فهو مرسل ، و قد أشار إلى ذلك
    الأزدي بقوله :
    هارون أبو قزعة يروي عن رجل من آل حاطب المراسيل .
    قلت : فهذه علة ثالثة ، و هي الاختلاف و الاضطراب على هارون في إسناده <1> ،
    فبعضهم يوصله ، و بعضهم يرسله ، و قد اضطرب في متنه أيضا ، و بين ذلك كله
    الحافظ بن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ( ص 100 ) ; فليرجع إليه من شاء
    التفصيل ، و بالجملة فالحديث واهي الإسناد ، و قد روي بإسناد آخر مثله في الضعف
    أو أشد من حديث ابن عمر ، و سبق الكلام عليه مفصلا برقم ( 47 ) ، و اختلف
    حافظان جليلان في أيهما أجود إسنادا ، على عجرهما و بجرهما ! فقال شيخ الإسلام
    : أجودهما حديث ابن عمر ، و قال الذهبي : أجودهما حديث حاطب هذا ، و عزاه لابن
    عساكر كما في " المقاصد " ( 413 ) ، و إذا قابلت إسناد أحدهما بالآخر ، و تأملت
    ما فيهما من العلل ، تبين لك أن الصواب قول الذهبي ، لأن هذا الحديث ليس فيه
    متهم بالكذب بخلاف حديث ابن عمر ; فإن فيه من اتهم بالكذب و وضع الحديث ، كما
    بينته هناك ، و إذا عرفت هذا ، فقول السخاوي في " المقاصد " بعد حديث ابن عمر
    المشار إليه ، و نقله عن ابن خزيمة و البيهقي أنهما ضعفاه :
    و كذا قال الذهبي : طرقه كلها لينة ، لكن يتقوى بعضها ببعض ، لأن ما في رواتها
    متهم بالكذب .
    قلت : فهذا التعليل باطل ، لما ذكرنا من وجود المتهم في طريق ابن عمر ، و عليه
    فالتقوية المشار إليها باطلة أيضا ، فتنبه .
    و أما متن الحديث فهو كذب ظاهر ، كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    تعالى ، و نقلنا كلامه في ذلك عند حديث ابن عمر المشار إليه ، فلا نعيده .
    و مما سبق تعلم أن ما جاء في بعض كتب التربية الدينية التي تدرس في سورية تحت
    عنوان : زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم :
    أن هذا الحديث رواه الدارقطني و ابن السكن و الطبراني و غيرهم بروايات مختلفة
    تبلغ درجة القبول ، لم يصدر عن بحث علمي في إسناده ، و لا نظر دقيق في متنه ،
    الذي جعل من زار قبره صلى الله عليه وسلم ، بمنزلة من زاره في حياته ، و نال
    شرف صحبته ، التي من فضائلها ما تحدث عنه صلى الله عليه وسلم بقوله :
    " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفس محمد بيده ، لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما
    بلغ مد أحدهم و لا نصيفه " ! .
    فمن كان بينه و بين هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم هذا البون الشاسع في الفضل
    و التفاوت ، كيف يعقل أن يجعله صلى الله عليه وسلم مثل واحد منهم ، بمجرد زيارة
    قبره صلى الله عليه وسلم ، و هي لا تعدو أن تكون من المستحبات ؟ !
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] كما اضطرب الرواة في إسناد هذا الحديث على ما عرفت ، اضطربوا أيضا في ضبط
    اسم راويه هارون أبي قزعة ، فقيل فيه هكذا ، و قيل : هارون بن قزعة ، و قيل :
    هارون بن أبي قزعة ، كما في التعليق المغني ، قول : و لعل الصواب الوجه الأول ،
    فقد قال ابن عدي في " الكامل " ( 7/2588 ) :
    و هارون أبو قزعة لم ينسب . اهـ .
    (3/20)
    ________________________________________

    1022 - " يا عمر ! ههنا تسكب العبرات " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/91 ) :

    ضعيف جدا .

    أخرجه ابن ماجه ( 2/221 ـ 222 ) و الحاكم ( 1/454 ) عن محمد بن عون عن نافع عن
    ابن عمر قال :
    " استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر ، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا ،
    ثم التفت ، فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي ، فقال : فذكره ، و قال الحاكم :
    صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي .
    قلت : و ذلك من أوهامهما ، فإن محمد بن عون هذا و هو الخراساني متفق على تضعيفه
    ، بل هو ضعيف جدا ، و قد أورده الذهبي نفسه في " الضعفاء " و قال :
    قال النسائي : متروك ، و في " الميزان " و زاد :
    و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال ابن معين : ليس بشيء .
    ثم ساق له الذهبي هذا الحديث مشيرا إلى أنه مما أنكر عليه ، و الظاهر أنه
    الحديث الذي عناه أبو حاتم بقوله :
    ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، روى عن نافع حديثا ليس له أصل .
    ذكره ابن أبي حاتم ( 4/1/47 ) ، و ساق له في " التهذيب " هذا الحديث ثم قال :
    و كأنه الحديث الذي أشار إليه أبو حاتم .
    و قال الحافظ في " التقريب " : متروك .
    (3/21)
    ________________________________________

    1023 - " البحر هو جهنم " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/92 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أحمد ( 4/223 ) و البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/1/71 و 4/2/414 )
    و الحاكم ( 4/596 ) و البيهقي ( 4/334 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/1
    ) من طريق أبي عاصم قال : حدثنا عبد الله بن أمية قال : حدثني محمد بن حيي قال
    : حدثني صفوان بن يعلى عن أبيه مرفوعا به . و زادوا :
    " فقالوا ليعلى ؟ فقال : ألا ترون أن الله عز وجل يقول : *( نارا أحاط بهم
    سرادقها )* ، قال : لا والذي نفس يعلى بيده لا أدخلها ( و في رواية : لا أدخله
    ) أبد حتى أعرض على الله عز وجل ، و لا يصيبني منها ( و في الأخرى : منه ) قطرة
    حتى ألقى الله عز وجل " . و قال الحاكم :
    " صحيح الإسناد ، و معناه أن البحر صعب كأنه جهنم " . و وافقه الذهبي .
    و ليس كذلك ، فإن محمد بن حيي هذا أورده البخاري و ابن أبي حاتم ( 3/2/239 )
    برواية ابن أمية هذا فقط عنه ، و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا ، فهو مجهول
    العين ، و نقل المناوي عن الذهبي أنه قال في " المهذب " :
    " لا أعرفه " .
    قلت : فكان حقه أن يورده في " الميزان " و لم يفعل ، و لم يستدركه عليه ابن حجر
    في " اللسان " ، و إنما أورده في " التعجيل " كما أورده ابن أبي حاتم و قال :
    " و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " .
    قلت : و ابن حبان متساهل في التوثيق كما هو معروف .
    (3/22)
    ________________________________________

    1024 - " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن ، فإذا التفت قال له الرب :
    يا ابن آدم إلى من تلتفت ؟ ! إلى من [ هو ] خير لك مني ؟ ! ابن آدم أقبل على
    صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/93 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 24 ) و البزار في " مسنده " ( 553 - كشف
    الأستار ) عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن عطاء قال سمعت أبا هريرة قال : قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و السياق للعقيلي ، و لفظ البزار :
    " بين يدي الرحمن " .
    و روى العقيلي عن ابن معين أنه قال :
    إبراهيم هذا ليس بشيء ، و عن البخاري أنه قال : سكتوا عنه ، و قال أحمد
    و النسائي : متروك الحديث ، و قال ابن معين : ليس بثقة .
    و من هذه الطريق رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3/86/1 ) ، و الحديث أورده في
    " المجمع " ( 2/80 ) و " الترغيب " ( 1/191 ) من رواية البزار ، و ضعفاه ،
    و أورده ابن القيم في " الصواعق المرسلة " ( 2/39 ) بلفظ العقيلي ، ساكتا عليه
    ، و ليس بجيد ، و لذلك أوردته لأبين حقيقة حاله .
    و رواه البزار ( 552 ) من حديث جابر نحوه من رواية الفضل بن عيسى الرقاشي عن
    محمد بن المنكدر عن جابر ، و الفضل هذا منكر الحديث كما قال الحافظ في
    " التقريب " .
    (3/23)
    ________________________________________

    1025 - " بل ائتمروا بالمعروف ، و تناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحا مطاعا ، و هوى
    متبعا ، و إعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بنفسك و دع عنك العوام ، فإن من
    ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهم مثل أجر خمسين
    رجلا يعملون مثل عمله " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/94 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أبو داود ( 2/437 ) و الترمذي ( 4/99 - تحفة ) و ابن ماجه ( 2/487 )
    و ابن جرير في " تفسيره " ( 10/145 و 146 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2/64 -
    65 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 1850 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 18/7/2
    ) من طرق عن عتبة بن أبي حكيم قال : حدثني عمرو بن جارية اللخمي قال : حدثني
    أبو أمية الشعباني قال : سألت أبا ثعلبة الخشني فقلت : يا أبا ثعلبة كيف
    تقول في هذه الآية : *( عليكم أنفسكم )* ؟ قال : أما والله لقد سألت عنها خبيرا
    ، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره .
    و قال الترمذي : حديث حسن غريب .
    كذا قال ، و فيه عندي نظر ، فإن عمرو بن جارية و أبا أمية لم يوثقهما أحد من
    الأئمة المتقدمين ، غير ابن حبان ، و هو متساهل في التوثيق كما هو معروف عند
    أهل العلم ، و لذلك لم يوثقهما الحافظ في " التقريب " ، و إنما قال في كل منهما
    : " مقبول " يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص عليه في " المقدمة "
    من " التقريب " .
    ثم إن عتبة بن أبي حكيم فيه خلاف من قبل حفظه ، و قال الحافظ فيه :
    صدوق يخطىء كثيرا ، فلا تطمئن النفس لتحسين إسناد هذا الحديث ، لا سيما
    و المعروف في تفسير الآية يخالفه في الظاهر ، و هو ما أخرجه أصحاب السنن و أحمد
    و ابن حبان في " صحيحه " ( 1837 ) و غيرهم بسند صحيح عن أبي بكر الصديق رضي
    الله عنه أنه قام فحمد الله ، ثم قال : يا أيها الناس ! إنكم تقرأون هذه الآية
    : *( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )* ، و إنكم
    تضعونها على غير موضعها ، و إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    " إن الناس إذا رأوا المنكر و لا يغيرونه يوشك أن يعمهم بعقابه " .
    و قد خرجته في " الصحيحة " ( 1564 ) .
    لكن لجملة " أيام الصبر " شواهد خرجتها في " الصحيحة " أيضا ، فانظر تحت
    الحديثين ( 494 و 957 ) .
    تنبيه : مع كل هذه العلل في هذا الحديث فقد صححه الشيخ الغماري في " كنزه "
    و كأنه قلد في ذلك الترمذي دون أي بحث أو تحقيق ، أو أنه هواه الذي ينبئك عنه
    تعليقه عليه الذي يستغله المتهاونون بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ;
    و المخالف للآية السابقة ، والله المستعان .
    (3/24)
    ________________________________________

    1026 - " يا صاحب الحبل ألقه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/95 ) :

    ضعيف .

    ذكره ابن حزم في " المحلى " فقال ( 7/259 ) :
    روينا من طريق وكيع عن ابن أبي ذئب عن صالح بن أبي حسان : " أن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم رأى محرما محتزما بحبل فقال .. " فذكره ، و قال :
    مرسل لا حجة فيه .
    قلت : و هو كما قال ، و رجاله ثقات ، غير صالح بن أبي حسان فهو مختلف فيه ،
    فقال البخاري : ثقة ، و قال النسائي : مجهول ، و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث .
    و في " التقريب " : صدوق من الخامسة .
    قلت : و مع ضعف هذا الحديث ، فقد روي ما يخالفه ، و هو بلفظ :
    رخص عليه السلام في الهميان للمحرم ، ذكره ابن حزم ( 7/259 ) فقال :
    روينا من طريق عبد الرزاق عن الأسلمي عمن سمع صالحا مولى التوأمة أنه سمع ابن
    عباس يقول ، فذكره مضعفا له .
    قلت : و هو ظاهر الضعف ، فإن صالحا هذا ضعيف ، و الراوي عنه مجهول لم يسم .
    و الأسلمي أظنه الواقدي و هو محمد بن عمر بن واقد الأسلمي و هو متروك .
    قلت : و الصواب فيه الوقف ، فقد أخرج الدارقطني ( 261 ) و البيهقي ( 5/69 ) من
    طريق شريك عن أبي إسحاق عن عطاء و سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
    " رخص للمحرم في الخاتم و الهميان " .
    و شريك سيىء الحفظ ، لكنه لم يتفرد به ، فقد ذكره ابن حزم من طريق وكيع عن
    سفيان عن حميد الأعرج عن عطاء عن ابن عباس قال في الهميان للمحرم :
    لا بأس به .
    قلت : و هذا إسناد جيد موقوف ، و قد علقه البخاري ( 3/309 ) عن عطاء ، و وصله
    الدارقطني من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن عطاء مثله .
    قلت : و هذا سند صحيح ، و لهذا قال الحافظ في " الفتح " :
    و هو أصح من الأول ، يعني من رواية شريك عن أبي إسحاق عن عطاء عن ابن عباس ، و
    هو كما قال ، لما عرفت من حال شريك فمخالفته لسفيان لا تقبل ، لكن خفيت على
    الحافظ طريق حميد الأعرج عن عطاء عن ابن عباس التي ذكرنا ، فالصواب أنه صحيح عن
    كل من ابن عباس ، و عطاء ، و هذا إنما تلقاه عنه ، و قد ورد نحوه عن عائشة أيضا
    أنها سئلت عن الهميان للمحرم ؟ فقالت : و ما بأس ؟ ليستوثق من نفقته .
    أخرجه البيهقي بسند صحيح عنها ، و رواه سعيد بن منصور بلفظ :
    إنها كانت ترخص في الهميان يشده المحرم على حقويه ، و في المنطقة أيضا .
    نقله ابن حزم عنه ، و سنده صحيح على شرط الشيخين .
    و خلاصة القول : أن حديث ابن عباس هذا المخالف لحديث الترجمة ضعيف مرفوعا ،
    صحيح موقوفا ، و فيه دليل على جواز شد الهميان و المنطقة للمحرم ، قال الحافظ :
    قال ابن عبد البر : أجاز ذلك فقهاء الأمصار ، و أجازوا عقده إذا لم يمكن إدخال
    بعضه في بعض ، و لم ينقل عن أحد كراهته إلا عن ابن عمر ، و عنه جوازه .
    و قد ذهب إلى جواز ذلك كله ابن حزم قال ( 7/259 ) :
    لأنه لم ينه عن شيء مما ذكرنا قرآن و لا سنة ، *( و ما كان ربك نسيا )* .
    (3/25)
    ________________________________________

    1027 - " حريم البئر البدي خمسة و عشرون ذراعا ، و حريم البئر العادية خمسون ذراعا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/97 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الدارقطني ( ص 518 ) من طريق الحسن بن أبي جعفر ، عن معمر عن الزهري عن
    سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و من طريق محمد
    ابن يوسف بن موسى المقريء بسنده إلى إبراهيم بن أبي عبلة عن الزهري به ، و قال
    : الصحيح من الحديث أنه مرسل عن ابن المسيب ، و من أسنده فقد وهم .
    قلت : و في الطريق الأولى الحسن بن أبي جعفر ، و هو ضعيف كما قال الزيلعي
    ( 4/293 ) ، و في الطريق الأخرى محمد بن يوسف المقريء ، قال الحافظ في "
    التلخيص " ( 256 ) :
    و هو متهم بالوضع ، و أطلق عليه ذلك الدارقطني و غيره .
    قلت : و لذلك جزم البيهقي بضعف الحديث ، فقال بعد أن علقه من هذين الطريقين
    موصولا : و هو ضعيف .
    و قد روي من طريق ثالثة عن الزهري به ، أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان
    ( 1/309 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4/97 ) من طريق عمر بن قيس المكي عن
    الزهري .
    قلت : و سكت عليه الحاكم ثم الذهبي فأساءا ، لأن عمر هذا متروك كما في "
    التقريب " و قال في " التلخيص " : فيه ضعف .
    قلت : و في هذا التعبير تساهل لا يخفى ، و قال الزيلعي بعد أن ذكره من طريق
    الحاكم :
    و سكت عنه ، قال عبد الحق في " أحكامه " : و المراسيل أشبه " .
    قلت : و لا يشك في هذا من شم رائحة الحديث ، فإن الطرق كلها واهية عن الزهري به
    موصولا ، مع مخالفتها لروايات الثقات الذين أرسلوه عن الزهري ، منهم إسماعيل بن
    أمية عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرفوعا به .
    أخرجه الحاكم و كذا أبو داود في " مراسيله " .
    و أخرجه البيهقي من طريق يونس عن الزهري به إلا أنه أوقفه على ابن المسيب ، كما
    في النسخة المطبوعة من " البيهقي " ، و أما الحافظ في " التلخيص " ، فقد نقل
    عنه أنه رواه من هذه الطريق عن ابن المسيب مرسلا .
    تنبيه : عزى الصنعاني في " سبل السلام " ( 3/78 ) هذا الحديث لأحمد عن
    أبي هريرة ، و هو وهم منه ، فإن الحديث عنده ( 2/494 ) عنه بلفظ آخر و هو :
    " حريم البئر أربعون ذراعا من حواليها كلها لأعطان الإبل و الغنم " .
    و هو بهذا اللفظ حسن عندي كما بينته في السلسلة الأخرى ( رقم : 251 ) .
    (3/26)
    ________________________________________

    1028 - " من اكتحل فليوتر ، من فعل فقد أحسن ، و من لا فلا حرج ، و من استجمر فليوتر ،
    من فعل فقد أحسن ، و من لا فلا حرج ، و من أكل مما تخلل فليلفظ ، و ما لاك
    بلسانه فليبتلع ، من فعل فقد أحسن ، و من لا فلا حرج ، و من أتى الغائط فليستتر
    ، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليستدبره فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني
    آدم ، من فعل فقد أحسن ، و من لا فلا حرج " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/99 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أبو داود ( 1/6 ـ 7 ) و الدارمي ( 1/169 ـ 170 ) و ابن ماجه ( 1/140 ـ
    141 ) و الطحاوي ( 1/72 ) و ابن حبان ( 132 ) مختصرا و البيهقي ( 1/94 و 104 )
    و أحمد ( 2/371 ) من طريق الحصين الحبراني عن أبي سعيد ـ زاد بعضهم : الخير عن
    أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به ، و قال أبو داود :
    أبو سعيد الخير هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
    قلت : هو كما قال على ما هو الراجح في التحقيق كما بينته في " ضعيف سنن أبي
    داود " ( رقم 9 ) ، لكن الراوي عنه الحصين الحبراني مجهول كما قال الحافظ في "
    التلخيص " ( ص 37 ) و كذا في " التقريب " له ، و في " الخلاصة " للخزرجي .
    و قال الذهبي : لا يعرف ، و أما توثيق ابن حبان إياه ، فمما لا يعول عليه لما
    عرف من قاعدته في توثيق المجهولين ، كما فصلت القول عليه في " الرد على التعقيب
    الحثيث " و لهذا لم يعرج الأئمة المذكورون على توثيقه ، و لم يعتمدوا عليه في
    هذا و لا في عشرات بل مئات من مثله وثقهم هو وحده ، و حكموا عليهم بالجهالة ، و
    لذلك وجدنا البيهقي أشار إلى تضعيف هذا الحديث بقوله عقبه :
    و هذا إن صح ، فإنما أراد والله أعلم وترا يكون بعد ثلاث .
    و إنما حمله على هذا التأويل أحاديث كثيرة تدل على وجوب الاستنجاء بثلاثة أحجار
    ، و النهي عن الاستنجاء بأقل من ذلك كحديث سلمان رضي الله عنه قال :
    " ... و نهانا صلى الله عليه وسلم أن يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار " .
    رواه مسلم و غيره .
    فلو صح قوله في هذا الحديث : " و من استجمر فليوتر ، من فعل فقد أحسن ، و من لا
    فلا حرج " ، وجب تأويله بما ذكره البيهقي ، و لكني أقول : لا حاجة بنا إلى مثل
    هذا التأويل بعدما تبين لنا ضعفه و تفرد ذاك المجهول به .
    و إذا عرفت هذا ، فلا تغتر بقول النووي في " المجموع " ( 2/55 ) :
    هذا حديث حسن ! و لا بقول الحافظ نفسه في " الفتح " ( 1/206 ) :
    إسناده حسن ، و لا بما نقله الصنعاني في " سبل السلام " عن " البدر المنير أنه
    قال : حديث صحيح ، صححه جماعة ، منهم ابن حبان و الحاكم و النووي .
    لا تغتر بأقوال هؤلاء الأفاضل هنا جميعا ، فإنهم ما أمعنوا النظر في سند الحديث
    ، بل لعل جمهورهم اغتروا بسكوت أبي داود عنه ، و إلا فقل لي بربك كيف يتفق
    تحسينه مع تلك الجهالة التي صرح بها من سبق ذكره من النقاد : الذهبي
    و العسقلاني و الخزرجي ؟ بل كيف يتمشى تصريح ابن حجر بذلك مع تصريحه بحسن
    إسناده لولا الوهم ، أو المتابعة للغير بدون النظر في الإسناد ؟ ! و من ذلك قول
    المؤلف <1> " معارف السنن شرح سنن الترمذي " ( 1/115 ) :
    و هو حديث صحيح رجاله ثقات كما قال البدر العيني .
    فإن هذا التصحيح ، إنما هو قائم على أن رجاله ثقات ، و قد تقدم أن أحدهم و هو
    حصين الحبراني لم يوثقه غير ابن حبان ، و أنه لا يعتد بتوثيقه عند تفرده به ،
    لا سيما مع عدم التفات أولئك النقاد إليه و تصريحهم بتساهل من وثقه .
    فمن الغرائب و الابتعاد عن الإنصاف العلمي التشبث بهذا الحديث الضعيف المخير
    بين الإيتار و عدمه لرد ما دل عليه حديث سلمان و غيره مما سبق الإشارة إليه من
    عدم إجزاء أقل من ثلاثة أحجار ، مع إمكان التوفيق بينهما بحمل هذا لو صح على
    إيتار بعد الثلاثة كما تقدم ، و أما قول ابن التركماني ردا لهذا الحمل : لو صح
    ذلك لزم منه أن يكون الوتر بعد الثلاث مستحبا أمره عليه السلام به على مقتضى
    هذا الدليل ، و عندهم لو حصل النقاء بعد الثلاث فالزيادة عليها ليست مستحبة ،
    بل هي بدعة .
    فجوابنا عليه : نعم هي بدعة عند حصول النقاء بالثلاثة أحجار ، فنحمل هذا الحديث
    على الإيتار عند عدم حصول النقاء بذلك ، بمعنى أنه إذا حصل النقاء بالحجر
    الرابع فالإيثار بعده على الخيار مع استحبابه ، بخلاف ما إذا حصل النقاء
    بالحجرين فيجب الثالث لحديث سلمان و ما في معناه . وبالله التوفيق .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] هو الشيخ الفاضل محمد بن يوسف الحسيني البنوري ، و قد أهداه إلي بتاريخ
    14/12/1383 هـ بواسطة أحد طلابنا في الجامعة الإسلامية ، جزاه الله خيرا . اهـ
    .
    (3/27)

    ________________________________________

    1029 - " أما إنما لا تزيدك إلا وهنا ، انبذها عنك ، فإنك لو مت و هي عليك ما أفلحت
    أبدا " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/101 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الإمام أحمد ( 5/445 ) : حدثنا خلف بن الوليد : حدثنا المبارك عن الحسن
    قال : أخبرني عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر على عضد رجل
    حلقة أراه قال : من صفر - فقال : ويحك ما هذه ؟ قال : من الواهنة قال : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :
    الأولى : عنعنة المبارك و هو ابن فضالة فقد كان مدلسا ، وصفه بذلك جماعة من
    الأئمة المتقدمين ، قال يحيى بن سعيد :
    لم أقبل منه شيئا ، إلا شيئا يقول فيه : حدثنا .
    و قال ابن مهدي : كنا نتبع من حديث مبارك ما قال فيه : حدثنا الحسن .
    و مع ذلك فقد قال فيه الدارقطني :
    لين ، كثير الخطأ ، يعتبر به ، و ذكر نحوه ابن حبان و الساجي .
    الثانية : الانقطاع بين الحسن و عمران بن حصين ، فإنه لم يسمع منه كما جزم بذلك
    ابن المديني و أبو حاتم و ابن معين ، قال الأولان :
    لم يسمع منه ، و ليس يصح ذلك من وجه يثبت .
    و قد أشار بذلك إلى مثل رواية المبارك هذه ، فإن صرح فيها كما ترى بأن الحسن
    قال : أخبرني عمران بن حصين ، و في " المسند " ( 5/440 ) حديثان آخران من
    هذا الوجه مع التصريح المذكور ، و قد أشار الإمام أحمد أيضا إلى تضعيف ذلك فقال
    : قال بعضهم عن الحسن : حدثني عمران بن حصين إنكارا على من قال ذلك ، بل إنه
    صرح بذلك في رواية أبي طالب عنه قال :
    كان مبارك بن فضالة يرفع حديثا كثيرا ، و يقول في غير حديث عن الحسن : قال :
    حدثنا عمران بن حصين ، و أصحاب الحسن لا يقولون ذلك ، قال في " التهذيب " :
    يعني أنه يصرح بسماع الحسن منه ، و أصحاب الحسن يذكرونه عنه بالعنعنة .
    قلت : قد تتبعت أصحاب الحسن و ما رووه عنه عن عمران في " مسند الإمام أحمد "
    الجزء الرابع ، فوجدتهم جميعا قد ذكروا العنعنة ، و هم :
    1 - أبو الأشهب ( ص 246 ) و هو جعفر بن حبان و ( 436 ) .
    2 - قتادة ( 427 و 428 و 435 و 436 و 437 و 442 و 445 و 446 ) .
    3 - أبو قزعة ( 429 ) .
    4 - يونس ( 430 و 431 و 444 و 445 ) .
    5 - منصور ( 430 ) .
    6 - علي بن زيد بن جدعان ( 430 و 432 و 444 و 445 ) .
    7 - حميد ( 438 و 439 و 440 و 443 و 445 ) .
    8 - خالد الحذاء ( 439 ) .
    9 - هشام ( 441 ) .
    10 - خيثمة ( 439 و 445 ) .
    11 - محمد بن الزبير ( 439 و 443 ) .
    12 - سماك ( 445 و 446 ) .
    كل هؤلاء - و هم ثقات جميعا باستثناء رقم ( 6 و 11 ) - رووا عن الحسن عن عمران
    أحاديث بالعنعنة لم يصرحوا فيها بسماع الحسن من عمران ، بل في رواية لقتادة أن
    الحسن حدثهم عن هياج بن عمران البرجمي عن عمران بن حصين بحديث : " كان يحث في
    خطبته على الصدقة ، و ينهى عن المثلة " ، فأدخل بينهما هياجا ، و هو مجهول كما
    قال ابن المديني و صدقه الذهبي .
    نعم وقع في رواية زائدة عن هشام تصريحه بسماع الحسن من عمران ، فقال زائدة : عن
    هشام قال : زعم الحسن أن عمران بن حصين حدثه قال : .. فذكر حديث تعريسه
    صلى الله عليه وسلم في سفره و نومه عن صلاة الفجر .
    و هذه الرواية صريحة في سماعه من عمران ، و لم أجد أحدا تعرض لذكرها في هذا
    الصدد ، و لكني أعتقد أنها رواية شاذة ، فإن زائدة - و هو ابن قدامة - ، و إن
    كان ثقة فقد خالفه جماعة منهم يزيد بن هارون و روح بن عبادة فروياه عن هشام عن
    الحسن عن عمران به ، فعنعناه على الجادة .
    أخرجه أحمد ( 4/441 ) ، و هكذا أخرجه ( 5/431 ) من طريق يونس عن الحسن عن عمران
    به ، و وقع التصريح المذكور في رواية شريك بن عبد الله عن منصور عن خيثمة عن
    الحسن قال : كنت أمشي مع عمران بن حصين ... رواه أحمد ( 4/436 ) ، و هذه رواية
    منكرة لأن شريكا سييء الحفظ معروف بذلك ، و قد خولف ، فرواه الأعمش عن خيثمة
    عن الحسن عن عمران به معنعنا ، أخرجه أحمد ( 4/439 و 445 ) .
    و خلاصة القول أنه لم يثبت برواية صحيحة سماع الحسن من عمران ، و قول المبارك
    في هذا الحديث عن الحسن : قال : أخبرني عمران ، مما لا يثبت ذلك لما عرفت من
    الضعف و التدليس الذي وصف به المبارك هذا .
    و إن مما يؤكد ذلك أن وكيعا قد روى هذا الحديث عن المبارك عن الحسن عن عمران به
    معنعنا مختصرا .
    أخرجه ابن ماجه ( 2/361 ) .
    و كذا رواه أبو الوليد الطيالسي : حدثنا مبارك به .
    أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1410 ) و الطبراني في " المعجم الكبير "
    ( 18/172/391 ) ، و كذلك رواه أبو عامر صالح بن رستم عن الحسن عن عمران به .
    أخرجه ابن حبان ( 1411 ) و الحاكم ( 4/216 ) و قال :
    " صحيح الإسناد " ، و وافقه الذهبي !
    قلت : و في ذلك ما لا يخفى من البعد عن التحقيق العلمي الذي ذكرناه آنفا ،
    و أيضا فإن أبا عامر هذا كثير الخطأ كما في " التقريب " فأتى لحديثه الصحة ؟ !
    و مثله قول البوصيري في " الزوائد " :
    إسناده حسن لأن مبارك هذا هو ابن فضالة .
    ذكره السندي ، و نحوه قول الهيثمي في " المجمع " ( 5/103 ) :
    رواه أحمد و الطبراني و قال : إن مت و هي عليك وكلت إليها ، قال : و في رواية
    موقوفة : " انبذها عنك ، فإنك لو مت و أنت ترى أنها تنفعك لمت على غير الفطرة "
    ، و فيه مبارك بن فضالة ، و هو ثقة ، و فيه ضعف ، و بقية رجاله ثقات !
    قلت : لو كان ثقة اتفاقا و بدون ضعف لم يفرح بحديثه ما دام مدلسا ، و قد عنعنه
    كما عرفت مما سبق ، فكن رجلا يعرف الرجال بالحق ، لا الحق بالرجال .
    و من ذلك قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في " كتاب التوحيد " :
    رواه أحمد بسند لا بأس به ! فقد عرفت ما فيه من البأس الذي بيناه في شرح
    علتي الحديث ، و يمكن أن نستنبط من تخريج الهيثمي السابق للحديث علة ثالثة و هي
    الوقف ، و هو الأشبه عندي ، و إن كان في إسنادها عند الطبراني ( رقم 414 ) محمد
    بن خالد بن عبد الله : حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن ، موقوفا . فقد قال الحافظ
    في ابن خالد هذا : ضعيف ، والله أعلم .
    (3/28)
    ________________________________________

    1030 - " إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن
    يطيل غرته فليفعل " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/104 ) :

    مدرج الشطر الآخر .و إنما يصح مرفوعا شطره الأول ، و أما الشطر الآخر : " فمن استطاع .. " فهو من
    قول أبي هريرة أدرجه بعض الرواة في المرفوع ، و إليك البيان :
    أخرجه البخاري ( 1/190 ) و البيهقي ( 1/57 ) و أحمد ( 2/400 ) عن خالد بن يزيد
    عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر أنه قال :
    رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد ، و عليه سراويل من تحت قميصه ، فنزع سراويله
    ، ثم توضأ ، و غسل وجهه و يديه ، و رفع في عضديه الوضوء ، و رجليه ، فرفع في
    ساقيه ، ثم قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره و السياق
    لأحمد ، و ليس عند البخاري ذكر السراويل و القميص و لا غسل الوجه
    و الرجلين ، ثم أخرجه مسلم ( 1/149 ) و البيهقي أيضا من طريق عمرو بن الحارث عن
    سعيد بن أبي هلال به .
    أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه و يديه حتى كاد يبلغ المنكبين ، ثم غسل
    رجليه حتى رفع إلى الساقين ، الحديث مثله ، و ابن أبي هلال مختلط عند الإمام
    أحمد ، لكنه توبع ، فقد أخرجه مسلم و كذا أبو عوانة في " صحيحه " ( 1/243 )
    و البيهقي ( 1/77 ) من طريق سليمان بن بلال : حدثني عمارة بن غزية الأنصاري عن
    نعيم بن عبد الله المجمر قال :
    " رأيت أبا هريرة يتوضأ ، فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع
    <1> في العضد ، ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد ، ثم مسح رأسه ، ثم غسل رجله
    اليمنى حتى أشرع في الساق ، ثم رجله اليسرى حتى أشرع في الساق ، ثم قال : هكذا
    رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ، و قال : قال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم : أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء ، فمن استطاع منكم
    فليطل غرته و تحجيله ، و قد تابعه ابن لهيعة عن عمارة بن غزية به نحوه ، و فيه
    : و كان إذا غسل ذراعيه كاد أن يبلغ نصف العضد ، و رجليه إلى نصف الساق ، فقال
    له في ذلك ، فقال : إني أريد أن أطيل غرتي ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه
    وسلم يقول : إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء ، و لا يأتي أحد
    من الأمم كذلك .
    أخرجه الطحاوي ( 1/24 ) و رجاله ثقات ، غير أن ابن لهيعة سييء الحفظ ، و لكن لا
    بأس به في المتابعات و الشواهد .
    ثم أخرجه أحمد ( 2/334 و 523 ) من طريق فليح بن سليمان عن نعيم بن عبد الله به
    بلفظ : أنه رقى إلى أبي هريرة على ظهر المسجد ، فوجده يتوضأ ، فرفع في عضديه ،
    ثم أقبل علي فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره بلفظ :
    " إن أمتي يوم القيامة هم الغر المحجلون ... " إلا أنه زاد : فقال نعيم : لا
    أدري قوله : " من استطاع أن يطيل غرته فليفعل " من قول رسول الله صلى الله عليه
    وسلم أو من قول أبي هريرة !
    قلت : و فليح بن سليمان و إن احتج به الشيخان ففيه ضعف من قبل حفظه ، فإن كان
    قد حفظه ، فقد دلنا على أن هذه الجملة في آخر الحديث : " من استطاع ... " قد شك
    نعيم في كونها من قوله صلى الله عليه وسلم ، و قد قال الحافظ في " الفتح "
    ( 1/190 ) :
    و لم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى هذا الحديث من الصحابة و هم عشرة ، و
    لا ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه ، والله أعلم .
    قلت : و قد فات الحافظ رواية ليث عن كعب عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ، فذكره بهذه الجملة .
    أخرجه أحمد ( 2/362 ) ، لكن ليث و هو ابن أبي سليم ضعيف لاختلاطه ، و قد حكم
    غير واحد من الحفاظ على هذه الجملة أنها مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة ،
    فقال الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 1/92 ) :
    و قد قيل : إن قوله : من استطاع إلى آخره ، إنما هو مدرج من كلام أبي هريرة
    موقوف عليه ، ذكره غير واحد من الحفاظ ، والله أعلم .
    قلت : و ممن ذهب إلى أنها مدرجة من العلماء المحققين شيخ الإسلام ابن تيمية
    و تلميذه ابن القيم ، فقال هذا في " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ( 1/316 )
    : فهذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي صلى الله
    عليه وسلم ، بين ذلك غير واحد من الحفاظ ، و كان شيخنا يقول : هذه اللفظة لا
    يمكن أن تكون من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن الغرة لا تكون في
    اليد ، لا تكون إلا في الوجه ، و إطالته غير ممكنة ، إذ تدخل في الرأس فلا تسمى
    تلك غرة .
    قلت : و كلام الحافظ المتقدم يشعر بأنه يرى كونها مدرجة ، و ممن صرح بذلك
    تلميذه إبراهيم الناجي في نقده لكتاب " الترغيب " ، المسمى بـ " العجالة
    المتيسرة " ( ص 30 ) ، و هو الظاهر مما ذكره الحافظ من الطرق ، و من المعنى
    الذي سبق في كلام ابن تيمية .
    و من الطرق المشار إليها ما روى يحيى بن أيوب البجلي عن أبي زرعة قال :
    دخلت على أبي هريرة و هو يتوضأ إلى منكبيه ، و إلى ركبتيه ، فقلت له : ألا
    تكتفي بما فرض الله عليك من هذا ؟ قال : بلى ، و لكني سمعت رسول الله صلى الله
    عليه وسلم يقول : مبلغ الحلية مبلغ الوضوء ، فأحببت أن يزيدني في حليتي .
    أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/40 ) و علقه أبو عوانة في " صحيحه "
    ( 1/243 ) ، و إسناده جيد ، و له طريق أخرى عند مسلم و غيره عن أبي حازم قال :
    كنت خلف أبي هريرة و هو يتوضأ للصلاة ، فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه ، فقلت له :
    يا أبا هريرة ما هذا الوضوء ؟ فقال : يا بني فروخ ! أنتم ههنا ؟ لو علمت أنكم
    ههنا ما توضأت هذا الوضوء ، سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول : تبلغ الحلية
    من المؤمن حيث يبلغ الوضوء .
    قلت : فليس هذه الطريق تلك الجملة " فمن استطاع ... " و لو كانت في حديث النبي
    صلى الله عليه وسلم لأوردها أبو هريرة محتجا بها على أبي زرعة و أبي حازم
    اللذين أظهرا له ارتيابهما من مد يده إلى إبطه ، و لما كان به حاجة إلى أن يلجأ
    إلى الاستنباط الذي قد يخطيء و قد يصيب ، ثم هو لو كان صوابا لم يكن في الإقناع
    في قوة النص كما هو ظاهر ، فإن قيل : فقد احتج أبو هريرة رضي الله عنه بالنص في
    بعض الطرق المتقدمة و ذلك قوله عقب الوضوء : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه
    وسلم يتوضأ .
    و الجواب : أن هذه الطريق ليس فيها ذكر الإبط ، و غاية ما فيها أنه أشرع في
    العضد و الساق ، و هذا من إسباغ الوضوء المشروع ، و ليس زيادة على وضوئه
    صلى الله عليه وسلم ، بخلاف الغسل إلى الإبط و المنكب ، فإن من المقطوع به أنه
    زيادة على وضوئه صلى الله عليه وسلم لعدم ورود ذلك عنه في حديث مرفوع ، بل روي
    من طرق عن غير واحد من الصحابة ما يشهد لما في هذه الطريق ، أحسنها إسنادا حديث
    عثمان رضي الله عنه قال : هلموا أتوضأ لكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فغسل وجهه و يديه إلى المرفقين حتى مس أطراف العضد . الحديث ، رواه الدارقطني (
    31 ) بسند قال الصنعاني في " السب " ( 1/60 ) : حسن ، و هو كما قال لولا عنعنة
    محمد بن إسحاق ، فإنه مدلس .
    على أن قوله في تلك الطريق : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ
    أخشى أن تكون شاذة لأنه تفرد بها عمارة بن غزية دون من اتبعه على أصل الحديث عن
    نعيم المجمر ، و دون كل من تابع نعيما عليه عن أبي هريرة ، والله أعلم .
    و من التحقيق السابق يتبين للقراء أن قول الحافظ في " الفتح " ( 1/190 - 191 )
    عقب إعلاله لتلك الزيادة بالإدراج ، و بعد أن ذكر رواية عمرو بن الحارث
    المتقدمة و رواية عمارة بن غزية أيضا :
    و اختلف العلماء في القدر المستحب من التطويل في التحجيل ، فقيل : إلى المنكب و
    الركبة ، و قد ثبت عن أبي هريرة رواية و رأيا ، و عن ابن عمر من فعله أخرجه ابن
    أبي شيبة و أبو عبيد بإسناد حسن .
    فأقول : قد تبين من تحقيقنا السابق أن ذلك لم يثبت عن أبي هريرة رواية ، و إنما
    رأيا ، والذي ثبت عنه رواية ، فإنما هو الإشراع في العضد و الساق ، كما سبق
    بيانه ، فتنبه و لا تقلد الحافظ في قوله هذا كما فعل الصنعاني ( 1/60 ) ، بعد
    أن جاءك البيان .
    ثم إن قوله في أثر ابن عمر المذكور : ... " بإسناد حسن فيه نظر عندي و ذلك أن
    إسناده عند ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/39 ) هكذا : حدثنا وكيع عن العمري
    عن نافع عن ابن عمر أنه كان ربما بلغ بالوضوء إبطه في الصيف .
    قلت : فهذا إسناد ضعيف من أجل العمري و هذا هو المكبر و اسمه عبد الله بن عمر
    ابن حفص بن عاصم ، قال الحافظ نفسه في " التقريب " : ضعيف ، و لذلك لم يحسنه في
    " التلخيص " ، بل سكت عليه ثم قال عقبه ( ص 32 ) :
    رواه أبو عبيد بإسناد أصح من هذا فقال : حدثنا عبد الله بن صالح : حدثنا الليث
    عن محمد بن عجلان عن نافع ، و أعجب من هذا أن أبا هريرة يرفعه إلى النبي صلى
    الله عليه وسلم في رواية مسلم .
    قلت : عبد الله بن صالح هو كاتب الليث المصري ، و هو ضعيف أيضا ، أورده الذهبي
    في " الضعفاء " فقال :
    قال أحمد : كان متماسكا ثم فسد ، و أما ابن معين فكان حسن الرأي فيه ، و قال
    أبو حاتم : أرى أن الأحاديث التي أنكرت عليه مما افتعل خالد بن نجيح ، و كان
    يصحبه ، و لم يكن أبو صالح ممن يكذب ، كان رجلا صالحا ، و قال النسائي : ليس
    بثقة ، و قال الحافظ في " التقريب " :
    صدوق كثير الخطأ ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة .
    قلت : فمثله لا يحتج بحديثه لاحتمال أن يكون مما أدخله عليه و افتعله خالد بن
    نجيح ، و كان كذابا ، ففي ثبوت الإطالة المذكورة عن ابن عمر من فعله ، وقفة
    عندي ، والله أعلم .
    و ممن روى هذا الحديث بدون هذه الزيادة المدرجة عبد الله بن بسر المازني رضي
    الله عنه مرفوعا بلفظ :
    " أمتي يوم القيامة غر من السجود محجلون من الوضوء " .
    أخرجه الترمذي ( 1/118 ) و صححه و أحمد ( 4/189 ) و لفظه أتم ، و سنده صحيح ،
    و رجاله ثقات .
    *--------------------------------------------------------------------------
    [1] معناه أدخل الغسل فيهما . قاله النووي . اهـ .
    (3/29)
    ***************************************

    يتبع ان شاء الله ..................

    v]: hgsgsgm hgqudtm






  2. #2
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1041 - " من قال حين يصبح أو يمسي : اللهم إني أصبحت أشهدك و أشهد حملة عرشك و ملائكتك ، و جميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، و أن محمدا عبدك و رسولك أعتق الله ربعه من النار ، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه ، و من قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه ، فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/143 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أبو داود ( 2/612 ) عن عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام بن الغاز بن
    ربيعة عن مكحول الدمشقي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
    الأولى : عبد الرحمن بن عبد المجيد لا يعرف كما في " الميزان " و قال الحافظ في
    " التقريب " : مجهول .
    الأخرى : أنهم اختلفوا في سماع مكحول من أنس ، فأثبته أبو مسهر ، و نفاه
    البخاري ، فإن ثبت سماعه منه فالعلة عنعنة مكحول فقد قال ابن حبان : ربما دلس .
    و للحديث طريق أخرى عن أنس ، فقال البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 1201 ) :
    حدثنا إسحاق قال : حدثنا بقية عن مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى الله
    عليه وسلم قال : سمعت أنس بن مالك قال : فذكره .
    و كذلك رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 68 ) عن النسائي ،
    و هذا في " العمل " أيضا رقم ( 9 ) : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم به ، إلا أنه وقع
    فيه : بقية بن الوليد : حدثني مسلم بن زياد .
    فصرح بقية بالتحديث ، و ما أراه محفوظا ، و لعله خطأ من بعض النساخ ، فإن
    الطريق مدارها كما ترى على إسحاق بن إبراهيم ، و هو ابن راهويه ، فالبخاري قال
    في روايته : ( عن ) ، و هو الصواب ، فقد أخرجه أبو داود ( 2/615 ) و الترمذي
    ( 4/258 ) <1> من طريقين آخرين صحيحين عن بقية عن مسلم بن زياد به نحوه و زاد
    بعد قوله : " لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك " .
    و هي عند النسائي أيضا ، و قالا بدل قوله : " أعتق الله ربعه ... " " إلا غفر
    الله له ما أصاب في يومه ذلك ، و إن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصاب في تلك
    الليلة من ذنب " .
    فلهذه الطريق علتان أيضا :
    إحداهما : عنعنة بقية ، فإنه كان معروفا بالتدليس .
    و الأخرى : جهالة مسلم بن زياد هذا ، قال ابن القطان : حاله مجهول .
    و قال الحافظ في " التقريب " : مقبول ، يعني عند المتابعة ، و إلا فلين
    الحديث كما تقدم مرارا .
    و لا يقال : ينبغي أن يكون هنا مقبولا لمتابعة مكحول إياه ، لأننا نقول : يمنع
    من ذلك أمور :
    الأول : أن مكحولا قد رمي بالتدليس و رواه بالعنعنة كما سبق ، فيحتمل أن يكون
    بينه و بين أنس مسلم بن زياد هذا أو غيره فيرجع الطريقان حينئذ إلى كونهما من
    طريق واحدة ، لا يعرف تابعيها عينا أو حالا ، فمن جود إسناده أو حسنه لعله لم
    يتنبه لهذا .
    الثاني : أن الطريق إلى مسلم بن زياد لا تصح لعنعنة بقية كما عرفت .
    الثالث : أنهم اختلفوا عليه في لفظ الحديث ، فإسحاق رواه عنه مثل رواية مكحول ،
    و الطريقان الآخران روياه عنه بلفظ : " إلا غفر الله له ... " كما تقدم ، فهذا
    اضطراب يدل على أن الحديث غير محفوظ ، و كأنه من أجل ذلك كله ، لم يصححه
    الترمذي ، بل ضعفه بقوله : حديث غريب .
    و أما ما نقله المنذري في " الترغيب " ( 1/227 ) عن الترمذي أنه قال :
    حديث حسن ، فهو وهم أو نسخة ، و مثله و أغرب منه نقل ابن تيمية في " الكلم
    الطيب " ( ص 11 ) عنه : حديث حسن صحيح ! .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] و أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 10/119 ) و قال :
    و فيه بقية و هو مدلس . اهـ .
    (3/40)
    ________________________________________
    1042 - " كان إذا سمع صوت الرعد و الصواعق قال : اللهم لا تقتلنا بغضبك ، و لا تهلكنا بعذابك ، و عافنا قبل ذلك " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/146 ) :

    ضعيف .

    أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 271 ) و الترمذي ( 4/245 ) و ابن
    السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 298 ) و كذا النسائي ( 927 و 928 )
    و الحاكم ( 4/286 ) و البيهقي ( 3/362 ) و أحمد ( 2/100 - 101 ) كلهم عن طريق
    أبي مطر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعا ، و قال الترمذي :
    حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .
    و أما الحاكم فقال : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي !
    و نقل ابن علان شارح " الأذكار " ( 4/284 ) عن ابن الجزري أنه قال في " تصحيح
    المصابيح " : و رواه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " و الحاكم و إسناده جيد
    ، و له طرق ، و عن الحافظ أنه قال - يعني في " تخريج الأذكار " - متعقبا على
    النووي تضعيفه للحديث :
    أخرجه أحمد و أخرجه الحاكم من طرق متعددة ( بينها الحافظ ثم قال : ) فالعجب من
    الشيخ يطلق الضعف على هذا و هو متماسك ، و يسكت عن حديث ابن مسعود أي السابق
    فيما يقول إذا انقض الكوكب و قد تفرد به من اتهم بالكذب <1> .
    قلت : لا شك أن سكوت النووي رحمه الله عن الحديث المشار إليه ، مما لا يحسن من
    مثله ، غير أن إطلاقه التضعيف على هذا الحديث فهو مما لا غبار عليه ، ذلك لأن
    مداره عندهم جميعا على أبي مطر هذا ، و هو كما قال الذهبي نفسه في " الميزان "
    : لا يدرى من هو ، و مثله قول الحافظ في التقريب : مجهول .
    فأنى لحديث مثله الصحة أو الجودة أو التماسك ؟ !
    و أما الطرق المتعددة التي عزاها الحافظ للحاكم ، فلا أدري أين أخرجها من كتابه
    " المستدرك " ، فإنه لم يذكر في المكان الذي سبقت الإشارة إليه إلا طريق أبي
    مطر الوحيدة هذه ، و من المؤسف أن الشارح ابن علان اكتفى بقوله : بينها الحافظ
    و لم يبين ذلك لنطلع عليه ، فإني في شك كبير أن يكون للحديث طرق متعددة خاصة في
    " مستدرك الحاكم " ، فإني قد بحثت عنه في عدة مواضع مظنونة منه ، فلم أعثر عليه
    إلا في الموضع الذي سبقت الإشارة إليه ، و هو في " كتاب الأدب " منه ، والله
    أعلم .
    ثم رجعت إلى فهرسي الذي وضعته لـ " المستدرك " أخيرا فلم يدلني إلا على الموضع
    المشار إليه ، والله أعلم .
    تنبيه : لقد اغتر المناوي في " الفيض " بكلام ابن حجر الذي نقله ابن علان ، و
    لذلك قال في " التيسير " : و بعض أسانيده صحيح ، و بعضها ضعيف ، و قلده في ذلك
    الشيخ الغماري في " الكنز الثمين " فأورده فيه برقم ( 2671 ) ، و قد زعم في
    مقدمته : أنه جرد فيه الأحاديث الثابتة في " الجامع الصغير " !
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] انظر " مجمع الزوائد " ( 10/138 ) و " المعجم الأوسط " ( 7869 ) . اهـ .
    (3/41)
    ________________________________________
    1043 - " قولي لها تتكلم ، فإنه لا حج لمن لم يتكلم " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/147 ) :

    ضعيف .

    أخرجه ابن حزم في " المحلى " ( 7/196 ) من طريق عبد السلام بن عبد الله بن جابر
    الأحمسي عن أبيه عن زينب بنت جابر الأحمسية : أن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم قال لها في امرأة حجت معها مصمتة : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف ، و علته عبد الله بن جابر الأحمسي و ابنه عبد السلام .
    قال ابن القطان : لا يعرف هو و لا ابنه ، و ليس له إلا حديث واحد ، و لا روى
    عنه إلا ابنه ، نقله في " الميزان " .
    (3/42)
    ________________________________________
    1044 - " كان يرفع يديه عند التكبير في كل صلاة و على الجنائز " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/148 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم ـ 8584 مصورتي ) عن عباد بن صهيب : حدثنا
    عبد الله بن محرر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال :
    لم يرو هذه اللفظة : و على الجنائز إلا ابن محرر ، تفرد بها عباد .
    قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته عباد بن صهيب و عبد الله بن محرر متروكان ،
    و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 3/32 ) :
    رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عبد الله بن محرر و هو مجهول .
    قلت : فهذا سهو منه رحمه الله ، فإن ابن محرر هذا معروف ، و لكن بالضعف الشديد
    ، قال فيه البخاري : منكر الحديث .
    و قال الدارقطني و جماعته :
    متروك الحديث ، انظر " تهذيب التهذيب " .
    ثم إن اقتصاره عليه في إعلال الحديث يوهم أنه ليس فيه علة أخرى ، و ليس كذلك ،
    فإن عباد بن صهيب متروك أيضا كما سبق ، و له ترجمة في " لسان الميزان " .
    و من ذلك تعلم أن قول الحافظ في " التلخيص " ( ص 171 ) بعد أن ذكر قول الطبراني
    المتقدم : لم يرو هذه اللفظة إلا ابن محرر تفرد بها عبادة :
    و هما ضعيفان ، و قوله في " الفتح " ( 3/148 ) :
    إسناده ضعيف .
    قلت : في ذلك كله تسامح كبير ، فإن حقه أن يقول : ضعيفان جدا ، و ضعيف جدا ،
    و مما يشهد لذلك قوله في " التقريب " :
    عبد الله بن محرر متروك .
    ثم رد الحافظ على الطبراني نفيه المذكور بأن الدارقطني رواه من طريق أخرى بلفظ
    آخر و هو :
    " كان إذا صلى على الجنازة رفع يديه في كل تكبيرة ، و إذا انصرف سلم " .
    (3/43)
    ________________________________________
    1045 - " كان إذا صلى على الجنازة رقع يديه في كل تكبيرة ، و إذا انصرف سلم " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/149 ) :

    شاذ .

    قال الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/285 ) :
    أخرجه الدارقطني في " علله " عن عمر بن شبة <1> : حدثنا يزيد بن هارون : أنبأ
    يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر ، و خالفه جماعة ، فرووه عن يزيد بن هارون
    موقوفا ، و هو الصواب .
    و أقره الزيلعي ثم الحافظ في " التلخيص " ( ص 171 ) ، و هو الحق إن شاء الله
    تعالى ، فإن رواية الجماعة الذين أشار إليهم الدارقطني ، و المفروض أنهم جميعا
    ثقات ، و إلا لما رجح روايتهم فهؤلاء مجتمعين أحفظ و أضبط دون ما ريب من ابن
    شبة وحده ، لا سيما و قد ذكروا له حديثا أخطأ فيه كما هو مبين في " التهذيب " ،
    و كأن هذا مما حمل الحافظ في " التقريب " على أن يقتصر في ترجمته على قوله فيه
    : صدوق ، فأورده في المرتبة الرابعة و هي الأخيرة عنده من مراتب التعديل ، أي
    أنه حسن الحديث ، لأن المرتبة الثالثة من وصفه بقوله : ثقة ، أو متقن ، أو ثبت
    ، أو عدل ، و هذه خاصة بمن كان صحيح الحديث ، أما المرتبة الخامسة ، فهي لمن
    قصر عن درجة الرابعة قليلا ، و إليه الإشارة بـ صدوق سيىء الحفظ ، أو صدوق
    يهم ، أو له أوهام ، أو يخطىء ، أو تغير بآخره ، و هذه لمن كان ضعيف الحديث
    أو قريبا منه .
    و مما يؤيد رواية الجماعة عن يزيد بن هارون ، أنه تابعه جماعة من الثقات بعضهم
    متابعة تامة ، و بعضهم متابعة قاصرة ، و هاك بيانها :
    1 - قال البخاري في " رفع اليدين " ( ص 33 ـ طبعة الإمام ) : قال أحمد بن يونس
    : حدثنا زهير : حدثنا يحيى بن سعيد به .
    و هذا سند صحيح غاية على شرط الشيخين ، و زهير هو ابن معاوية بن خديج قال في
    " التقريب " : ثقة ثبت ، و أحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس ينسب
    إلى جده ، و هو كما قال الحافظ : ثقة حافظ ، و هو من شيوخ البخاري فهو إسناد
    موصول ، و إن كان في صورة المعلق كما هو مقرر في " مصطلح الحديث " .
    2 - قال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 4/112 ) : حدثنا ابن فضيل عن يحيى به .
    و هذا سند صحيح أيضا على شرطهما ، و متابعة تامة أيضا قوية من ابن فضيل و اسمه
    محمد وثقه ابن معين و جماعة .
    3 - قال عبد الله بن إدريس : سمعت عبيد الله <2> عن نافع به ، أخرجه ابن
    أبي شيبة و البخاري في " رفع اليدين " و البيهقي في " السنن الكبرى " ( 4/44 )
    من طرق عن إدريس به .
    قلت : و هذا سند صحيح أيضا على شرطهما ، رجاله كلهم ثقات أثبات ، و عبيد الله
    هو ابن عمر المصغر ، و هو ثقة ، و أما أخوه عبد الله بن عمر المكبر فهو ضعيف
    لسوء حفظه .
    4 - قال البخاري : حدثنا محمد بن عرعرة : حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت نافعا
    به نحوه .
    قلت : و هذا سند صحيح أيضا ، رجاله كلهم ثقات على شرط البخاري في " صحيحه " .
    فهذه أربع طرق صحيحة ، كلها متفقة على رواية الحديث عن نافع عن ابن عمر موقوفا
    عليه ، فإذا ضمت إلى رواية الجماعة عن يزيد بن هارون كان ذلك دليلا قاطعا إن
    شاء الله تعالى على التصويب روايتهم الموقوفة ، و تخطئة رواية ابن شبة المرفوعة
    و هذا بين ظاهر ، والله الموفق لا رب سواه .
    فائدة : قال ابن حزم رحمه الله تعالى ( 5/128 ) :
    و أما رفع الأيدي ، فإنه لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع في شيء
    من تكبير الجنازة إلا في أول تكبيرة فقط <3> ، فلا يجوز فعل ذلك ، لأنه عمل في
    الصلاة لم يأت به نص ، و إنما جاء عنه عليه السلام أنه كبر و رفع يديه في كل
    خفض و رفع ، و ليس فيها رفع و لا خفض ، و العجب من قول أبي حنيفة برفع الأيدي
    في كل تكبيرة في صلاة الجنازة ، و لم يأت قط عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
    و منعه رفع الأيدي في كل خفض و رفع في سائر الصلوات ، و قد صح عن النبي
    صلى الله عليه وسلم ، و قد نقل تعجب ابن حزم هذا من أبي حنيفة بعض مقلديه في
    تعليقه على " نصب الراية " و اعترض عليه بقوله :
    قلت : هذه النسبة منه أعجب .
    و أقول : لا عجب ، فإن قول أبي حنيفة هذا ثابت عنه ، منقول في كثير من كتب
    أتباعه ، مثل حاشية ابن عابدين و غيره ، و عليه عمل أئمة بلخ من الحنفيين ،
    و إن كان عمل الأحناف اليوم على خلافه ، و عليه جرت كتب المتون ، و هذا هو الذي
    غر المشار إليه على الاعتراض على ابن حزم و الرد عليه ، و هو به أولى .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] في الأصل " شيبة " في الموضعين و التصحيح من " التلخيص " و كتب الرجال .
    اهـ .

    [2] هكذا وقع عند البيهقي " عبيد " مصغر ، و وقع عند الآخرين " عبد " مكبرا
    و الراجح عندي الأول ، لأمرين : أولا : أنه هو المذكور في شيوخ ابن إدريس ،
    و الثاني أنه وقع كذلك في " الفتح " ( 3/148 ) معزوا لجزء البخاري . اهـ .

    [3] انظر لهذا كتابنا " أحكام الجنائز " طبع المكتب الإسلامي ( ص 115 - 116 ) .
    اهـ .
    (3/44)
    ________________________________________
    1046 - " مسح رأسه ، و أمسك مسبحتيه لأذنيه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/151 ) :

    لا أصل له .

    و إن أورده الشيخ الشيرازي في " المهذب " ، في بعض نسخه ، فإنه لم يورده في نسخ
    أخرى منه متعمدة ، و ذلك أنه أمر بالضرب عليه ، لما تبين له أنه لا أصل له ،
    فقال النووي في شرحه عليه ( 1/411 ) :
    هو موجود في نسخ المهذب المشهورة ، و ليس موجودا في بعض النسخ المعتمدة و هو
    حديث ضعيف ، أو باطل لا يعرف ، قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح : و هنا نكتة خفيت
    على أهل العناية بـ " المهذب " و هي أن مصنفه رجع عن الاستدلال بهذا الحديث ،
    و أسقطه من " المهذب " ، فلم يفد ذلك بعد انتشار الكتاب ، قال : وجدت بخط بعض
    تلامذته في هذه المسألة من تعليقه في الخلاف في الحاشية عند استدلاله بهذا
    الحديث : قال الشيخ : ليس له أصل في السنن ، فيجب أن تضربوا عليه في " المهذب "
    فإني صنفته من عشر سنين و ما عرفته ، قال أبو عمرو بن الصلاح : و بلغني أن هذا
    الحديث مضروب عليه في أصل المصنف الذي هو بخطه ، و يغني عن هذا ، حديث عبد الله
    ابن زيد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ، فأخذ لأذنيه ماء خلاف
    الماء الذي أخذ لرأسه ، حديث حسن رواه البيهقي ، و قال : إسناده صحيح .
    قلت : هو كما قال البيهقي : إسناده صحيح ، لكنه شاذ ، و قد أشار إلى ذلك
    البيهقي نفسه ، فإنه لما أخرجه ( 1/65 ) من طريق الهيثم بن خارجة : حدثنا
    عبد الله بن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع الأنصاري : أن
    أباه حدثه أنه سمع عبد الله بن زيد يذكر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فذكره و قال : و هذا إسناد صحيح أتبعه بقوله :
    و كذلك روي عن عبد العزيز بن عمران بن مقلاص و حرملة بن يحيى عن ابن وهب
    و رواه مسلم بن الحجاج في " الصحيح " عن هارون بن معروف و هارون بن سعيد الأيلي
    و أبي الطاهر عن ابن وهب بإسناد صحيح أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يتوضأ ، فذكر وضوءه قال : و مسح رأسه بماء غير فضل يديه ، و لم يذكر الأذنين ثم
    قال : و هذا أصح من الذي قبله .
    فأشار بهذا إلى شذوذ الرواية الأولى كما ذكرنا آنفا ، و قد صرح الحافظ بمعنى
    ذلك بقوله في " بلوغ المرام " ، فإنه ذكر الرواية الأولى من رواية البيهقي . ثم
    ذكر لفظ مسلم ثم أعقبه بقوله :
    و هو المحفوظ ، و لا ينافيه ما سبق في كلام البيهقي أن الهيثم بن خارجة لم
    يتفرد به ، بل تابعه ابن مقلاص و حرملة بن يحيى ، ذلك لأن الرواية عنهما لم تصح
    ، كما يشير إليه كلام البيهقي و هو قوله : روي و لعل ذلك من أجل أنه من رواية
    محمد بن أحمد ابن أبي عبيد الله عنهما ، أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 1/151
    ) و قال :
    هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا سلم من ابن أبي عبيد الله هذا ، فقد احتجا
    جميعا بجميع رواته ، و وافقه الذهبي ، و لم يتعرض لابن أبي عبيد الله هذا
    و أظنه الذي في " الميزان " :
    محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الجبار العامري ، عن الربيع و ابن عبد الحكم و
    بحر بن نصر ، و عنه الضراب و ابن منده و ابن جميع ، قال ابن يونس : كان يكذب ،
    و حدث بنسخة موضوعة ، توفي سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائة .
    فإن كان هو فما في " المستدرك " : " ابن أبي عبيد الله " محرف من " ابن
    عبد الله " .
    بيد أنه لم يتفرد به عن حرملة ، فقد خرجه الحاكم أيضا من طريق أخرى قوية في
    الظاهر ، فقال : حدثناه أبو الوليد الفقيه غير مرة : حدثنا الحسن بن سفيان :
    حدثنا حرملة بن يحيى : حدثنا ابن وهب به ، لكن قال الحافظ في " التلخيص "
    ( ص 33 ) :
    رواه الحاكم بإسناد ظاهر الصحة .
    ثم ذكر رواية الهيثم بن خارجة المتقدمة و تصحيح البيهقي لإسنادها ثم تعقبه
    بقوله :
    لكن ذكر الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد في " الإمام " أنه رأى في رواية ابن
    المقري عن ابن قتيبة عن حرملة بهذا الإسناد ، و لفظه : " و مسح رأسه بماء غير
    فضل يديه " ، و لم يذكر الأذنين .
    قلت : و كذا هو في " صحيح ابن حبان " عن ابن سلم عن حرملة ، و كذا رواه الترمذي
    عن علي بن خشرم عن ابن وهب .
    قلت : و فاته أنه عند مسلم أيضا ( 1/146 ) من طريق جماعة آخرين عن ابن وهب كما
    تقدم في كلام البيهقي ، و لم يفته ذلك في " بلوغ المرام " كما تقدم ، و اغتر
    بصنيعه في " التلخيص " الصنعاني فقال في " سبل السلام " ( 1/70 ) :
    و لم يذكر في " التلخيص " أنه أخرجه مسلم ، و لا رأيناه في مسلم !
    و أخرجه أبو داود أيضا من طريق أبي الطاهر ، و أبو عوانة في " صحيحه " ( 1/249
    ) و أحمد ( 4/41 ) من طريقين آخرين عن ابن وهب به .
    و تابعه حجاج بن إبراهيم الأزرق عن عمرو بن الحارث عند أبي عوانة .
    و تابعه ابن لهيعة عن حبان بن واسع عند أحمد ( 4/39 و 40 ـ 42 ) .
    و ابن لهيعة صحيح الحديث إذا كان من رواية أحد العبادلة عنه ، و هذا منها ، فإن
    عبد الله بن المبارك ممن رووه عنه .
    و جملة القول أن حديث عبد الله بن زيد هذا قد رواه ثلاثة من الثقات عن عمرو بن
    الحارث :
    أ - حرملة .
    ب - ابن وهب .
    ج - حجاج الأزرق .
    و ثلاثتهم قالوا في روايتهم عنه : " و مسح رأسه بماء غير فضل يديه " ، إلا في
    بعض الروايات عن الأول فقال : " فأخذ لأذنيه ماء خلاف الماء الذي أخذ لرأسه " .
    فهذا الاختلاف إما أن يكون من الرواة أنفسهم أو من حرملة ذاته ، و أيهما كان ،
    فالرواية التي وافق فيها الثقات أولى بالترجيح و القبول من التي خالفهم فيها ،
    لا سيما و قد تأيدت برواية ابن لهيعة المذكورة ، فهذا كأنه يؤيد ما ذهب إليه
    الحافظ أن حديث " أخذ ماء جديدا للأذنين " غير محفوظ ، و يرد قول النووي أنه
    حديث حسن ، و قد كنت وقعت في خطأ أفحش منه ; فقلت في " سلسلة الأحاديث الصحيحة
    " ( الطبعة الأولى ) عند الكلام على الحديث ( 36 ) : و هو حديث صحيح كما بينته
    في " صحيح سنن أبي داود " ( رقم 111 ) .
    و الذي بينت صحته هناك إنما هو لفظ مسلم : " و مسح رأسه بماء غير فضل يده " .
    لذلك فإني أهتبل هذه الفرصة و أعلن أنه خطأ مني رجعت عنه فمن كان وقف عليه
    فليصححه ، و أستغفر الله من كل خطأ و ذنب .
    و يعود الفضل لتنبهي لهذا الخطأ إلى أحد طلابنا المجتهدين الأذكياء في السنة
    الثالثة من الجامعة الإسلامية ، فإنه كتب إلي بتاريخ 16/5/84 هـ ) يستفسر عن
    التوفيق بين تصحيحي للحديث المذكور ، و تضعيفي إياه في درس الحديث في السنة
    الأولى من الجامعة . فكتبت إليه أبي هذا الخطأ ، و أؤكد له ضعفه و أشكره على
    اهتمامه بالتحقيق العلمي ، و جزاه الله خيرا ، و قد كنت نوهت بذلك في التعليق
    على " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 1/56 ـ طبع المكتب الإسلامي " .
    (3/45)
    ________________________________________
    1047 - " كان لا ينزل منزلا إلا ودعه بركعتين " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/155 ) :

    ضعيف .

    أخرجه ابن خزيمة ( 1260 ) و عنه الحاكم ( 1/315 ـ 316 و 2/101 ) و زاهر الشحامي
    في " السباعيات " ( ج 7/18/2 ) عن عبد السلام بن هاشم : حدثنا عثمان بن سعد
    الكاتب ، و كانت له مروءة و عقل عن أنس بن مالك قال : فذكره مرفوعا .
    و قال الحاكم :
    حديث صحيح ، و عثمان بن سعد الكاتب ممن يجمع حديثه في البصريين .
    و تعقبه الذهبي في الموضع الأول بقوله :
    قلت : ذكر أبو حفص الفلاس عبد السلام هذا فقال : لا أقطع على أحد بالكذب إلا
    عليه ، و قال في الموضع الآخر :
    قلت : لا ، فإن عبد السلام كذبه الفلاس ، و عثمان لين .
    قلت : و عثمان هذا متفق على تضعيفه ، و قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " :
    ضعيف ، فلا أدري بعد هذا وجه ما نقله المناوي عنه فقال :
    و قال ابن حجر : حسن غريب ، و قول الحاكم : صحيح ، غلطوه فيه .
    قلت : و كذلك تحسينه إياه ينبغي أن يكون خطأ ، ما دام أنه غريب ، و فيه ذلك
    الراوي الضعيف ، و أما إعلال الذهبي إياه بعبد السلام أيضا ، فهو باعتبار هذه
    الطريق ، و قد وجدت له متابعا عند الحاكم ( 1/446 ) من طريق أبي قلابة
    عبد الملك بن محمد : حدثنا ابن عاصم : حدثنا عثمان بن سعد به ، و قال الحافظ
    عقبه : صحيح على شرط البخاري ، و رده الذهبي بقوله :
    كذا قال ، و عثمان ضعيف ما احتج به البخاري .
    و من هذا الوجه أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 5/253 ) إلا أنه جعل يحيى
    ابن كثير " بدل " أبو عاصم " و كلاهما ثقة ، و ابن كثير هو العنبري البصري ،
    و لعل هذا الاختلاف من أبي قلابة ، فإنه كان تغير حفظه ، والله أعلم .
    و الحديث أخرجه أبو يعلى أيضا و البزار و الطبراني في " الأوسط " من طريق ابن
    سعد .
    و يشبه هذا الحديث حديث آخر أشد ضعفا منه و هو :
    " كان إذا نزل منزلا في سفر ، أو دخل بيته لم يجلس حتى يركع ركعتين " .
    (3/46)
    ________________________________________
    1048 - " كان إذا نزل منزلا في سفر ، أو دخل بيته لم يجلس حتى يركع ركعتين " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/156 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 18/300/770 ) عن محمد بن عمر الواقدي :
    حدثنا حارثة بن أبي عمران بسنده عن فضالة بن عبيد به .
    قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2/283 ) :
    و فيه الواقدي ، و قد وثقه مصعب الزبيري و غيره ، و ضعفه جماعة كثيرون من
    الأئمة .
    و الحديث رمز له السيوطي بالضعف في بعض نسخ " الجامع الصغير " ، و قال المناوي
    : سكت المصنف عليه فلم يرمز إليه ، فأوهم أنه لا بأس بسنده ، و ليس كذلك ، فقد
    قال الحافظ ابن حجر في " أماليه " : سنده واه هكذا قال ، و قال شيخه الزين
    العراقي في شرح الترمذي : ( فيه الواقدي ) .
    قلت : و هو متروك كما تقدم مرارا .
    ثم إن شيخه حارثة مجهول كما قال أبو حاتم و الذهبي .
    (3/47)
    ________________________________________
    1049 - " كان إذا استلم الحجر قال : اللهم إيمانا بك ، و تصديقا بكتابك ، و اتباعا سنة
    نبيك " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/156 ) :

    موقوف ضعيف .

    أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم - 488 - مصورتي ) عن أبي إسحاق عن
    الحارث عن علي أنه كان : فذكره .
    قلت : و هذا سند واه ، من أجل الحارث و هو الأعور و هو ضعيف .
    ثم أخرجه ( رقم - 5617 و 5971 ) من طريق عون بن سلام : حدثنا محمد بن مهاجر عن
    نافع قال :
    كان ابن عمر إذا استلم الحجر قال : فذكره . و زاد في آخره :
    ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .
    قلت : و هذا سند ضعيف أيضا ، و علته محمد بن مهاجر و هو القرشي الكوفي ، قال
    الذهبي : لا يعرف .
    و قال ابن حجر : لين .
    و وهم الهيثمي في " المجمع " فقال ( 3/240 ) :
    رواه الطبراني في " الأوسط " ، و رجاله رجال ( الصحيح ) .
    و وجه الوهم أن محمد بن مهاجر هذا ليس من رجال الصحيح ، و لم يخرج له من الستة
    سوى النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ، ثم هو ضعيف كما عرفت . و الظاهر أن
    الهيثمي توهم أنه محمد بن مهاجر بن أبي مسلم الشامي ، فإنه من رجال مسلم ،
    و هو ثقة و من طبقة هذا ، و لكنه ليس به ، و ليس من شيوخه نافع ، و لا من
    الرواة عنه عون بن سلام ، بخلاف الأول ، كما يتبين للباحث في ترجمة الرجلين في
    " تهذيب التهذيب " .
    (3/48)
    ________________________________________
    1050 - " الأضحية لصاحبها بكل شعرة حسنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/157 ) :

    موضوع .

    ذكره الترمذي في " سننه " معلقا بدون إسناد ، و مشيرا إلى تضعيفه بقوله ( 1/282
    ) :
    و يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .
    قلت : و أصله ما أخرجه ابن ماجه ( 3127 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 316/2 ـ
    317/1 ) و الحاكم ( 2/389 ) و البيهقي في " سننه " ( 9/261 ) من طريق عائذ الله
    عن أبي داود عن زيد بن أرقم قال :
    " قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ما هذه الأضاحي ؟ قال
    : سنة أبيكم إبراهيم ، قالوا : فما لنا فيها يا رسول الله ؟ قال : بكل شعرة
    حسنة ، قال : فالصوف يا رسول الله ؟ قال : بكل شعرة من الصوف حسنة " .
    أورده ابن عدي في ترجمة عائذ الله هذا و قال :
    لا يصح حديثه ، و روى هذا عن البخاري أيضا ، ثم ساق هذا الحديث .
    و أما الحاكم فقال عفى الله عنا و عنه :
    صحيح الإسناد ! و رده الذهبي بقوله :
    قلت : عائذ الله قال أبو حاتم : منكر الحديث .
    قلت : و هذا يوهم أنه سالم ممن فوقه ، و ليس كذلك فإن أبا داود هذا مطعون فيه
    أيضا ، بل هو أولى بتعصيب الجناية به من الراوي عنه ، لأنه متهم بالكذب ، بل إن
    الذهبي نفسه قال عنه في ترجمة عائذ الله : يضع .
    و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/55 ) :
    يروي عن الثقات الموضوعات توهما ، لا يجوز الاحتجاج به ، هو الذي روى عن زيد
    ابن أرقم .. فذكر هذا الحديث .
    و قال الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 2/101 ـ 102 ) معقبا على الحاكم :
    بل واهية ، عائذ الله هو المجاشعي ، و أبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى
    و كلاهما ساقط .
    و قال البوصيري في " الزوائد " :
    في إسناده أبو داود و اسمه نفيع بن الحارث و هو متروك ، و اتهم بوضع الحديث .
    (3/49)
    ************************
    يتبع ان شاء الله .....




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  3. #3

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1051 - " من حمل سلعته فقد برىء من الكبر " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/158 ) :

    موضوع .

    رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/165 ) و القضاعي ( 32/2 ) عن مسلم بن
    عيسى الصفار قال : أخبرنا أبي قال : أخبرنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر
    مرفوعا .
    قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، مسلم هذا قال الدارقطني : متروك . و اتهمه الذهبي
    في " تلخيص المستدرك " بوضع الحديث .
    و له شاهد لا يفرح به ، أخرجه ابن عدي في الكامل ( ق 240/2 ) من طريق عمر بن
    موسى عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
    أورده في ترجمة عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي ، و روى عن يحيى أنه قال :
    شامي و ليس بثقة .
    و عن البخاري : منكر الحديث ، ثم ساق له أحاديث كثيرة ثم قال :
    و له غير ما ذكرت من الحديث كثير ، و كل ما أمليت لا يتابعه الثقات عليه ،
    و ما لم أذكره كذلك ، و هو بين الأمر في الضعفاء ، و هو في عداد من يضع الحديث
    متنا و سندا .
    و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " عن
    أبي أمامة ، و تعقبه المناوي بقوله :
    قضية صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي و أقره ، و الأمر بخلافه ، بل تعقبه بقوله
    : في إسناده ضعف ، و ذلك لأن فيه سويد بن سعيد ، و هو ضعيف عن بقية و هو مدلس
    عن عمرو بن موسى الدمشقي ، قال في " الميزان " : لا يعتمد عليه و لا يعرف
    و لعله الوجيهي .
    قلت : و في هذا التعقب نظر من وجوه :
    أولا : تعصيب الجناية بسويد بن سعيد أيضا لا وجه له ، لأنه قد تابعه يحيى بن
    عثمان عند ابن عدي ، و هو الحمصي ، صدوق عابد .
    ثانيا : قوله : " عمرو " بالواو لا وجود له في الرواة ، فلعل الواو زيادة من
    قلم بعض النساخ أو الطابع .
    ثالثا : ليس في " الميزان " عمر أو عمرو بن موسى الدمشقي موصوفا بقوله :
    لا يعتمد عليه .. إلخ ، و إنما فيه : عمر بن موسى الأنصاري الكوفي ، قال
    الدارقطني : متروك الحديث ، قلت : كأنه الوجيهي ، و قد قال في ترجمة الوجيهي
    و وهم من عده كوفيا لأنه يروي أيضا عن الحكم بن عتيبة و قتادة .
    رابعا : عمر بن موسى الدمشقي هو الوجيهي قطعا ، ففي ترجمته ذكر ابن عدي هذا
    الحديث ، و وصفه يحيى بأنه شامي و في " الميزان " أنه دمشقي .
    خامسا : قول البيهقي : " في إسناده ضعف " فيه تساهل كبير ، فإن مثل هذا إنما
    يقال في إسناد حديث فيه راو غير متهم ، أما و هذا فيه ذلك الوجيهي الوضاع فلا
    ينبغي تليين القول فيه ، كما لا يخفى على المحققين من أهل المعرفة بهذا العلم
    الشريف .
    ثم إن الطريق الأولى لهذا الحديث مما فات السيوطي فلم يخرجه ، و لا استدركه
    عليه المناوي في شرحه ، مصداقا لقول القائل : كم ترك الأول للآخر ، و ردا على
    بعض المغرورين القائلين : إن علم الحديث قد نضج بل و احترق ، هداهم الله سواء
    السبيل ، ثم لعل ذلك الصفار المتهم بالوضع سرق هذا الحديث من الوجيهي و ركب
    عليه إسنادا غير إسناده ! قاتل الله الوضاعين و قبح فعلهم .
    (3/50)
    ________________________________________

    1052 - " لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أياما لا يرى جبريل ، فحزن حزنا شديدا حتى كان
    يغدو إلى ( ثبير ) مرة ، و إلى ( حراء ) مرة ، يريد أن يلقي بنفسه منه ، فبينا
    هو كذلك عامدا لبعض تلك الجبال ، إذ سمع صوتا من السماء فوقف صعقا للصوت ، ثم
    رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء و الأرض متربعا عليه يقول : يا محمد
    أنت رسول الله حقا ، و أنا جبريل ، قال : فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
    و قد أقر الله عينه ، و ربط جأشه " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/160 ) :

    ضعيف .

    رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1/1/130 ـ 131 ) : أخبرنا محمد بن عمر ; قال :
    حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن
    ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الوحي .. إلخ .
    قلت : و هذا سند واه جدا ، محمد بن عمر هو الواقدي و هو متهم بالكذب على علمه
    بالمغازي و السير <1> ، و شيخه إبراهيم بن محمد بن أبي موسى لم أعرفه ، و لكني
    أظن أن جده أبي موسى محرف من أبي يحيى ، فإن كان كذلك فهو معروف و لكن بالكذب ،
    و هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق المدني ، كذبه جماعة .
    و يرجح أنه هو ; كونه من هذه الطبقة و كون الواقدي الراوي عنه أسلميا مدنيا
    أيضا ، و قد قال النسائي في آخر كتابه " الضعفاء و المتروكون " ( ص 57 ) :
    " و الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة :
    1 - ابن أبي يحيى بالمدينة .
    2 - و الواقدي ببغداد .
    3 - و مقاتل بن سليمان بخراسان .
    4 - و محمد بن سعيد بالشام ، يعرف بالمصلوب .
    فهذا الإسناد من أسقط إسناد في الدنيا ، و لكن قد جاء الحديث من طريق أخرى من
    حديث عائشة في صحيح البخاري و غيره ، بيد أن له علة خفية ، فلابد من بيانها
    فأخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( رقم 22 ـ ترتيب الفارسي ) من طريق ابن
    أبي السري :
    حدثنا عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن الزهري : أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة
    قالت : أول ما بدىء برسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة
    يراها في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب له الخلاء ،
    فكان يأتي حراء فيتحنث فيه ... حتى فجأة الحق و هو في غار حراء ، فجاءه الملك
    فيه فقال : اقرأ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقلت : ما أنا بقارىء
    ... الحديث إلى قوله : قال ( يعني ورقة ) : نعم لم يأت أحد قط بما جئت به إلا
    عودي ، و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي و فتر
    الوحي فترة ، و زاد : حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا غدا منه مرارا
    لكي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فلما أوفى بذروة جبل كي يلقي نفسه منها تبدى
    له جبريل ، فقال له جبريل ، فقال له : يا محمد ! إنك رسول الله حقا ، فيسكن
    لذلك جأشه و تقر نفسه فيرجع ، فإذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا
    أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل ، فيقول له مثل ذلك .
    و ابن أبي السري هو محمد بن المتوكل و هو ضعيف حتى اتهمه بعضهم ، و قد خولف في
    إسناده فقال الإمام أحمد في " مسنده " ( 6/232 ـ 233 ) : حدثنا عبد الرزاق به .
    إلا أنه قال :
    حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا خزنا غدا منه .. إلخ ، فزاد
    هنا في قصة التردي قوله :
    " فيما بلغنا " .
    و هكذا أخرجه البخاري في أول " التعبير " من " صحيحه " ( 12/311 ـ 317 ) من
    طريق عبد الله بن محمد و هو أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عبد الرزاق به بهذه
    الزيادة ، و أخرجه مسلم ( 1/97 ـ 98 ) من طريق محمد بن رافع : حدثنا عبد الرزاق
    به ، إلا أنه لم يسق لفظه ، و إنما أحال فيه على لفظ قبله من رواية يونس عن ابن
    شهاب ، و ليس فيه عنده قصة التردي مطلقا ، و هذه الرواية عند البخاري أيضا في
    " التفسير " ( 8/549 ـ 554 ) ليس فيها القصة ، فعزو الحافظ ابن كثير في تفسيره
    الحديث بهذه الزيادة للشيخين فيه نظر بين ، نعم قد جاءت القصة في الرواية
    المذكورة عند أبي عوانة في " مستخرجه " ( 1/110 ـ 111 ) : حدثنا يونس بن
    عبد الأعلى قال : أنبأنا ابن وهب قال : أخبرني يونس بن يزيد به ، و فيه قوله :
    " فيما بلغنا " ، فهذه الرواية مثل رواية أحمد و ابن أبي شيبة عن عبد الرزاق
    تؤكد أن إسقاط ابن أبي السري من الحديث قوله : " فيما بلغنا " خطأ منه ترتب
    عليه أن اندرجت القصة في رواية الزهري عن عائشة ، فصارت بذلك موصولة ، و هي في
    حقيقة الأمر معضلة ، لأنها من بلاغات الزهري ، فلا تصح شاهدا لحديث الترجمة
    المذكورة أعلاه ، قال الحافظ ابن حجر بعد أن بين أن هذه الزيادة خاصة برواية
    معمر ، و فاته أنها في رواية يونس بن يزيد أيضا عند أبي عوانة ، قال :
    ثم إن القائل : " فيما بلغنا " هو الزهري ، و معنى الكلام أن في جملة ما وصل
    إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة ، و هو من بلاغات
    الزهري ، و ليس موصولا ، و قال الكرماني : هذا هو الظاهر و يحتمل أن يكون بلغه
    بالإسناد المذكور ، و وقع عند ابن مردويه في " التفسير " من طريق محمد بن كثير
    عن معمر بإسقاط قوله : " فيما بلغنا " ، و لفظه " فترة حزن النبي صلى الله عليه
    وسلم منها حزنا غدا منه " إلخ ، فصار كله مدرجا على رواية الزهري و عن عروة عن
    عائشة ، و الأول هو المعتمد .
    و أشار إلى كلام الحافظ هذا الشيخ القسطلاني في شرحه على البخاري في " التفسير
    " و اعتمده ، و محمد بن كثير هذا هو الصنعاني المصيصي قال الحافظ في " التقريب
    " : صدوق كثير الغلط .
    و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : ضعفه أحمد .
    قلت : فمثله لا يحتج به ، إذا لم يخالف ، فكيف مع المخالفة ، فكيف و من خالفهم
    ثقتان عبد الرزاق و يونس بن يزيد ، و معهما زيادة ؟ !
    و خلاصة القول أن هذا الحديث ضعيف لا يصح لا عن ابن عباس و لا عن عائشة ،
    و لذلك نبهت في تعليقي على كتابي " مختصر صحيح البخاري " ( 1/5 ) على أن بلاغ
    الزهري هذا ليس على شرط البخاري كي لا يغتر أحد من القراء بصحته لكونه في "
    الصحيح " . والله الموفق .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] انظر ترجمته بالتفصيل في " تاريخ الخطيب " ( 3/1 - 20 ) . اهـ .
    (3/51)
    ________________________________________

    1053 - " السجود على سبعة أعضاء : اليدين ، و القدمين ، و الركبتين و الجبهة ، و رفع
    الأيدي إذا رأيت البيت ، و على الصفا و المروة ، و بعرفة ، و بجمع ، و عند رمي
    الجمار ، و إذا أقيمت الصلاة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/163 ) :

    منكر بذكر رفع الأيدي .

    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/155/1 ) : حدثنا أحمد بن شعيب
    أبو عبد الرحمن النسائي : حدثنا عمرو بن يزيد أبو بريد الجرمي : أخبرنا سيف بن
    عبيد الله : أخبرنا ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
    و عن الطبراني رواه الضياء في " المختارة " ( 61/249/2 ) .
    قلت : و هذا سند ضعيف ، و علته عطاء بن السائب و كان اختلط ، فلا يحتج بحديثه
    إلا ما رواه الثقات عنه قبل اختلاطه و هم : سفيان الثوري ، و شعبة ، و زهير بن
    معاوية ، و زائدة بن قدامة ، و حماد بن زيد ، و أيوب السختياني ، و وهيب ، كما
    يستفاد من مجموع كلام الأئمة فيه على ما لخصه ابن حجر في " التهذيب " و فاته
    وهيب فلم يذكره في جملة هؤلاء الثقات ! و على كل حال فليس منهم ورقاء و هو ابن
    عمر راوي هذا الحديث عنه ، فيتوقف عن الاحتجاج بحديثه كما هو مقرر في " المصطلح
    " و يعامل معاملة الحديث الضعيف حتى يثبت ، و هيهات ، فقد جاء الحديث من طريق
    طاووس عن ابن عباس مرفوعا بالشطر الأول منه ، رواه الشيخان و غيرهما ، و هو
    مخرج في " الإرواء " ( 310 ) .
    فالشطر الثاني منكر عندي لتفرد عطاء به ، و قد أعله الهيثمي في " المجمع " فقال
    ( 3/238 ) :
    و فيه عطاء بن السائب و قد اختلط .
    و تعقبه المعلق على " نصب الراية " فقال ( 1/390 ) :
    قلت : ورقاء من أقران شعبة ، و سماع شعبة عن عطاء بن السائب قديم صحيح على أنه
    قال ابن حبان : اختلط بآخره ، و لم يفحش حتى يستحق أن يعدل به عن مسلك العدول .
    قلت : و هذا التعقب لا غناء فيه ، لأنه لا يلزم من كون ورقاء من أقران شعبة أن
    يكون سمع من عطاء قديما كما سمع منه شعبة ، ألا ترى أن في جملة من روى عن عطاء
    إسماعيل بن أبي خالد و هو من طبقة عطاء نفسه ، بل أورده الحافظ ابن حجر في
    الطبقة الرابعة من التابعين ، بينما ذكر ابن السائب في الطبقة الخامسة ، فهو
    إذن من أقران عطاء و ليس من أقران شعبة ، و مع ذلك لم يذكروه فيمن روى عن عطاء
    قبل الاختلاط ، و مثله سليمان التيمي ، فهذا يبين أن السماع من المختلط قبل
    اختلاطه ليس لازما لكل من كان علاي الطبقة ، كما أن العكس ; و هو عدم السماع ;
    ليس لازما لمن كان نازل الطبقة ، و إنما الأمر يعود إلى معرفة واقع الراوي هل
    سمع منه قديما أم لا ، خلافا لما توهمه المعلق المشار إليه .
    و مما يؤيد ذلك أن بعض الرواة يسمع من المختلط قبل الاختلاط و بعده و من هؤلاء
    حماد بن سلمة ، فإنه سمع من عطاء في الحالتين كما استظهره الحافظ في " التهذيب
    " ، و لذلك فلا يجوز الاحتجاج أيضا بحديثه عنه خلافا لبعض العلماء المحدثين
    المعاصرين ، والله يغفر لنا و له .
    و أما ما نقله ذلك المعلق عن ابن حبان ، فهو رأي لابن حبان خاصة دون سائر
    الأئمة الذين حرصوا أشد الحرص على معرفة الرواة الذين سمعوا منه قبل الاختلاط ،
    و الذين سمعوا منه بعده ، ليميزوا صحيح حديثه من سقيمه ، و إلا كان ذلك حرصا لا
    طائل تحته ، إذا كان حديثه كله صحيحا ، أضف إلى ذلك أن في " المصطلح " نوعا
    خاصا من علوم الحديث و هو " معرفة من اختلط في آخر عمره " و قد ذكروا منهم
    جماعة أحدهم عطاء و قالوا فيهم :
    فمن سمع من هؤلاء قبل اختلاطهم قبلت روايتهم ، و من سمع بعد ذلك أو شك في ذلك
    لم تقبل <1> .
    و الحديث رواه الطبراني أيضا في " الأوسط " ( 1678 ، 1679 ) و كذا في " حديثه
    عن النسائي " ( ق 314/2 ) بسنده هذا ، و لكنه فصل بين الشطر الأول منه و الآخر
    ، جعلهما حديثين ثم قال :
    لم يرو هذين الحديثين عن عطاء بن السائب إلا ورقاء ، و لا ورقاء إلا سيف تفرد
    به أبو بريد .
    و عمرو بن يزيد أبو بريد : صدوق ، و مثله سيف بن عبيد الله إلا إنه ربما خالف ،
    كما في " التقريب " .
    و قد خالفه ابن فضيل فقال : عن عطاء به موقوفا على ابن عباس و هذا أصح .
    أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/77/2 ) .
    و الحديث بظاهره يدل على أن الأيدي لا ترفع في غير هذه المواطن ، و هذه الدلالة
    غير معتبرة عند الحنفية لأنها بطريق المفهوم ، لكن قد روي الحديث بلفظ آخر يدل
    بمنطوقه على ما دل عليه هذا بمفهومه ، فوجب علينا بيان حاله ، فأقول :
    لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن : حين تفتتح الصلاة ، و حين يدخل المسجد
    الحرام فينظر إلى البيت ، و حين يقوم على المروة ، و حين يقف مع الناس عشية
    عرفة ، و بجمع ، و المقامين حين يرمي الجمرة .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] " اختصار علوم الحديث " للحافظ ابن كثير ( ص 274 ) . اهـ .
    (3/52)
    ________________________________________

    1054 - " لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن : حين تفتتح الصلاة ، و حين يدخل المسجد
    الحرام فينظر إلى البيت ، و حين يقوم على المروة ، و حين يقف مع الناس عشية
    عرفة ، و بجمع ، و المقامين حين يرمي الجمرة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/166 ) :

    باطل بهذا اللفظ .

    رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/146/2 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن
    أبي شيبة : نا محمد بن عمران بن أبي ليلى : حدثني أبي : نا ابن أبي ليلى عن
    الحكم عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا .
    قلت : و هذا سند ضعيف من أجل ابن أبي ليلى و هو محمد بن عبد الرحمن ، فإنه سيىء
    الحفظ ، و رواه البزار في " مسنده " ( رقم 519 ـ كشف الأستار ) من طريقه بلفظ :
    " ترفع الأيدي .. " ، دون " لا " النافية و قال :
    رواه جماعة فوقفوه ، و ابن أبي ليلى ليس بالحافظ ، إنما قال : " ترفع الأيدي "
    ، و لم يقل : لا ترفع إلا في هذه المواضع .
    و أقره عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( ق 102/1 ) و قال :
    رواه غير واحد موقوفا ، و ابن أبي ليلى لم يكن حافظا .
    و قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " :
    صدوق سيىء الحفظ جدا .
    و كذا قال الذهبي في " الضعفاء " ، إلا أنه لم يقل : " جدا " ، و ذلك لا يخرج
    حديثه من رتبة الضعف المطلق ، و إنما من رتبة الضعف الشديد كما هو ظاهر ، و أما
    قول الهيثمي في " المجمع " ( 3/238 ) :
    في إسناده محمد بن أبي ليلى و هو سيىء الحفظ ، و حديثه حسن إن شاء الله تعالى .
    فهو غير مستقيم ، لأن السيئ الحفظ حديثه من قسم المردود كما هو مقرر في
    " المصطلح " و خصوصا في " شرح النخبة " للحافظ ابن حجر ، و هذا إن كان يعني
    بقوله : حديثه جملة ، كما هو الظاهر ، و إن كان يعني هذا الحديث بخصوصه فما هو
    الذي جعله حسنا ؟ و هو ليس له شاهد يقويه ، ثم إنه يستحيل أن يكون هذا الحديث
    حسنا ، و قد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم رفعه يديه عند الركوع
    و الرفع منه ، و رفع يديه في الدعاء في الاستسقاء و غيره ، و قد كفانا بسط
    الكلام في رد هذا الحديث الحافظ الزيلعي الحنفي في " نصب الراية " ( 1/389 ـ
    392 ) ، و بين أنه لا يصح مرفوعا و لا موقوفا ، فراجعه ، ثم إن في إسناد
    الطبراني محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، و فيه كلام كثير ، فلا يحتج به عند
    المخالفة على الأقل ، كما هو الشأن هنا ، إذ زاد ( لا ) في أوله خلافا لرواية
    البزار ، و هي أصح ، إذ ليس فيها إلا ابن أبي ليلى ، و يؤيد ذلك أنه أخرجه
    الشافعي ( 2/38/1023 ) من طريق سعيد بن سالم عن ابن جريج قال : حدثت عن مقسم به
    بلفظ :
    " ترفع الأيدي في الصلاة ... " فذكر هذه السبع و زاد : " و على الميت " .
    بيد أنه سند ضعيف ، لانقطاعه بين ابن جريج و مقسم ، و لعل الواسطة بينهما هو
    ابن أبي ليلى نفسه .
    و سعيد بن سالم فيه ضعف من قبل حفظه ، لكنه قد توبع ، فقد أخرجه البيهقي في
    " السنن " ( 5/72 ـ 73 ) من طريق الشافعي ، ثم قال :
    و بمعناه رواه شعيب بن إسحاق عن ابن جريج عن مقسم ، و هو منقطع لم يسمع ابن
    جريج من مقسم ، و رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن
    عباس ، و عن نافع عن ابن عمر ، مرة موقوفا عليهما ، و مرة مرفوعا إلى النبي
    صلى الله عليه وسلم دون ذكر الميت : و ابن أبي ليلى هذا غير قوي في الحديث .
    (3/53)
    ________________________________________

    1055 - " من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ، و من تزوجها لمالها لم يزده الله
    إلا فقرا ، و من تزوجها لحسنها لم يزده الله إلا دناءة ، و من تزوج امراة لم
    يتزوجها إلا ليغض بصره أو ليحصن فرجه و يصل رحمه بارك الله له فيها ، و بارك
    لها فيه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/168 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 2527 ) عن عبد السلام بن عبد القدوس عن
    إبراهيم بن أبي عبلة قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا و قال :
    لم يروه عن إبراهيم إلا عبد السلام .
    قلت : و هو ضعيف جدا ضعفه أبو حاتم و قال أبو داود : عبد القدوس ليس بشيء
    و ابنه شر منه ، و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/150 ـ 151 ) :
    يروي الموضوعات ، و روى عن إبراهيم بن أبي عبلة .
    قلت : فذكر هذا الحديث ، فاقتصار الهيثمي ( 4/254 ) على قوله : و هو ضعيف قصور
    أو ذهول ، و كذلك أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/70 ) إلى أنه ضعيف !
    (3/54)
    ________________________________________

    1056 - " من ترك الكذب و هو باطل بني له قصر في ربض الجنة ، و من ترك المراء و هو محق
    بني له في وسطها ، و من حسن خلقه بني له في أعلاها " .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/168 ) :

    منكر بهذا السياق .

    أخرجه الترمذي في " سننه " ( 1/359 ـ بولاق ) و ابن ماجه ( رقم 51 ) و الخرائطي
    في " مكارم الأخلاق " ( ص 8 ) و ابن عدي ( 170/2 ) عن سلمة بن وردان الليثي عن
    أنس بن مالك مرفوعا به ، و قال الترمذي :
    هذا حديث حسن ، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن وردان عن أنس .
    قلت : و هو ضعيف عند جمهور الأئمة ، و لذلك جزم بضعفه الحافظ في " التقريب "
    و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
    ضعفه الدارقطني و غيره .
    قلت : و ممن ضعفه الحاكم فقال : حديثه عن أنس مناكير أكثرها .
    قلت : فأنى لحديثه هذا الحسن و هو عن أنس ، و قد تفرد به كما يشير إلى ذلك
    الترمذي نفسه ، لا سيما و قد روي الحديث عن أبي أمامة و معاذ بن جبل بسندين
    يقوي أحدهما الآخر بلفظ مغاير لهذا الحديث في فقرته الأولى و الثانية ، مما يدل
    على أن سلمة قد انقلب عليه الحديث ، فراجع بيان ذلك في " سلسلة الأحاديث
    الصحيحة " ( رقم ـ 273 ) .
    و من المهم هنا التنبيه على أوهام وقعت للحافظ المنذري في هذا الحديث فقال في
    " الترغيب " ( 1/80 ) :
    عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من
    ترك المراء و هو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ، و من تركه و هو محق بني له في
    وسطها .. " رواه أبو داود و الترمذي و اللفظ له و ابن ماجه و البيهقي ، و قال
    الترمذي : حديث حسن .
    و الأوهام التي فيه :
    أولا : أن الحديث بهذا السياق ليس من حديث أبي أمامة ، و إنما من حديث أنس .
    ثانيا : أنه ليس عند أبي داود من حديث أنس ، و إنما من حديث أبي أمامة ، و قد
    ذكره المنذري في مكان آخر من كتابه ( 3/257 ـ 258 ) على الصواب .
    ثالثا : ليس في حديث أنس ذكر " المراء " في الفقرة الأولى منه ، بل فيه " الكذب
    " ، و إنما هو في الفقرة الثانية منه كما رأيت ، بخلاف حديث أبي أمامة فهو على
    العكس من ذلك بلفظ :
    أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا ، و بيت في وسط
    الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا .. " .
    و توضيح ذلك في المكان المشار إليه من " الأحاديث الصحيحة " .
    فكأن الحافظ المنذري رحمه الله اختلط عليه حديث أنس بحديث أبي أمامة فكان من
    ذلك حديث آخر لا وجود له في الدنيا ! و المعصوم من عصمه الله تعالى .
    (3/55)
    ________________________________________

    1057 - " رخص في الشرب من أفواه الأداوي " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/170 ) :

    منكر .

    رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/139/1 ) قال : حدثنا محمد بن عبد الله
    الحضرمي : أخبرنا عبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد : أخبرنا أبو معاوية
    عن هشام ابن حسان عن ابن عباس قال : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله كلهم ثقات معروفون غير عبد الله بن يحيى بن
    الربيع بن أبي راشد فلم أجد له ترجمة ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 5/78 ) :
    رواه الطبراني ، و فيه محمد بن عبد الله بن يحيى بن أبي راشد و لم أعرفه ،
    و بقية رجاله رجال الصحيح ، هكذا وقع في النسخة محمد بن عبد الله ، و أظنه خطأ
    من الهيثمي انتقل نظره حين النقل من عبد الله بن يحيى إلى الراوي عنه محمد فكتب
    : محمد بن عبد الله ، والله أعلم .
    و مما يؤيد ضعف هذا الحديث أنه ثبت من رواية خالد الحذاء عن ابن عباس قال : "
    نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب من في السقاء " .
    أخرجه البخاري ( 4/37 ـ طبع أوربا ) و الطبراني في " المعجم الكبير "
    ( 142/1 ) و غيرهما .
    و أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة أيضا و أبي سعيد الخدري .
    فلا يجوز الشرب من فم السقاء كما لا يجوز الشرب قائما ، إلا لعذر كما في حديث
    كبشة قالت :
    " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من في قربة معلقة قائما ، فقمت
    إلى فيها فقطعته " .
    أخرجه الترمذي ( 1/345 ) و قال :
    حديث حسن صحيح .
    فهذا و نحوه محمول على العذر .
    (3/56)
    ________________________________________

    1058 - " كان إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله
    الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم و الحزن " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/171 ) :

    ضعيف جدا .

    أخرجه ابن السني في " اليوم و الليلة " ( رقم 110 ) و ابن سمعون في " الأمالي "
    ( ق 176/2 ) عن سلام المدائني عن زيد العمي عن معاوية عن قرة عن أنس بن مالك
    رضي الله عنه قال : فذكره مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد موضوع ، و المتهم به سلام المدائني و هو الطويل و هو كذاب
    كما تقدم مرارا ، و زيد العمي ضعيف .
    و له عن أنس طريق أخرى : عن جبارة : حدثنا عن أنس مرفوعا .
    أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 275/1 ) في جملة أحاديث لكثير هذا و هو ابن
    سليم و قال :
    و هذه الروايات عن أنس ، عامتها غير محفوظة .
    قلت : و كثير ضعيف و مثله جبارة و هو ابن المغلس ، بل لعله أشد ضعفا منه ، فقد
    رماه بعضهم بالكذب .
    و بالجملة فالحديث ضعيف جدا .
    تنبيه : تقدم الحديث برقم ( 660 ) ، فهممت بحذفه من هنا اكتفاء بما مضى ،
    و لكني وجدت فيه فوائد أخرى لم تذكر هناك ، فأبقيت عليه .
    و قد روي بلفظ أتم منه و هو :
    " كان إذا قضى صلاته مسح جبهته بكفه اليمنى ثم أمرها على وجهه حتى يأتي بها على
    لحيته و يقول : بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن
    الرحيم ، اللهم أذهب عني الغم و الحزن و الهم ، اللهم بحمدك انصرفت ، و بذنبي
    اعترفت ، أعوذ لك من شر ما اقترفت ، و أعوذ بك من جهد بلاء الدنيا ، و من عذاب
    الآخرة " .
    (3/57)
    ________________________________________

    1059 - " كان إذا قضى صلاته مسح جبهته بكفه اليمنى ثم أمرها على وجهه حتى يأتي بها على
    لحيته و يقول : بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن
    الرحيم ، اللهم أذهب عني الغم و الحزن و الهم ، اللهم بحمدك انصرفت ، و بذنبي
    اعترفت ، أعوذ لك من شر ما اقترفت ، و أعوذ بك من جهد بلاء الدنيا ، و من عذاب
    الآخرة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/172 ) :

    موضوع .

    رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/104 ) عن داود بن المحبر : حدثنا العباس
    ابن رزين السلمي عن خلاس بن عمرو عن ثابت البناني عن أنس بن مالك مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد موضوع ، المتهم به داود هذا و هو صاحب كتاب " العقل " و هو
    كذاب كما تقدم غير مرة فانظر الحديث ( 1 و 224 ) .
    و العباس بن رزين السلمي لم أعرفه .
    (3/58)
    ________________________________________

    1060 - " لا تزوجوا النساء لحسنهن ، فعسى حسنهن أن يرديهن ، و لا تزوجوهن لأموالهن أن
    تطغيهن ، و لن تزوجوهن على الدين ، و لأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/172 ) :

    ضعيف .

    أخرجه ابن ماجه ( 1859 ) و البيهقي ( 7/80 ) عن الإفريقي عن عبد الله بن يزيد
    عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف من الإفريقي ، و قد مضى في أول السلسلة ، و قال
    البوصيري في " الزوائد " ( ق 117/1 ) ما ملخصه :
    هذا إسناد ضعيف ، فيه الإفريقي و اسمه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الشعباني
    و هو ضعيف ، و عنه رواه ابن أبي عمر و عبد بن حميد في " مسنديهما " ، و كذا
    رواه سعيد بن منصور ، و له شاهد في " الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي هريرة
    و أما ما نقله السندي في " حاشيته " ، و تبعه محمد فؤاد عبد الباقي عن
    " الزوائد " أنه قال بعد تضعيفه للإفريقي :
    و الحديث رواه ابن حبان في " صحيحه " بإسناد آخر .
    فهذا ليس في نسختنا من " الزوائد " ، و هو يوهم أن الحديث بهذا المتن عند ابن
    حبان و عن ابن عمرو ، و ليس كذلك ، و إنما عنده حديث أبي سعيد الخدري : " تنكح
    المرأة على مالها ... " الحديث نحو حديث أبي هريرة الذي اعتبره البوصيري شاهدا
    لهذا و ليس كذلك ، لأنه لا يشهد إلا لجملة التزوج على الدين ، فإنه بلفظ :
    " تنكح المرأة لأربع : لمالها و لحسبها ، و لجمالها ، و لدينها ، فاظفر بذات
    الدين تربت يداك " .
    أخرجه الشيخان و أصحاب السنن إلا الترمذي و البيهقي و غيرهم ، و هو مخرج في
    " الإرواء " ( 1783 ) ، و " غاية المرام " ( 222 ) .
    و في حديث أبي سعيد : " و خلقها " بدل الحسب ، و قال :
    " فعليك بذات الدين و الخلق تربت يمينك " .
    أخرجه ابن حبان ( 1231 ) و الحاكم ( 2/161 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف "
    ( 7/49/2 ) و قال الحاكم :
    صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي ، و إنما هو حسن فقط .
    (3/59)
    ***********************************
    يتبع ان شاء الله ...








  4. #4
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 31

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1061 - " النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء ; فلا خير فيه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/173 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الترمذي ( 2/79 ) ، و ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 2/21/2 ) و ابن
    مخلد العطار في جزء من " الأمالي " ( 98/2 ) و ابن عدي ( 151/1 ) من طريقين عن
    زافر بن سليمان عن إسرائيل عن شبيب بن بشر عن أنس بن مالك مرفوعا ، و قال
    الترمذي : هذا حديث غريب .
    قلت : يعني ضعيف ، و ذلك لأن شبيب بن بشر صدوق يخطىء ، و زافر كثير الأوهام كما
    في " التقريب " ، و أعله المناوي بعلة ثالثة و هي محمد بن حميد الرازي شيخ
    الترمذي ، قال البخاري : فيه نظر ، و كذبه أبو زرعة .
    قلت : لكن تابعه الحسن بن عرفة عند العطار و هو ثقة ، فزالت الشبهة منه
    و انحصرت فيمن فوقه ممن ذكرنا ، ثم قال المناوي :
    و به يعرف ما في رمز المصنف ( يعني السيوطي ) لحسنه .
    قلت : و قد أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/57 ) إلى ضعفه ، و هو الصواب ،
    و لكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم : " يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في
    التراب " .
    و هو مخرج في التعليق على " المشكاة " برقم ( 5182 ) التحقيق الثاني .
    (3/60)
    ________________________________________

    1062 - " ما جاء من الله فهو الحق ، و ما جاء مني فهو السنة ، و ما جاء من أصحابي فهو
    سعة "


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/174 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه ابن عدي ( 93/1 ) : حدثنا الحسن بن صالح بن حاتم بن وردان : حدثنا سعد بن
    سعيد عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
    و هذا الحديث منكر ، و إنما جاء عن شيخ ليس بمعروف و هو صالح بن جميل ، فظن
    الحسن ( يعني ابن علي العدوي ) أنه صالح بن حاتم و هو صدوق فألزقه عليه العدوي
    هذا ، و عامة ما حدث به إلا القليل موضوعات .
    ثم أورده في ترجمة سعد بن سعيد المقبري ( 174/1 ) من طريق صالح بن جميل الزيات
    : حدثنا سعد بن سعيد به ، و قال :
    لا أعلم يرويه عن سعد بن سعيد بهذا الإسناد غير صالح بن جميل الزيات هذا ،
    و سعد بن سعيد عامة ما يرويه غير محفوظ .
    قلت : و أخو سعد بن سعيد أسمع عبد الله ، قال يحيى بن سعيد : استبان كذبه و قال
    الذهبي : ساقط بمرة .
    قلت : فهو آفة الحديث ، و به أعله عبد الحق في " الأحكام " رقم ( 137 ) و إن
    كان فيه العلتان الأخريان : جهالة صالح بن جميل ، و ضعف سعد بن سعيد .
    (3/61)
    ________________________________________

    1063 - " ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال : بيت يسكنه ، و ثوب يواري عورته ،
    و جلف الخبز و الماء " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/175 ) :

    منكر .

    رواه الترمذي ( 2/55 ) و ابن أبي الدنيا في " المجموع " ( 9/1 ) و في
    " ذم الدنيا " ( 10/1 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 7/1 ) و ابن
    السني في " القناعة " ( 243/1 ) و الحاكم ( 4/312 ) و الضياء في " المختارة "
    ( 1/120 ـ 121 ) و رقم ( 310 ـ 312 ـ تحقيقي ) عن حريث بن السائب : حدثنا الحسن
    : حدثنا حمران عن عثمان مرفوعا .
    و كذا رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/144/2 ) و قال الترمذي :
    حديث حسن صحيح .
    و صححه الحاكم أيضا و وافقه الذهبي !! و أقرهما المناوي !
    كذا قالوا ! و حريث هذا مختلف فيه ، فقال ابن معين : ثقة . و قال أبو حاتم : ما
    به بأس . و قال الساجي : ضعيف . و قال أحمد : روى حديث منكرا عن الحسن عن حمران
    عن عثمان . يعني هذا . و ذكر أن قتادة خالفه فقال : عن الحسن عن حمران عن رجل
    من أهل الكتاب ، قال أحمد : حدثنا روح : حدثنا سعيد يعني عن قتادة به .
    قلت : فثبت أن الحديث من الإسرائيليات أخطأ الحريث هذا في رفعه .
    و قد روي بلفظ :
    " كل شيء فضل عن ظل بيت ، و جلف الخبز ، و ثوب يواري عورة الرجل ، و الماء لم
    يكن لابن آدم فيه حق " .
    رواه الطيالسي ( 83 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/61 ) و أحمد ( 1/62 )
    و في " الزهد " ( ص 21 ) و الطبراني ( 1/8/2 ) و أبو بكر ابن السني في
    " القناعة " ( 243/2 ) و أبو علي الصواف في " الفوائد " ( 3/167/2 ) و عنه أبو
    نعيم في " الفوائد " ( 5/216/1 ) عن حريث بن السائب قال : سمعت الحسن يقول :
    حدثنا حمران عن عثمان مرفوعا .
    و ذكر ابن قدامة في " المنتخب " ( 10/1/2 ) عن حنبل قال :
    سألت أبا عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) عن حريث بن السائب قال : ما كان به
    بأس إلا أنه روى حديثا منكرا عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و ليس هو
    عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني هذا الحديث .
    قلت : و ذكر الضياء عن الدارقطني أنه سئل عن الحديث فقال :
    وهم فيه حريث ، و الصواب عن الحسن بن حمران عن بعض أهل الكتاب .
    و قد خفيت هذه العلة على من صححه بالإضافة إلى الضعف الذي ذكرته في الحديث ،
    و العجب من المناوي ، فإنه لم يكتف بإقراره لتصحيح الحاكم و الذهبي ، بل زاد
    على ذلك في " التيسير " فقال : و إسناده صحيح ، و اغتر بذلك صاحب ما سماه بـ
    " الكنز الثمين " فأورده فيه برقم ( 3192 ) و قد ادعى أن كل ما فيه ثابت كما
    تقدم ، و الواقع يشهد أنه لم يستطع الوفاء بذلك كالسيوطي في " جامعه " ، و إن
    كان كتابه أنظف منه ، و سيأتي التنبيه على بعض ما وقع فيه من الضعيف كلما تيسر
    لي ذلك .
    (3/62)
    ________________________________________

    1064 - " ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول نظرة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد
    حلاوتها " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/176 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه أحمد ( 5/264 ) و الروياني في " مسنده " ( 30/218/2 ) و الأصبهاني في "
    الترغيب " ( 292/2 ) عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن
    أبي أمامة مرفوعا .
    قلت : و هذا سند واه جدا ، قال ابن حبان ( 2/62 ـ 63 ) :
    " عبيد الله بن زحر منكر الحديث جدا ، يروي الموضوعات عن الأثبات ، و إذا روى
    عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، و إذا اجتمع في إسناد خبر عبد الله و علي بن
    يزيد و القاسم أبو عبد الرحمن ، لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم .
    و قال الذهبي في " الضعفاء " :
    له صحيفة غرائب ، عن علي بن يزيد ، ليس بحجة .
    و قال في ترجمة " علي بن يزيد " و هو الألهاني :
    قال النسائي و الدارقطني : متروك .
    و قد أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/63 ) إلى تضعيف هذا الحديث و قال :
    رواه أحمد و الطبراني و البيهقي ، و قال : إن صح .
    (3/63)
    ________________________________________

    1065 - " النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفا من الله آتاه الله إيمانا يجد حلاوته
    في قلبه " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/177 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 21/1 ) عن إسحاق بن سيار النصيبي قال :
    أخبرنا إسحاق بن عبد الواحد الموصلي عن هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب
    ابن دثار عن صلة بن زفر عن حذيفة مرفوعا .
    ثم رواه من طريق إبراهيم يعني ابن سليمان قال : أخبرنا أرطاة بن حبيب قال :
    أخبرنا هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا .
    و رواه الحاكم ( 4/313 ـ 314 ) من طريق إسحاق بن عبد الواحد القرشي :
    حدثنا هشيم به ، و قال : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله :
    إسحاق واه ، و عبد الرحمن هو الواسطي ضعفوه .
    و قال المنذري ( 3/63 ) :
    خرجه الطبراني و الحاكم من رواية عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي و هو واه .
    قلت : فهو آفة الحديث لسلامة الطريق الأخرى عند القضاعي من إسحاق بن عبد الواحد
    و الواسطي ضعيف جدا ، و اتفقوا على تضعيفه كما قال النووي و غيره .
    (3/64)

    ________________________________________

    1066 - " أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا و الآخرة : قلب شاكر ، و لسان ذاكر
    و بدن على البلاء صابر ، و زوجة لا تبغيه خونا في نفسها و لا ماله " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/178 ) :


    ضعيف .

    أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الشكر " ( 5/2 ) : حدثنا محمود بن غيلان
    المروزي : أخبرنا المؤمل بن إسماعيل : أخبرنا حماد بن سلمة : أخبرنا حميد
    الطويل عن طلق بن حبيب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    فذكره .
    و هكذا أخرجه الطبراني أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة "
    ( 283/2 ) ، ثم أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( و رقم 7351 ) بإسناده
    المتقدم إلا أنه وقع فيه " موسى " بدل " المؤمل " ، و كذا وقع في " زوائد
    المعجمين " ( 1/163/1 ) و هو خطأ لا شك فيه ، لا أدري ممن هو ؟ و لعله من بعض
    النساخ القدامى ، فقد تورط به جماعة ، فحكموا على إسناد " الأوسط " بغير ما
    حكموا به على " الكبير " كما سيأتي ، و هو هو ! فإن شيخه فيهما واحد ، و هو
    الجنديسابوري ، و شيخ هذا كذلك ، و هو ابن غيلان المروزي ، و قد رواه عنه ابن
    أبي الدنيا كما رواه في " الكبير " فكان ذلك من المرجحات لروايته على رواية
    " الأوسط " و يؤيد ذلك أمران :
    الأول : أن الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمود بن غيلان به .
    أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/65 ) و في " الأربعين الصوفية " ( 58/2 ) :
    حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان : حدثنا الحسن بن سفيان به .
    و من طريق أبي نعيم رواه الضياء أيضا في " المختارة " .
    و الآخر : أن ابن غيلان قد توبع عليه ، فقال ابن أبي الدنيا في " كتاب الصبر "
    ( ق 43/2 ) : حدثنا محمود بن غيلان و الحسن بن الصباح قالا : حدثنا المؤمل بن
    إسماعيل به .
    قلت : و في هذا رد على الطبراني ، فإنه قال :
    لم يروه عن طلق إلا حميد ، و لا عنه إلا حماد ، و لا عنه إلا مؤمل و في الأصل
    موسى ، و قد عرفت خطأه ، تفرد به محمود .
    فقد تابعه الحسن بن الصباح ، و كأنه لذلك لم يذكر أبو نعيم هذا التفرد و إنما
    تفرد المؤمل ، فقال :
    غريب من حديث طلق ، لم يروه متصلا مرفوعا ، إلا مؤمل عن حماد .
    قلت : و هو ضعيف لكثرة خطئه ، و قد وصفه بكثرة الخطأ الإمام البخاري و الساجي
    و ابن سعد و الدارقطني ، و قال ابن نصر :
    إذا تفرد بحديث ، وجب أن يتوقف ، و يثبت فيه ، لأنه كان سيىء الحفظ ، كثير
    الغلط .
    و لخص ذلك الحافظ في " التقريب " فقال : صدوق سيء الحفظ .
    قلت : فمؤمل بن إسماعيل هذا هو علة هذا الحديث ، و قد تفرد به كما حققناه في
    هذا التخريج بما لم نسبق إليه و الفضل لله عز وجل ، فاسمع الآن ما قاله العلماء
    ، مما وصل إليه علمهم ، و هم على كل حال مجزيون خيرا إن شاء الله تعالى ، قال
    الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 3/67 ) :
    رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و إسنادهما جيد .
    و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/273 ) :
    رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و رجال الأوسط رجال الصحيح " .
    كذا قالا ; ظنا منهما أن المؤمل بن إسماعيل لم يتفرد به ، و أنه تابعه موسى بن
    إسماعيل ، في رواية " الأوسط " ، و لو صح ذلك ، لكان الإسناد جيدا ، رجاله رجال
    الصحيح ، لأن موسى بن إسماعيل و هو التبوذكي ثقة محتج به في " الصحيحين "
    و لكنه لا يصح ذلك ، لأن الرواية المشار إليها خطأ من بعض النساخ كما سبق
    تحقيقه ، و اغتر بكلام المنذري و الهيثمي بعض ما جاء بعدهما ، فقد أورده
    السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " الكبير " و البيهقي في
    " الشعب " و رمز لحسنه ! و نقل المناوي كلامهما المتقدم ، أعني المنذري
    و الهيثمي ، ثم قال :
    و بذلك يعرف أن إهمال المؤلف الطريق الصحيح ، و إيثاره الضعيف من سوء التصرف
    هذا و قد رمز لحسنه ! ، و أكد كلامه هذا و لخصه في " التيسير " بقوله :
    و بعض أسانيد الطبراني جيد ! ، و قلده الشيخ الغماري فأورد الحديث في " كنزه "
    ( 342 ) ! ، فتأمل كيف يقع الخطأ من الفرد ، ثم يغفل عنه الجماعة و يتتابعون
    و هم لا يشعرون ، ذلك ليصدق قول القائل : كم ترك الأول للآخر ، و يظل البحث
    العلمي مستمرا ، و لولا ذلك لجمدت القرائح ، و انقطع الخير عن الأمة .
    ثم إن للحديث طريقا أخرى ، و لكنها واهية جدا ، أخرجه أبو نعيم في " تاريخ
    أصبهان " ( 2/167 ) عن هشام بن عبيد الله الرازي : حدثنا الربيع بن بدر : حدثنا
    أبو مسعود : حدثني أنس بن مالك مرفوعا به .
    قلت : و هذا إسناد واه جدا :
    1 - هشام بن عبيد الله الرازي فيه ضعف .
    2 - الربيع بن بدر ، متروك شديد الضعف .
    3 - أبو مسعود هذا لم أعرفه .
    (3/65)
    ________________________________________


    1067 - " صلاة الجمعة بالمدينة كألف صلاة فيما سواها ، [ و صيام شهر رمضان في المدينة
    كصيام ألف شهر فيما سواها ] " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/180 ) :


    موضوع بهذا اللفظ .

    رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/57/2 ) و في " العلل الواهية "
    ( 2/86 ـ 87 ) و ابن النجار في " الدرر الثمينة في تاريخ المدينة " ( 337 ) عن
    عمر بن أبي بكر الموصلي عن القاسم بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن نافع عن
    ابن عمر مرفوعا ، و قال ابن الجوزي : لا يصح .
    قلت : و هذا سند مظلم مسلسل بمن هو متروك و كذاب :
    الأول : كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، قال الشافعي :
    ركن من أركان الكذب .
    الثاني : القاسم بن عبد الله و هو العمري المدني ، قال أحمد :
    كان يضع الحديث .
    الثالث : عمر بن أبي بكر الموصلي ، قال أبو حاتم :
    متروك الحديث ، ذاهب الحديث ، و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
    البيهقي في " الشعب " بزيادة في أوله : " صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما
    سواه إلا المسجد الحرام " ، و تعقبه شارحه المناوي بقوله :
    ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه ، و الأمر بخلافه ، فإنه عقبه بالقدح في
    سنده ، فقال : هذا إسناد ضعيف بمرة ، انتهى بلفظه ، فحذف المصنف له من سوء
    الصنيع .
    قلت : و قد كان من أحسن الصنيع أن يحذف السيوطي هذا الحديث من كتابه أصلا ،
    فإنه قد تعهد في مقدمته أن يصونه مما تفرد به كذاب أو وضاع ، و لكنه لم يوفق
    كثيرا في تنفيذ ما تعهد به ، غفر الله لنا و له ، فإن هذا الحديث فيه متروك
    و وضاع و كذاب ، كما شرحناه لك بما لا تجده في كتاب ، فالحمد لله الذي بنعمته
    تتم الصالحات .
    و لقد كان صنيع السيوطي في كتابه الآخر " الجامع الكبير " ، أقرب إلى الصواب
    فإنه قال فيه ( 2/61/2 ) :
    رواه البيهقي و ضعفه ، و ابن عساكر .
    فذكره التضعيف هنا و حذفه إياه من " الجامع الصغير " هو بلا شك من سوء الصنيع
    كما قال المناوي ، و لو عكس لكان أقرب إلى الصواب ، و إنما الصواب حقا أن يحكي
    التضعيف هنا و هناك ، ليسد بذلك الطريق على بعض المتأولين أو المغرضين و
    الخاطئين ، ألا ترى أنه قد وضع في آخر الحديث من نسخة " الجامع الصغير " التي
    عليها شرح المناوي ، فضلا عن غيرها حرف ( ح ) الرامز إلى أن الحديث حسن ؟ ! فلو
    أنه ذكر التضعيف المذكور لما تجرأ أحد أن يرمز له بالحسن ، لأنه حينئذ يناقض
    التصريح بالتضعيف ، فتأمل .
    و أما الزيادة التي زادها البيهقي ، فهي صحيحة ثابتة من حديث ابن عمر في " صحيح
    مسلم " و من حديث أبي هريرة في " الصحيحين " ، و في الباب عن جابر
    و أبي الدرداء و غيرهما ، و قد خرجتهما في " إرواء الغليل " ( رقم 1114 ـ 1115
    ) .
    (3/66)
    ________________________________________


    1068 - " أحفوا الشوارب و أعفوا اللحى ، و انتفوا الذي في الآناف " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/182 ) :


    ضعيف .

    رواه ابن عدي ( 102/1 ) عن حفص بن واقد اليربوعي : حدثنا إسماعيل بن مسلم عن
    عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا و قال بعد أن ساق لحفص هذا أحاديث أخرى :
    و هذه الأحاديث أنكر ما رأيت لحفص بن واقد ، و هذا الحديث قد رواه غير حفص بن
    واقد عنه .
    قلت : فالآفة من إسماعيل بن مسلم ، و الظاهر أنه المكي البصري الذي يكثر من
    الرواية عن الحسن البصري و هو ضعيف لسوء حفظه ، و الشطر الأول من الحديث صحيح
    ثابت من طريق جماعة من الصحابة ، و الشطر الثاني منه لم نره إلا من هذه الطريق
    و هي واهية ، و قد عزاه السيوطي لابن عدي و البيهقي فتعقبه المناوي بقوله :
    ظاهر صنيعه يوهم أن مخرجيه خرجاه و سكتا عليه ، و الأمر بخلافه ، بل تعقبه
    البيهقي بقوله : قال الإمام أحمد : هذا اللفظ الأخير غريب ، و في ثبوته نظر .
    انتهى .
    (3/67)
    ________________________________________

    1069 - " سيأتيكم عني أحاديث مختلفة ، فما جاءكم موافقا لكتاب الله و لسنتي فهو مني ،
    و ما جاءكم مخالفا لكتاب الله و لسنتي فليس مني " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/182 ) :

    ضعيف جدا .

    أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 200/2 ) و الدارقطني ( 513 ) و الخطيب في
    " الكفاية في علم الرواية " ( 430 ) عن صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن
    أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به .
    و قال ابن عدي و قد ذكر له أحاديث غير هذا :
    و هذه الأحاديث عن عبد العزيز غير محفوظة ، إنما يرويها عنه صالح بن موسى ،
    قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال النسائي :
    متروك الحديث .
    و في " الضعفاء " للذهبي : ضعفوه .
    و في " التقريب " : متروك .
    (3/68)

    1070 - " من سره أن ينظر إلى رجل قد أتى الردم فلينظر إلى هذا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/183 ) :

    ضعيف جدا .

    ________________________________________

    أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم 2089 ) قال : حدثنا عمرو بن مالك : أنبأ محمد
    ابن حمران : حدثنا عبد الملك بن نعامة الحنفي : عن يوسف بن أبي مريم الحنفي قال
    : بينا أنا قاعد مع أبي بكرة ، إذ جاء رجل فسلم عليه ، فقال : أما تعرفني ؟
    فقال له أبو بكرة : من أنت ؟ قال : تعلم رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
    فأخبره أنه رأى الردم ؟ فقال أبو بكرة : أنت هو ؟ قال نعم ، قال : اجلس حدثنا ،
    قال : انطلقت حتى انطلقت إلى أرض ليس لأهلها إلا الحديد يعلمونه ، فدخلت بيتا ،
    فاستلقيت فيه على ظهري ، و جعلت رجلي إلى جداره ، فلما كان عند غروب الشمس سمعت
    صوتا لم أسمع مثله فرعبت فجلست ، فقال لي رب البيت : لا تذعرن فإن هذا لا يضرك
    ، هذا صوت قوم ينصرفون هذه الساعة من عند هذا السد ، قال : فيسرك أن تراه ؟ قلت
    : نعم ، قال : فغدوت إليه ، فإذا لنة من حديد ، كل واحدة مثل الصخرة ، و إذا
    كأنه البرد المحبر ، و إذا مسامير مثل الجذوع ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه
    وسلم فأخبرته ، فقال : صفه لي ، فقلت : كأنه البرد المحبرة ، فقال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : فذكره ، قال أبو بكرة : صدق .
    و قال البزار :
    لا نعلم أحدا رواه إلا أبو بكرة و لا له إلا هذا الطريق .
    قلت : و هو ضعيف جدا ، فيه ضعف و جهالة .
    أما الضعف فهو من قبل عمرو بن مالك و هو الراسبي ترك التحديث عنه أبو حاتم
    و أبو زرعة ، و قال ابن عدي في " الكامل " ( ق 285/2 ) :
    منكر الحديث عن الثقات ، و يسرق الحديث .
    و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ، و لكنه قال :
    يغرب و يخطىء .
    قلت : فإذا كان من شأنه أنه يخطىء ، فإيراده في كتابه " الضعفاء " أولى به من
    " الثقات " كما لا يخفى ، و أما الجهالة ، فهو أن عبد الملك بن نعامة الحنفي لم
    أجد من ذكره ، و مثله شيخه يوسف بن أبي مريم الحنفي ، إلا أنه قد أورده ابن
    أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4/1/232 ) ، و لكنه بيض له ! و قد أشار إلى
    ما سبق الحافظ الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 8/134 ) :
    رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك ، تركه أبو زرعة و أبو حاتم ، و وثقه ابن
    حبان و قال : يخطىء و يغرب ، و فيه من لم أعرفه .
    (3/69)
    ***********************************
    يتبع ان شاء الله ...





  5. #5
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1071 - " يعاد الوضوء من الرعاف السائل " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/184 ) :

    موضوع .

    أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 427/2 ) عن يغنم بن سالم : حدثنا أنس بن
    مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال :
    يغنم يروي عن أنس مناكير ، و أحاديثه عامتها غير محفوظة .
    و قال ابن حبان :
    كان يضع على أنس بن مالك .
    و قال ابن يونس :
    حدث عن أنس فكذب .
    و قال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( رقم 244 ) :
    يغنم منكر الحديث ضعيفه .
    (3/70)
    ________________________________________
    1072 - " امسح برأس اليتيم هكذا إلى مقدم رأسه ، و من له أب هكذا إلى مؤخر رأسه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/185 ) :

    موضوع .

    رواه البخاري في " التاريخ " ( 1/1/97 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 381 )
    و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15/197/1 ) من طريق الخطيب و هذا في " تاريخه
    " ( 5/291 ) عن سلمة بن حيان العتكي : حدثنا صالح الناجي قال : كنت عند محمد بن
    سليمان أمير البصرة فقال : حدثني أبي عن جدي الأكبر - يعني ابن عباس -
    مرفوعا .
    أورده في ترجمة محمد بن سليمان هذا و قالا ، أعني الخطيب و ابن عساكر :
    لا يحفظ له غيره .
    و قال البخاري :
    منقطع يعني بين محمد بن سليمان ، و هو ابن علي بن عبد الله بن عباس ، و بين
    ابن عباس ، و قال العقيلي فيه :
    ليس يعرف بالنقل و حديثه هذا غير محفوظ و لا يعرف إلا به .
    و قال الذهبي عقب الحديث :
    هذا موضوع ، و أقره الحافظ في " اللسان " .
    و الانقطاع الذي أشار إليه البخاري إنما هو بالنظر إلى هذا الإسناد ، و إلا فقد
    رواه محمد بن مرزوق و إبراهيم بن مسلم بن رشيد قالا : حدثنا صالح الناجي به إلا
    أنه قال : حدثنا محمد بن سليمان عن أبيه عن جده عن ابن عباس ، و هذا موصول .
    أخرجه البزار في " مسنده " ( 1913 ـ كشف الأستار ) ، و قال :
    لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، و لا نعلم
    [ له ] إسنادا غير هذا الإسناد ، و إنما كتبناه لأنا لم نحفظه إلا من هذا الوجه
    و في لفظ لابن عساكر :
    " الصبي الذي له أب يمسح رأسه إلى الخلف ، و اليتيم يمسح رأسه إلى قدام " .
    و لفظ العقيلي :
    " يمسح اليتيم هكذا : و وصفه صالح من أوسط رأسه إلى جبهته و من له أب فهكذا
    و وصف صالح من جبهته إلى وسط رأسه " .
    أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8/163 ) من رواية " الأوسط " ، و الظاهر أنه سقط
    ذكر البزار قبله من الطابع أو الناسخ و قال :
    و فيه محمد بن سليمان و قد ذكروا هذا من مناكير حديثه .
    تنبيه على وهم نبيه :
    لقد تصحف هذا الحديث على الحافظ عبد الحق الإشبيلي ، فإنه أورده في " باب
    التيمم " من كتابه " الحكام " ( رقم 538 ـ منسوختي ) من طريق العقيلي بلفظ :
    " يمسح المتيمم هكذا .. " !
    و هذا من أغرب تصحيف وقفت عليه ، لا سيما من مثل هذا الحافظ ، و لست أدري كيف
    خفي هذا عليه مع أن معناه أكبر منبه عليه إذ لا قائل بالتيمم على الرأس ؟ لا
    سيما و تمام الحديث يؤكد ذلك : " و من له أب فهكذا .. " ! فجل من لا يسهو و لا
    ينسى ، ثم إن الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب و ابن
    عساكر ، و كأنه خفي عليه شهادة الحافظين المتقدمين : الذهبي و العسقلاني بوضعه
    ، و القلب يشهد بذلك ، والله المستعان .
    و في مسح رأس اليتيم حديث آخر من رواية أبي هريرة و غيره ، و هو مخرج في
    الصحيحة ( 854 ) .
    (3/71)
    ________________________________________
    1073 - " الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة ، و الصلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة ، و الصلاة في مسجد الراباطات ألف صلاة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/187 ) :

    موضوع .

    رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/46 ) عن عبد الرحيم بن حبيب : حدثنا داود بن
    عجلان : حدثنا إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن أنس مرفوعا ، و قال
    أبو نعيم :
    لم نكتبه إلا من حديث عبد الرحيم عن داود .
    قلت : و كلاهما متهم .
    أما داود فقال ابن حبان :
    يروي عن أبي عقال عن أنس المناكير الكثيرة و الأشياء الموضوعة " ، قال الحاكم
    و النقاش :
    روى عن أبي عقال أحاديث موضوعة .
    و أما عبد الرحيم بن حبيب ، فقال ابن حبان :
    لعله وضع أكثر من مائة حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    و قال أبو نعيم :
    روى عن ابن عيينة و بقية الموضوعات .
    قلت : و مع هذا فقد تجرأ السيوطي أو غفل فسود بهذا الحديث " الجامع الصغير " من
    رواية أبي نعيم وحده و لم يتعقبه المناوي بشيء غير أنه قال :
    إسناده ضعيف .
    فكأنه لم يقف على سنده فاكتفى بتضعيفه بناء على قاعدة : إن ما تفرد به أبو نعيم
    فهو ضعيف !
    و مما يستنكر في هذا الحديث قوله : إن الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم
    بعشرة آلاف ، و الثابت عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة الصحيحة
    أنها بألف صلاة و قد سقت هذه الأحاديث و خرجتها في " الثمر المستطاب في فقه
    السنة و الكتاب " ، ثم في " الإرواء " ( 971 و 1129 ) .
    (3/72)
    ________________________________________
    1074 - " خذ هذا الدم فادفنه من الدواب و الطير ، أو قال : الناس و الدواب " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/188 ) :

    ضعيف .

    أخرجه المحاملي في آخر مجلس من " الأمالي " ( ق 229/1 ) و ابن حيويه الخزاز في
    " حديثه " ( 1/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 41/1 ) ، و البيهقي في " السنن
    الكبرى " ( 7/67 ) و السياق له من طريق بريه بن عمر بن سفينة عن أبيه ( سقط من
    " السنن " : عن أبيه ) عن جده قال :
    احتجم النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال لي : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
    لا يعرف ، و قال أبو زرعة : صدوق ، و قال البخاري : إسناده مجهول .
    و أورده العقيلي في " الضعفاء " ( ص 282 ) و قال :
    حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا به .
    و الآخرى : ابنه بريه مصغرا ، و اسمه إبراهيم ، أورده العقيلي أيضا ( ص 61 )
    و قال :
    لا يتابع على حديثه ، و قال ابن عدي :
    له أحاديث يسيرة غير ما ذكرت ، و لم أجد للمتكلمين في الرجال لأحد منهم فيه
    كلاما ، و أحاديثه لا يتابعه عليها الثقات ، و أرجو أنه لا بأس به .
    و قال الذهبي في " الميزان " :
    ضعفه الدارقطني ، و قال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به .
    و قال أيضا :
    و تفرد بريه عن أبيه بمناكير .
    و الحديث ضعفه عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( رقم 576 ـ من نسختي و تحقيقي
    ) ، و سكت عليه الحافظ في " التلخيص " ( ص 10 ) فلم يجد .
    (3/73)
    ________________________________________
    1075 - " ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ، و لا يرفع لهم إلى السماء حسنة : العبد الآنق
    حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم ، و المرأة الساخط عليها زوجها حتى
    يرضى و السكران حتى يصحو " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/189 ) :

    ضعيف .

    رواه ابن عدي في " الكامل " ( ق 149/1 ) و ابن خزيمة ( 940 ) و ابن حبان في
    " صحيحه " ( 1297 ) و ابن عساكر ( 12/5/1 ) عن هشام بن عمار : حدثنا الوليد بن
    مسلم : حدثنا زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا به .
    ذكره ابن عدي في ترجمة زهير هذا ، و قال عقبه :
    رواه ابن مصفا أيضا عن الوليد .
    قلت و خالفهما في إسناده موسى بن أيوب و هو أبو عمران النصيبي الأنطاكي فقال :
    حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به
    أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم ـ 9385 ) و قال :
    لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد .
    قلت : و أنا أظن أن هذا الاضطراب و الاختلاف في إسناده إنما هو من زهير بن
    محمد نفسه و هو الخراساني الشامي ، فإن الراوي عنه الوليد بن مسلم ثقة ، و كذلك
    الرواة عنه كلهم ثقات ، و هم شاميون جميعا ، و قد قال الحافظ في ترجمته من
    " التقريب " :
    سكن الشام ثم الحجاز ، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة ، فضعف بسببها ، قال
    البخاري عن أحمد : كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر ، و قال أبو حاتم :
    حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه .
    و قال الذهبي في " الضعفاء " :
    ثقة فيه لين .
    و الحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 3/78 ـ 79 ) :
    رواه الطبراني في " الأوسط " من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل ، و ابن خزيمة
    و ابن حبان في " صحيحيهما " من رواية زهير بن محمد .
    قلت : و هذا التخريج يوهم أن الطبراني ليس في روايته زهير بن محمد و هو خلاف
    الواقع ، فإن زهيرا في رواية الجميع ، إلا أن شيخه عند الطبراني هو ابن عقيل ،
    و عند ابن حبان و كذا ابن خزيمة محمد بن المنكدر و ذلك من اضطراب زهير كما بينا
    و ذكر المناوي في " شرحيه " عن الذهبي أنه قال في " المهذب " :
    هذا من مناكير زهير .
    و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/31 ) :
    " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن عقيل ، و حديثه حسن و فيه ضعف
    و بقية رجاله ثقات .
    كذا قال ، و علة الحديث لين زهير و اضطرابه في سنده ، و لولا ذلك لكان الحديث
    ثابتا ، و لبيان هذه الحقيقة التي قد لا تجدها في غير هذا المكان كتبنا ما سبق
    ، والله هو الموفق ، و الحديث مما أورده الغماري في " كنزه " خلافا لشرطه !
    (3/74)
    ________________________________________
    1076 - " على كل ميسم من الإنسان صلاة ، فقال رجل من القوم : هذا شديد و من يطيق هذا ؟
    قال : أمر بالمعروف و نهي عن المنكر صلاة ، و إن حملا عن الضعيف صلاة ، و إن كل
    خطوة يخطوها أحدكم إلى صلاة صلاة " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/190 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 129/2 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1497 )
    و أبو الحسن محمد بن محمد البزار البغدادي في " جزء من حديثه " ( ق 174/1 )
    و ابن مردويه في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( ق 191/2 ) من طرق عن سماك عن
    عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لأن سماكا ، و إن كان من رجال مسلم ففيه ضعف من قبل
    حفظه ، و خصوصا في روايته عن عكرمة ، قال الحافظ في " التقريب " :
    صدوق ، و روايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، و قد تغير بآخره ، فكان ربما يلقن
    و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " بهذا اللفظ ، ثم قال ( 3/104 ) :
    رواه أبو يعلى و البزار و الطبراني في " الكبير " و " الصغير " بنحوه ، و زاد
    فيها : " و يجزي من ذلك كله ركعتا الضحى " ، و رجال أبي يعلى رجال الصحيح .
    قلنا : و لنا على هذا الكلام ملاحظات :
    الأولى : أن قوله : و رجال أبي يعلى رجال الصحيح ، يوهم أنهم ثقات جميعا ،
    و ليس كذلك ، لحال رواية سماك عن عكرمة ، كما بينا .
    الثانية : أن قوله في رواية الطبراني : " بنحوه " ، يشعر بأن الحديث عنده
    بتمامه في المعنى ، و إنما هو عنده مختصر جدا و لفظه :
    " على كل سلامي من بني آدم في كل يوم صدقة ، و يجزي من ذلك كله ركعتا الضحى " .
    فكان الأولى أن يقول : مختصرا مكان بنحوه .
    و الحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 1/126 ) :
    رواه ابن خزيمة في " صحيحه " .
    قلت : و أشار المنذري إلى أنه حديث صحيح أو حسن أو قريب من أحدهما بتصدير إياه
    بلفظة " عن " و اغتر به مؤلف " الكنز " فأورده فيه ( 2167 ) !
    فالحديث ضعيف الإسناد ، ضعيف المتن بهذا اللفظ " صلاة " ، و هو صحيح بلفظ
    " صدقة " من حديث أبي ذر و غيره عند مسلم و غيره ، فاقتضى التنبيه على ذلك ،
    و هو مخرج في " الصحيحة " ( برقم 577 ) و قبله أحاديث أخرى بمعناه ، فراجعها إن
    شئت ، ثم إن الهيثمي أورد الحديث بلفظ : " يصبح على كل .. " .
    و ليس في نسختنا من " مسند أبي يعلى " لفظ يصبح ، و لا في شيء من المصادر
    الأخرى التي عزونا الحديث إليها ، نعم هو في حديث أبي ذر الذي أشرنا إليه .
    و وقع في " المجمع " : مسلم بدل ميسم و هو خطأ مطبعي .
    (3/75)
    ________________________________________
    1077 - " من قال : جزى الله عنا محمدا صلى الله عليه وسلم بما هو أهله ، أتعب سبعين كاتبا ألف صباح " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/192 ) :

    ضعيف جدا .

    أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/124/2 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية "
    ( 3/206 ) و ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( ق 260/1 ) و أبو نعيم أيضا
    في " أخبار أصبهان " ( 2/230 ) من طرق عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول
    الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    و قال أبو نعيم :
    حديث غريب من حديث عكرمة ، و جعفر ، و معاوية ، تفرد به هانىء .
    قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن حبان :
    كان تدخل عليه المناكير ، و كثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال ، فمن مناكيره
    ... " .
    قلت : ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، و أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/102 ) و لم
    يذكر فيه جرحا ، و لكنه قال :
    سألت أبي عنه فقال : أدركته و لم أسمع منه ، و في نسخة : " و لم أكتب عنه "
    و هي الموافقة لما نقله الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم .
    قلت : و كأن أبا حاتم رحمه الله يشير إلى أنه أعرض عنه و تركه ، والله أعلم .
    (3/76)
    ________________________________________
    1078 - " يا عجبا كل العجب للشاك في قدرة الله و هو يرى خلقه ، بل عجبا كل العجب
    للمكذب بالنشأة الأخرى و هو يرى الأولى ، و يا عجبا كل العجب للمكذب بنشور
    الموت و هو يموت كل يوم و في كل ليلة و يحيى ، و يا عجبا كل العجب للمصدق بدار
    الخلود و هو يسعى لدار الغرور ، و يا عجبا كل العجب للمختال الفخور ، و إنما
    خلق من نطفة ، ثم يعود جيفة و هو بين ذلك لا يدري ما يفعل به " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/193 ) :

    موضوع .

    رواه القضاعي ( 49/1 ـ 2 ) عن موسى الصغير عن عمرو بن مرة عن
    أبي جعفر عبد الله بن مسور الهاشمي مرفوعا .
    قلت : و هذا حديث موضوع ، آفته عبد الله بن مسور هذا ، و هو من أتباع التابعين
    كذاب وضاع ، رماه بذلك جماعة من الأئمة كأحمد و البخاري و النسائي و غيرهم ،
    و كان يفتعل ذلك حسبة ! قال ابن المديني :
    كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لا يضع إلا ما فيه أدب أو
    زهد ، فيقال له في ذلك ؟ فيقول : إن فيه أجرا !
    قلت : و هذا الحديث من اختلاقه ، فإن علامات الوضع عليه لائحة ، قبحه الله
    و قبح أمثاله من الكذابين الذين شوهوا جمال حديث النبي صلى الله عليه وسلم ،
    بما أدخلوا فيه من الغرائب و الأباطيل .
    و قد جاء هذا الحديث في كتاب " المنازل و الديار " ( ص 102 ) من المخطوطة التي
    قام بطبعها المكتب الإسلامي في دمشق .
    (3/77)
    ________________________________________
    1079 - " آمرك بالوالدين خيرا ، قال : والذي بعثك بالحق نبيا لأجاهدن ، و لأتركهما !
    قال : أنت أعلم " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/193 ) :

    منكر بهذا السياق .

    أخرجه أحمد ( 2/172 ) من طريق ابن لهيعة : حدثني حيي بن عبد الله أن أبا
    عبد الله أن أبا عبد الرحمن حدثه أن عبد الله بن عمرو قال :
    " إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال ؟ فقال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة ، ثم قال : مه ؟ قال : الصلاة ، ثم قال
    : مه ؟ قال : الصلاة ، ثلاث مرات ، قال : فلما غلب عليه ، قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : الجهاد في سبيل الله ، قال الرجل : فإن لي والدين ، قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ابن لهيعة ضعيف سيىء الحفظ .
    و المحفوظ في هذا الحديث من طرق أخرى عن ابن عمرو بلفظ :
    " فقال : أحي والدك ، قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد " .
    أخرجه الشيخان و غيرهما ، و قد ذكرت طرقه و شواهده في " إرواء الغليل "
    ( رقم 1199 ) ، فقوله في هذا الحديث :
    " أنت أعلم " مخالف لقوله : " ففيهما فجاهد " فهو منكر بهذا اللفظ ، والله أعلم
    ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن حبان ( 258 ) من طريق ابن وهب : أخبرني حيي بن
    عبد الله فإنه مختلف فيه ، قال ابن معين :
    ليس به بأس ، و قال ابن عدي :
    أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة ، و قال أحمد :
    أحاديثه مناكير ، و قال البخاري :
    فيه نظر ، و قال النسائي : ليس بالقوي .
    قلت : فمثله لا يحتج به عند المخالفة ، والله أعلم .
    (3/78)
    ________________________________________
    1080 - " ليست بشجرة نبات ، إنما هم بنو فلان ، إذا ملكوا جاروا ، و إذا ائتمنوا خانوا ، ثم ضرب بيده على ظهر العباس ، قال : فيخرج الله من ظهرك يا عم ! رجلا يكون هلاكم على يديه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/194 ) :

    موضوع .

    أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 3/343 ) عن محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا
    عبد الله بن الضحاك الهدادي : حدثني هشام بن محمد الكلبي أنه كان عند المعتصم
    في أول أيام المأمون حين قدم المأمون بغداد ، فذكر قوما بسوء السيرة فقلت له :
    أيها الأمير ! إن الله تعالى أمهلهم فطغوا ، و حلم عنهم فبغوا ، فقال لي :
    حدثني أبي الرشيد عن جدي المهدي عن أبيه المنصور عن أبيه محمد بن علي عن
    علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه :
    " أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم ،
    فعرف الغضب في وجهه ، ثم قرأ : *( و الشجرة الملعونة في القرآن )* ، فقيل له :
    أي الشجر هي يا رسول الله حتى نجتثها ؟ فقال : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد موضوع فيه آفات :
    أولا : المنصور و غيره من الملوك العباسيين لا يعرف حالهم في الحديث .
    ثانيا : هشام بن محمد الكلبي ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
    تركوه كأبيه ، و كان رافضيا .
    ثالثا : عبد الله بن الضحاك الهدادي ، لم أجد له ترجمة ، و لم يورده السمعاني
    في هذه النسبة ( الهدادي ) .
    رابعا : محمد بن زكريا الغلابي أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
    قال الدارقطني : كان يضع الحديث .
    و ساق له الذهبي في " الميزان " حديثا في فضل الحسين رضي الله عنه ، ثم قال :
    فهذا كذب من الغلابي .
    قلت : و هذا الحديث كذلك ، فهو الذي اختلقه ، أو الكلبي الرافضي ، فإنه ظاهر
    البطلان ، لما تضمنه من تحريف الكلم عن مواضعه ، و تأويل قوله تعالى :
    *( و الشجرة الملعونة في القرآن )* بأن المراد بها بنو أمية ، و إنما هي شجرة
    الزقوم كما في " صحيح البخاري " عن ابن عباس رضي الله عنه :
    *( و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس )* قال : هي رؤيا عين أريها
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، *( و الشجرة الملعونة )* شجرة
    الزقوم .
    و مثل هذا الحديث في البطلان ; ما روى ابن جرير الطبري قال :
    حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة : حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد :
    حدثني أبي عن جدي قال :
    " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود ،
    فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات ، قال : و أنزل الله في ذلك *( و ما جعلنا
    الرؤيا التي أريناك إلا فتنة )* الآية " .
    و هذا السند ضعيف جدا كما قال الحافظ ابن كثير :
    فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك ، و شيخه أيضا ضعيف بالكلية ، و لهذا اختار
    ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء ، و أن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ،
    قال : لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ، أي في الرؤيا و الشجرة .
    هذا حال هذين الحديثين في الضعف بل البطلان ، و مع ذلك ، فإننا لا نزال نرى بعض
    الشيعة في العصر الحاضر يروون مثل هذه الأحاديث ، و يحتجون بها على تكفير
    معاوية رضي الله عنه مثل المعلق على كتاب " أصول الكافي " للكليني المتعبد لغير
    الله ، المسمى بعبد الحسين المظفر ، فإنه كتب ; بل سود صفحتين كاملتين في لعن
    معاوية و تكفيره ، و أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بموته على غير السنة ،
    و أنه أمر بقتله ، ساق ( ص 23 ـ 24 ) في تأييد ذلك ما شاء له هواه من الآثار
    الموضوعة و الأحاديث الباطلة ، منها هذان الحديثان الباطلان ، و لذلك بادرت إلى
    بيان حالهما نصحا لناس ، و غالب الظن أن عبد الحسين هذا لا يعلم حال إسنادهما ،
    و لئن علم فما يمنعه ذلك من الاحتجاج بهما مع بطلانهما لأن الغاية عند أمثاله
    تبرر الوسيلة ، و الغاية لعن معاوية و تكفيره و لو بالاعتماد على الأحاديث
    الموضوعة ، و الشيعة قد عرفوا بذلك منذ زمن بعيد كما بينه شيخ الإسلام ابن
    تيمية في كتبه .
    و إنما رجحت أنه لا يعلم ذلك لأنني رأيت تعليقاته تدل على ذلك ، فها هو - مثلا
    - يقول في أول تعليق له على الكتاب و قد قال راويه عن الكليني : أخبرنا أبو
    جعفر محمد بن يعقوب الكليني :
    الذي يقول : أخبرنا هو أحد رواة " الكافي " .. أو القائل هو المصنف رحمه الله
    على عادة كثير من المؤلفين القدماء !
    فأين هذه العادة المزعومة ، و هل يعقل في المؤلف الكليني مثلا ، أن يقول عن
    نفسه : أخبرنا الكليني ؟ ! ذلك مبلغه من العلم ، و حق لمن ينصب العداء لأصحاب
    رسول الله صلى الله عليه وسلم و ناشري الإسلام في الأرض ، أن يكون في تلك
    المنزلة من العلم !
    (3/79)
    *************************************
    يتبع ان شاء الله ......




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  6. #6
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1081 - " من عمل بالمقاييس فقد هلك و أهلك ، و من أفتى الناس بغير علم ، و هو لا يعلم الناسخ و المنسوخ ، و المحكم من المتشابه ، فقد هلك و أهلك " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/197 ) :

    باطل .

    رواه الكليني الشيعي في " أصول الكافي " ( رقم 104 ـ طبعة النجف ) ، قال : علي
    ابن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود بن فرقد عمن حدثه عن ابن شبرمة
    قال : ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليه السلام إلا كاد أن يتصدع قلبي
    ، قال : حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن شبرمة :
    و أقسم بالله ما كذب أبوه على جده ، و لا جده على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : قال المعلق عليه عبد الحسين المظفر الشيعي :
    ضعيف إسناده .
    يعني من أجل شيخ داود بن فرقد ، فإنه لم يسم .
    قلت : و ليس هذا فقط ، فإن كل من دونه مجاهيل لا يعرفون لا عندنا و لا عندهم .
    فهذا داود بن فرقد أورده الطوسي في " الفهرست " و لم يزد في ترجمته على قوله
    ( رقم 274 ) : له كتاب ! ، و يونس هو ابن عبد الرحمن مولى آل يقطن ، قال الطوسي
    ( 789 ) : له كتب كثيرة ، أكثر من ثلاثين كتابا ، قال أبو جعفر بن بابويه :
    سمعت ابن الوليد رحمه الله يقول : كتب يونس بن عبد الرحمن التي هي بالروايات
    كلها صحيحة يعتمد عليها ، إلا ما ينفرد به محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس ، و لم
    يروه غيره فإنه لا يعتمد عليه ، و لا يفتى به " .
    و أما محمد بن عيسى فهو ابن عبيد اليقطيني ، فقد عرفت شيئا من حاله عندهم من
    الترجمة السابقة ، و قال الطوسي في ترجمته ( 601 ) :
    ضعيف ، استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه عن رجال " نوادر الحكمة "
    و قال : لا أروي ما يختص برواياته ، و قيل : إنه كان يذهب مذهب الغلاة .
    و أما علي بن إبراهيم فهو ابن هاشم القمي قال الطوسي ( 370 ) :
    له كتب ، منها كتاب التفسير و ... و ... أخبرنا بجميعها جماعة و محمد بن علي
    ماجيلو به عن علي بن إبراهيم إلا حديثا واحدا استثناه من " كتاب الشرائع " في
    تحريم لحم البعير ، و قال : لا أرويه لأنه محال !
    و أورده الذهبي في " الميزان " و قال :
    رافضي جلد ، له تفسير فيه مصائب .
    و أقره الحافظ ابن حجر في " اللسان " .
    و أما الكليني مؤلف " الأصول " فهو إمام عندهم ، و قد ترجمه الطوسي فقال ( 591
    ) :
    يكنى أبا جعفر ، ثقة عارف بالأخبار ، له كتب منها كتاب " الكافي " يشتمل على
    ثلاثين كتاب أوله كتاب العقل .. و آخره " كتاب الروضة " ، توفي سنة ثمان
    و عشرين و ثلاثمائة .
    قلت : و هو من رجال " لسان الميزان " و لم يوثقه ، فكأنه مستور عنده ، و كذلك
    صنع الذهبي في " سير النبلاء " فقال ( 10/124 ـ من المصورة ) :
    شيخ الشيعة و عالم الإمامية صاحب التصانيف ، و كان ببغداد و بها توفي سنة 328 و
    كتابه " الكافي " ينقسم إلى قسمين " أصول الكافي " و " فروع الكافي " و قد طبع
    كل منهما أكثر من مرة ، و طبع الأول مع تعليقات عليه و تخريج بقلم
    عبد الحسين المظفر في النجف سنة ( 1376 ) ، وقفت على الجزء الأول و الثاني منه
    فيهما ( 211 ) حديثا ، غالبه غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
    و كتابهم هذا " الكافي " له المنزلة الأولى من بين كتب الحديث الأربعة المعروفة
    عندهم ، حتى لقد ذكر عبد الحسين المذكور في مقدمة التعليق ( ص 13 ) أنه ورد فيه
    كما قيل عن إمامنا المنتظر عجل الله فرجه ( ! ) : " الكافي كاف لشيعتنا " و من
    المشهور عنهم أنه بمنزلة " صحيح البخاري " عندنا ! بل صرح لي أحد دعاتهم و هو
    الشيخ طالب الرفاعي النجفي أنه أصح عندهم من البخاري !!
    و ذكر أيضا في المقدمة المذكورة أن أحاديثه بلغت زهاء سبعة عشر ألف حديث ! و في
    هذا العدد من المبالغة و التهويل على من درس أحاديث الكتاب و أمعن النظر في
    متونها ، فقد تتبعت أحاديث الجزأين المذكورين البالغ عددها ( 211 ) ، فوجدت
    غالبا موقوفا على علي رضي الله عنه و بعض أهل بيته ، كأبي عبد الله زين
    العابدين و أبي جعفر الباقر رضي الله عنهم أجمعين ، و المرفوع منها نحو ثلاثة
    و عشرين حديثا خمسة منها في الجزء الأول ، و الباقي في الثاني ، أي بنسبة عشرة
    في المائة تقريبا ، و إليك أرقامها : ( 9 و 11 و 15 و 25 و 28 و 35 و 39 و 44
    و 50 و 57 و 80 و 87 و 104 و 107 و 108 و 115 و 119 و 127 و 159 و 161 و 190
    و 199 ) .
    و لتعلم أيها القارئ الكريم مدى صحة قولهم أن هذا الكتاب أصح من " صحيح البخاري
    " أو على الأقل هو مثله عندهم ، أذكر لك الحقيقة الآتية :
    و هي أن هذا العدد من الأحاديث المرفوعة ، لا يثبت إسناد شيء منها لضعف رجالها
    ، و انقطاع إسنادها ، كما بينه المعلق عليه نفسه في تعليقه على كل حديث منها ،
    حاشا الأحاديث ( 57 ، 80 ، 199 ) ، فقد قواها ، و هي مع ذلك لا تثبت أمام النقد
    لا لعلمي النزيه ! و خذ هذه الشهادة الآتية ، التي تبين لك بوضوح حقيقة ذلك
    القول ، و هي من المعلق عبد الحسين فقد قال بعد ما ذكر عناية الشيعة بالكتاب
    شرحا و اختصارا
    و نقدا ( ص 19 ) :
    و كفاك لتعرف مدى العناية بنقده أنهم أحصوا ما يشتمل عليه من الأحاديث ، فكان
    مجموعها ( 16.199 ) حديثا ، ثم أحصوا ما فيه من أنواع الأحاديث من جهة التوثيق
    و التصحيح ، فعدوا الأخبار الصحيحة فكانت ( 5073 ) أي أقل من الثلث ، و عدوا
    الأخبار الضعيفة ، فكانت ( 9485 ) أي أكثر من النصف ، و ذلك عدا الموثق و القوي
    و المرسل ، فانظر إلى أي مدى بلغ نقده !
    فأقول : بخ بخ لكتابهم " الصحيح " و أكثر من نصف أحاديثه يعني المرفوعة
    و الموقوفة على أئمتهم غير صحيح ! يشهد بذلك أشد الناس تعصبا له ، و دفاعا عنه
    ! *( و شاهد شاهد من أهلها )* .
    و أنا إنما قدمت لك هذا الحديث ، كمثال على تلك الأحاديث الضعيفة سندا ، لتعلم
    أن فيها ما يقطع المبتدئ بهذا العلم الشريف ببطلانها متنا ، فإن الألفاظ التي
    وردت فيه " الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه " هي كالألفاظ الأخرى التي
    اصطلح عليها أهل العلم ، مثل " العام و الخاص ، و المطلق و المقيد " و نحوها
    مما أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لهي أكبر دليل على أنه حديث باطل
    موضوع ، لم يقله صلى الله عليه وسلم ، و لا حدث به جعفر بن محمد عن أبيه رضي
    الله عنهما ، و لا رواه ابن شبرمة ، فإنه ثقة فقيه ، و هو أتقى من أن يروي
    الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما هو من اختلاق بعض من دونه من
    الشيعة من الضعفاء و المجهولين ، و فيهم بعض الغلاة و الرافضة كما تقدم .
    و كأن واضع هذا الحديث عامله الله بما يستحق وضعه ليمهد به لقبول الطعن في أبي
    حنيفة الإمام رحمه الله تعالى باعتباره أنه يكثر من استعمال القياس ، فقد روى
    الكليني في كتابه ( رقم 166 و 170 ) بإسنادين له عن أبي الحسن موسى بن جعفر
    الكاظم أنه قال :
    لعن الله أبا حنيفة كان يقول : قال علي ، و قلت أنا ، و قالت الصحابة ، و قلت ،
    و قد حسن أحد إسناديه المعلق عليه عبد الحسين ، و هو غير حسن لأن الكليني رواه
    عن شيخه علي بن إبراهيم و هو القمي الذي روى حديث تحريم لحم البعير الذي حكم
    الطوسي الشيعي عليه بأنه محال كما سبق في ترجمته قريبا ( ص 198 ) ، و هذا يرويه
    عن أبيه إبراهيم و هو ابن هاشم القمي ، و هو مجهول الحال أورده الطوسي في "
    الفهرست " ( رقم 6 ) ثم الحافظ في " اللسان " و لم يذكرا فيه توثيقا .
    و هذا يرويه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم .
    و محمد بن حكيم مجهول العين ، ليس له ذكر عندنا أصلا ، و لما أورده الطوسي برقم
    ( 633 و 666 ) لم يزد على قوله :
    له كتاب ! بمثل هذا السند يروي الشيعة عن أئمة أهل البيت الطعن بل اللعن في
    أئمة المسلمين ، فإذا أنكرنا أن يصدر ذلك عن أحد من عامة أهل البيت فضلا عن
    أئمتهم ، قالوا : بلى ذلك مروي عندنا عنهم ، فإذا قلنا : *( هاتوا برهانكم إن
    كنتم صادقين )* وجموا ! و ليس ذلك غريبا منهم ، ما داموا أنهم لا يتورعون عن
    الجهر بتكفير معاوية رضي الله عنه ، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله ، و لا
    عن تفسيق كبار الصحابة كأبي بكر و عمر و عائشة رضي الله عنهم ، و قد سمعت ذلك
    من بعضهم ، ثم هم مع ذلك كله يتظاهرون بالدعوة إلى التفاهم و التقارب ، فهلا
    تركوا للصلح مجالا ؟ !
    (3/80)
    ________________________________________
    1082 - " من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد ، و من أنكر نزول عيسى بن مريم فقد كفر ، و من أنكر خروج الدجال فقد كفر ، و من لم يؤمن بالقدر خيره و شره فقد كفر ، فإن جبريل عليه السلام أخبرني بأن الله تعالى يقول : من لم
    يؤمن بالقدر خيره و شره فليتخذ ربا غيري " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/201 ) :

    باطل .

    رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح معاني الآثار " ( 265/1 - 2 ) : حدثنا محمد
    ابن الحسن بن علي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد : حدثنا إسماعيل
    ابن أبي إدريس : حدثنا مالك بن أنس : حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا
    قلت : و هذا حديث باطل ، المتهم به شيخ الكلاباذي محمد بن الحسن ، أو شيخه
    الحسين بن محمد بن أحمد ، فقد جاء في " الميزان " :
    محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري ، عن وراق الحميدي ، فذكر حديثا
    موضوعا في الدعاء عند الملتزم ، و أقره الحافظ في " اللسان " و زاد عليه فقال
    : و وجدت في " كتاب معاني الأخبار " للكلاباذي خبرا موضوعا .
    ثم ذكره بإسناد كما نقلناه عنه ، إلا أنه وقع فيه عنده تحريف في بعض الأسماء ،
    و قال عقبه مشيرا إلى الأنصاري هذا الذي ترجمه الذهبي :
    و قد غلب على ظني أنه هذا ، و شيخه ما عرفته بعد البحث عنه .
    و قال في ترجمة شيخه الحسين بن محمد بن أحمد :
    عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك بخبر باطل مضى ذكره قفي ترجمة محمد بن الحسن
    ابن علي بن راشد .
    و قوله : " مضى " سبق قلم منه رحمه الله ، و الصواب : " يأتي " كما هو ظاهر ،
    و قول المصحح في تعليقه على " اللسان " :
    هكذا في الأصل ، و لكن كيف يمكن مضيه من قبل ، و لم يأت إلى الآن من اسمه
    محمد ؟ ! فلعله تصحيف اسم آخر .
    و أقول : لا تصحيف ، و لو رجع إلى ترجمة محمد بن الحسن ، لوجد فيها الحديث
    المشار إليه ، و لعلم أن الخطأ في قوله " مضى " ، والله أعلم .
    و اعلم أن الإيمان بكل ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي ، و نزول عيسى ،
    و بالقدر خيره و شره ، كل ذلك واجب الإيمان به ، لثبوته في الكتاب و السنة ،
    و لكن ليس هناك نص في أن " من أنكر ذلك فقد كفر " ، و من أجل هذا أوردت الحديث
    و بينت وضعه ، و هو ظاهر الوضع ، و كأنه من وضع بعض المحدثين أو غيره من الجهلة
    ، وضعه ليقيم به الحجة على منكري ذلك من ذوي الأهواء و المعتزلة ، و لن تقوم
    الحجة على أحد بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و الافتراء على الله
    تعالى ، فقاتل الله الوضاعين ما أجرأهم على الله عز وجل .
    و التكفير ليس بالأمر السهل ، نعم من أنكر ما ثبت من الدين بالضرورة بعدما قامت
    الحجة عليه ، فهو الكافر الذي يتحقق فيه حقيقة معنى كفر ، و أما من أنكر شيئا
    لعدم ثبوته عنده ، أو لشبهة من حيث المعنى ، فهو ضال ، و ليس بكافر مرتد عن
    الدين شأنه في ذلك شأن من ينكر أي حديث صحيح عند أهل العلم ، والله أعلم .
    (3/81)
    ________________________________________
    1083 - " إذا حدثتم عني حديثا يوافق الحق فخذوا به ، حدثت به أو لم أحدث به " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/203 ) :

    موضوع .

    أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 9 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 4/78/2 )
    و ابن حزم في " الأحكام " ( 2/78 ) من طريق أشعث بن براز عن قتادة عن عبد الله
    ابن شقيق عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال العقيلي :
    ليس بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد يصح ، و للأشعث هذا غير
    حديث منكر .
    و قال ابن حزم عقبه : كذاب ساقط ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من
    طريق العقيلي و ذكر كلامه المتقدم و زاد :
    و قال يحيى : هذا الحديث وضعته الزنادقة ، و قال الخطابي : لا أصل له ، و روي
    من حديث يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عن ثوبان ، و يزيد مجهول ، و أبو الأشعث
    لا يروي عن ثوبان .
    و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1/213 ) بقوله :
    قلت : هذا الطريق أخرجه ( هنا بياض في الأصل ) و قول المؤلف أن يزيد مجهول
    مردود ، فإنه له ترجمة في " الميزان " و قد ضعفه الأكثر ، و قال ابن عدي : أرجو
    أنه لا بأس به ، و قال أبو مسهر : كان يزيد بن ربيعة فقيها غير متهم ، ما ينكر
    عليه أنه أدرك أبا الأشعث ، و لكن أخشى عليه سوء الحفظ و الوهم ، و قوله : إن
    أبا الأشعث لا يروي عن ثوبان مردود ، فقد روى أبو النضر : حدثنا يزيد بن ربيعة
    : حدثنا أبو الأشعث الصنعاني قال : سمعت ثوبان يحدث عن النبي صلى الله عليه
    وسلم أنه قال : " قبل الجبار فيثني رجله على الجسر " . الحديث .
    قلت : في " الميزان " جملة حذفها السيوطي ، و ليس ذلك بجيد ، لا سيما و هي
    تخالف ما يتجه إليه من تمشية حال يزيد هذا ، فقال الذهبي :
    و قال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة ، و أما ابن عدي فقال : أرجو
    أنه لا بأس به ، و فيه إشعار بأن الذهبي لم يتبن قول ابن عدي هذا ، و يؤيده أنه
    أورد المترجم في " الضعفاء " و قال :
    قال البخاري : أحاديثه منكرة ، و قال النسائي : متروك .
    و قد ساق له في " الميزان " أحاديث مما أنكر عليه ، هذا أحدها ، ثم قال فيه :
    منكر جدا .
    ثم ذكر السيوطي للحديثين ثلاث طرق أخرى عن أبي هريرة أحدها واه جدا ، و الثاني
    معلول ، و الثالث ضعيف مع أنه أخطأ في سنده فلابد من سوقها لبيان حقيقة أمرها .
    (3/82)
    ________________________________________
    1084 - " لا أعرفن ما يحدث أحدكم عني الحديث ، و هو متكيء على أريكته فيقول : أقرأ قرآنا ! ما قيل من قول حسن فأنا قلته " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/204 ) :

    ضعيف جدا .



    أخرجه ابن ماجه ( 21 ) : حدثنا علي بن المنذر : حدثنا محمد بن الفضيل : حدثنا
    المقبري عن جده عن أبي هريرة مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد واه جدا ، رجاله كلهم ثقات غير المقبري ، و هو عبد الله بن
    سعيد بن أبي سعيد المقبري ، قال البخاري :
    تركوه ، و كذا قال الذهبي في " الضعفاء " .
    نحوه قول الحافظ في " التقريب " :
    متروك ، و قال يحيى بن سعيد :
    جلست إليه مجلسا فعرفت فيه الكذب .
    قلت : و هذا الحديث لم يورده البوصيري في " الزوائد " مع أنه على شرطه ، فكأنه
    ذهل عنه ، و لذلك لم يتكلم عليه أبو الحسن السندي في حاشيته على ابن ماجه !
    و لا محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه عليه ! و ذكره السيوطي في " اللآليء
    المصنوعة " ( 1/314 ) شاهدا لحديث ابن بزار المتقدم ، و تبعه على ذلك ابن عراق
    في " تنزيه الشريعة " ( 1/624 ) ساكتين عليه ، و لا يخفى أن حديث مثل هذا
    المتهم بالكذب لا يصح شاهدا ، إنما يصلح لذلك العدل السيئ الحفظ الذي لم يكثر
    خطؤه و لم يتهم ، كما هو معلوم في " المصطلح " .
    و جد المقبري هو ابن سعيد كما سبق و هو ثقة ، و قد روى عن أبيه سعيد بن أبي
    سعيد بإسناد أصلح من هذا و هو معلوم ، و هو :
    إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه و لا تنكرونه ، قلته أو لم أقله فصدقوا به ، فإني
    أقول ما يعرف و لا ينكر ، و إذا حدثتم بحديث تنكرونه و لا تعرفونه ، فكذبوا به
    ، فإني لا أقول ما ينكر ، و لا يعرف .
    (3/83)
    ________________________________________
    1085 - " إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه و لا تنكرونه ، قلته أو لم أقله فصدقوا به ،
    فإني أقول ما يعرف و لا ينكر ، و إذا حدثتم بحديث تنكرونه ولا تعرفونه ، فكذبوا
    به ، فإني لا أقول ما ينكر ، و لا يعرف " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/205 ) :

    ضعيف .

    أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9/218/1 ) و الدارقطني في " سننه "
    ( ص 513 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 11/391 ) و الهروي في " ذم الكلام "
    ( 4/78/2 ) و كذا أحمد كما في " المنتخب " ( 10/199/2 ) لابن قدامة ، و ليس هو
    في " المسند " كلهم عن يحيى بن آدم : حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد
    المقبري ( زاد الدارقطني و الخطيب : عن أبيه ) عن أبي هريرة مرفوعا به .
    و قال الهروي : لا أعرف علة هذا الحديث ، فإن رواته كلهم ثقات ، و الإسناد متصل
    .
    قلت : قد عرف علته و كشف عنها الإمام البخاري رحمه الله تعالى ، ثم أبو حاتم
    الرازي ، فقال الأول في " التاريخ الكبير " ( 2/1/434 ) :
    و قال ابن طهمان عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن النبي صلى الله عليه وسلم :
    " ما سمعتم عني من حديث تعرفونه فصدقوه " ، و قال يحيى : عن أبي هريرة و هو وهم
    ليس فيه أبو هريرة ، يعني أن الصواب في الحديث الإرسال ، فهو علة الحديث .
    فإن قيل : كيف هذا و يحيى بن آدم ثقة حافظ محتج به في " الصحيحين " ، و قد وصله
    بذكر أبي هريرة فهي زيادة من ثقة فيجب قبولها ؟ ، فأقول : نعم هو ثقة كما ذكرنا
    ، و لكن هذا مقيد بما إذا لم يخالف من هو أوثق منه و أحفظ ، أو الأكثر منه عددا
    ، و في صنيع البخاري السابق ما يشعرنا بذلك ، و قد أفصح عنه بعض المحدثين فقال
    ابن شاهين في " الثقات " :
    قال يحيى بن أبي شيبة : ثقة صدوق ثبت حجة ما لم يخالف من هو فوقه مثل وكيع و قد
    خالف هنا ابن طهمان و اسمه إبراهيم كما سبق ، و هو ثقة محتج به في " الصحيحين "
    ، و لا أقول إنه فوق يحيى ، و لكن معه جماعة من الثقات تابعوه على إرساله ،
    و ذلك ما أعل به الحديث الإمام أبو حاتم ، فقال ابنه في " العلل " ( 2/310/3445
    ) : سمعت أبي و حدثنا عن بسام بن خالد عن شعيب بن إسحاق عن ابن أبي ذئب عن سعيد
    المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " إذا بلغكم عني حديث حسن يحسن بي أن أقوله فأنا قلته ، و إذا بلغكم عني حديث
    لا يحسن بي أن أقوله فليس مني و لم أقله " .
    قال أبي : هذا حديث منكر ، الثقات لا يرفعونه .
    يعني لا يجاوزون به المقبري ، و لا يذكرون في إسناده أبا هريرة ، و إنما تأولت
    كلامه بهذا لأمرين :
    الأول : ليوافق كلام البخاري المتقدم فإنه صريح في ذلك .
    و الآخر : أن تفسير كلامه على ظاهره مما لا يعقل قصده من مثله ، لأنه و الحالة
    هذه لا طائل من إعلاله بالوقف ، فإن صيغته تنبىء عن أن الحديث مرفوع معنى ، صدر
    ممن كلامه تشريع ، و لأن المعنى حينئذ أن أبا هريرة رضي الله عنه قال هذا
    الكلام و صح ذلك عنه ! فهل يعقل أن يقول هذا مسلم فضلا عن هذا الإمام ؟ !
    فإن قيل : فقد تابع يحيى بن آدم على وصله شعيب بن إسحاق هذا و هو ثقة محتج به
    في " الصحيحين " أيضا ، فلم لا يرجح الوصل على الإرسال ؟
    قلت : ذلك لأن الطريق إلى شعيب غير صحيح ، فإن بسام بن خالد الراوي عنه غير
    معروف ، فقد أورده الذهبي في " الميزان " ثم العسقلاني في " اللسان " ، و لم
    يزيدا في ترجمته على أن ساقا له هذا الحديث من طريق ابن أبي حاتم و كلام أبيه
    فيه ! و أما قول الشيخ المحقق العلامة المعلمي اليماني فيما علقه على " الفوائد
    المجموعة " للشوكاني ( ص 280 ) في بسام هذا : صوابه : هشام ، فكان يمكن أن يكون
    كذلك لولا أن الذهبي و العسقلاني نقلاه كما وقع في المطبوعة من " العلل " إلا
    أن يقال : إن نسخة الشيخين المذكورين فيها خطأ ، و هو بعيد جدا .
    (3/84)
    ________________________________________
    1086 - " لا أعرفن أحدا منكم أتاه عني حديث و هو متكيء في أريكته فيقول : اتلوا به علي قرآنا ! ما جاءكم عني من خير قلته أو لم أقله فأنا أقوله ، و ما أتاكم من
    شر فإني لا أقول الشر " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/207 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أحمد ( 2/483 ) و البزار ( رقم 126 كشف الأستار ) عن أبي معشر عن سعيد عن
    أبي هريرة مرفوعا .
    قلت : و هذا سند ضعيف من أجل أبي معشر ، و اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ،
    قال الحافظ في " التقريب " :
    ضعيف ، أسن و اختلط .
    و قال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( 7/2 ) :
    لم يكن قويا في الحديث .
    و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1/154 ) : رواه أحمد و البزار ، و فيه أبو معشر
    نجيح ضعفه أحمد و غيره ، و قد وثق " .
    قلت : و قد تابعه المقبري ، و هو عبد الله بن سعيد ، أخرجه ابن ماجه
    ( رقم 21 ) نحوه و هو متهم ، و قد تقدم حديثه قريبا برقم ( 1084 ) .
    تنبيه : أورد السيوطي هذا الحديث في " اللآليء " ( 1/213 - 214 ) من رواية أحمد
    بإسناد آخر له عن أبي هريرة ، و ذلك من أوهام السيوطي رحمه الله ، تبعه
    الشوكاني في " الفوائد المجموعة " ( ص 279 ) و لم يتنبه له ابن عراق في " تنزيه
    الشريعة " ( 1/264 ) ، فإنه لا أصل له بالإسناد المشار إليه ، لا في " المسند "
    ، و لا في غيره ، و إنما روى أحمد ( 2/366 ) به حديثا آخر متنه :
    " المؤمن القوي خير و أفضل و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، و في كل خير .. "
    الحديث و هو صحيح مخرج في " ظلال الجنة " ( 356 ) .
    و جملة القول : أن هذه الأحاديث الأربعة عن أبي هريرة ليس فيها شيء يصح ، و هي
    تدور على ثلاث طرق عنه ، فالأوليان منها ليس لها إلا إسناد واحد ، و فيها متهم
    و متروك ، و الأخرى لها ثلاثة أسانيد ، تدور كلها على سعيد بن أبي سعيد المقبري
    و هي كلها ضعيفة و بعضها أشد ضعفا من بعض كما سبق بيانه ، و لهذا قال الشوكاني
    في " الفوائد " عقب هذه الطرق ( 281 ) :
    و بالجملة ، فهذا الحديث بشواهده لم تسكن إليه نفسي ، مع أنه لم يكن في إسناد
    أحمد ، و لا في إسناد ابن ماجه من يتهم بالوضع ، فالله أعلم ، و إني أظن أن ابن
    الجوزي قد وفق للصواب بذكره في موضوعاته .
    قلت : و ما ذكره في إسناد ابن ماجه غير مسلم ، فإن فيه عبد الله بن سعيد بن أبي
    سعيد المقبري و هو متهم كما تقدم .
    و أقول : و من الممكن إعلال الطريق الخرى بسعيد بن أبي سعيد نفسه ، فإنه و إن
    كان ثقة و من رجال الشيخين فقد كان اختلط كما ذكر غير واحد من الأئمة منهم ابن
    سعد و يعقوب بن شيبة ، و كذا ابن حبان فقال في كتابه " الثقات " ( 1/63 ) :
    و كان اختلط قبل أن يموت بأربع سنين .
    و قول الذهبي :
    شاخ و وقع في الهرم و لم يختلط .
    فلا أدري ما وجهه بعد أن ثبت اختلاطه من ذكرنا من العلماء و المثبت مقدم على
    النافي ؟ ! و كذلك قوله :
    ما أحسب أن أحدا أخذ عنه في الاختلاط ، فإن ابن عيينة أتاه فرأى لعابه يسيل فلم
    يحمل عنه ، فهذا مما لا دليل عليه إلا الظن ، و الحق أن مثل سعيد هذا ينتقى
    حديثه ، فلا يقبل كله ، و لا يطرح كله ، و ما أظن الشيخين أخرجا له إلا على هذا
    النهج ، إن كان ثبت عندهما اختلاطه .
    و قد روي الحديث عن غير أبي هريرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، و لكن
    طرقها مما لا تقوم الحجة بها أيضا ، و إليك بيانها :
    إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث ، فاعرضوا حديثهم على القرآن ، فما وافق
    القرآن فخذوا به ، و ما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به .
    (3/85)
    ________________________________________
    1087 - " إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث ، فاعرضوا حديثهم على القرآن ، فما وافق القرآن فخذوا به ، و ما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/209 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الدارقطني ( 513 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 78/2 ) عن أبي بكر بن
    عياش عن عاصم عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب مرفوعا ، و أعله الدارقطني
    فقال : هذا وهم ، و الصواب عن عاصم عن زيد ، عن علي بن الحسين مرسلا عن النبي
    صلى الله عليه وسلم .
    قلت : و أبو بكر بن عياش و إن كان من رجال البخاري ففي حفظه ضعف ، و لهذا قال
    الحافظ في " التقريب " :
    ثقة عابد ، إلا أنه لما كبر ساء حفظه ، و كتابه صحيح .
    (3/86)
    ________________________________________
    1088 - " سيفشو عني أحاديث ، فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله ، و اعتبروه ، فما وافق كتاب الله فأنا قلته ، و ما لم يوافق كتاب الله فلم أقله " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/209 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/194/2 ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي :
    أخبرنا الزبير بن محمد بن الزبير الرهاوي : أخبرنا قتادة بن الفضيل عن أبي حاضر
    عن الوضين بن سالم عن عبد الله عن عبد الله بن عمر مرفوعا به .
    قلت : و هذا سند ضعيف و فيه علل :
    الأولى : الوضين بن عطاء فإنه سيىء الحفظ .
    الثانية : قتادة بن الفضيل ، قال الحافظ في " التقريب " :
    مقبول ، يعني عند المتابعة .
    الثالثة : أبو حاضر هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم الحافظ في " اللسان "
    في " باب الكنى " و لم يسمياه ، و قالا :
    عن الوضين بن عطاء ، مجهول .
    قلت : فليس هو المسمى عثمان بن حاضر المترجم في " التهذيب " ، فإنه تابعي يروي
    عن العبادلة و غيرهم ، و لا هو المسمى عبد الملك بن عبد ربه بن زيتون الذي
    أورده ابن حبان في " الثقات " ( 2/173 ) و قال :
    يروي عن رجل عن ابن عباس ، عداده في أهل الشام ، روى عنه أهلها ، كنيته
    أبو حاضر .
    و كذا في " الجرح و التعديل " ( 2/2/359 ) إلا أنه قال :
    روى عنه عيسى بن يونس .
    و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
    و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 1/170 ) :
    رواه الطبراني في " الكبير " و فيه أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه و هو منكر
    الحديث .
    ففيه نظر ، فقد علمت أن أبا حاضر هذا من أتباع التابعين ، و أما الترجم فهو من
    أتباع أتباعهم ، ثم هو قد أخذ قوله : منكر الحديث من " الميزان "
    و " اللسان " ، و هما ذكراه في ترجمة " عبد الملك به عبد ربه الطائي " ، فهل
    الطائي هذا هو أبو حاضر عبد الملك ؟ ذلك ما لا أظنه ، والله أعلم .
    الرابعة : الزبير بن محمد الرهاوي ، فإني لم أجد له ترجمة .
    (3/87)
    ________________________________________
    1089 - " ستبلغكم عني أحاديث ، فاعرضوها على القرآن ، فما وافق القرآن فالزموه ، و ما خالف القرآن فارفضوه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/210 ) :

    ضعيف جدا .

    أخرجه الهروي في " ذم الكلام " ( 78/2 ) عن صالح المري : حدثنا الحسن قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف مرسل ، الحسن هو البصري .
    و صالح المري هو ابن بشير و هو ضعيف جدا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " :
    قال النسائي و غيره : متروك .
    و قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف .
    (3/88)
    ________________________________________
    1090 - " ما حدثتم عني مما تعرفونه فخذوه ، و ما حدثتم عني مما تنكرونه ، فلا تأخذوا به ، فإني لا أقول المنكر ، و لست من أهله " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/211 ) :

    ضعيف جدا .

    أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( 430 ) عن سليم أبي مسلم المكي و هو ابن مسلم عن
    يونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته سليم المكي و هو الخشاب ، قال ابن معين :
    جهني خبيث .
    و قال النسائي : متروك الحديث .
    و قال أحمد : لا يساوي حديثه شيئا .
    (3/89)
    *******************************
    تبع بإذن الله ......




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  7. #7
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 31

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1091 - " من حج بمال حرام فقال : لبيك اللهم لبيك ، قال الله عز وجل له : لا لبيك و لا
    سعديك ، و حجك مردود عليك "
    .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/211 ) :

    ضعيف .

    رواه ابن مردويه في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 192/1 - 2 ) و من طريقه
    الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 274 ـ مصورة الجامعة الإسلامية ) و ابن الجوزي في
    " منهاج القاصدين " ( 1/59/1 ) عن الدجين بن ثابت اليربوعي : أخبرنا أسلم مولى
    عمر ابن الخطاب عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، الدجين هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
    لا يحتج به .
    و قال في " الميزان " :
    قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، و قال أبو حاتم و أبو زرعة : ضعيف ، و قال
    النسائي : ليس بثقة ، و قال الدارقطني و غيره : ليس بالقوي .
    و ذكر المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) أن الأصبهاني رواه يعني في " الترغيب "
    من حديث أسلم مولى عمر بن الخطاب مرسلا .
    ذكره عقب الحديث الآتي و أشار إلى تضعيفهما .
    (3/90)
    ________________________________________

    1092 - " من أم هذا البيت من الكسب الحرام ، شخص في غير طاعة الله ، فإذا أهل و وضع
    رجله في الغرز أو الركاب و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه
    مناد من السماء : لا لبيك و لا سعديك ، كسبك حرام ، و زادك حرام ، فارجع مأزورا
    غير مأجور ، و أبشر بما يسوؤك ، و إذا خرج الرجل حاجا بمال حلال ، و وضع رجله
    في الركاب ، و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء
    : لبيك و سعديك ، قد أجبتك ، راحلتك حلال ، و ثيابك حلال ، و زادك حلال ، فارجع
    مأجورا غير مأزور ، و أبشر بما يسرك " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/212 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه البزار في " مسنده " ( رقم ـ 1079 ) من طريق سليمان بن داود : حدثنا يحيى
    ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به و قال :
    الضعف بين على أحاديث سليمان و لا يتابعه عليها أحد ، و هو ليس بالقوي !
    و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3/210 ) :
    رواه البزار و فيه سليمان بن داود اليمامي و هو ضعيف " .
    قلت : بل هو ضعيف جدا ، قال الذهبي في " الميزان " :
    قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قد مر معنا أن
    البخاري قال : من قلت فيه : منكر الحديث ، فلا تحل رواية حديثه ، و قال ابن
    حبان : ضعيف ، و قال آخر : متروك .
    و قال في " الضعفاء " : ضعفوه .
    و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) عن أبي هريرة بنحوه مع تقديم
    الحاج بالمال الحلال على الحاج بالمال الحرام ، و قال :
    رواه الطبراني في ( الأوسط ) ، و أشار إلى ضعفه .
    قلت : و هو عنده ( رقم ـ 5361 ) من طريق اليمامي المذكور .
    (3/91)
    ________________________________________


    1093 - " يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة ، و أوساطهم للتجارة و قراؤهم
    للرياء و السمعة ، و فقراؤهم للمسألة " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الخطيب ( 10/296 ) و من طريقه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/64/1
    ـ 2 ) : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن السرخسي ـ قدم علينا الحج ـ قال
    : حدثنا إسماعيل بن جميع ، قال : حدثنا مغيث بن أحمد عن فرقد السبخي ، كذا و في
    " المنهاج " مغيث بن أحمد البلخي قال حدثني سليمان بن عبد الرحمن عن مخلد بن
    عبد الرحمن الأندلسي عن محمد بن عطاء الدلهي ليس في " المنهاج " الدلهي عن جعفر
    ابن سليمان قال : حدثنا ثابت عن أنس بن مالك مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد مظلم ، كل من دون جعفر بن سليمان لم أجد له ترجمة ، سوى شيخ
    الخطيب عبد الرحمن بن الحسن ، فإنه أورده في " تاريخه " و ساق له هذا الحديث ،
    و لم يزد ! و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 3/76/1 9 من رواية
    الخطيب و الديلمي .
    (3/92)
    ________________________________________

    1094 - " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) :

    ضعيف .

    رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 97/1 ) : أخبرنا أنيس أخبرنا إسماعيل
    ابن إبراهيم الترجماني حدثنا داود بن الزبرقان عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن
    أبي أوفى عن عمران بن حصين .
    و من طريق أبي سعيد رواه القضاعي ( 85/1 ) و قال : أنيس أبو عمرو المستملي .
    و رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/187/1 ) من طريق ابن أبي الدنيا ،
    و ابن عدي ( 128/2 ) و من طريقه البيهقي في " السنن " ( 10/199 ) من طريق أخرى
    عن الترجماني به ، و قال :
    تفرد برفعه داود بن الزبرقان ، قال ابن عدي :
    و عامة ما يرويه مما لا يتابعه أحد عليه .
    قلت : و هو ضعيف جدا ، قال أبو داود :
    ضعيف ترك حديثه .
    و قال النسائي : ليس بثقة .
    و قال الجوزجاني : كذاب .
    و في " التقريب " : متروك ، و كذبه الأزدي .
    قلت : و قد خولف في إسناده ، فأخرجه البيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء : أنبأ
    سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف عن عمران أنه قال : فذكره موقوفا عليه
    و قال : هذا هو الصحيح موقوف .
    قلت : و كذلك رواه شعبة عن قتادة به موقوفا عليه ، و لفظه : قال مطرف بن
    عبد الله بن الشخير : صحبت عمران بن حصين إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا
    أنشدنا فيه الشعر ، و قال : فذكره .
    رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 885 ) ، و قال ابن الجوزي :
    و رواه أبو عوانة عن قتادة عن مطرف فوقفه ، و هو الأشبه .
    قلت : و رواه البيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه ، و الغزالي مع
    تساهله فقد أورد الحديث في " الإحياء " ( 9/44 ) طبع لجنة نشر الثقافة
    الإسلامية موقوفا عن عمر و غيره .
    ثم رأيته مرفوعا من طريق أخرى ، فقال ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " 0
    322 ) : أخبرنا محمد بن جرير الطبري : حدثنا الفضل بن سهل الأعرج : حدثنا
    سعيد بن أوس : حدثنا شعبة <1> عن قتادة به مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير الفضل بن سهل الأعرج ، قال ابن
    أبي حاتم ( 3/2/63 ) : سئل أبي عنه فقال : صدوق .
    لكن سعيدا هذا ، قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، فلا يطمئن القلب لمخالفته
    لمثل شعبة و من معه ممن أوقفه .
    و الحديث مما سود به الشيخ نسيب الرفاعي كتابه الذي سماه " تيسير العلي القدير
    لاختصار تفسير ابن كثير ، فإنه رغم تنصيصه في مقدمته أنه التزم فيه أن لا
    يورد فيه الأحاديث الضعيفة التي وقعت في أصله : " تفسير ابن كثير " ، فقد ذكر
    في كتابه هذا عشرات الأحاديث الضعيفة و المنكرة ، و سيأتي التنبيه على بعضها إن
    شاء الله تعالى ، و هذا أحدها ( 3/465 ) ، و تقدم بعض آخر منها .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] كذا الأصل ، و أظنه تصحيفا ، و الصواب " سعيد " و هو ابن أبي عروبة ، فإنه
    الذي في شيوخ سعيد بن أوس . اهـ .
    (3/93)

    ________________________________________


    1095 - " يا بلال ! غن الغزل " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/215 ) :

    باطل لا أصل له .

    و لعله في بعض كتب الأدب التي تروي ما هب و دب من مثل كتاب أبي الفرج الأصبهاني
    " الأغاني " ! فقد أورد هذا الحديث مؤلفوا كتاب " التربية الموسيقية " ( ص 65 -
    طبع سنة 1964 ـ 1965 ) دون أن يعزوه إلى كتاب !
    (3/94)
    ________________________________________

    1096 " إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا : اللهم اجعلها مغنما ، و لا
    تجعلها مغرما "


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) :

    موضوع .

    رواه ابن ماجه ( رقم 1797 ) و ابن عساكر ( 7/225/2 ) عن البختري متفق على ضعفه
    .
    و قال المناوي في " فيض القدير " :
    قال في الأصل : و ضعف ، و ذلك لأن فيه سويد بن سعيد قال أحمد : متروك .
    قلت : إنما علة الحديث البختري هذا ، فإنه عند ابن عساكر من طريق أخرى عنه
    فانتفت التهمة عن الوليد و سعيد و انحصرت في البختري و هو متهم ، فقد قال أبو
    نعيم : روى عنه أبيه عن أبي هريرة موضوعات .
    و كذا قال الحاكم و النقاش ، و قال ابن حبان :
    ضعيف ذاهب ، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد و ليس بعدل ، فقد روى عن أبيه عن
    أبي هريرة نسخة فيها عجائب .
    و قال الأزدي : كذاب ساقط .
    (3/95)
    ________________________________________

    1097 - " إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) :

    ضعيف .


    أخرجه الإمام أحمد ، قال ( 2/541 ) : حدثنا عصام بن خالد : حدثنا حريز ، و في
    الأصل : جرير و هو تصحيف عن شبيب أبي روح أن أعرابيا أتى أبا هريرة فقال :
    يا أبا هريرة ! حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث فقال :
    قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    " ألا إن الإيمان يمان ، و الحكمة يمانية ، و أجد نفس ربكم من قبل اليمن ،
    و قال المغيرة <1> : من قبل المغرب ) ، ألا إن الكفر و الفسوق و قسوة القلب
    في الفدادين أصحاب الشعر و الوبر ، الذين يغتالهم الشياطين على أعجاز الإبل " .
    و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/56 ) من رواية أحمد إلى قوله : " من قبل
    اليمن " ثم قال :
    " و رجاله رجال الصحيح غير شبيب و هو ثقة " . و مثله قول شيخه الحافظ العراقي
    في " تخريج الإحياء " ( 1/92 ) :
    " رواه أحمد ، و رجاله ثقات " .
    قلت : في النفس من شبيب شيء ، فإنه يصرح بتوثيقه أحد غير ابن حبان ( 1/86 ) ،
    و قول أبي داود : " شيوخ حريز كلهم ثقات " ليس نصا في توثيقه لشبيب بالذات ،
    لاحتمال أن أبا داود لم يعلم أو لم يخطر في باله حين قال ذلك أن شبيبا من شيوخ
    حريز ، و قد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/1/358 ) و لم يحك
    فيه جرحا و لا توثيقا ، و لعله لذلك قال ابن القطان :
    " شبيب لا تعرف له عدالة " .
    و أيضا فقد روى الحديث جماعة من التابعين الثقات عن أبي هريرة لم يذكر أحد منهم
    فيه هذه الجملة " و أجد نفس ربكم من قبل اليمن " ، أخرجه كما ذكرنا الشيخان في
    " صحيحيهما " و أحمد ( 2/235 و 252 و 258 و 267 و 269 و 277 و 372 و 380 و 407
    و 425 و 457 و 474 و 480 و 484 و 488 و 502 و 541 ) فهي عندى منكرة ، أو على
    الأقل شاذة .
    ( تنبيه ) : أورد الحديث الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " و قال ( 1/217 ) :
    " قال العراقي : لم أجد له أصلا " !
    قلت : ينافي ما نقلته عن كتابه " التخريج " فالله أعلم بصحة نقل العجلوني عنه .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] لم أدر من المغيرة هذا ؟ و ليس له ذكر في سند الحديث . اهـ .
    1
    (3/96)
    ________________________________________

    1098 - " ليس الإيمان بالتمني و لا بالتحلي ، و لكن ما وقر في القلب و صدقه العمل ،
    العلم علم باللسان و علم بالقلب ، فأما علم القلب فالعلم النافع ، و علم اللسان
    حجة الله على بني آدم " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/218 ) :

    موضوع .


    رواه ابن النجار في " الذيل " ( 10/88/2 ) عن عبد السلام بن صالح : حدثنا يوسف
    ابن عطية : حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد هالك ، يوسف بن عطية و هو الصفار الأنصاري قال البخاري :
    " منكر الحديث " .
    و قال النسائي و الدولابي :
    " متروك الحديث " . زاد النسائي : " و ليس بثقة " .
    و عبد السلام بن صالح ، و هو أبو الصلت الهروي أورده الذهبي في " الضعفاء "
    و قال :
    " اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة ، و قال ابن عدي : متهم
    . و قال غيره : رافضي " .
    قلت : و قد رواه بعض الضعفاء عن الحسن موقوفا عليه .
    أخرجه ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " ( رقم 93 بتحقيقي ) من طريق جعفر بن
    سليمان : نا زكريا قال : سمعت الحسن يقول :
    " إن الإيمان ليس بالتحلي و لا بالتمني ، إنما الإيمان ما وقر في القلب و صدقه
    العمل " .
    و هذا سند ضعيف من أجل زكريا هذا و هو ابن حكيم الحبطي ، قال الذهبي في "
    الميزان " :
    " هالك " . و أقره الحافظ في " اللسان " . لكن قال المناوي في " الفيض " تحت
    قول السيوطي : " رواه ابن النجار و الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس " :
    " قال العلائي : حديث منكر ، تفرد به عبد السلام بن صالح العابد ، قال النسائي
    متروك . و قال ابن عدي : مجمع على ضعفه ، و قد روي معناه بسند جيد عن الحسن من
    قوله . و هو الصحيح . إلى هنا كلامه ، و به يعرف أن سكوت المصنف عليه لا يرضى "
    قلت : فلعل العلائي وقف على سند آخر لهذا الأثر عن الحسن ; و لذلك جوده . والله
    أعلم .
    (3/97)
    ________________________________________

    1099 - " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت و يوم الأحد ، أكثر مما
    يصوم من الأيام ، و يقول : إنهما عيد المشركين ، فأنا أحب أن أخالفهم " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/219 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أحمد ( 6/324 ) و ابن خزيمة ( 2167 ) و ابن حبان ( 941 ) و الحاكم (
    1/436 ) و عنه البيهقي ( 4/303 ) من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال :
    حدثنا أبي عن كريب أنه سمع أم سلمة تقول : فذكره . و قال الحاكم :
    " إسناده صحيح " . و وافقه الذهبي .
    قلت : و في هذا نظر ; لأن محمد بن عمر بن علي ليس بالمشهور ، و قد ترجمه ابن
    أبي حاتم ( 4/1/18/81 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره
    في " الثقات " على قاعدته ! و أورده الذهبي في " الميزان " و قال :
    " ما علمت به بأسا ، و لا رأيت لهم فيه كلاما ، و قد روى له أصحاب السنن
    الأربعة " .
    ثم ذكر له حديثا رواه النسائي ثم قال :
    " و أورده عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه الوسطى " ، و قال : إسناده ضعيف .
    و قال ابن القطان : هو كما ذكر ضعيف ، فلا يعرف حال محمد بن عمر . ثم ذكر له
    بعد حديث كريب عن أم سلمة ( قلت : فساق هذا ثم قال : ) أخرجه النسائي ، قال ابن
    القطان : فأرى حديثه حسنا . يعني لا يبلغ الصحة " .
    قلت : فأنت ترى أن ابن القطان تناقض في ابن عمر هذا ، فمرة يحسن حديثه ، و مرة
    يضعفه ، و هذا الذي يميل القلب إليه لجهالته ، لا سيما و حديثه هذا مخالف
    بظاهره لحديث صحيح و لفظه :
    " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ، و إن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة
    ، أو عود شجرة فليمضغه " .
    أخرجه أصحاب السنن و غيرهم و حسنه الترمذي و صححه الحاكم ، و إسناده صحيح ، بل
    له طريقان آخران صحيحان ، كما بينته في " الإرواء " ( رقم 960 ) .
    و فيه علة أخرى ، و هي أن عبد الله بن محمد بن عمر حاله نحو حال أبيه ، لم
    يوثقه غير ابن حبان ، و قال ابن المديني :
    " وسط " . و قال الحافظ :
    " مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة
    و لم يتابع في هذا الحديث ، فهو لين .
    و لم أكن قد تنبهت لهذه العلة في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ، فحسنت ثمة
    إسناده ، و الصواب ما اعتمدته هنا . والله أعلم .
    (3/98)
    ________________________________________


    1100 - " فضلت على آدم بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ، و كن
    أزواجي عونا لي ، و كان شيطان آدم كافرا ، و كانت زوجته عونا له على خطيئته " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/220 ) :

    موضوع .

    أخرجه أبو طالب مكي المؤذن في " حديثه " ( ق 233/1 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد
    " ( 3/331 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج2 باب ما تحدث رسول الله
    صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه ) عن محمد بن الوليد بن أبان بن أبي جعفر : حدثنا
    إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته أبو جعفر هذا ، و هو القلانسي البغدادي ، قال
    الذهبي في " الميزان " :
    " قال ابن عدي : كان يضع الحديث ، و قال أبو عروبة : كذاب . فمن أباطيله ... "
    قلت : فذكر له أحاديث هذا أحدها .
    قلت : إبراهيم بن صرمة ضعفه الدارقطني و غيره . و قال ابن عدي :
    " عامة حديثه منكر المتن و السند " . و قال أبو حاتم :
    " شيخ " .
    و قال ابن معين :
    " كذاب خبيث " . كذا في " الميزان " .
    قلت : و قد سود السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، فأورد فيه هذا الحديث الباطل
    من رواية البيهقي وحده في " الدلائل " ، فتعقبه المناوي بالقلانسي و قول الذهبي
    فيه . و فاتته العلة الأخرى و هي ابن صرمة هذا . و أما في " التيسير " فقال : "
    و فيه كذاب " .(3/99)

    ***************************
    يتبع أن شاء الله .........





  8. #8

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1111 - " لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا ، خير له من أن يمتلىء شعرا هجيت به " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/236 ) :

    باطل بزيادة هجيت به .

    أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 435 ) و ابن عساكر
    في " تاريخ دمشق " ( 17/285/2 ) عن النضر بن محرز عن محمد بن المنكدر عن جابر
    ابن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال العقيلي :
    " النضر بن محرز لا يتابع على حديثه ، و لا يعرف إلا به ، و إنما يعرف هذا
    الحديث بالكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس " .
    ثم ساق إسناده من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي به .
    قلت : الكلبي هو محمد بن السائب أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
    " كذبه زائدة و ابن معين و جماعة " .
    و محمد بن مروان السدي ، قال الذهبي :
    " متروك متهم " .
    قلت : و قد خولف في إسناده ، فرواه إسماعيل بن عياش عن محمد بن السائب عن أبي
    صالح قال :
    " قيل لعائشة : إن أبا هريرة يقول : لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن
    يمتلئ شعرا ، فقالت عائشة : يرحم الله أبا هريرة ، حفظ أول الحديث و لم يحفظ
    آخره ، إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لأن
    يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا من مهاجاة رسول الله صلى الله
    عليه وسلم " .
    أخرجه الطحاوي ( 2/371 ) فقال : حدثنا يونس قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني
    إسماعيل بن عياش به .
    قلت : و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها ، فإن ابن
    السائب كوفي ، و عليه دار الحديث ، فهو آفته .
    ثم رأيت ابن عدي قد أخرجه في " كامله " ( 345/1 ) من طريق حبان بن علي عن
    الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا مثل حديث جابر دون قصة عائشة و أبي
    هريرة .
    و حبان بن علي هو العنزي و هو ضعيف كما في " التقريب " .
    و بالجملة فهذه الطريق موضوعة ، و قد روى ابن عدي عن سفيان قال :
    " قال لي الكلبي : كل شيء أحدث عن أبي صالح فهو كذب " <1> .
    " و أما طريق جابر ، فهي واهية ، فإن النضر بن محرز قال فيه ابن حبان :
    " منكر الحديث جدا . لا يحتج جدا " .
    و من طريقه رواه أبو يعلى في " مسنده " لكن وقع فيه " أحمد بن محرز " . و قال
    الحافظ في " اللسان " :
    " و أحمد لم أقف له على ترجمة ، فلعله من تغيير بعض الرواة ، أو ( النضر ) لقبه
    " .
    و أحمد هذا هو الذي أشار إليه الحافظ بقوله في " الفتح " ( 10/454 ) : بعدما
    عزاه لأبي يعلى :
    " و فيه راو لا يعرف " .
    و زاد عليه الهيثمي فقال في " المجمع " ( 8/120 ) :
    " و فيه من لم أعرفهم " .
    قلت : و هذا يؤيد ما ذكره الحافظ من احتمال أن اسم أحمد من تغيير بعض الرواة ،
    فإن فيمن دونه من لا يعرف أيضا . ثم قال الحافظ :
    " فلم تثبت هذه الزيادة " .
    قلت : بل هي باطلة قطعا ، فإن الحديث في " الصحيحين " من طريق الأعمش عن أبي
    صالح عن أبي هريرة مرفوعا بدونها ، و في " البخاري " عن ابن عمر ، و في " مسلم
    " عن سعد بن أبي وقاص و أبي سعيد الخدري ، و في " الطحاوي " عن عمر ، كلهم لم
    يذكر الزيادة في الحديث ، فدل على بطلانها .
    على أن في سياق الحديث ما يشعر ببطلان هذه الزيادة من حيث المعنى أيضا ، فمن
    شاء البيان فليرجع إلى تخريجنا للحديث في " السلسلة الصحيحة " رقم ( 336 ) .
    ( تنبيه ) : ثم قال الحافظ :
    " و ذكر السهيلي في " غزوة ودان " عن جامع ابن وهب أنه روى فيه أن عائشة رضي
    الله عنها تأولت هذا الحديث على هجي به النبي صلى الله عليه وسلم ، و أنكرت على
    من حمله على العموم في جميع الشعر . قال السهيلي : فإن قلنا بذلك ، فليس في
    الحديث إلا عيب امتلاء الجوف منه ، فلا يدخل في النهي رواية اليسير على سبيل
    الحكاية ، و لا الاستشهاد به في اللغة . ثم ذكر استشكال أبي عبيد <2> ، و قال :
    عائشة أعلم منه " .
    و أقول : يقال للسهيلي : أثبت العرش ثم انقش ، فإن الحديث عن عائشة لم يثبت فإن
    في سنده عند ابن وهب متهما بالكذب بل هو معترف على نفسه بالكذب كما تقدم من
    رواية الطحاوي عنه ، فلا تغتر بسكوت الحافظ على ما عزاه السهيلي لابن وهب ، فإن
    الظاهر أنه أعني الحافظ لم يستحضر أن الحديث عند الطحاوي من طريق ابن وهب ،
    و هو لما غزاه للطحاوي ذكر أن فيها ابن الكلبي الواهي ، فلو أنه استحضر ذلك
    لنبه عليه . والله أعلم .
    و الذي دعاني لتحقيق القول في الحديث هو أن بعض ذوي الأهواء من نابغة العصر قد
    اتخذ رواية ابن وهب هذه حجة على الطعن في أبي هريرة و نسبته إلى سوء الحفظ لأنه
    لم يحفظ في حديثه هذه الزيادة ، كما حفظته السيدة عائشة بزعمه ، و جهل أن
    الحديث عليها مكذوب كما عرفت من هذا التحقيق كما جهل أو تجاهل أن أبا هريرة رضي
    الله عنه قد تابعه على رواية الحديث كما رواه بدون الزيادة أربعة آخرون من
    أفاضل الصحابة كما حققناه في " السلسلة الصحيحة " رقم ( 330 ) و الحمد لله على
    توفيقه .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] قال الحافظ في " الفتح " : " و ابن الكلبي واهي الحديث ، و أبو صالح شيخه
    ما هو الذي يقال له السمان المتفق على تخريج حديثه في " الصحيح " عن أبي هريرة
    ، بل هذا آخر ضعيف يقال له : باذان " . اهـ .

    [2] انظر كلام أبي عبيد الذي أشار إليه في " الفتح " ، أو في " الأحاديث
    الصحيحة " . اهـ .
    2
    (3/110)
    ________________________________________

    1112 - " كان يقلم أظفاره و يقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يخرج إلى الصلاة " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/239 ) :

    ضعيف .

    رواه الطبراني في " الأوسط " ( 50/1 من ترتيبه ) عن عتيق بن يعقوب الزبيري :
    حدثنا إبراهيم بن قدامة عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة مرفوعا . و قال
    :
    " لم يروه عن الأغر إلا إبراهيم " .
    قلت : و من طريقه رواه البزار أيضا من رواية عتيق بن يعقوب و قال :
    " إبراهيم ليس بحجة " .
    ذكره في " الميزان " و قال :
    " و هو خبر منكر " .
    و أشار عبد الحق لتضعيف الحديث في " أحكامه " ( 71/2 ) رقم ( 1690 - بتحقيقي )
    و رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي " ( 277 ) من هذا الوجه إلا أنه أرسله .
    ثم رواه من طريق أبي مصعب حدثني إبراهيم بن قدامة عن عبد الله بن محمد بن حاطب
    عن أبيه مرفوعا نحوه .
    ثم رواه من حديث ابن عمرو ، و فيه محمد بن القاسم الأسدي و هو كذاب عن محمد بن
    سليمان المشمولي : نا عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه ، و كلهم ضعيف .
    ثم رواه من حديث ابن عمر دون ذكر الأظفار .
    و فيه الوليد بن مسلم و هو مدلس و قد عنعنه .
    نعم صح موقوفا على ابن عمر رضي الله عنه ، فقال نافع :
    " كان ابن عمر يقلم أظفاره ، و يقص شاربه في كل جمعة " .
    أخرجه البيهقي ( 2/244 ) و صححه . و استدل به على ضعف ما روي عن ابن عمر مرفوعا
    :
    ( المسلم يوم الجمعة محرم ، فإذا صلى فقد حل ) .
    و ذكره نحوه عن ابن عباس مرفوعا و قال :
    " إنما رويا عنهما بإسنادين ضعيفين لا يحتج بمثلهما " .
    (3/111)
    ________________________________________

    1113 - " احضروا الجمعة ، و ادنوا من الإمام ، فإن الرجل ليكون من أهل الجنة فيتأخر عن
    الجمعة ، فيؤخر عن الجنة و إنه لمن أهلها " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/240 ) :


    منكر بهذا اللفظ .

    رواه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 70 ) عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة
    عن الحسن بن سمرة بن جندب مرفوعا . قال الطبراني :
    " لم يروه عن قتادة إلا الحكم " .
    قلت : و هو ضعيف ، و فيه علة أخرى و هي عنعنة الحسن و هو البصري فإنه مدلس .
    و فيه مخالفة ثالثة في السند و المتن ، و قد بينت ذلك في " الأحاديث الصحيحة "
    بلفظ " احضروا الذكر .. " ( 338 ) فأغنى عن الإعادة .
    (3/112)
    ________________________________________

    1114 - " لعن صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء ، و المترجلات من
    النساء المتشبهين بالرجال ، و المتبتلين من الرجال الذي يقول : لا يتزوج !
    و المتبتلات من النساء اللاتي يقلن ذلك ، و راكب الفلاة وحده ، فاشتد ذلك على
    أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى استبان ذلك على وجوههم ، و قال :
    البائت وحده " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/241 ) :

    ضعيف بهذا التمام .

    أخرجه أحمد ( 2/287 و 289 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 196 ) عن طيب بن محمد
    عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال : فذكره . أورده العقيلي في ترجمة
    الطيب هذا و قال :
    " يخالف في حديثه " .
    و قال الذهبي :
    " لا يكاد يعرف ، و له ما ينكر " .
    ثم ذكر له هذا الحديث .
    و قال الحافظ في " التعجيل " :
    " ضعفه العقيلي ، و قال أبو حاتم : لا يعرف ، و وثقه ابن حبان . أخرج البخاري
    حديثه ( يعني هذا ) فقال : لا يصح " .
    و ما نقله الحافظ عن البخاري هو في " التاريخ الكبير " له ( 2/2/362 ) .
    و مما سبق تعلم أن قول المنذري في " الترغيب " ( 3/106 ) :
    " رواه أحمد ، و رجاله رجال الصحيح ، إلا طيب بن محمد ، و فيه مقال ، و الحديث
    حسن " .
    أنه بعيد عن شهادة أئمة الجرح و التعديل في الطيب هذا و في حديثه ، و لذلك
    خرجته .
    (3/113)
    ________________________________________

    1115 - " ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة ، ألا يا رب نفس
    جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة ، ألا رب مكرم لنفسه و هو لها
    مهين ، ألا رب مهين لنفسه و هو لها مكرم ، ألا يا رب متخوض و متنعم فيما أفاء
    الله على رسوله ما له عند الله من خلاق ، ألا و إن عمل النار سهل بسهوة ، ألا
    رب شهوة ساعة ، أورثت حزنا طويلا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/242 ) :


    موضوع .

    رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 3/142/1 ) : حدثنا أبو عتبة : حدثنا بقية
    : حدثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن ابن البجير و كان
    من أصحاب رسول الله قال :
    أصاب يوما النبي صلى الله عليه وسلم الجوع فوضع على بطنه حجر ثم قال : فذكره .
    و رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 25 - 26 ) من طريق إسحاق بن راهويه أنبأ
    بقية بن الوليد حدثني سعيد بن سنان به ، و القضاعي ( ق 114/2 ) من طريق ثالثة
    عن بقية به .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا بل موضوع ، آفته سعيد بن سنان هذا ، و هو أبو مهدي
    الحمصي ، قال الذهبي في " الضعفاء " : " هالك " . و قال الحافظ :
    " متروك ، و رماه الدارقطني و غيره بالوضع " .
    و روى أحمد ( 1/327 ) و القضاعي جملة النار في حديث لابن عباس ، فيه نوح بن
    جعونة و هو متهم . انظر اللسان ( 6/172 ) .
    (3/114)
    ________________________________________

    1116 - " نهانا ( يعني أهل فارس ) أن ننكح نساء العرب " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/242 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/163/2 ) عن الهيثم بن محفوظ السعدي : نا أبو
    إسرائيل عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن عبد الرحمن بن يعلى عن سلمان
    الفارسي قال : فذكره و قال :
    " لم يروه عن ابن أبي يعلى إلا الشعبي و لا عنه إلا السري و لا عنه إلا أبو
    إسرائيل تفرد به الهيثم " .
    قلت : قال الذهبي :
    " لا يدرى من هو " .
    و السري بن إسماعيل ضعيف جدا كما قال الساجي ، و قال النسائي :
    " متروك الحديث " . و كذا قال أبو داود ، و به أعله الهيثمي في " المجمع " (
    4/275 ) .
    و قد روي من طريق أخرى ، يرويه شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن الحارث عن
    سلمان فقال :
    " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتقدم إمامكم ، أو ننكح نساءكم " .
    أخرجه البيهقي ( 7/134 ) و قال :
    " و روي ذلك من وجه آخر ضعيف عن سلمان " .
    قلت : كأنه يشير إلى الطريق الأولى .
    و الحارث هو الأعور ، و هو متروك أيضا .
    و شريك ضعيف لسوء حفظه و قد خولف في إسناده ، فرواه جماعة من الثقات عن أبي
    إسحاق بإسناد آخر موقوفا .
    أخرجه البيهقي و غيره ، و قال البيهقي :
    " هذا هو المحفوظ : موقوف " .
    قلت : و مداره على أبي إسحاق و هو السبيعي و هو مدلس و كان اختلط ، و قد تكلمت
    على حديثه هذا الموقوف في " الإرواء " ( 1632 ) بما يكفي .
    (3/115)
    ________________________________________

    1117 - " أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/243 ) :

    ضعيف .

    رواه النسائي في " عشرة النساء " ( 2/99/1 ) و ابن أبي شيبة ( 7/19/2 )
    و الحاكم ( 2/178 ) و البيهقي ( 7/235 ) و أحمد ( 6/82 و 145 ) من طريق ابن
    سخبرة عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
    . إلا أن الحاكم و البيهقي قالا :
    " صداقا " . و قال الحاكم :
    " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
    قلت : كذا قالا ، و ابن سخبرة ليس من رجال مسلم و لا أحد من أصحاب الستة غير
    النسائي ، قال الذهبي نفسه :
    " لا يعرف ، و يقال : هو عيسى بن ميمون " . و نحوه في " التهذيب " و " التقريب
    " .
    و قال ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 3/287/1 ) في ترجمة عيسى بن ميمون :
    " روى عن القاسم بن محمد ، روى عنه حماد بن سلمة ، فسماه ابن سخبرة " .
    ثم روى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال : استعديت على عيسى بن ميمون في هذه
    الأحاديث عن القاسم بن محمد في النكاح و غيره فقال : لا أعوذ . و قال ابن معين
    : عيسى بن ميمون صاحب القاسم عن عائشة ، ليس بشيء . و قال أبي : هو متروك
    الحديث .
    و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/255 ) :
    " رواه أحمد و البزار ، و فيه ابن سخبرة ، يقال : اسمه عيسى بن ميمون ، و هو
    متروك " .
    قلت : لكن وقع مسمى في رواية الحاكم فقال : " عمر بن طفيل بن سخبرة المدني " .
    و من طريق الحاكم رواه البيهقي ، لكن وقع عنده " عمرو " بالواو ، و سواء كان "
    عمر " أو " عمرا " فلم أجد من ذكره ، فتصحيحه على شرط مسلم وهم ، لأنه غير
    معروف كما تقدم عن الذهبي ، فإن كان هو عيسى بن ميمون المدني كما جزم ابن أبي
    حاتم فهو واه جدا .
    و منه يعلم أن قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4/131 - طبع لجنة نشر
    الثقافة الإسلامية ) بعدما عزاه لأحمد و البيهقي :
    " و إسناده جيد " ، غير جيد .
    و بعد كتابة ما تقدم رأيت الحديث قد أخرجه أبو مسعود أحمد بن الفرات في "
    أحاديثه ( ق 39/1 ) عن ابن سخبرة و سماه " الطفيل " . و كذلك رواه مسمى الخطيب
    في " الموضح " ( 1/174 ) من طرق عن الطفيل . و رواه هو و القضاعي في " مسند
    الشهاب " ( 2/2 /2 ) من طريق عيسى بن ميمون عن القاسم به . و تابعه عند الخطيب
    موسى بن تليدان . و لم أعرفه ، و أما تسميته ابن سخبرة بـ " الطفيل " فهو خطأ
    بين لأن الطفيل بن سخبرة صحابي و هو أخو عائشة لأمها .
    و يغني عن هذا الحديث حديث عائشة الآخر بلفظ :
    " إن من يمن المرأة تيسير خطبتها و تيسير صداقها ، و تيسير رحمها " .
    أخرجه ابن حبان و الحاكم و غيرهما بسند حسن كما بينته في " الإرواء " ( 1986 )
    .
    (3/116)
    ________________________________________

    1118 - " أعظم نساء أمتي بركة أصبحهن وجها و أقلهن مهرا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/245 ) :

    باطل .

    رواه الواحدي في " الوسيط " ( 2/115/2 ) عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة حدثنا
    هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا .
    قلت : و هذا سند واه جدا ، ابن سليمان هذا قال العقيلي :
    " حدث عن هشام ببواطيل لا أصل لها ، منها هذا الحديث " .
    قلت : يعني حديثا رواه بهذا السند تقدم برقم ( 434 ) .
    و الحديث قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4/130 - طبع لجنة نشر الثقافة
    الإسلامية ) :
    " رواه أبو عمر النوقاني في " كتاب معاشرة الأهلين " ، و صححه " .
    قلت : فلينظر إذا كان عنده من هذا الوجه كما أظن أو من غيره ، و هو بعيد ، فقد
    أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/410/1228 ) بإسناده عن ابن أبي كريمة به .
    و قال :
    " قال أبي : هذا حديث باطل ، و ابن أبي كريمة ضعيف الحديث " .
    (3/117)
    ________________________________________

    1119 - " خصلتان لا يجتمعان في مؤمن ، البخل و سوء الخلق " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/245 ) :

    ضعيف .

    رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 282 ) و الترمذي ( 1/355 ) و أبو سعيد
    ابن الأعرابي في " معجمه " ( 109/2 ) و الدولابي ( 2/125 ) و القضاعي ( 24/1 )
    عن صدقة بن موسى عن مالك بن دينار عن عبد الله بن غالب عن أبي سعيد الخدري
    مرفوعا . و قال الترمذي :
    " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى " .
    قلت : و هو ضعيف لسوء حفظه ، قال المناوي في " الفيض " :
    " قال الذهبي : و صدقة ضعيف ، ضعفه ابن معين و غيره ، و قال المنذري : ضعيف " .
    و قال الحافظ في " التقريب " :
    " صدوق له أوهام " .
    ( تنبيه ) : كل من ذكرنا أخرج الحديث باللفظ المذكور ، و قد ذكره السيوطي في
    موضعين من " الجامع " الأول بهذا اللفظ من رواية البخاري و الترمذي ، و الآخر
    من رواية سمويه بلفظ : " لا تجتمع خصلتان في مؤمن : البخل و الكذب " . و لم أقف
    على إسناده ، و غالب الظن أنه كهذا لا يصح . والله أعلم .
    (3/118)
    ________________________________________

    1120 - " كان جالسا يوما ، فأقبل أبوه من الرضاعة ، فوضع له بعض ثوبه ، فقعد عليه ، ثم
    أقبلت أمه ، فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر ، فجلست عليه ، ثم أقبل أخوه من
    الرضاعة ، فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأجلسه بين يديه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/246 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أبو داود في " السنن " ( 5145 ) : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني : حدثنا
    ابن وهب قال : حدثني عمرو بن الحارث أن عمر بن السائب حدثه أنه بلغه أن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا .. فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علل :
    الأولى : جهالة المبلغ لعمر بن السائب ، و يحتمل أن يكون صحابيا ، و يحتمل أن
    يكون تابعيا ، و مع الاحتمال يسقط الاستدلال ، لأنه على الاحتمال الثاني ،
    يحتمل أن يكون التابعي الذي لم يسم ثقة ، و يحتمل غير ذلك ، و لهذا لا يحتج
    علماء الحديث بالمرسل ، كما هو مقرر في علم المصطلح . و الاحتمال الثاني أرجح
    من الأول لأن عمر بن السائب ، أورده ابن حبان في " أتباع التابعين " من " كتاب
    الثقات " ( 2/197 ) و قال :
    " يروي عن القاسم بن أبي القاسم و المدنيين . روى عنه عمرو بن الحارث " .
    و ذكر الحافظ في " التقريب " أنه من الطبقة السادسة و هي طبقة الذين لم يثبت
    لهم لقاء أحد من الصحابة .
    و على هذا فالحديث معضل .
    الثانية : أن عمر بن السائب نفسه ، لم تثبت عندي عدالته ، فإنه لم يوثقه أحد
    غير ابن حبان ، و تساهله في التوثيق معروف ، و قد أورده ابن أبي حاتم في "
    الجرح و التعديل " ( 3/1/114 ) و لم يحك فيه توثيقا ، فهو في حكم المستورين ،
    و أما الحافظ فقال من عنده أنه : " صدوق " .
    ثم بدا لي أنه لعل ذلك لأنه روى عنه أيضا الليث بن سعد و ابن لهيعة و أسامة بن
    زيد .
    الثالثة : أحمد بن سعيد الهمداني ، مختلف فيه ، فوثقه ابن حبان و العجلي ،
    و ضعفه النسائي ، و قال الذهبي في " الميزان " :
    " لا بأس به ، تفرد بحديث الغار ، قال النسائي : غير قوي " .
    قلت : و خلاصة القول أن الحديث ضعيف لا يحتج به .
    و إن ما حملني على الكشف عن حال هذا الحديث أنني رأيت نشرة لأحد مشايخ ( إدلب )
    بعنوان : " قيام الرجل للقادم عليه جائز " ، ذكر فيها اختلاف العلماء في هذه
    المسألة ، و مال هو إلى القول بالجواز و استدل على ذلك بأحاديث بعضها صحيح لا
    دليل فيه ، كحديث : " قوموا إلى سيدكم " ، و بعضها لا يصح كهذا الحديث ، و قد
    أورده من رواية أبي داود ، دون أن يعلم ما فيه من الضعف ، و هذا أحسن الظن به !
    و لذلك قمت بواجب بيانه ، نصحا للأمة ، و شفقة أن يغتر أحد به .
    و نحن و إن كنا لا نقول بتحريم هذا القيام الذي اعتاده الناس اليوم ، و الذي
    حكى الخلاف فيه الشيخ المشار إليه نفسه - لعدم وجود دليل التحريم - فإننا ندعو
    الناس جميعا ، و في مقدمتهم أهل العلم و الفضل أن يقتدوا بالنبي صلى الله عليه
    وسلم في موقفه من هذا القيام ، فإذا كان أحبه صلى الله عليه وسلم لنفسه ،
    فليحبوه لأنفسهم ، و إن كان كرهه لنفسه المعصومة عن وسوسة الشيطان و حبائله ،
    فعليهم أن يكرهوه لأنفسهم من باب أولى - كما يقول الفقهاء - لأنها غير معصومة
    من وساوس الشيطان و حبائله ، فما هو موقفه صلى الله عليه وسلم من القيام
    المذكور ؟ الجواب :
    قال أنس رضي الله عنه : " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه
    وسلم رؤية ، و كانوا لا يقومون له ، لما يعلمون من كراهيته لذلك " أخرجه
    البخاري في " الأدب المفرد " و الترمذي بإسناد صحيح على شرط مسلم ، و قال
    الترمذي : " حديث حسن صحيح " ، و بوب له بقوله :
    " باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل " .
    فمن كان صادقا في بحثه العلمي لهذه المسألة ، مخلصا فيه ، لا يريد منه إرضاء
    الناس ، و لا إقرارهم على ما اعتادوه مع مشايخهم على خلاف سنة الصحابة مع نبيهم
    ، - و لعل الشيخ منهم - فليحيي هذه السنة التي أماتها أهل العلم فضلا عن غيرهم
    ، و ليتبع النبي صلى الله عليه وسلم في كراهته لهذا القيام ، و علامة ذلك أن لا
    يغضب إذا دخل مجلسا لم يقم له أهله ، بل إذا قاموا له حسب العادة ، و على خلاف
    سنته صلى الله عليه وسلم تلطف معهم ، و شكرهم على حسن نيتهم ، و علمهم ما كان
    خافيا من سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، و بذلك تحيا السنن و تموت البدع ،
    و تطيب النفوس و يذهب التباغض و التقاطع . و من عجيب أمر ذلك الشيخ ، أنه مع
    حكايته الخلاف في هذه المسألة و أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره القيام
    له من أصحابه ، و أن من الورع ترك القيام ، ذكر الشيخ هذا كله ، و مع ذلك فإنه
    في آخر النشرة ، يسمي ترك هذا القيام بدعة ! و ينبز الدعاة إليه بـ " المبتدعين
    " ، مع أنهم لا يزيدون على القول بكراهته ، لكراهة النبي صلى الله عليه وسلم
    إياه باعتراف الشيخ .
    نعم إن الشيخ - تبعا لغيره - يعلل كراهته صلى الله عليه وسلم لذلك بقوله : "
    لتواضعه صلى الله عليه وسلم " . و نحن و إن كنا لا نجد هذا التعليل منصوصا عليه
    في الحديث ، فيحتمل أن تكون الكراهة المذكورة لذلك ، و أن تكون لما فيه من
    التشبه بالأعاجم ، و يحتمل أن يكون لمجموع الأمرين ، و لغيرهما ، مع ذلك فإننا
    نتخذ هذا التعليل من الشيخ حجة عليه و على أمثاله ، فنقول :
    كره رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام له تواضعا منه ، فهل يكرهه الشيخ أيضا
    تواضعا منه ؟ ! و هل يرى هذا التواضع حسنا ينبغي الاقتداء به ، و حمل الناس
    عليه ، و خاصة أهل العلم ؟ فإن كان الجواب نعم ، فقد عاد إلى الصواب ، و وافقنا
    عليه ، و إن قال : ليس بحسن ، فنسأل المفتي عن حكم من يستقبح فعله صلى الله
    عليه وسلم و تواضعه ؟ أيبقى على إسلامه ، أم يمرق من الدين كما يمرق السهم من
    الرمية ، و يحبط عمله ، و هو في الآخرة من الخاسرين ؟
    و من جهله أنه ذكر في النشرة المشار إليها أن الزهري أتى إلى الإمام أحمد يسلم
    عليه ، فلما رآه الإمام أحمد وثب إليه قائما و أكرمه . و لا يدري المسكين أن
    الإمام أحمد لم يدرك الزهري ، و أن بين وفاتيهما نحو قرن و ربع القرن !
    و من ذلك أنه لما ذكر دليل القائلين بعدم استحباب القيام معترضين على القائلين
    به للحديث المتقدم " قوموا إلى سيدكم " ، ألا و هو قوله صلى الله عليه وسلم : "
    قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " . لم يزد في الجواب عليه على قوله : " لكن يؤيد كون
    القيام له لا لنزوله آخر هذا الحديث و هو : و كان رجال من بني عبد الأشهل
    يقولون : قمنا له على أرجلنا صفين ، يحييه كل رجل منا حتى انتهى إلى رسول الله
    صلى الله عليه وسلم كما في السيرة الشامية " .
    قلت : و هذا منتهى الجهل باللغة و الحديث ، و قلة الأدب مع النبي صلى الله عليه
    وسلم الذي يعرض صاحبه للكفر و العياذ بالله تعالى . و إلا فقل لي بربك : كيف
    نوفق بين قوله صلى الله عليه وسلم : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " ، و بين قول
    هذا المسكين مستدركا على النبي الكريم : أن القيام لم يكن لنزوله ! ؟
    و آخر الحديث الذي زعم ليس له أصل في شيء من كتب السنة التي تروي الأحاديث
    بالأسانيد التي بها يمكن معرفة ما يصح منها مما لا يصح .
    فتأمل صنيع هذا الشيخ الذي نصب نفسه لمعاداة أهل الحديث و أنصار السنة ، و الرد
    عليهم بمثل هذا الجهل ، و تذكر قول من قال :
    طبيب يداوي الناس و هو مريض .
    (3/119)
    *************************************
    يتبع ان شاء الله ...








  9. #9
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 31

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة




    1121 - " ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/249 ) :

    ضعيف .

    أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1/1/422 ) و الترمذي ( 1/354 ) و الحاكم (
    4/263 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 46/1 ) و العقيلي في "
    الضعفاء " ( ص 315 ) و ابن الضريس في " أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي " ( ق
    6/1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 105/2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2/166
    ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13/226/2 و 17/198/2 ) كلهم من طريق عامر بن
    أبي عامر الخزاز ، حدثنا أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله
    عليه وسلم قال : فذكره . و ضعفه الترمذي بقوله :
    " حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز ، و هو عامر بن
    صالح رستم الخزاز ، و أيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاصي ، و هذا عندي
    حديث مرسل " .
    و قال البخاري عقب الحديث :
    " مرسل ، و لم يصح سماع جده من النبي صلى الله عليه وسلم " .
    و أما الحاكم ، فقال :
    " صحيح الإسناد " .
    و رده الذهبي بقوله :
    " قلت : بل مرسل ضعيف ، ففي إسناده عامر بن صالح الخزاز واه " .
    و قال العقيلي :
    " عامر بن صالح بن رستم ، لا يتابع على حديثه ، و لا يعرف إلا به ، رأيت في
    كتاب محمد بن وارة - أخرجه إلي ابنه بـ ( الري ) - سألت أبا الوليد عن عامر بن
    أبي عامر الخزاز فقال : كتبت عنه حديث أيوب بن موسى عن أبيه عن جده ( قلت :
    فذكر الحديث هذا ) ، فبينما نحن عنده يوما إذ قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح ،
    أو : سمعت عطاء بن أبي رباح ، و سئل عن كذا و كذا ، فقلت : في سنة كم ؟ قال :
    في أربع و عشرين ، قلنا : فإن عطاء توفي في سنة بضع عشرة " .
    قلت : و يتلخص مما تقدم ، أن للحديث علتين :
    الأولى : ضعف عامر بن صالح الخزاز ، و في " التقريب " :
    " صدوق ، سيىء الحفظ ، أفرط فيه ابن حبان فقال : يضع " .
    الثانية : الإرسال . و بيانه أنه من رواية أيوب بن موسى ، عن أبيه عن جده
    مرفوعا . و جد أيوب هو عمرو بن سعيد بن العاصي كما تقدم في كلام الترمذي ،
    و عمرو هذا تابعي ، قال الحافظ :
    " وهم من زعم أن له صحبة ، و إنما لأبيه رؤية ، و كان عمرو مسرفا على نفسه " .
    يعني بخروجه على عبد الملك بن مروان ينازعه الخلافة ، فاحتال عليه عبد الملك
    فقتله .
    قلت : و للحديث علة ثالثة ، و هي جهالة موسى بن عمرو بن سعيد ، قال الذهبي :
    " ما حدث عنه سوى ولده أيوب بن موسى " .
    و قال الحافظ في " التقريب " :
    " مستور " .
    قلت : و روي الحديث عن ابن عمر و أبي هريرة بإسنادين واهيين .
    أما حديث ابن عمر فيرويه محمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري نا محمد بن موسى
    السعدي عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه به .
    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/194/2 /2 ) و ابن عدي في " الكامل " (
    362/2 ) و قال :
    " هو بهذا الإسناد منكر ، محمد بن موسى منكر الحديث ، و ليس بذاك المعروف ،
    و لم أر أحدا يحدث عنه غير محمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري " .
    قلت : و عمرو بن دينار ليس هو المكي الثقة ، بل الأعور البصري قهرمان آل الزبير
    ضعيف أيضا .
    و أما حديث أبي هريرة ، فيرويه مهدي بن هلال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن
    سيرين عن أبي هريرة مرفوعا به .
    أخرجه العقيلي ( 425 ) و قال :
    " ليس بالمحفوظ من حديث هشام بن حسان ، و إنما يعرف من رواية عامر بن أبي عامر
    الخزاز عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده و فيه أيضا مقال " .
    قلت : و مهدي هذا كذبه يحيى بن سعيد و ابن معين .
    (3/120)

    1122 - " أنا و امرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة ( و أومأ يزيد بن زريع بالوسطى
    و السبابة ) : امرأة آمت من زوجها ذات منصب و جمال ، حبست نفسها على يتاماها ،
    حتى بانوا أو ماتوا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/251 ) :

    ضعيف .
    أخرجه أبو داود ( 5149 ) و أحمد ( 6/29 ) من طريق النهاس بن قهم قال : حدثني
    شداد أبو عمار عن عوف بن مالك مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، علته النهاس هذا قال الحافظ :
    " ضعيف " .
    (3/121)
    ________________________________________


    1123 - " الإسلام يزيد و لا ينقص " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/252 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أبو داود ( 2913 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 954 بتحقيقي ) و الحاكم
    ( 4/345 ) و البيهقي ( 6/294 ) و الطيالسي ( 568 ) و أحمد ( 5/230 و 236 )
    و الجوزقاني في " الأباطيل " ( 2/157 ) من طريق شعبة حدثني عمرو بن أبي حكيم عن
    عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود قال :
    " أتي معاذ بيهودي وارثه مسلم ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يقول أو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، فورثه " .
    و قال الحاكم :
    " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
    قلت : لكنه معلول بالانقطاع ، فقد أخرجه أبو داود من طريق عبد الوارث عن عمرو
    ابن أبي حكيم الواسطي : حدثنا عبد الله بن بريدة أن أخوين اختصما إلى يحيى بن
    يعمر : يهودي و مسلم ، فورث المسلم منهما ، و قال : حدثني أبو الأسود أن رجلا
    حدثه أن معاذا حدثه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره ،
    فورث المسلم .
    فهذا يدل على أن أبا الأسود لم يسمعه من معاذ ، بينهما رجل لم يسم ، فهو مجهول
    ، فهو علة الحديث ، و به أعله البيهقي ، فقال بعد أن ساقه من طريق أبي داود :
    " و هذا رجل مجهول ، فهو منقطع " .
    و قال الحافظ في " الفتح " ( 12/43 ) بعدما ذكر تصحيح الحاكم له :
    " و تعقب بالانقطاع بين أبي الأسود و معاذ ، و لكن سماعه منه ممكن ، و قد زعم
    الجوزقاني أنه باطل ، و هي مجازفة " .
    قلت : الذي يبدو لي أن حكم الجوزقاني عليه بأنه باطل ، إنما هو باعتبار ما فيه
    من توريث المسلم من اليهودي الكافر ، فإن الأحاديث الصحيحة على خلاف ذلك كقوله
    صلى الله عليه وسلم : " لا يتوارث أهل ملتين شتى " ، و هو مخرج مع غيره مما في
    معناه في كتابي " إرواء الغليل " ( 1673 ) .
    ثم رأيت الحديث قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الجوزقاني بإسناد
    آخر له عن يحيى بن يعمر به و أعله بأن فيه محمد بن مهاجر ، و هو المتهم به
    فظننت أن الجوزقاني حكم عليه بالبطلان بالنظر إلى هذه الطريق ، و لذلك تعقبه
    السيوطي في " اللآليء " ( 2/442 ) بأن ابن المهاجر بريء منه . ثم ساق بعض الطرق
    المتقدمة ، و لم يعزه لأبي داود ، و ذهل عن العلة الحقيقية في هذا الحديث ،
    و هو ما نبه عليه البيهقي ثم العسقلاني . والله أعلم .
    و الحديث عزاه الشيخ المنتصر الكتاني في كتابه " نصوص حديثية " لأبي داود
    بزيادة : " الإسلام يعلو و لا يعلى ، و يزيد و لا ينقص " . و هي زيادة لا أصل
    لها عند أبي داود و لا عند غيره ممن أخرج الحديث ، اللهم إلا عند بحشل في "
    تاريخ واسط " فإنه أخرج الحديث من طريق عمران بن أبان عن شعبة به بلفظ : "
    الإيمان يعلو و لا يعلى " بدل " يزيد و لا ينقص " ، و ابن أبان ضعيف . و هو
    بهذا اللفظ حسن لمجيئه من طرق كما بينته في " الإرواء " ، رقم ( 1255 ) .
    و الحديث جزم المناوي بضعفه .
    (3/122)
    ________________________________________


    1124 - " كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ، و من الرجال علي "
    .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/253 ) :

    باطل .

    أخرجه الترمذي ( 2/319 ) و الحاكم ( 3/155 ) من طريق جعفر بن زياد الأحمر عن
    عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : فذكره . و قال
    الترمذي :
    " هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .
    و قال الحاكم :
    " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي !!
    قلت : عبد الله بن عطاء ، قال الذهبي نفسه في " الضعفاء " :
    " قال النسائي : ليس بالقوي " .
    و قال الحافظ في " التقريب " :
    " صدوق يخطىء و يدلس " .
    قلت : و قد عنعن إسناد هذا الحديث ، فلا يحتج به لو كان ثقة ، فكيف و هو صدوق
    يخطىء ؟ !
    ثم إن الراوي عنه جعفر بن زياد الأحمر ، مختلف فيه ، و قد أورده الذهبي أيضا في
    " الضعفاء " و قال :
    " ثقة ينفرد ، قال ابن حبان : في القلب منه ! ! " .
    و قال الحافظ في " التقريب " :
    " صدوق يتشيع " .
    قلت : فمثله لا يطمئن القلب لحديثه ، لا سيما و هو في فضل علي رضي الله عنه !
    فإن من المعلوم غلو الشيعة فيه ، و إكثارهم الحديث في مناقبه مما لم يثبت !
    و إنما حكمت على الحديث بالبطلان من حيث المعنى لأنه مخالف لما ثبت عن النبي
    صلى الله عليه وسلم في أحب النساء و الرجال إليه كما يأتي .
    و قد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنه ، و هو باطل عنها أيضا ، يرويه جميع ابن
    عمير التيمي قال :
    " دخلت مع عمتي ( و في رواية : أمي ) على عائشة ، فسئلت : أي الناس كان أحب إلى
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من الرجال ؟ قالت :
    زوجها " . أخرجه الترمذي ( 2/320 ) و الحاكم ( 3/154 ) من طريقين عن جميع به
    و السياق للترمذي و قال :
    " حديث حسن غريب " . و قال الحاكم - و الرواية الأخرى له - :
    " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي فأحسن :
    " قلت : جميع متهم ، و لم تقل عائشة هذا أصلا " .
    و يؤيد قوله شيئان :
    الأول : أنه ثبت عن عائشة خلافه ، فقال الإمام أحمد ( 6/241 ) : حدثنا
    عبد الواحد الحداد عن كهمس عن عبد الله بن شقيق ، قال : قلت لعائشة : أي الناس
    كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : عائشة ، قلت : فمن الرجال ؟
    قالت : أبوها " .
    قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح .
    و الآخر : أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه ، من رواية عمرو بن العاص
    قال :
    " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ،
    قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها ، ثم من ؟ قال : عمر . فعد رجالا " .
    أخرجه الشيخان و أحمد ( 4/203 ) .
    و له شاهد من حديث أنس قال :
    " قيل : يا رسول الله ، أي الناس ... " دون قوله : " ثم من ... " .
    أخرجه ابن ماجه ( 101 ) و الحاكم ( 4/12 ) و قال :
    " صحيح على شرط الشيخين " . و هو كما قال :
    " و شاهد آخر ، فقال الطيالسي ( 1613 ) : حدثنا زمعة قال : سمعت أم سلمة الصرخة
    على عائشة ، فأرسلت جاريتها : انظري ما صنعت ، فجاءت فقالت : قد قضت ، فقالت :
    يرحمها الله ، والذي نفسي بيده ، قد كانت أحب الناس كلهم إلى رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ، إلا أباها " .
    قلت : و هذا الإسناد لا بأس به في الشواهد .
    قلت : و كون أبي بكر رضي الله عنه أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم هو
    الموافق لكونه أفضل الخلفاء الراشدين عند أهل السنة ، بل هو الذي شهد به علي
    نفسه رضي الله عنه ، برواية أعرف الناس به ألا و هو ابنه محمد بن الحنفيه قال :
    " قلت لأبي : أي الناس خير بعد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر ، قلت
    : ثم من ؟ قال : ثم عمر .. " الحديث .
    أخرجه البخاري ( 2/422 ) .
    فثبت بما قدمنا من النصوص بطلان هذا الحديث . والله المستعان .
    ( فائدة ) : و أما ما روى الحاكم ( 3/155 ) ، قال :
    " حدثنا مكرم بن أحمد القاضي : حدثنا أحمد بن يوسف الهمداني : حدثنا عبد المؤمن
    ابن علي الزعفراني : حدثنا عبد السلام بن حرب عن عبيد الله بن عمر عن زيد بن
    أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه ، أنه دخل على فاطمة بنت رسول الله صلى الله
    عليه وسلم ، فقال : يا فاطمة والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله
    عليه وسلم منك ، والله ما كان أحد من الناس بعد أبيك صلى الله عليه وسلم أحب
    إلي منك " . و قال :
    " صحيح الإسناد على شرط الشيخين " . و قال الذهبي :
    " قلت : غريب عجيب " .
    فأقول : أما أنه على شرط الشيخين ، فوهم لا شك فيه ، لأن من دون عبد السلام بن
    حرب لم يخرجا لهم ، و عبد السلام بن حرب ليس من شيوخهما .
    و أما أنه صحيح ، ففيه نظر ، و العلة عندي تتردد بين عبد السلام ، و عبد المؤمن
    فالأول ، و إن كان من رجال الشيخين ، فقد اختلفوا فيه ، و وثقه الأكثرون ،
    و قال الحافظ :
    " ثقة حافظ ، له مناكير " .
    و أما عبد المؤمن ، فلم أر من وثقه توثيقا صريحا ، و غاية ما ذكر فيه ابن أبي
    حاتم ( 3/1/66 ) أن الإمام مسلما قال :
    " سألت أبا كريب عن عبد المؤمن بن علي الرازي فأثنى عليه ، و قال : لولا
    عبد المؤمن من أين كان يسمع أبو غسان النهدي من عبد السلام بن حرب ؟ " .
    والله أعلم .
    (3/123)
    ________________________________________


    1125 - " كان من دعاء داود يقول : اللهم إني أسألك حبك ، و حب من يحبك ، و العمل الذي
    يبلغني حبك ، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي و أهلي ، و من الماء البارد ،
    و كان إذا ذكر داود يحدث عنه قال : كان أعبد البشر " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/256 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الترمذي ( 2/433 ) و الحاكم ( 2/433 ) و ابن عساكر ( 5/352/2 ) من طريق
    محمد بن سعد الأنصاري عن عبد الله بن ربيعة الدمشقي - و قال الحاكم : عبد الله
    ابن يزيد الدمشقي ، و قال ابن عساكر : عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي -
    حدثني عائذ الله أبو إدريس الخولاني عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي :
    " حديث حسن غريب " .
    و قال الحاكم :
    " صحيح الإسناد " .
    و رده الذهبي بقوله :
    " قلت : بل عبد الله هذا قال أحمد : أحاديثه موضوعة " .
    و أقول : جرى الذهبي على ظاهر ما وقع في " المستدرك " عبد الله بن يزيد الدمشقي
    ، فظن أنه عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي ، فهو الذي قال فيه أحمد ما سبق ،
    و رواية الترمذي و ابن عساكر تدلان أنه ليس هو لأن اسم أبيه ربيعة ، و اسم جده
    يزيد ، فهو غيره ، و لهذا قال فيه الحافظ :
    " مجهول " . والله أعلم .
    لكن قوله في داود : " كان أعبد البشر " له شاهد من حديث ابن عمرو ، رواه مسلم ،
    و قد خرجته في " الصحيحة " ( 707 ) .
    (3/124)
    ________________________________________


    1126 - " يا ابن عمر ! دينك دينك ، إنما هو لحمك و دمك ، فانظر عمن تأخذ ، خذ عن الذين
    استقاموا ، و لا تأخذ عن الذين مالوا " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/257 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( ص 121 ) من طريقين عن المبارك مولى إبراهيم بن
    هشام المرابطي قال : حدثنا العطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر عن النبي
    صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، العطاف هذا مختلف فيه ، و قد أورده الذهبي في "
    الضعفاء " و قال :
    " وثقه أحمد و غيره ، و قال أبو حاتم : ليس بذاك " .
    و قال الحافظ في " التقريب " :
    " صدوق يهم " .
    و المبارك مولى إبراهيم بن هشام المرابطي لم أجد له ترجمة .
    (3/125)
    ________________________________________


    1127 - " كان إذا أتي بطعام أكل مما يليه ، و إذا أتي بالتمر جالت يده " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/258 ) :

    موضوع .

    أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 315/2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 11/95 ) من
    طريق عبيد بن القاسم حدثنا هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كان
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكره .
    أورده في ترجمة عبيد هذا و روى عن ابن معين أنه ليس بثقة . و في رواية :
    " كان كذابا خبيثا " . و عن أبي علي صالح بن محمد :
    " كذاب كان يضع الحديث " . و عن أبي داود :
    " كان يضع الحديث " .
    و قد مضى الحديث مع بسط الكلام عليه برقم ( 909 ) ، و الغرض من إيراده الآن
    إنما هو ذكر شاهد له من قوله صلى الله عليه وسلم ، لبيان ضعفه أيضا يرويه
    العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية أبو الهذيل : حدثنا عبيد الله بن
    عكراش عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال :
    " بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    فقدمت عليه المدينة فوجدته جالسا بين المهاجرين و الأنصار ، قال : ثم أخذ بيدي
    فانطلق بي إلى بيت أم سلمة ، فقال : هل من طعام ؟ فأتينا بحفنة كثيرة من الثريد
    و الوذر ، و أقبلنا نأكل منها ، فخبطت يدي من نواحيها ، و أكل رسول الله
    صلى الله عليه وسلم من بين يديه فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى ثم قال :
    " يا عكراش كل من موضع واحد فإنه طعام واحد " .
    ثم أتينا بطبق فيه ألوان الرطب ، أو من ألوان الرطب ( عبيد الله شك ) قال :
    فجعلت آكل من بين يدي ، و جالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق و قال
    :
    " يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد " .
    ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه و مسح ببلل كفيه وجهه
    و ذراعيه و رأسه و قال : يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار " .
    أخرجه الترمذي ( 1/339 ) و السياق له و ابن ماجه ( 3274 ) و أبو بكر الشافعي في
    " الفوائد " ( 97 - 98 ) و قال الترمذي :
    " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل ، و قد تفرد به " .
    قلت : و هو ضعيف كما في " التقريب " .
    و عبيد الله بن عكراش قال الذهبي في " الميزان " :
    " فيه جهالة ، و قال ابن حبان : منكر الحديث ، و قال البخاري : في إسناده نظر .
    و قال أبو حاتم : مجهول " .
    (3/126)
    ________________________________________



    1128 - " ليلة الغار أمر الله عز وجل شجرة فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
    تستره و إن الله عز وجل بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي صلى الله
    عليه وسلم ، و أمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان ( و في نسخة : ترفان )
    حتى وقعا بين العنكبوت و بين الشجرة ، فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل معهم
    عصيهم و قسيهم و هراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر
    مائتي ذراع قال الدليل سراقة بن مالك المدلج : انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين
    وضع رجله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الفتيان : إنك لم تخطر منذ اللية
    أثره حتى إذا أصبحنا قال : انظروا في الغار ! فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على
    خمسين ذراعا نظر أولهم فإذا الحمامات ، فرجع ، قالوا : ما ردك أن تنظر في الغار
    ؟ قال : رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد ، فسمعها النبي
    صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنهما بهما ، فسمت عليهما
    فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/259 ) :

    منكر .

    رواه ابن سعد ( 1/228 - 229 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 17/13/1 - 2
    ) و البزار في " مسنده " ( 2/299/1741 " كشف الأستار ) و الطبراني في " الكبير
    " ( 20/443/1082 ) و العقيلي ( 346 ) و خيثمة الأطرابلسي في " فضائل الصديق " (
    16/5/2 ) و كذا الشريف أبو علي الهاشمي في " الفوائد المنتقاة " ( 108/1 )
    و أبو نعيم في " الدلائل " ( 2/111 ) و كذا البيهقي ( 2/481 - 482 ) عن عوف بن
    عمرو أبي عمرو القيسي و يلقب ( عوين ) قال : حدثنا أبو مصعب المكي قال : أدركت
    زيد بن أرقم و المغيرة بن شعبة و أنس بن مالك يذكرون أن النبي صلى الله
    عليه وسلم ليلة الغار .. و قال الهاشمي :
    " تفرد به أنس و من ذكر معه ، لا نعرفه إلا من حديث مسلم بن إبراهيم عن عون بن
    عمرو القيسي عن أبي مصعب " .
    و قال العقيلي :
    " لا يتابع عليه عون ، و أبو مصعب رجل مجهول " .
    قلت : و أشار البزار إلى جهالته بقوله :
    لا نعلم رواه إلا عون بن عمير ، و أبو مصعب فلا نعلم حدث عنه إلا عوين " .
    و قال ابن معين في عون : " لا شيء " .
    و قال البخاري :
    " منكر الحديث مجهول " .
    ذكره الذهبي في " الميزان " ، و ساق له حديثين مما أنكر عليه هذا أحدهما .
    و قال الحافظ ابن كثير في تاريخه " البداية " ( 3/182 ) :
    " و هذا حديث غريب جدا " .
    و قال الهيثمي في " المجمع " ( 6/53 ) :
    " رواه البزار و الطبراني ، و فيه جماعة لم أعرفهم " .
    قلت : يشير إلى عون و أبي مصعب ، فإن من دونهما ثقات معروفون ، فهي غفلة عجيبة
    منه عن هذه النقول . فسبحان من لا يضل و لا ينسى .
    (3/127)
    ________________________________________


    1129 - " انطلق النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر إلى الغار ، فدخلا فيه ، فجاءت
    العنكبوت ، فنسجت على باب الغار ، و جاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم
    ، و كانوا إذا روأوا على باب الغار نسج العنكبوت ، قالوا : لم يدخله أحد ،
    و كان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي و أبو بكر يرتقب ، فقال أبو بكر رضي
    الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فداك أبي و أمي هؤلاء قومك يطلبونك ! أما
    والله ما على نفسي أبكي ، و لكن مخافة أن أرى فيك ما أكره ، فقال له النبي
    صلى الله عليه وسلم : *( لا تحزن إن الله معنا )* " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/261 ) :

    ضعيف

    أخرجه الحافظ أبو بكر القاضي في " مسند أبي بكر " ( ق 91/1 - 2 ) : حدثنا بشار
    الخفاف قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبو عمران الجوني قال : حدثنا
    المعلى بن زياد عن الحسن قال : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
    الأولى : الإرسال ، فإن الحسن هو البصري و هو تابعي كثير الإرسال و التدليس .
    و الأخرى : ضعف الخفاف ، و هو بشار بن موسى أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال
    :
    " ضعفه أبو زرعة ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال ابن عدي : أرجو أنه لا
    بأس به " .
    و قال الحافظ في " التقريب " :
    " ضعيف كثير الغلط ، كثير الحديث " .
    قلت : و إنما يصح من الحديث آخره لوروده في القرآن الكريم : *( إلا تنصروه فقد
    نصره الله ، إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه
    لا تحزن إن الله معنا ، فأنزل الله سكينته عليه ، و أيده بجنود لم تروها )* .
    و قول أبي بكر : " أما والله .. " في الصحيحين نحوه من حديث البراء .
    و قال الحافظ ابن كثير في " البداية " ( 3/181 ) :
    " و هذا مرسل عن الحسن ، و هو حسن بما له من الشاهد " .
    كذا قال ! و يعني بالشاهد ما ساقه من طريق أحمد ، و هذا في " المسند " ( 3251 )
    من طريق عبد الرزاق في " المصنف " ( 5/389 ) ، و عنه الطبراني في " المعجم
    الكبير " ( 11/407/12155 ) من طريق عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره
    عن ابن عباس في قوله : *( و إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك )* قال :
    " تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي
    صلى الله عليه وسلم ، و قال بعضهم : اقتلوه ، و قال بعضهم : بل أخرجوه ، فأطلع
    الله عز وجل نبيه على ذلك ، فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك
    الليلة ، و خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار ، و بات المشركون
    يحرسون عليا ، يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما
    رأوا عليا رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا
    أثره ، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا
    على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ،
    فمكث فيه ثلاث ليال " .
    قال ابن كثير عقبه :
    " و هذا إسناد حسن ، و هو من أجود ما روي في قصة العنكبوت على فم الغار " .
    كذا قال ، و ليس بحسن في نقدي ، لأن عثمان الجزري إن كان هو عثمان بن عمرو بن
    ساج الجزري فقد قال ابن أبي حاتم في " الجروح و التعديل " ( 3/1/162 ) عن أبيه
    :
    " لا يحتج به " .
    و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
    " تكلم فيه " .
    و إن كان هو عثمان بن ساج الجزري ليس بينهما عمرو ، فقد جنح الحافظ في "
    التهذيب " إلى أنه غير الأول ، و لا يعرف حاله ، و لم يفرق بينهما في " التقريب
    " ، و قال :
    " فيه ضعف " .
    و ابن عمرو لم يوثقه أحد غير ابن حبان ، و من المعروف تساهله في التوثيق ،
    و لذلك فهو ضعيف لا يحتج به كما قال أبو حاتم .
    و قال الهيثمي في " المجمع " ( 7/27 ) :
    " رواه أحمد و الطبراني ، و فيه عثمان بن عمرو الجزري ، وثقه ابن حبان و ضعفه
    غيره ، و بقية رجاله رجال الصحيح " .
    و لذلك قال المحقق أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " :
    " في إسناده نظر " .
    ثم إن الآية المتقدمة *( و أيده بجنود لم تروها )* فيها ما يؤكد ضعف الحديث ،
    لأنها صريحة بأن النصر و التأييد إنما كان بجنود لا ترى ، و الحديث يثبت أن
    نصره صلى الله عليه وسلم كان بالعنكبوت ، و هو مما يرى ، فتأمل .
    و الأشبه بالآية أن الجنود فيها إنما هم الملائكة ، و ليس العنكبوت و لا
    الحمامتين ، و لذلك قال البغوي في " تفسيره " ( 4/174 ) للآية :
    " و هم الملائكة نزلوا يصرفون وجوه الكفار و أبصارهم عن رؤيته " .
    و قد جاء في بعض الحديث ما يشهد لهذا المعنى ، و هو ما أخرج أبو نعيم عن أسماء
    بنت أبي بكر رضي الله عنها :
    " أن أبا بكر رضي الله عنه رأى رجلا مواجه الغار ، فقال : يا رسول الله إنه
    لرائينا ، قال : كلا إن الملائكة تستره الآن بأجنحتها ، فلم ينشب الرجل أن قعد
    يبول مستقبلهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر لو كان يراك
    ما فعل هذا " .
    و أخرجه الطبراني مطولا في قصة الهجرة ، و قال الهيثمي ( 6/54 ) :
    " رواه الطبراني و فيه يعقوب هذا أنه حسن الحديث ، و قال الحافظ فيه :
    " صدوق ، ربما وهم " .
    فإذا لم يكن في الإسناد علة أخرى فهو حسن ، و لكني لا أستطيع الجزم بذلك لأن
    الهيثمي رحمه الله قد عهدنا منه السكوت في كثير من الأحيان عن العلة في الحديث
    مثل الانقطاع و التدليس و نحو ذلك ، و لذلك نراه نادرا ما يقول : إسناد صحيح ،
    أو : إسناد حسن ، و إنما يقول : رجاله ثقات ، أو موثقون . أو : فيه فلان و هو
    ضعيف ، أو : مختلف فيه و نحو ذلك . و لذلك فلا ينبغي للعارف بهذا العلم أن يصحح
    أو يحسن بناء على مثل تلك العبارات منه . فإذا يسر الله لنا الوقوف على إسناد
    الطبراني أو أبي نعيم استطعنا الحكم على الحديث بما يستحقه من رتبة . والله
    الموفق .
    ثم وقفت على إسناده في " المعجم الكبير " للطبراني ( 24/106/284 ) فتبين أنه
    حسن لولا أن شيخ الطبراني أحمد بن عمرو الخلال المكي لم أقف له على ترجمة ،
    و قد أخرج له في " المعجم الأوسط " ( 1/29/1 - 30/1 ) نحو 16 حديثا ، مما يدل
    على أنه من شيوخه المشهورين ، فإن عرف أو توبع فالحديث حسن ، يصلح دليلا على
    نكارة ذكر العنكبوت و الحمامتين . والله أعلم .
    (3/128)

    1130 - " ليس من امبر امصيام في امسفر " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/264 ) :

    شاذ بهذا اللفظ .

    أخرجه أحمد ( 5/434 ) عن معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن
    كعب بن عاصم الأشعري - و كان من أصحاب السقيفة - قال سمعت رسول الله
    صلى الله عليه وسلم فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ظاهره الصحة ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، و علته الشذوذ
    و مخالفة الجماعة . فقد قال أحمد أيضا : حدثنا سفيان عن الزهري به بلفظ :
    " ليس من البر الصيام في السفر " .
    و تابعه عليه ابن جريج و يونس و محمد بن أبي حفصة و الزبيدي كلهم رووه عن
    الزهري بلفظ سفيان .
    و تابعهم معمر نفسه عند البيهقي و قال :
    " و هو المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم " .
    و ليس يشك عالم بأن اللفظ الذي وافق معمر الثقات عليه ، هو الصحيح الذي ينبغي
    الأخذ به ، و الركون إليه ، بخلاف اللفظ الآخر الذي خالفهم فيه ، فإنه ضعيف لا
    يعتمد عليه ، لا سيما و معمر ; و إن كان من الثقات الأعلام فقد قال الذهبي في
    ترجمته :
    " له أوهام معروفة ، احتملت له في سعة ما أتقن ، قال أبو حاتم : صالح الحديث ،
    و ما حدث به بالبصرة ، ففيه أغاليط " .
    و إن مما يؤكد وهم معمر في هذا اللفظ الذي شذ به عن الجماعة أن الحديث قد ورد
    عن جماعة آخرين من الصحابة ، مثل جابر بن عمرو ، و عمار بن ياسر و أبي الدرداء
    ، جاء ذلك عنهم من طرق كثيرة ، و كلها أجمعت على روايته باللفظ الثاني الذي
    رواه الجماعة ، و قد خرجت أحاديثهم جميعا في " إرواء الغليل " ( 925 ) فمن شاء
    الوقوف عليها ، فليرجع إليه إن شاء الله تعالى .
    و إنما عنيت هنا عناية خاصة لبيان ضعف الحديث بهذا اللفظ لشهرته عند علماء
    اللغة و الأدب ، و لقول الحافظ ابن حجر في " التلخيص " :
    " هذه لغة لبعض أهل اليمن ، يجعلون لام التعريف ميما ، و يحتمل أن يكون النبي
    صلى الله عليه وسلم خاطب بها هذا الأشعري ( يعني : كعب بن عاصم ) كذلك لأنها
    لغته ، و يحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألف من لغته ، فحملها
    الراوي عنه ، و أداها باللفظ الذي سمعها به . و هذا الثاني أوجه عندي . والله
    أعلم " .
    فأقول : إن إيراد الحافظ رحمه الله تعالى هذين الاحتمالين قد يشعر القارىء
    لكلامه أن الرواية ثبتت بهذا اللفظ عن الأشعري ، و إنما تردد في كونه من النبي
    صلى الله عليه وسلم نفسه ، أو من الأشعري ، و رجح الثاني . و هذا الترجيح لا
    داعي إليه ، بعد أن أثبتنا أنه وهم من معمر ، فلم يتكلم به النبي صلى الله عليه
    وسلم و لا الأشعري ، بل و لا صفوان بن عبد الله ، و لا الزهري . فليعلم هذا
    فإنه عزيز نفيس إن شاء الله تعالى .
    (3/129)


    يتبع ان شاء





  10. #10
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 31

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1131 - " لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/265 ) :

    ضعيف .

    أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/2/238 ) و الحاكم ( 4/121 - 122 )
    و أحمد ( 3/471 و 4/339 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1/100/2 ) و البيهقي في "
    الشعب " ( 2/161/2 - 162/1 ) من طريق شعبة قال : سمعت أبا إسرائيل قال : سمعت
    جعدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم و رأى رجلا سمينا ، فجعل النبي
    صلى الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه بيده و يقول : فذكره . و قال الحاكم :
    " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
    و قال المنذري ( 3/123 ) :
    " رواه ابن أبي الدنيا و الطبراني بإسناد جيد و الحاكم و البيهقي " .
    و كذا قال الحافظ العراقي في " المغني " ( 3/88 الطبعة التجارية ) ، إلا أنه
    ذكر أحمد بدل ابن أبي الدنيا ، و لم يذكر الطبراني ، و لم أره في " كتاب الجوع
    " لابن أبي الدنيا . و قال الهيثمي ( 5/31 ) :
    " رواه الطبراني و أحمد و رجاله رجال الصحيح غير أبي إسرائيل الجشمي و هو ثقة "
    قلت : في هذا التوثيق عندي نظر ، لأن عمدته على أن ابن حبان ذكر أبا إسرائيل في
    " الثقات " ، و لم يوثقه غيره كما يستفاد من ترجمته المختصرة في " تهذيب
    التهذيب " :
    " أبو إسرائيل الجشمي ، و عنه شعبة بن الحجاج . ذكره ابن حبان في " الثقات " ،
    و اسمه شعيب " .
    و من المعلوم تساهل ابن حبان في التوثيق كما نبهنا عليه مرارا ، و لهذا نرى
    الذهبي و العسقلاني و غيرهما من المحققين لا يحتجون بمن يتفرد ابن حبان بتوثيقه
    ، و لا يوثقونه ، فهذا أبو إسرائيل لم يوثقه ابن حجر في " التقريب " و إنما قال
    فيه :
    " مقبول " ، يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة .
    و لذلك فإني أرى أن تجويد الحافظ المنذري و العراقي لإسناد هذا الحديث ، غير
    جيد ، لأنه قائم على الاعتماد على توثيق ابن حبان لرواية أبي إسرائيل ، و هو
    بالتجهيل أولى منه بالتوثيق لأنه لم يرو عنه غير شعبة ، مع عدم توثيق غير ابن
    حبان له . والله أعلم .
    ثم وجدت للحديث علة أخرى ، و هي الاختلاف في صحبة جعدة و هو ابن هبيرة الأشجعي
    ، و ترى تفصيل القول في ذلك في " تهذيب ابن حجر " و تعليق الدكتور عواد على
    " تهذيب المزي " ( 4/566 ) ، و تناقض رأي ابن حجر فيه ، ففي " التهذيب " يرجح
    قول أبي حاتم أنه تابعي ، و في " التقريب " يجزم بأنه صحابي صغير له رؤية ،
    و ليس يخفى على طالب العلم أن هذا التناقض من مثل هذا الحافظ ما هو إلا لأنه
    ليس هناك دليل قاطع في صحبة جعدة هذا يرفع الخلاف ، و إن مما يؤكد ذلك أن ابن
    حبان نفسه الذي وثق أبا إسرائيل هذا أورد جعدة في التابعين من " ثقاته " (
    4/115 ) و قال :
    " و لا أعلم لصحبته شيئا صحيحا فأعتمد عليه فلذلك أدخلناه في التابعين " .
    و بناء على ذلك أورد أبا إسرائيل في " أتباع التابعين " من " ثقاته " ( 6/438 )
    و قال :
    " يروي عن جعدة بن هبيرة ، روى عنه شعبة بن الحجاج " .
    قلت : و هذا تناقض ظاهر من ابن حبان يشبه تناقض الحافظ السابق ، لأن أبا
    إسرائيل هذا إذا كان ثقة عنده لزمه القول بصحبة جعدة لأنه صرح في هذا الحديث
    بها : " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم " و إذا كان قوله هذا ليس صحيحا يعتمد
    عليه ، لزمه القول بأن أبا إسرائيل ليس ثقة يعتمد عليه ، و هذا هو الذي يظهر لي
    لتفرد شعبة بالرواية عنه كما تقدم . والله أعلم .
    (3/130)
    ________________________________________


    1132 - " قوموا كلكم فتوضأوا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/267 ) :

    باطل .

    رواه ابن عساكر ( 17/360/2 ) عن يحيى بن عبد الله البابلتي : حدثنا الأوزاعي :
    حدثني واصل بن أبي جميل أبو بكر عن مجاهد قال :
    " وجد النبي صلى الله عليه وسلم <1> ريحا ، فقال : ليقم صاحب الريح فليتوضأ ،
    فإن الله لا يستحيي من الحق ، فقال العباس : يا رسول الله أفلا نقوم كلنا
    فنتوضأ ؟ فقال : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف ، مسلسل بالعلل : الإرسال من مجاهد و هو ابن جبر و ضعف
    واصل بن أبي جميل و البابلتي .
    و أصل الحديث موقوف ، فقد روى مجالد : نا عامر عن جرير يعني ابن عبد الله
    البجلي :
    " أن عمر رضي الله عنه صلى بالناس ، فخرج من إنسان شيء ، فقال : عزمت على صاحب
    هذه إلا توضأ ، و أعاد صلاته . فقال جرير : أو تعزم على كل من سمعها أن يتوضأ ،
    و أن يعيد الصلاة ، قال : نعما قلت ، جزاك الله خيرا ، فأمرهم بذلك " .
    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/107/1 ) : حدثنا معاذ بن المثنى : نا
    مسدد : نا يحيى عن مجالد .
    قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات ، رجال مسلم غير معاذ بن المثنى و هو ثقة
    مترجم في " تاريخ بغداد " ، غير أن مجالدا و هو ابن سعيد الهمداني قال الحافظ
    في " التقريب " :
    " ليس بالقوي ، و قد تغير في آخر عمره " .
    فقول الهيثمي ( 1/244 ) :
    " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله رجال الصحيح " .
    قلت : فهذا القول ، مما لا يخفى بعده عن الصواب على من عرف ما بينا .
    و يشبه هذا الحديث ما يتداوله كثير من العامة ، و بعض أشباههم من الخاصة ،
    زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم ، فخرج من أحدهم ريح ،
    فاستحيا أن يقوم من بين الناس ، و كان قد أكل لحم جزور ، فقال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم سترا عليه : " من أكل لحم جزور فليتوضأ " . فقام جماعة
    كانوا أكلوا من لحمه فتوضأوا !
    و هذه القصة مع أنه لا أصل لها في شيء من كتب السنة و لا في غيرها من كتب الفقه
    و التفسير فيما علمت ، فإن أثرها سيىء جدا في الذين يروونها ، فإنها تصرفهم عن
    العمل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لكل من أكل من لحم الإبل أن يتوضأ ، كما
    ثبت في " صحيح مسلم " و غيره : قالوا : يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم ؟
    قال : لا ، قالوا : أفنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : توضأوا . فهو يدفعون هذا
    الأمر الصحيح الصريح بأنه إنما كان سترا على ذلك الرجل ، لا تشريعا ! و ليت
    شعري كيف يعقل هؤلاء مثل هذه القصة و يؤمنون بها ، مع بعدها عن العقل السليم ،
    و الشرع القويم ؟ ! فإنهم لو تفكروا فيها قليلا ، لتبين لهم ما قلناه بوضوح ،
    فإنه مما لا يليق به صلى الله عليه وسلم أن يأمر بأمر لعلة زمنية . ثم لا يبين
    للناس تلك العلة ، حتى يصير الأمر شريعة أبدية ، كما وقع في هذا الأمر ، فقد
    عمل به جماهير من أئمة الحديث و الفقه ، فلو أنه صلى الله عليه وسلم كان أمر به
    لتلك العلة المزعومة لبينها أتم البيان ، حتى لا يضل هؤلاء الجماهير باتباعهم
    للأمر المطلق ! و لكن قبح الله الوضاعين في كل عصر و كل مصر ، فإنهم من أعظم
    الأسباب التي أبعدت كثيرا من المسلمين عن العمل بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
    ، و رضي الله عن الجماهير العاملين بهذا الأمر الكريم ، و وفق الآخرين للاقتداء
    بهم في ذلك و في اتباع كل سنة صحيحة . والله ولي التوفيق .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] كذا الأصل ، و سقط منه : " من رجل " . اهـ .
    1
    (3/131)
    ________________________________________


    1133 - " أفلحت يا قديم إن مت و لم تكن أميرا و لا كاتبا و لا عريفا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/268 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أبو داود ( 2933 ) و أحمد ( 4/133 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (
    17/80/1 ) عن صالح بن يحيى بن المقدام عن جده المقدام بن معد يكرب أن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على منكبه ثم قال له : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، صالح هذا أورده الذهبي في " ديوان الضعفاء " ، و قال
    : " مجهول " .
    و قال في " المغني " و " الكاشف " :
    " قال البخاري : فيه نظر " .
    و قال الحافظ في " التقريب " :
    " لين " .
    و أما قول المنذري ( 3/134 ) :
    " و فيه كلام قريب لا يقدح " .
    فهذا مردود لوجهين :
    أولا : أن الذين ترجموا صالحا كان كلامهم فيه على ثلاثة أنواع :
    1 - منهم من ضعفه ضعفا شديدا ، و هو الإمام البخاري ، فقال قال : " فيه نظر " ،
    كما تقدم .
    و عبارة البخاري هي من أشد أنواع التجريح عنده .
    2 - و منهم من جهله مثل موسى بن هارون الحمال و ابن حزم .
    و يمكن أن نذكر معهم ابن أبي حاتم ، فإنه أورده في كتابه ( 2/1/419 ) و لم يذكر
    فيه جرحا و لا تعديلا .
    3 - و منهم من وثقه ، و هو ابن حبان وحده، فقد أورده في " ثقات أتباع التابعين
    " و قال ( 6/409 ) :
    " يخطىء " .
    فأنت ترى أنهم جميعا متفقون على تجريح الرجل ، إما بالضعف الشديد ، و إما
    بالجهالة ، و إما بالوهم .
    ثانيا : أن الكلام الذي لا يقدح إنما يسلم لو قيل في رجل ثبت أنه ثقة ، و الأمر
    هنا ليس كذلك ، لأن توثيق ابن حبان مما لا يوثق به عند التفرد كما هو الشأن هنا
    لما عرفت من تساهله فيه ، فلذلك لا يقبل توثيقه هذا إذا لم يخالف ممن هو مثله
    في العلم بالجرح و التعديل ، فكيف إذا كان مخالفه هو الإمام البخاري ؟ فكيف إذا
    كان مع ذلك هو نفسه يقول فيه كما تقدم :
    " يخطىء " ؟ !
    فيتلخص من ذلك أن الكلام الذي فيه قادح ، يسقط الاحتجاج بالحديث .
    ثم إن إيراد ابن حبان إياه في " أتباع التابعين " ينبهنا إلى أن في الحديث علة
    أخرى و هي الانقطاع ، فإن صالحا هذا رواه عن جده المقدام لم يذكر بينهما أباه
    يحيى بن المقدام ، فهو منقطع ، فهذه علة أخرى ، و يؤيده أنه سيأتي له قريبا
    حديث آخر برقم ( 1149 ) من روايته عن أبيه عن جده ، فإن كان هذا تلقاه عن أبيه
    فهو - أعني أباه - مجهول كما سيأتي هناك ، و لذلك ذكر الحافظ في ترجمة صالح هذا
    من " التقريب " أنه من الطبقة السادسة . و هم الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من
    الصحابة .
    (3/132)
    ________________________________________




    1134 - " كان الرجل إذا طلق امرأته ثلاثا قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أبي بكر ، و صدرا من إمارة عمر ، فلما رأى
    الناس قد تتابعوا فيها ، قال ( يعني عمر ) : أجيزهن عليهم " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/270 ) :

    منكر بهذا السياق .

    أخرجه أبو داود ( 2199 ) و عنه البيهقي ( 7/338 - 339 ) : حدثنا محمد بن
    عبد الملك بن مروان : حدثنا أبو النعمان : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن غير
    واحد عن طاووس :
    " أن رجلا يقال له : أبو الصهباء كان كثير السؤال لابن عباس قال : أما علمت أن
    الرجل كان إذا طلق امرأته ثلاثا قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد
    رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكر و صدرا من إمارة عمر ؟ و قال ابن عباس
    : بلى كان الرجل .." .
    قلت : و هذا إسناد معلول عندي بأبي النعمان و اسمه محمد بن الفضل السدوسي
    و لقبه عارم ، و هو و إن كان ثقة فقد كان اختلط ، وصفه بذلك جماعة من الأئمة
    منهم أبو داود و النسائي و الدارقطني و غيرهم ، و قال ابن أبي حاتم في " الجرح
    و التعديل " ( 4/1/59 ) :
    " سمعت أبي يقول : اختلط في آخر عمره ، و زال عقله فمن سمع منه قبل الاختلاط
    فسماعه صحيح " .
    قلت : و هذا الحديث من رواية ابن مروان و هو أبو جعفر الدقيقي الثقة ، و لا
    ندري أسمع منه قبل الاختلاط أم بعده ؟ و هذا عندي أرجح ، فقد خولف عارم في
    إسناده و متنه . فرواه سليمان بن حرب عن حماد بن زيد فقال : عن أيوب عن إبراهيم
    ابن ميسرة عن طاووس به ، إلا أنه لم يذكر فيه :
    " قبل أن يدخل بها " .
    أخرجه مسلم ( 4/182 ) و البيهقي ( 7/336 ) . و قال ابن أبي شيبة ( 5/26 ) : نا
    عفان بن مسلم قال : نا حماد بن زيد به .
    و رواه محمد بن أبي نعيم : نا حماد بن زيد به .
    أخرجه الدارقطني ( 443 ) ، و ابن أبي نعيم صدوق .
    فهي زيادة شاذة إن لم نقل منكرة ، تفرد بها عارم .
    و يؤكد ذلك أن عبد الله بن طاووس قد روى الحديث عن أبيه كما رواه سليمان بن حرب
    بإسناده عنه بدون الزيادة .
    أخرجه مسلم و النسائي ( 2/96 ) و الطحاوي ( 2/31 ) و الدارقطني ( 444 )
    و البيهقي و أحمد ( 1/314 ) و الحاكم أيضا ( 2/196 ) و قال :
    " صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه " ، و وافقه الذهبي .
    قلت : و هو كما قالا ، إلا أنهما وهما في استدراكهما على مسلم .
    قلت : فهذه الروايات الصحيحة تدل على أن عارما إنما حدث بالحديث بعد الاختلاط ،
    و لذلك لم يضبطه ، فلم يحفظ اسم شيخ أيوب فيه ، و زاد تلك الزيادة فهي لذلك
    شاذة غير محفوظة لمخالفته الثقات فيها ، و قد خفيت هذه العلة على العلامة ابن
    القيم ; فصحح إسناد الحديث في " زاد المعاد " ( 4/55 ) ، و انطلى ذلك على
    المعلق عليه ( 5/249 و 251 ) ، و أعله المنذري في " مختصر السنن " ( 3/124 )
    بقوله :
    " الرواة عن طاووس مجاهيل " .
    و إذا عرفت ذلك فلا يجوز تقييد لفظ الحديث الصحيح بها ، كما فعل البيهقي ، بل
    ينبغي تركه على إطلاقه فهو يشمل المدخول بها و غير المدخول بها ، و إليك لفظ
    الحديث في " صحيح مسلم " :
    " كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أبي بكر ، و سنتين من
    خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر بن الخطاب : إن الناس قد استعجلوا في
    أمر قد كانت لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم " .
    قلت : و هو نص لا يقبل الجدل على أن هذا الطلاق حكم محكم ثابت غير منسوخ لجريان
    العمل عليه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر ، و أول خلافة عمر ،
    و لأن عمر رضي الله لم يخالفه بنص آخر عنده بل باجتهاد منه و لذلك تردد قليلا
    أول الأمر في مخالفته كما يشعر بذلك قوله : " إن الناس قد استعجلوا .. فلو
    أمضيناه عليهم .. " ، فهل يجوز للحاكم مثل هذا التساؤل و التردد لو كان عنده نص
    بذلك ؟ !
    و أيضا ، فإن قوله : " قد استعجلوا " يدل على أن الاستعجال حدث بعد أن لم يكن ،
    فرأى الخليفة الراشد ، أن يمضيه عليهم ثلاثا من باب التعزيز لهم و التأديب ،
    فهل يجوز مع هذا كله أن يترك الحكم المحكم الذي أجمع عليه المسلمون في خلافة
    أبي بكر و أول خلافة عمر ، من أجل رأي بدا لعمر و اجتهد فيه ، فيؤخذ باجتهاده ،
    و يترك حكمه الذي حكم هو به أول خلافته تبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    و أبي بكر ؟ ! اللهم إن هذا لمن عجائب ما وقع في الفقه الإسلامي ، فرجوعا إلى
    السنة المحكمة أيها العلماء ، لا سيما و قد كثرت حوادث الطلاق في هذا الزمن
    كثرة مدهشة تنذر بشر مستطير تصاب به مئات العائلات .
    و أنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض البلاد الإسلامية كمصر و سوريا قد أدخلت هذا
    الحكم في محاكمها الشرعية ، و لكن من المؤسف أن أقول : إن الذين أدخلوا ذلك من
    الفقهاء القانونيين لم يكن ذلك منهم بدافع إحياء السنة ، و إنما تقليدا منهم
    لرأي ابن تيمية الموافق لهذا الحديث ، أي إنهم أخذوا برأيه لا لأنه مدعم
    بالحديث ، بل لأن المصلحة اقتضت الأخذ به زعموا ، و لذلك فإن جل هؤلاء الفقهاء
    لا يدعمون أقوالهم و اختياراتهم التي يختارونها اليوم بالسنة ، لأنهم لا علم
    لهم بها ، بل قد استغنوا عن ذلك بالاعتماد على آرائهم ، التي بها يحكمون ،
    و إليها يرجعون في تقدير المصلحة التي بها يستجيزون لأنفسهم أن يغيروا الحكم
    الذي كانوا بالأمس القريب به يدينون الله ، كمسألة الطلاق هذه ، فالذي أوده
    أنهم إن غيروا حكما أو تركوا مذهبا إلى مذهب آخر ، أن يكون ذلك اتباعا منهم
    للسنة ، و أن لا يكون ذلك قاصرا على الأحكام القانونية و الأحوال الشخصية ، بل
    يجب أن يتعدوا ذلك إلى عباداتهم و معاملاتهم الخاصة بهم ، فلعلهم يفعلون !
    (3/133)
    ________________________________________




    1135 - " ما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من نسائه إلا متقنعا ، يرخي الثوب
    على رأسه ، و ما رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا رآه مني " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/273 ) :

    موضوع .

    رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 251 - 252 ) عن محمد
    ابن القاسم الأسدي : نا كامل أبو العلاء عن أبي صالح - أراه - عن ابن عباس قال
    : قالت عائشة رضي الله عنها : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته الأسدي هذا كذبه أحمد و قال :
    " أحاديثه موضوعة ، ليس بشيء " .
    و أبو صالح هو باذام و هو ضعيف .
    و الشطر الثاني من الحديث قد روي من طريقين آخرين و لكنهما واهيان كما بينته في
    " آداب الزفاف " ( ص 32 - الطبعة الثانية ) و ذكرت هناك عن عائشة نفسها ما يدل
    على بطلانه .
    و أما الشطر الأول ، فمع تفرد ذاك الكذاب به فإنه يدل على بطلانه أيضا القرآن
    الكريم و هو قول الله عز وجل : *( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )* أي :
    كيف شئتم . فمع هذه الإباحة الصريحة في كيفية الإتيان ، لا يعقل هذا التضييق
    الذي تضمنه هذا الحديث الموضوع كما لا يخفى .
    (3/134)
    ________________________________________




    1136 - " ما ابتلى الله عبدا ببلاء و هو على طريقة يكرها إلا جعل الله ذلك البلاء له
    كفارة و طهورا ، ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله ، أو يدعو غير الله
    في كشفه " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/274 ) :

    موضوع .

    رواه ابن أبي الدنيا في " المرض و الكفارات " ( 162/1 ) حدثني يعقوب بن عبيد
    قال : أنبأ هشام بن عمار قال : أنبأ يحيى بن حمزة قال : حدثنا الحكم بن
    عبد الله أنه سمع المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي يحدث أنه سمع أبا هريرة
    يحدث قال :
    دخلت على أم عبد الله ابنة أبي ذباب عائدا لها من شكوى فقالت : يا أبا هريرة
    إني دخلت على أم سلمة أعودها من شكوى فنظرت إلى قزحة في يدي فقالت :
    رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ساقط موضوع ، من أجل الحكم بن عبد الله و هو ابن سعد الأيلي
    قال الذهبي في " الضعفاء " :
    " متروك متهم " .
    و قال في " الميزان " :
    " و قال أحمد : أحاديثه كلها موضوعة . و قال ابن معين : ليس بثقة . و قال
    السعدي و أبو حاتم : كذاب " .
    (3/135)
    ________________________________________



    1137 - " يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شاته " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/274 ) :

    ضعيف جدا .


    رواه ابن عساكر ( 15/390/2 ) عن عباد بن يعقوب الرواجني أنبأنا عيسى بن
    عبد الله بن محمد بن عمر بن علي حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا .
    قلت : و هذا سند واه ، عيسى بن عبد الله قال أبو نعيم :
    " روى عن آبائه أحاديث مناكير ، لا يكتب حديثه ، لا شيء " .
    و قال ابن عدي : " حدث عن آبائه بأحاديث غير محفوظة " .
    و ساق له الذهبي حديثين قال في أحدهما :
    " لعله موضوع " .
    و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه و بيض له المناوي
    في " شرحيه " !
    (3/136)
    ________________________________________



    1138 - " هي زكاة الفطر . آية : *( قد أفلح من تزكى )* " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/275 ) :

    ضعيف جدا .

    أخرجه البزار في " مسنده " ( 1/429/905 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 333/1 )
    و البيهقي ( 4/159 ) من طريق عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله المزني عن
    أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله : *( قد أفلح من تزكى
    و ذكر اسم ربه فصلى )* قال : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، كثير هذا هو ابن عبد الله بن عمرو بن عوف ، قال
    الشافعي و أبو داود :
    " ركن من أركان الكذب " .
    و قال الدارقطني و غيره :
    " متروك " .
    و عبد الله بن نافع هو الصائغ المخزومي المدني ، قال الحافظ :
    " ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين " .
    و الحديث أورده السيوطي في " الدر المنثور " ( 6/339 ) بتخريج البزار و ابن
    المنذر و ابن أبي حاتم و الحاكم في " الكنى " و ابن مردويه و البيهقي في " سننه
    " بسند ضعيف عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف به .
    قلت : فضعف إسناده بعبد الله بن نافع ، و تضعيفه بكثير أولى لما عرفت من سوء
    حاله ، و لكن لعله سكت عنه لشهرته بذلك .
    و للحديث شاهد موقوف ، رواه أبو حماد الحنفي عن عبيد الله ( و في نسخة عبد الله
    ) ابن عمر عن نافع عن عمر أنه كان يقول :
    " نزلت هذه الآية : *( قد أفلح من تزكى و ذكر اسم ربه فصلى )* في زكاة رمضان "
    قلت : و هو مع وقفه ضعيف الإسناد جدا ، فإن أبا حماد الحنفي و اسمه مفضل بن
    صدقة قال النسائي :
    " متروك " .
    و قال ابن معين :
    " ليس بشيء " .
    و عبد الله بن عمر إن كان هو المكبر فضعيف ، و إن كان المصغر فثقة .
    (3/137)
    ________________________________________


    1139 - " أكل اللحم يحسن الوجه ، و يحسن الخلق " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/276 ) :

    موضوع .

    رواه الرازي في " الفوائد " ( 15/101/2 ) و ابن عساكر ( 14/211/1 ) عن محمد بن
    هارون بن شعيب الأنصاري : حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن الحريص <1> : حدثنا
    محمد بن حسان بن يزيد الحوري : حدثنا وكيع عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت
    عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا .
    قلت : و هذا سند واه جدا بل هو موضوع ، فإن الأنصاري هذا قال الحافظ عبد العزيز
    الكتاني :
    " كان يتهم " .
    و المحمدان فوقه لم أعرفهما ، و من سائرهم من رجال الستة ، و اعتقادي أن هذا
    السند مركب عليهم ، فإن أحدهم أسمى من أن يحدث بمثل هذا الحديث الباطل الظاهر
    البطلان ، و إني لأعجب من السيوطي كيف سود به كتابه " الجامع الصغير " ! و أما
    المناوي فقد بيض له في " الفيض " و قال في " التيسير " : إسناد ضعيف " !
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] و ابن الحريص ترجمه ابن عساكر في " تاريخه " ( 15/31 - 32 ) و لكنه لم يذكر
    فيه جرحا و لا تعديلا . اهـ .
    1
    (3/138)
    ________________________________________


    1140 - " إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/277 ) :

    ضعيف .

    رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12/44/1 ) : حدثنا يزيد بن هارون عن هشام بن
    حسان عن الحسن عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
    و بهذا الإسناد أخرجه الإمام أحمد ( 3/381 - 382 ) و أبو يعلى ( 593 - 594 ) في
    حديث .
    و كذلك أخرجه أحمد ( 3/305 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 517 ) من
    طريقين آخرين عن هشام بن حسان به .
    و أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1/256/1 ) و كذا أبو داود ( 2570 ) و لكنه لم
    يسق لفظه .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و رجاله ثقات ، و إنما علته الانقطاع بين الحسن و هو
    البصري و جابر ، فإنه لم يسمع منه كما قال أبو حاتم و البزار .
    و قد رواه البزار ( 4/34/3149 ) من طريقين عن يونس عن الحسن عن سعد بن أبي وقاص
    مرفوعا به نحوه . و قال البزار : لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه ، و لا
    نعلم سمع الحسن من سعد شيئا " .
    و قال الهيثمي ( 10/134 ) :
    " و رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب " .
    و له شاهد واه جدا من رواية عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر
    مرفوعا به .
    أخرجه بن عدي في " الكامل " ( ق 244/1 ) و قال :
    " هذا الحديث بهذا الإسناد بعض متنه لا يعرف إلا من طريق عمر بن صبح عن مقاتل ،
    و ابن صبح منكر الحديث " .
    و قال الذهبي :
    " ليس بثقة و لا مأمون ، قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " .
    و له شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا به . و زاد :
    " فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر و له حصاص " .
    أخرجه الطبراني في " الأوسط " من حديث عدي بن الفضل عن سهيل بن أبي صالح عن
    أبيه عنه . و قال :
    " لم يروه عن سهيل إلا عدي " .
    قلت : و هو متروك كما قال الهيثمي ( 10/134 ) .
    و الزيادة المذكورة عند مسلم ( 2/5 - 6 ) من طريقين عن سهيل به . و هذا يدل على
    نكارة ما زاده عدي عليها . و يؤكده أن في أحد الطريقين المشار إليهما عند مسلم
    عن سهيل قال : أرسلني أبي إلى بني حارثة ، قال : و معي غلام لنا أو صاحب لنا ،
    فناداه مناد من حائط باسمه ، قال : و أشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا ،
    فذكرت ذلك لأبي فقال : لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ، و لكن إذا سمعت صوتا
    فناد بالصلاة ، فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
    قال :
    " إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ، ولى و له خصائص " .
    قلت : فهذا يبين أن هذه الزيادة التي تفرد بها عدي - و هو ابن الفضل - أصلها
    مقطوع من كلام أبي صالح والد سهيل ، فرفعه عدي !
    (3/139)
    ***************************
    يتبع أن شاء الله .........






 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 4 (0 من الأعضاء و 4 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 07:31 AM
  2. السلسلة الصحيحة للالباني
    بواسطة الهزبر في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 1235
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 06:23 AM
  3. فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الشبكة الإسلامية
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-10-12, 05:07 PM
  4. اضرار الكهرباء (لا للقلوب الضعيفة ))
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 2010-05-12, 05:43 PM
  5. بعض الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعه والتي سئل عنها شيخ الاسلام ابن تيمية
    بواسطة ركن الدين في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-08-31, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML